أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يعقوب بن افرات - نتنياهو قلق من انهيار السلطة الفلسطينية















المزيد.....

نتنياهو قلق من انهيار السلطة الفلسطينية


يعقوب بن افرات

الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 20:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر الذي عقد يوم الاحد 3/1 قال نتنياهو: "علينا أن نمنع انهيار السلطة الفلسطينية وفي نفس الوقت يجب أن نجهز أنفسنا لحالة انهيار السلطة". هذه ليست الجلسة الأولى بل الثانية للمجلس المصغر خلال عشرة أيام مما يدل على أن الموضوع يكتسب خطورة بالغة بل وطارئة نظراً للوضع الاقتصادي والأمني في المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية. وكانت توصيات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية واضحة عندما أكدت على ضرورة أن تتخذ الحكومة كل التدابير اللازمة لمنع انهيار السلطة، وحسب جريدة هآرتس فقد تبنى نتنياهو هذه التوصيات وبدأ بسلسلة من الإجتماعات مع وزير الدفاع، رئيس المخابرات والمنسق العام في المناطق المحتلة للبت في الموضوع ولكن بسبب ضغوط سياسية فإن أغلبية التوصيات التي عرضتها أمامه الأجهزة الأمنية لم تُنفّذ.
مما لا شك فيه أن الضغوط السياسية هي التي تمنع الحكومة -التي تستند على أغلبية ضئيلة جداً في البرلمان- من اتخاذ خطوات جدية لمنع انهيار السلطة الفلسطينية التي اصبحت ركناً اساسياً في وجود الاحتلال والاستيطان. إن الإعتبارات السياسية ذاتها هي التي قادت نتنياهو لوضع شروط تعجيزية بهدف منع أي تقدم في المفاوضات مع أبو مازن حتى تسبب في توقف العملية التفاوضية وبقت السلطة الفلسطينية معلقة بين الأرض والسماء أو بالأحرى بين الاحتلال من جهة والشعب الفلسطيني من جهة أخرى. إن العمليات الفردية، من دهس وطعن جنود ومدنيين إسرائيليين، التي اندلعت على خلفية حرق وقتل عائلة الدوابشة قد أوضحت للقاصي والداني أن السلطة الفلسطينية فقدت سيطرتها على الأحداث وأن انسداد الأفق أمام الحل السياسي يزيد من الغضب والإحباط عند الشعب الفلسطيني الذي ينتفض بشكل عشوائي، حتى أصبحت هذه السلطة عنصراً لا قيمة له أو اعتبار.
حتى الآن ترنح الموقف الإسرائيلي من احتمال حدوث انهيار للسلطة الفلسطينية بين اللامبالاة والإستهتار بكل من حذر من هذا الإحتمال بسبب ممارسات الاحتلال والطريق المسدود في المفاوضات. وقد استندت التقديرات الإسرائيلية إلى القرارات المتلاحقة التي اتخذت من قبل للجنة المركزية لحركة فتح والتي أوصت بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل وبالتهديدات المتكررة من قبل المفاوضين الفلسطينيين أنفسهم بتسليم المفاتيح للاحتلال إذا لم يتم إحراز أي تقدم في المفاوضات. غير أن كل هذه التوصيات والتهديدات كانت فارغة المضمون لدرجة وصلت فيها الحكومة الإسرائيلية إلى الإستنتاج المنطقي بان وجود السلطة الفلسطينية ليس مصلحة إسرائيلية فقط بل فلسطينية أيضاً بمعنى أن القيّمين على هذه السلطة يستفيدون منها ومن كل الإمتيازات الاقتصادية وسيستمرون في الحفاظ عليها بغض النظر عما تقوم به إسرائيل من قمع واستيطان. وقد دوّى تصريح أبو مازن الشهير أمام الصحافيين الإسرائيليين في مايو 2014 ومفاده "لا نريد سوى طريق السلام" وأن "التنسيق الأمني أمر مقدس".
بينما تستعد إسرائيل المحتلة لانهيار السلطة وتناقش الخيارات إزاء هذا السناريو لا يوجد في المقابل في الجانب الفلسطيني أي نقاش جدي حول هذا الاحتمال. إتفاق أوسلو أصبح إطاراً مقدساً لا بديل عنه وأقيمت في ظلّه سلطتين فلسطينيتين في كل من الضفة الغربية وغزة. وإن تداول هذا الموضوع المصيري كان من منطلق الإحتجاج دون أن يتم التخطيط الفعلي لأي بديل. فوقف التنسيق الأمني شيء مهم ولكنه لا يفترض حل السلطة الفلسطينية بكاملها، ومن الواضح أنه وفي حال اختفت السلطة الفلسطينية فلا بد لإسرائيل إلّا أن تعيد الإدارة المدنية وهذا كابوس لا تريده وستعمل كل ما بوسعها لمنعه. فاذا كانت إسرائيل لا تريد أن تحل مكان السلطة الفلسطينية والسلطة نفسها فقدت كل مصداقية وإمكانية للاستمرار في وظيفتها الأمنية والخدماتية فالبديل هو الفوضى إذن. إن تصرف إسرائيل من ناحية والسلطة من ناحية أخرى يدل على أنهما، ورغم التعاون الامني الوثيق بينهما، تقودان بسبب عجزهما السياسي إلى الفوضى التي ستؤدي إلى مآس لكلا الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني في آن.
الغريب في الأمر هو أن من يدفع باتجاه مثل هذه الفوضى هم المستوطنون من ناحية وحركة حماس من ناحية أخرى. إن المستوطنين قد قتلوا رابين على خلفية تسليمه أجزاء من الضفة الغربية وغزة لياسر عرفات وهم يعارضون بشدة كل اتفاق يفترضُ إزاحة الاستيطان لتمكين الفلسطينيين من إنشاء دولتهم المستقلة. أما حماس فهي ترى في فتح والسلطة الفلسطينية عدوها الرئيسي لأن التنسيق الأمني موجّه ضد عناصرها وكل غايته منعها من السيطرة على الضفة الغربية من خلال إنقلاب على غرار ما حدث في غزة. وقد أصبح الإنقسام الفلسطيني واقعاً جامداً لا يمكن أن ينتهي إلّا في حال انتصر أحد الفرقاء على خصمه أو في حال انتصر الشعب على هاتين الحركتين اللتين تحتكران السياسة الفلسطينية منذ 25 عاما، باسم السلام تارة، وباسم المقاومة تارة أخرى يعيش الشعب الفلسطيني حالة من إنعدام الحياة السياسية، نظام ديكتاتوري في غزة والضفة الغربية تحت سقف الاحتلال الإسرائيلي.
وقد منعت هذه الديكتاتورية المزدوجة -التي تتنافس على السلطة من أجل تحقيق مصالحها وامتيازاتها الضيقة بعيداً عن معاناة الشعب وطموحاته- من بروز قوى سياسية بديلة. ومع أن غالبية الشعب الفلسطيني تعارض ما تقوم به فتح في مناطق سيطرتها في الضفة الغربية المحتلة وحماس في غزة المحاصرة إلّا أنه لا توجد حتى الآن قوة بديلة قادرة على استقطاب الشعب الذي يشمل كل من لا يستفيد من قيام هذه السلطة، وهم العمال والشباب الذين يعيشون دون عمل وأمل في المستقبل وأيضاً كل الذين يتعرضون للقمع الوحشي من قبل الاحتلال.
وإذا كان الربيع العربي قد جمع بين الشباب العرب على نطاق العالم العربي كله دون استثناء فإنه قد قفز عن فلسطين. إن السلطة الفلسطينية هي عدو لدود للربيع العربي، صديقة للإنقلابيين في مصر والنظام الأسدي المجرم في سوريا ولم نرى حتى الآن أي تعبير شبابي فلسطيني جدّي للتضامن مع الشباب المصري الذي يقضي في السجون أو مع الشعب السوري الذي يتعرض لأبشع الجرائم ضد الإنسانية.
إن هذا الإنعدام المطلق لأي بديل عن السلطة الفلسطينية وحماس يقود إلى الفوضى دون شكّ، وإلى خطر الإقتتال الداخلي. إنهيار السلطة الفلسطينية هو أمر محتوم فلا مبرر لوجودها منذ أول يوم أقيمت فيه. إن اتفاق أوسلو هو مقبرة النضال التحرري الفلسطيني واتضح بأنه إطار لتسهيل الإستيطان وإدامة الاحتلال لا غير. وقد ضيّع الشعب الفلسطيني 20 عاماً شهد خلالها كيف يتوسع الاستيطان من ناحية وانقسام داخلي كان سببه المنافسة على السلطة التي تم إنشاؤها في أوسلو من ناحية أخرى. إن انهيار هذا الكيان الفلسطيني الغريب الذي ولد من رحم أمريكا وإسرائيل ولا مثيل له في تاريخ الشعوب من الممكن أن يقود إلى فوضى ولكن من ناحية أخرى سيضع الشعب الإسرائيلي أمام الحقيقة المرّة إما العودة إلى أيام الاحتلال بكل ما تتطلبه من تكلفة مالية وصراع وعزلة دولية، أو التسليم بالحقوق الفلسطينية الكاملة.
ومن ناحية أخرى فإن انهيار السلطة سيخلط كل الأوراق السياسية وسيجبر القيادات الشابّة على تحمّل المسؤولية والانضمام إلى أشقائهم في العالم العربي الذين يعلموننا يوماً بعد يوم دروساً في التضحية من أجل الحرية ،الديمقراطية، والعدالة الإجتماعية. إن إرادة الشعوب لن تقهر وإذا ثار الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال وهو يتمسك بمبادئ الربيع العربي فسيحظى بدعم وتضامن العالم كله إضافة إلى القوى الديمقراطية داخل إسرائيل والتي تعبر يوماً بعد يوم عن استيائها العميق من اليمين الإسرائيلي الذي لا يفتح أفقه إلّا للعداء ويسد كل أفق للسلام.



#يعقوب_بن_افرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل: الحملة ضد -المندسين- في الداخل
- العنصرية في العفولة والعادات والتقاليد
- الإرهاب يرهبنا
- هبّة الأقصى تعمّق الفراغ السياسي
- الأقصى في خطر شعار وبرنامج
- الكارثة السورية سياسية بامتياز
- الحزن يغمر الرياض وتل ابيب
- غزة تودع الضفة الغربية
- فلسطين عالقة بتغيير جذري على الساحة العربية
- اليمن تتمزق بين السعودية وإيران
- نتنياهو يعرّي ابو مازن
- الحرب على الإخوان
- قطر تنضم الى محاصري غزة
- وحدة عربية يهودية لهزيمة العنصرية والتطرف
- انتفاضة الحجارة ردا على إنعاش مخطط الحكم الذاتي
- شتّان ما بين الإيبولا وداعش
- حزب دعم العمالي - وثيقة سياسية: الحرب على غزة وتفكك النظام ا ...
- غزة تعمّق الانقسام في اسرائيل وفلسطين
- نتانياهو يغرق في بحر غزة
- -داعش- والفوضى المدمرة


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يعقوب بن افرات - نتنياهو قلق من انهيار السلطة الفلسطينية