أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يعقوب بن افرات - الأسد يقاوم في الجولان















المزيد.....

الأسد يقاوم في الجولان


يعقوب بن افرات

الحوار المتمدن-العدد: 5286 - 2016 / 9 / 16 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية سقوط طائرتين إسرائيليتين الأولى في الجولان والثانية طائرة استطلاع بالقرب من دمشق. وإذا لقي هذا الإعلان النفي التام من قبل الجيش الإسرائيلي وكل مصدر معلومات مستقل إلّا أن مجرد الإعلان يكشف عن نوايا النظام السوري الذي يشعر بالثقة بالنفس بعد اتفاق الهدنة الأخير بين جون كري وسيرغي لافروف. وجاء هذا البيان على خلفية زيارة النصر التي قام بها الأسد إلى مدينة داريا التي لم يبق منها سوى الأنقاض بعد أن قصفها الأسد وقتل أهلها وحاصرها لمدة 4 سنوات وجوّع سكانها وفي النهاية أفرغ المدينة من سكانها. وبعد أن صلّى في المسجد برفقة مفتي الجمهورية أطلق صاروخين باتجاه الطيران الإسرائيلي كألعاب نارية للإحتفال بالعيد وانتصاره على شعبه والمجتمع الدولي برمته.
إن تحليق الطيران الإسرائيلي في سماء سورية ليس بالحادث الغريب نظراً لحقيقة أن السماء السورية مليئة بالطائرات الأجنبية من كل الأنواع والأشكال، روسية، وأمريكية وبريطانية وعربية وغيرها وكلها تتمتع بحصانة لأنها لم تأت لمحاربة النظام بل الإرهاب بكل ألوانه وأشكاله دون تمييز أو استثناء. والغريب أيضا هو أنه ولأول مرة يعلن النظام السوري -الذي اتسم بالصمت حتى الآن أمام الانتهاكات الإسرائيلية للأجواء والسيادة السورية المتكررة- أنه أسقط طائرة إسرائيلية. وما أراده الأسد هذا المرة هو كسب ربح سياسي ولو ظاهريا لصرف النظر عن أعماله الإجرامية تجاه شعبه. وقد عمد الأسد أن لا يصيب الصاروخين الهدف خوفاً من تصعيد الموقف ومن رد فعل إسرائيلي صارم ومع ذلك أراد أن يربك الإسرائيليين من ناحية وأن يستفيد إعلاميا من إطلاق الصاروخين ليغطي على سياسته الفعلية ألا وهي تسليم سوريا إلى أيدي الروس، والإيرانيين وحزب الله.
من المهم الإشارة إلى أن اسرائيل لم تقصد منذ أن بدأت الثورة السورية إسقاط النظام السوري في أي لحظة، بل اكتفت بمنع حزب الله وإيران من توسيع الجبهة من الجنوب اللبناني إلى الجولان السوري ولهذا السبب استهدفت نجل عماد مغنية الذي قتل في جولان في يناير 2015. إن السياسة الرسمية الإسرائيلية لم تر في سقوط نظام الأسد مصلحة استراتيجية لها نظراً لتجربتها الطويلة في التعايش السلمي مع النظام السوري من خلال هدنة طويلة الأمد استمرت منذ سنة 1974 وحتى اليوم. وكانت هذه الهدنة في الجولان ضماناً لوجود النظام السوري الذي ورغم تحالفه مع إيران وحزب الله كان حريصاً على عدم فتح جبهة الجولان والاكتفاء بتشغيل الجبهة اللبنانية على حساب الشعب اللبناني عندما أصبحت لبنان ساحة القتال الرئيسية بين إسرائيل وإيران عبر وكيلها المحلي حزب الله.
إن إسرائيل مرتاحة نسبيا لما يحدث في سورية من حرب ودمار، وهي تتخوف من احتمال انتشار الفوضى على طول البلاد وعرضها مما يمكن أن يلحق بها ضرراً وهي تفضل أن يعود الوضع على ما كان في السابق ليعود الأمان إلى الجولان. ولكن الاعتقاد الإسرائيلي هو أن سورية الموحدة هي شيء من الماضي ولا يمكن للأسد أن يعيد السيطرة على البلد بسبب الدمار الذي ألحقه بشعبه، فقدانه لكل شرعية على مستوى العالمي، والتدخلات الخارجية والمصالح المتضاربة التي تمنع حلاً مرضياً لكل الأطراف مع بقاء النظام. التوصيف الإسرائيلي لما يحدث في سورية هو حرب طائفية بين الشيعة والسنة، بين السعودية وإيران وعلى إسرائيل أن تستفيد منها من خلال توثيق العلاقة مع المحور السني في مواجهة إيران وفي المقابل تأجيل التسوية مع الفلسطينيين إلى موعد غير محدد، إلى ما بعد انتهاء النزاع الطائفي الذي يبعث الفوضى في كل المنطقة العربية.
على هذا الأساس فإن ما تهدف له إسرائيل الآن هو ضمان مصلحتها في الجولان لا أكثر، وكل ما تقوم به هو الرد المحدود على كل قذيفة هاون تسقط عندما تشتد المعارك بين المعارضة السورية والنظام في منطقة القنيطرة. ان مصدر التوتر بين نظام الاسد واسرائيل يعود الى سياسة التسامح تجاه مجهود المعارضة السورية وبينها جبهة النصرة للسيطرة على منطقة القنيطرة الامر الذي يثير حفيظة النظام. وتسعى اسرائيل ابعاد حزب الله عن الشريط الحدودي أما في كل ما يتعلق بمصير النظام في دمشق فإن إسرائيل تدرك جيداً أن الأيام التي كان من الممكن أن توجه الأحداث في البلاد العربية حسب إرادتها قد ولّت وكل ما تبقى هو ضمان مصالحها من خلال تحالفاتها مع القوى الإقليمية والدولية. وفي هذا المضمار تنسّق إسرائيل عملها العسكري بما في ذلك طلعاتها الجوية مع القيادة العسكرية الروسية التي تسيطر على الاجواء السورية بالكامل وفي نفس الوقت انفتحت على تركيا التي تعمل على ضمان حدودها الجنوبية مع سورية ضد داعش وضد الأكراد، وهي تتبادل المعلومات الإستخباراتية مع أمريكا ولديها أقمار استطلاعية تجول فوق الارض السورية كل ساعة ونصف.
رغم تباهي النظام بإسقاط الطائرتين الإسرائيليتين فالجيش الإسرائيلي ومعه كل الجيوش والميليشيات التي تعمل على الأرض السورية يعرف الحقيقة وهي أن هذا النظام فقد جيشه الذي تبعثر بعد خمسة سنوات من الحرب ضد الشعب وإخفاقه رغم كل الجبروت الإيراني الروسي في هزيمة المعارضة. إنه لولا الدعم الإيراني من ناحية والقصف الروسي البربري على المدن والبلدات السورية فكان النظام قد سقط منذ زمن. إن الوهن الأمريكي على المستوى الدولي، تقاعس الدول الداعمة للمعارضة وانصياعها لمصالح الأمريكان وحرمانها من تسلم أجهزة للدفاع الجوي، عدم إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري، الصمت الدولي أمام ممارسات الروس ومنحهم الشرعية كطرف نزيه في المأساة السورية، أنعش النظام إنعاشا اصطناعياً لكي يستمر في حفلة الدم والدمار التي لا تنتهي.
وأما الهدنة الحالية فهي لا تبشّر بالخير للشعب السوري، فهي لا تضمن الغذاء للمدن المحاصرة وهدفها شق صفوف المعارضة ومنح مزيد من الوقت للنظام الذي مثلما أشرنا لا خطط مستقبلية له سوى المزيد من القتل والدمار. هذه الهدنة لا تثق بها حتى وزارة الدفاع الأمريكية التي من المفروض أن تنسق عملياتها العسكرية مع القيادة العسكرية الروسية. إن هذه الهدنة التي هدفها حقن الدماء ليست سوى مقدمة لبداية معركة جديدة هذه المرة ضد داعش وضد جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) حسبما ينص الاتفاق بين كري ولافروف. وذلك يعني انجرار سلاح الجو الأمريكي إلى القصف العشوائي على المدن السورية حيث تتمركز فيها المعارضة. وفي حال تم تنفيذ هذا الاتفاق الغريب فستنتقل أمريكا من معارض لنظام الأسد ومن ثمة إلى وسيط بين النظام والمعارضة إلى عنصر فعال لإبقاء النظام وإخضاع سورية ومعها الإنسانية كلها لهذا السفاح الذي دمر بلداً كاملاً من أجل إدامة طغيانه.
وإذا فهمنا الهدف الإسرائيلي في سورية، والهدف الإيراني ومعه الروسي والتركي فلا أحد يفهم حتى الآن ماذا تريد إدارة أوباما من سورية. الحقيقة هي أن أوباما لا يريد شيئاً في سورية، ليس لديه استراتيجية للحل وكل ما يريده هو أن ينهي ولايته والساحة السورية ساكنة تنتظر بهدوء حذر مجيء الرئيس الأمريكي الجديد. أوباما حريص على تركته وأن يحافظ على سمعته، أن يبرر تسلمه جائزة نوبل دون سبب مقنع، ولكن نصف مليون قتيل، ملايين اللاجئين، أنقاض حلب وبقية المدن والبلدات السورية ستبقى أضرحة صامتة وذكرى رهيبة لما قام به أوباما عندما كان بإمكانه وقف هذا الدمار والقتل ولكنه تراجع قائلا بينه وبين نفسه "لتذهب سورية وشعبها إلى الجحيم".



#يعقوب_بن_افرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سامح شكري في أورشليم
- المثلث المقدس: نتانياهو، اردوغان وبوتين
- عملية تل أبيب وأبطالها الثلاثة
- نتنياهو يغمز يساراً ويتجه إلى اليمين
- حلب تحدد الهوية
- نداء استغاثة أخير
- لو لم تكن داعش موجودة لاخترعوها
- رثاء لحل الدولتين
- ربيع المعلمين الفلسطينيين
- المسافة بين أوسلو وجنيف
- نتنياهو قلق من انهيار السلطة الفلسطينية
- إسرائيل: الحملة ضد -المندسين- في الداخل
- العنصرية في العفولة والعادات والتقاليد
- الإرهاب يرهبنا
- هبّة الأقصى تعمّق الفراغ السياسي
- الأقصى في خطر شعار وبرنامج
- الكارثة السورية سياسية بامتياز
- الحزن يغمر الرياض وتل ابيب
- غزة تودع الضفة الغربية
- فلسطين عالقة بتغيير جذري على الساحة العربية


المزيد.....




- اصطدمت بسيارة أخرى وواجهته بلكمات.. شاهد ما فعلته سيدة للص س ...
- بوتين يوعز بإجراء تدريبات للقوات النووية
- لأول مرة.. دراجات وطنية من طراز Aurus ترافق موكب بوتين خلال ...
- شخصيات سياسية وإعلامية لبنانية: العرب عموما ينتظرون من الرئي ...
- بطريرك موسكو وعموم روسيا يقيم صلاة شكر بمناسبة تنصيب بوتين
- الحكومة الروسية تقدم استقالتها للرئيس بوتين
- تايلاند.. اكتشاف ثعبان لم يسبق له مثيل
- روسيا.. عقدان من التحولات والنمو
- -حماس-: اقتحام معبر رفح جريمة تؤكد نية إسرائيل تعطيل جهود ال ...
- مراسلنا: مقتل 14 فلسطينيا باستهداف إسرائيلي لمنزلين بمنطقة ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يعقوب بن افرات - الأسد يقاوم في الجولان