أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يعقوب بن افرات - حزب دعم العمالي - وثيقة سياسية: الحرب على غزة وتفكك النظام العربي















المزيد.....



حزب دعم العمالي - وثيقة سياسية: الحرب على غزة وتفكك النظام العربي


يعقوب بن افرات

الحوار المتمدن-العدد: 4567 - 2014 / 9 / 7 - 22:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اثنين وخمسين يوما استمرت الحرب على غزة وانتهت دون فك الحصار عن غزة. حماس تعلن الانتصار واسرائيل تنسب لنفسها الانجازات، ولكن الحقيقة لم يكن النصر حليف أحد. وكما حدث في جولات سابقة من الحروب المدمرة، الشعوب هي التي تدفع دائما ثمن الحرب، وفي هذه الحرب تكبد الشعب الفلسطيني ألفا قتيل، عشرة آلاف جريح، عشرات آلاف البيوت المدمرة ومئات الآلاف المشردين الذين فقدوا مأواهم. لا يمكن حسم من هو الغالب ومن المغلوب لأنه لا تمكن المقارنة بين الخصمين، من جهة دولة متطورة يتمتع فيها المواطن ب30 ألف دولار من الدخل القومي سنويا، وفي المقابل "لا دولة" يضطر المواطن فيها للاكتفاء بثلاثة آلاف دولار سنويا. المعركة بين جيش يعتمد أحدث التكنولوجيات وميزانية تفوق 17 مليار دولار وبين تنظيم مسلح يعتمد على سلاح بدائي وميزانية من بضعة ملايين من الدولارات، هي ليست معركة غير متكافئة فحسب، بل محسومة سلفا.
السؤال اذا ما الذي يفسر امتداد الحرب كل هذه المدة، دون أن تستطيع اسرائيل بكل جبروتها أن تدحر حماس وتسقط سلطتها في غزة. الجواب بسيط، لم يكن من اهداف اسرائيل في أية مرحلة إسقاط حماس لأنها أولا لا تريد إعادة احتلال غزة وثانيا لا بديل لها عن حماس كحاكم لغزة وضامن لسلامة الحدود مع اسرائيل. ان سلطة حماس لم تكن المستهدفة، لماذا اذن استمر الهجوم الصاروخي على إسرائيل لفترة طويلة رغم التقتيل والتدمير والتكلفة الباهظة (حسب وزير الدفاع الاسرائيلي أنفقت إسرائيل 2 مليار دولار وأحدثت ضررا مباشرا للفلسطينيين بقيمة 5 مليار دولار).
الجواب عن هذا اللغز يكمن في الدوافع المتناقضة بين الخصمين. فحماس تريد فك الحصار عن غزة وكل حروبها مع اسرائيل دارت حول هذا الموضوع، اسرائيل من ناحيتها تريد إحكام الخناق على غزة بهدف نزع سلاح حماس. المعادلة بسيطة: فك الحصار مقابل التنازل عن المقاومة المسلحة. ولكن بما أن إسرائيل تفتقد البديل لحماس ولا تريد بنفسها احتلال غزة، وبما أن حماس عاجزة عن دحر اسرائيل او الانتصار عسكريا نظرا لعدم التكافؤ بينهما، فكل ما يبقى هو حرب استنزاف طويل الامد حتى يرفع أحد الطرفين الراية البيضاء.
ان استمرار الجولات الحربية يعني المزيد من الدمار لغزة، ولكنه يجبر اسرائيل أيضا على الدخول في معركة هي غنى عنها، فمواطنوها أضحوا مستهدفين من قبل الصواريخ رغم حيوية "القبة الحديدية" في إسقاطها، وهي تخلق جوا من اليأس لدى المواطن الاسرائيلي الذي يريد مواصلة حياته العادية دون أن يبالي بمصير المواطن الغزي.

غزة وقعت بين قطر والسعودية
لا يمكن فهم مجريات الحرب على غزة دون الاضطلاع على بُعدها العربي. فلأول مرة برز بشكل واضح محوران اساسيان، الاول يجمع السعودية ومصر والثاني قطر وتركيا. واذا كانت حماس قد اعتمدت في الماضي على محور "الممانعة" المتمثل بإيران وسورية وحزب الله اللبناني، فقد قلب الربيع العربي النظام العربي برمته وخلق واقعا جيوسياسيا جديدا سقطت فيه الانظمة القديمة، وتفككت الدول التي دخلت في نوع من الحروب الاهلية، وتكونت محاور جديدة تلعب فيها دول الخليج الدور الأساسي. كما ادى الربيع العربي الى انقسام داخل مجلس التعاون الخليجي بين السعودية وبين قطر.
النزاع بين الدولتين هو جوهري لدرجة أن كل الجهود لرأب الصدع بينهما وصلت الى طريق مسدود. يدور الخلاف حول أسلوب إخماد الثورة الديمقراطية التي تجتاح العالم العربي. ففي حين عارضت السعودية بشدة ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام مبارك، دعمت قطر الاخوان المسلمين الذين وصلوا السلطة بانتخابات ديمقراطية نزيهة. تعترف قطر بان النظام القديم تقادم عليه الزمن ولكنها تسعى لاحتواء ثورة الشباب المطالب بنظام مدني عصري، وبالتالي الانقلاب عليها من خلال تعزيز دور وسيطرة الاخوان المسلمين. اما النظام السعودي فلا يرى في الثورة الديمقراطية وحدها خطرا بل في الاسلام السياسي وقد أيد حزب النور السلفي (المدعوم من السعودية) الانقلاب العسكري الذي أطاح بمن كان حليفهم، الرئيس الإخواني محمد مرسي.
صدّرت السعودية وقطر صراعهما على امتداد العالم العربي، مما أشعل حروبا اهلية تمتد من ليبيا، الى مصر، فالعراق وسورية وكلها بهدف كبح جماح الربيع العربي. ففي ليبيا وقع انشقاق بين حكومة طبرق التابعة للسعودية وحكومة طرابلس المدعومة من قطر؛ في مصر تدعم السعودية نظام الجنرال عبد الفتاح السيسي بينما تقف قطر وراء الرئيس المخلوع محمد مرسي؛ في سورية تصارع البلدان على قيادة المعارضة السورية حتى اطاحت السعودية بالمجلس الوطني الذي تميز بنفوذ للإخوان المسلمين ودعمته قطر، ليحل محله الائتلاف الوطني المدعوم من السعودية. وقد ادى هذا التناحر الى اختفاء المعارضة السورية لصالح المنظمات الجهادية مثل داعش وجبهة نصرة. وحتى في هذا المجال تبنت قطر جبهة النصرة "المعتدلة" بينما دعمت السعودية داعش، حتى اضطرت الى فصل مدير مخابراتها بندر بن سلطان بأمر من الادارة الامريكية لأنه مدّ داعش بالسلاح والمال.
دخلت الحرب على غزة في سياق هذا الواقع الجديد وهذا الصراع، فاعتمدت حماس على الدعم القطري التركي بينما وقفت اسرائيل مع مصر والسعودية، الامر الذي منع الوصول الى أي اتفاق بين الطرفين وأطال القتال وأفشل كل المحاولات لوقف النار. منذ البداية تنافست على الساحة مبادرتان: المصرية والقطرية. وقد نصت المبادرة المصرية على وقف اطلاق النار وفقط من بعدها الخوض في تفاصيل الاتفاق بين اسرائيل وحماس، بينما اشترطت المبادرة القطرية وقف النار بفك الحصار، بناء الميناء كمنفذ بحري لغزة، واطلاق سراح المعتقلين من صفقة الجندي جلعاد شاليط الذين أعادت اسرائيل اعتقالهم بعد اختطاف شباب المستوطنين الثلاثة. كما اشترطت المبادرة المصرية على أن ابو مازن بوصفه رئيسا للسلطة الفلسطينية هو الممثل للفلسطيني، ورفض النظام المصري التعاطي مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس المقيم في قطر.
الوحدة الفلسطينية المشبوهة
لقد كشفت الحرب على غزة طبيعة الوحدة الانتهازية بين فتح وحماس، وذلك عندما دعم ابو مازن المبادرة المصرية في حين تمسكت حماس بالمبادرة القطرية. ان احد اسباب الحرب كان دون شك فشل الوحدة الفلسطينية رغم استقالة حكومة اسماعيل هنية في غزة لصالح حكومة التكنوقراط برئاسة رامي الحمدالله التي تشكلت بموافقة امريكية واوروبية. وقد وجدت حماس نفسها في ضائقة سياسية كبيرة بعد الانقلاب العسكري في مصر الذي اطاح بحليفها الحميم الرئيس مرسي (إضافة الى فقدان دعم المحور الايراني-السوري بعد الثورة السورية). اغلاق معبر رفح وتدمير الانفاق التي شكلت شريان اقتصادي اساسي لحماس، ادى الى ضائقة اقتصادية، نقص بالطاقة، بطالة مرتفعة جدا وعدم امكانية صرف رواتب الموظفين التابعين لسلطة حماس. هذا ما دفع حماس للوصول الى اتفاق مع فتح على تشكيل حكومة جديدة، وكان امل حماس ان تضخ الحكومة الاموال لإنعاش غزة اقتصاديا.
ولكن كما تبين لاحقا لم تكن هذه الوحدة حقيقية، فحماس لم تنو بالفعل تسليم سلطتها بل ارادت من ابو مازن أن يتولى تمويلها. ولكن ابو مازن رفض صرف رواتب موظفي سلطة حماس، مما ادى الى ازمة حقيقية بين الطرفين. قيام حماس باختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة منح الحجة لإسرائيل لشن حملة امنية ضد كوادر الحركة في الضفة الغربية واعادة محرري صفقة شاليط الى السجن، مما استفز قادة حماس التي اكتشفت ان الوحدة مع فتح لا تفيدها، فالرواتب لم تصرف والتعاون الامني بين السلطة الفلسطينية واسرائيل مستمر وينعكس في استمرار السلطة الفلسطينية باعتقال كوادر حماس بالضفة وإغلاق مؤسساتها، فما كان من حماس إلا ان ردت بقصف صاروخي بهدف خلط الاوراق من جديد.
ان خطف الشبان الثلاث من ناحية واعتقال خلايا سرية خططت للاستيلاء على الضفة الغربية في حال سقوط السلطة الفلسطينية، إضافة الى الهجوم الصاروخي على اسرائيل، كلها تكشف عمق العداء بين فتح الحماس اذ يسعى كل طرف لتصفية الوجود السياسي للآخر. وقد تصرفت حماس ابان الحرب كما لو كانت الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ولم تبالِ بموقف فتح بل اعتقلت كوادرها في غزة. ان سلوك حماس قد سحب البساط من تحت أقدام حكومة الوحدة، فلم يكن لها أي دور اثناء الحرب وتبين ان لا سيادة لها بكل ما يتعلق بمصير الشعب الفلسطيني. وقد لعب ابو مازن في هذه الحرب دور الوسيط وليس الزعيم، حيث عمل على اقناع حماس وراعيه الجديد الشيخ تميم القطري على قبول المبادرة المصرية.
ان هدف حماس من الوحدة مع فتح كان ولا يزال فك الحصار عن غزة. وقد كان من المتوقع ان تعمل الحكومة الجديدة على اعادة فتح معبر رفح نظرا للعلاقة الحميمة بين ابو مازن وبين النظام المصري. غير ان هدف السلطة الفلسطينية ليس بالضرورة فك الحصار لصالح حماس بل اعادة سيطرتها على غزة كما كان الحال قبل الانقلاب عام 2007. من هنا فقد سعت حماس من خلال المبادرة القطرية لضرب عصفورين بحجر: التخلي عن المعابر مع اسرائيل من ناحية وكذلك عن المعبر مع مصر، وذلك من خلال بناء ميناء يحل محل المعابر ويمنح لغزة استقلالية اقتصادية بدعم قطري وتركي. ولكن هذا الطموح لم يرُق للنظام المصري الذي يرى في حماس خطرا استراتيجيا على وجوده كونه امتدادا لعدوه اللدود الاخوان المسلمين. اسرائيل التي تسعى لحفظ علاقاتها الاستراتيجية مع مصر التزمت بالمبادرة المصرية. حماس بالنسبة لإسرائيل قد تكون أهون الشرين اذ انها تخاف من نموذج داعش وما شابهه، بينما لا يرى النظام المصري على نفسه اشد خطرا من الاخوان المسلمين الذين تنتمي حماس إليهم.
سياسة اوباما ساهمت في خلق الفوضى
كان الموقف الامريكي من الحرب على غزة توفيقيا الى حد ما. فقد حاول الجمع بين المبادرتين المصرية والقطرية مما اثار حفيظة الاسرائيليين فراحوا بدورهم يتهجمون على وزير الخارجية الامريكي، جون كري، واتهموه بالانحياز لقطر. وقد بحث الامريكان عن حل جذري يحظى بقاعدة واسعة من الدعم السياسي لكي يمنع تكرار الحرب، ولكنه فشل في تحقيق الهدف، رغم ان الدول المعنية بالصراع حليفة له. ومع ذلك، فالعلاقة بين امريكا والسعودية تأثرت بعد هجوم القاعدة على نيويورك، ذلك ان امريكا اكتشفت عندها خطورة الايديولوجيا السلفية المدعومة من السعودية في مساعيها للحد من نفوذ الثورة الايرانية في المنطقة. نقطة خلاف اخرى اساسية أثارت حفيظة السعوديين ضد اوباما تكمن في موقفه من الربيع العربي. فأوباما يعتبر الربيع العربي نتيجة طبيعية لفشل الانظمة العربية في توفير الامان الاقتصادي والحرية لشعوبها، الأمر الذي جعله يتخلى عن نظام مبارك ويتعاون مع الرئيس المنتخب محمد مرسي الممثل عن الإخوان المسلمين، ألدّ أعداء السعودية.
اعتبرت الادارة امريكية ما حدث في مصر انقلابا على الشرعية، الامر الذي عمق الازمة مع السعودية التي دعمت ومولت الانقلاب. في نفس الوقت تتعاون امريكا مع قطر في مجالات عدة، بينها صفقة التبادل مع طالبان مقابل جندي امريكي اسير في أفغانستان، واخيرا توسطت قطر مع جبهة النصرة التي يعتبرها الامريكان منظمة ارهابية للإفراج عن صحافي امريكي تم اسره في سورية. ولكن مع ذلك تحافظ امريكا على علاقاتها مع السعودية وتتعاون معها في العراق، كما تحافظ على علاقتها مع مصر والاردن وتدعم ابو مازن، مما يعني انها تبقى على مسافة واحدة من كل حلفائها المتناحرين فيما بينهم والذين أدخلوا المنطقة لحالة من الحرب والفوضى.
ان سياسة الادارة الامريكية تجاه المنطقة تتسم بالترقب والسلبية، وقد ادت هذه السياسة الى خلق فراغ كبير جدا استغلته أولا روسيا وايران اللتان تتدخلان بقوة في سورية مما سبّب في تدهور النزاع السياسي بين سلطة ومعارضة الى حرب اهلية طائفية فتحت المجال لدخول داعش لتحتل اجزاء من سورية والعراق وتمحو الحدود الفاصلة بين البلدين. وقد تخلى اوباما عن كل مسؤولية تجاه الشعب العراقي والسوري، فمن ناحية دعم نوري المالكي في العراق وسمح لبشار الاسد بأن يذبح الشعب السوري ومنع أي دعم حقيقي للمعارضة. وكان موقف اوباما من الحرب في سورية سببا اساسيا في نمو نفوذ داعش، فبدل دعم وبناء المعارضة الديمقراطية، وضعها تحت رحمة النظام وأدخلها في مفاوضات عقيمة في جنيف ضربت بسمعة المعارضة ورجح كفة التطرف السني السلفي المتمثل بداعش وجبهة النصرة.
وكان الاخفاق الامريكي اكثر بروزا في مفاوضات السلام بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، اذ انتهت بعد تسعة شهور دون نتيجة تذكر. وقد اتهم الاسرائيليون جون كري بعدم الواقعية لأنه سعى بشكل جدي للوصول الى حل نهائي. الحكومة الاسرائيلية على غرار العائلة المالكة في السعودية ترى في الموقف الامريكي الذي تخلى عن نظام مبارك خطأ فادحا ضرب بمصلحة اسرائيل وبمكانة ابو مازن وعزز من موقف حماس. وقد عملت اسرائيل لأول مرة على استثناء امريكا من المفاوضات على اتفاق وقف النار الاخير مع حماس، وذلك لصالح تقوية علاقاتها مع النظام المصري والسعودي. وكان الخلاف بين اسرائيل والادارة الامريكية حتى وصل الامم المتحدة عندما امتنعت اسرائيل عن التصويت ضد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، مما اثار غضب الامريكان الذين يضمنون الفيتو على كل قرار ضد اسرائيل في مجلس الامن.
الرفض الاسرائيلي للاقتراح الامريكي واستثناء جون كري من المفاوضات ساهما هما ايضا في استمرار القتال، بعد ان اتضح ان المبادرة المصرية لا تلقى الدعم الامريكي. وجاء تدخل كري بعد ان اتضح الدمار التي خلفه التدخل الاسرائيلي البري في حي الشجاعية بغزة. وقد استمرت الحرب 45 يوما اضافيا ارتفعت في آخرها عدد الضحايا الى اكثر من 2400 قتيل فلسطيني بينهم 450 طفلا اضافة الى الدمار الشامل الذي لم تر غزة له سابقة. في غياب وسيط مقبول وضامن للاتفاق استمرت الحرب حتى رضخت حماس للجبروت الاسرائيلي. ان قصف الابراج المكونة من 14 طابقا وتؤوي مئات العائلات أثبت وحشية الجيش الاسرائيلي واستعداده لمواصلة الغارات الجوية حتى لو كان الثمن تدمير غزة بالكامل.
من هذه الناحية انتهت الحرب كما بدأت، فقد اضطرت حماس لقبول المبادرة المصرية التي لا تضمن فك الحصار وأخرجت موضوع معبر رفح تماما من المفاوضات. وقد اتفقت اسرائيل وحماس على ألا تتفقا على الأمور الجوهرية، وكل ما تم الاتفاق عليه هو "تسهيلات" اسرائيلية تتعلق بمنطقة صيد السمك في بحر غزة، منح الفلاحين زراعة الشريط الحدودي مع اسرائيل وادخال مواد عمرانية وبضائع الى قطاع غزة، وكل هذا طبعا مرهون برغبة اسرائيل في تنفيذ الاتفاق ومتعلق بحفظ الهدوء من قبل حماس. هذا الترتيب لا يبرر عدد القتلى والدمار في غزة، ولا يمكن اعتباره انتصارا للشعب الفلسطيني. الحصار قائم والمشكلة الفلسطينية بعيدة عن الحل بعد ان وصلت العلاقات بين فتح وحماس ازمة جديدة واتهامات متبادلة بين الطرفين بعد يوم واحد من الوصول الى وقف اطلاق النار.

السياسة الاسرائيلية بعد الحرب
في حين تعمق الانقسام على الساحة الفلسطينية، حظيت الحرب التي شنتها حكومة نتانياهو على غزة بإجماع صهيوني واعتبرت "حربا عادلة" اذ ان الشعب الإسرائيلي مقتنع بان حماس تريد تدمير اسرائيل وهجومها الصاروخي موجه ضد المواطن الاسرائيلي دون تمييز. وقد شبّه نتانياهو حماس بداعش، وتحديدا بعد الاعدامات في الاماكن العامة لأكثر من 20 شخصا اتهمتهم حماس بالعمالة للاحتلال. وجاءت هذه العملية البربرية ردا على قتل ثلاثة من قادة حماس العسكريين وعلى رأسهم رائد العطار في رفح. وقد انحصر النقاش الداخلي في اسرائيل حول كيفية انهاء الحرب. فبينما طالب اليمين المتطرف ووزير الخارجية ليبرمان بإسقاط حكم حماس من خلال احتلال غزة، لقي نتانياهو الدعم من قبل احزاب المعارضة مثل حزب العمل وميريتس، التي طالبت بحصر العملية العسكرية في هدف واحد هو تحقيق الهدوء على الحدود.
واذا تم توجيه النقد على نتانياهو من قبل المعارضة فكان على اساس استعداده للتفاوض مع حماس التي يعتبرها منظمة ارهابية ورفضه التفاوض مع ابو مازن الذي يحافظ على التنسيق الامني. وتتمسك المعارضة الليبرالية في اسرائيل بأبو مازن وبالجنرال السيسي وحتى النظام السعودي وتعتبر هذا المحور بديلا سياسيا جديدا يفتح افقا جديدا للعملية السياسية وامكانية الوصول الى حل شامل. حسب المعارضة اليسارية، على اسرائيل العمل للوصول الى حل يشمل الضفة الغربية وغزة على اساس اعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة، وذلك بدعم سعودي ومصري. بالنسبة لحزب العمل وميريتس الانقلاب العسكري في مصر وموقف السعودية الذي يسعى لإغراق الحركة الديموقراطية في العالم العربي في بحر من الدم، هما فرصة غنية يضيعها نتانياهو بسبب رفضه التنازل عن الاستيطان في الضفة الغربية.
ان العبرة من الحرب على غزة بالنسبة لنتانياهو بسيطة جدا، ممنوع تسليم شبر واحد من الارض، فكل رقعة تنسحب منها اسرائيل تحتلها حماس التي تلجأ لحفر الانفاق تحت المدن والبلدات المتاخمة للضفة الغربية وتصويب صواريخها نحو مطار بن غوريون. واذا كان نتانياهو قد اشترط في السابق على ابو مازن بالاعتراف بيهودية دولة اسرائيل كشرط لأي تنازل اسرائيلي، فانه اليوم وضع شرطا جديدا اصعب، وهو سيطرة ابو مازن على قطاع غزة. ان الاعتراف بيهودية اسرائيل يستوجب مجرد اعلان، اما السيطرة على غزة فيعني الحرب مع حماس، وهذا مستحيل في المستقبل المنظور. لقد كشفت الحرب القدرات القتالية لحماس التي لا تريد الاعتراف بإسرائيل، وأظهرت ابو مازن كمن يقدّس التعاون الامني مع الاحتلال، ومع هذا فلا نفوذ له في الضفة نفسها دون تواجد الجيش والمخابرات الاسرائيلية داخل المدن الفلسطينية، حسب اعتراف وزير الدفاع الاسرائيلي.
اما الاحزاب العربية فقد انقسمت في الحرب بين جناحي الصراع: الحزب الشيوعي يدعم نظام الأسد في سورية ويؤيد الانقلاب في مصر وينحاز الى ابو مازن، اما التجمع والحركة الاسلامية فيقفان مع حماس وقطر. وقد نظمت الاحزاب العربية مظاهرات لدعم حماس بمعزل عن المظاهرات ضد الحرب التي تمت في تل ابيب ومدن اسرائيلية اخرى، مما عزز انغلاق الاحزاب العربية وامتناعها عن التأثير الفعلي على الساحة السياسية في اسرائيل.
انقسام الاحزاب العربية بين مؤيدي قطر وحماس من جهة ومؤيدي السيسي وابو مازن من جهة اخرى، يعبر عن فقدان الخيار الديمقراطي الذي تمثل في الربيع العربي وحركة الشباب في كل من مصر، سورية وتونس والتي قادت الثورة ضد الانظمة الفاسدة. لقد أضاعت هذه الاحزاب البوصلة السياسية وانغلقت على نفسها وامتنعت عن التوجه للساحة الاسرائيلية في محاولة لشرح موقفها وكسب الرأي العام لصالح الحركة الديمقراطية في العالم لعربي وقضية الشعب الفلسطيني العادلة.
في مواجهة هذا الواقع تتخبط الساحة السياسية الاسرائيلية بين طرفين: الاول، عناصر اليمين التي ترفض الحل وتبني على استمرار الفوضى في العالم العربي والانقسام العميق بين المحاور المختلفة، قطر، السعودية، ايران، وظهور داعش وجبهة النصرة، وذلك للتهرب من الحل على اساس انهاء الاحتلال وما يستدعيه من تفكيك الاستيطان، بحجة عدم وجود شريك لعملية السلام؛ الطرف الثاني هو المعسكر الذي ينادي بالحل السلمي وانهاء الاستيطان ويعتمدون على ابو مازن والسيسي والملك السعودي الذين يركزون همهم في قمع كل حركة ديمقراطية لضمان سلطتهم التي تتعارض مع طموحات شعوبها للحرية والعدالة الاجتماعية. ان فقدان البديل الديمقراطي القوي في العالم العربي يؤثر سلبا على الساحة الاسرائيلية التي تتخبط بين خيارين لا حل فيهما سوى استمرار الوضع الحالي أي المزيد من الاستيطان والقمع والجولات المتلاحقة من الحرب والدمار.
حزب دعم في صدارة الحركة ضد الحرب
موقف حزب دعم المعارض للحرب كان واضحا من البداية، ونابعا من موقف مبدئي يرى في الحكومة اليمينية الاسرائيلية المتطرفة المسؤولة الاولى عن استمرار الحرب والاحتلال، وذلك بسبب رفضها المستمر لكل حل سلمي يضع حدا للاستيطان والاحتلال. ان الحرب على غزة هي نتيجة مباشرة لفشل المفاوضات مع الفلسطينيين والذي كشف على الملأ ان لا نية في اسرائيل لوقف الاستيطان ومنح الفلسطينيين دولة مستقلة. ان ما يحدث في الضفة الغربية من قتل يومي لشبان ومواطنين، مضايقات امنية، مصادرة اراض واستيطان هو جريمة ضد الانسان بكل المقاييس. لهذا السبب لا يمكن وصف أي حرب اسرائيلية على الفلسطينيين بأنها "حرب عادلة"، حتى عندما يطالب الطرف الفلسطيني بتصفية اسرائيل.
ان حركة حماس مثل كل المنظمات الدينية المتطرفة ترعرعت ونمت بسبب سقوط كل الحلول الديموقراطية وسد الطريق امام أي حل سلمي. ان نفوذ حماس هو نتيجة مباشرة لاتفاق اوسلو الذي فرض على الشعب الفلسطيني سلطة فلسطينية تتعاون امنيا مع الاحتلال، وتشكل غطاء على تعميق الاستيطان في المناطق التي بقيت تحت السيطرة الإسرائيلية.
ان حزب العمل الذي هندس اتفاق اوسلو، وينادي اليوم بدعم ابو مازن ويعتمد على الجنرال السيسي، يتحمل كامل المسؤولية عن نمو اليمين المتطرف الاسرائيلي ورديفه الاسلام السياسي. فالحرب اليوم هي بين يمين ايديولوجي اسرائيلي متطرف وحركة اسلامية لا تقل عنه تطرفا، وهما يتنازعان على نفس الارضية وحسب نفس المعادلة: اما نحن او انتم، ولا مجال لوجود شعبين على نفس الارض.
معارضتنا لاتفاق اوسلو كانت على اساس انه يمنع الوصول لحل عادل على اساس دولتين لشعبين، وفي حين دعمته الاحزاب العربية حينها، لجأنا الى تشكيل حزب دعم. موقفنا من البداية كان المعارضة الشديدة لكل من فتح المتمثلة بالسلطة الفلسطينية بقيادة عرفات ولحماس أيضا بقيادة الشيخ احمد ياسين. ان التعاون الامني مع الاحتلال الذي يعزز الاحتلال هو جريمة بحق الشعب الفلسطيني، كذلك المقاومة المسلحة في الظروف الحالية هي جريمة بحق الشعب الفلسطيني لأنها تعرّضه لأبشع أنواع القمع والقتل والدمار دون قدرة لحماس على حماية الشعب. ومن هنا، فمعارضتنا الشديدة لحكومة اليمين المتطرف في اسرائيل لا تعني أبدا دعم حماس او فتح او الانحياز للسعودية او قطر.
المظاهرات التي شاركنا في تنظيمها في تل ابيب كانت بهدف إظهار المعارضة للحرب داخل المدن الاسرائيلية في حين دعت الحكومة الى رص الصفوف والوقوف وراء الجيش من اجل إحباط حماس والإثبات بان الصواريخ لن تكسر معنويات الشعب الإسرائيلي. كان مهما جدا ابراز موقف مغاير يفضح سياسة نتانياهو الذي لا افق له سوى الاستمرار بهذا النوع من الحروب التي لا تحل شيئا بل تعرّض الشعب الاسرائيلي، وليس الفلسطيني فقط، للخطر. وقد حاول اليمين ان يقنع الشعب بان الاحتلال هو حالة طبيعية يمكن التعايش معها، حتى جاءت الصواريخ لتذكر القاصي والداني بان الشعب الفلسطيني لا ولن يقبل العيش تحت الحصار والاحتلال.
ورغم كل جهودنا لتوسيع الجبهة السياسية المعارضة للحرب على اساس يهودي عربي لم نجد شركاء سوى عدد من المنظمات مثل نساء من اجل السلام. فما يسمى خطأ "اليسار الاسرائيلي" يقف الى جانب الحكومة في الحرب، ويدعم الانظمة القمعية العربية في السلام. اما الاحزاب العربية فلا برنامج سياسي واقعي لها سوى الانغلاق ودعم نفس الانظمة الفاسدة سواء مصر او قطر، او السلطة فلسطينية او حماس. ان الانقسام الفلسطيني الداخلي وسيطرة كل من فتح وحماس على الساحة السياسة دون بديل ديمقراطي ثالث، يسدان الطريق امام امكانية دحر الاحتلال، والمستفيد الوحيد من هذه الحالة هو اليمين الاسرائيلي الذي يكرر باستعلاء موقفه بان الخيار الديموقراطي في العالم العربي قد فشل، وأن الديموقراطية لا تلائم العرب والربيع العربي ليس سوى ربيع داعش.
لقد أيد حزب دعم من البداية الربيع العربي المتمثل بالحركة الديمقراطية التي قادتها الحركات الشبابية في كل من تونس، مصر وسورية، واستطاعت ان تجر الشعوب العربية بكاملها. انها حقيقة تاريخية وحدث تاريخي يفسر كل ما نراه اليوم من فوضى وحروب اهلية في العالم العربي في محاولة مستميتة لقمعها. ان محاولات السعودية إعادة عجلة التاريخ الى الوراء، ومحاولة قطر احتواء التغيير من خلال تلوين الربيع العربي بالأخضر الاخواني، ستبوء جميعها بالفشل. ان خروج الجماهير الغفيرة للشوارع مطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ونجاحها في إسقاط الأنظمة الدكتاتورية، هو أمر لا يمكن إعادته للوراء. قد اخطأ الشباب المصري عندما انحاز للجيش ضد الحكومة الشرعية للإخوان المسلمين، وربما اخطأت المعارضة السورية عندما اعتمدت على دعم قطر، ولكن التجربة الحالية هي بلا شك مدرسة ودرسا تاريخيا لا بد ان نتعلم منه.
ان انتشار داعش في المنطقة يثبت انه لا بديل عن النظام الديمقراطي الذي يمنح كل مواطن حقه بعيدا عن الطائفية والنزعات الدينية. ان كل المحاولات للاستيلاء على الثورة بدوافع دينية او طائفية تقود لا محالة الى حروب اهلية. ان المواطن العربي يسعى الى المواطنة بمضمونها الحديث، الانتماء الى دولة ومجتمع يضمن له حقوقه الاساسية على اساس المساواة دون تمييز على اساس دين، عرق او طائفة. هذا ما لا يمكن ان تضمنه السعودية او قطر، السيسي او مرسي فهؤلاء منغلقون على أنفسهم وكل ما يريدون هو إدامة سلطتهم وطمس إرادة الشعوب الحرة.
ان ما نراه من تفكك الانظمة والدول هو نتيجة مباشرة للسياسة الرأسمالية التي تقودها امريكا. 2 مليار فقير في العالم هم تربة خصبة لنمو التطرف الديني او العرقي. ان اساس الربيع العربي هو الفقر الذي يعاني منه المواطن العربي سواء كان في مصر، سورية او غزة، وليس صدفة ان محمد البوعزيزي تحول الى رمز للربيع العربي، فهو يمثل الشباب العرب الذين فقدوا الامل في المستقبل. ان ما يحدث في العالم العربي ليس سوى امتداد لما يحدث في العالم كله، فليس للفقر حدود، وهذا ما يفهمه اليوم العالم الذي نظر بلامبالاة تجاه المذابح الرهيبة في سورية وامتنع عن التدخل لإنقاذه. اليوم يستيقظ العالم على هذا الخطر، ويعي ان النظام السعودي والقطري والعراقي والسوري، ان الخامنئي والسيسي، مشعل وابو مازن هم اساس المشكلة وليسوا أدوات الحل. من امتنع عن التدخل المباشر في سورية بالأمس يضطر اليوم ان يقصف جماعات داعش في الموصل والرقة، مما يعني انه لا يمكن عزل المشكلة فهي تلاحق الغرب حتى عقر داره.
سيكون على حزب دعم مواصلة نشاطه السياسي وعمله الميداني المباشر في مساندة العمال والعاملات من ناحية ونشر الوعي الديمقراطي في صفوف الجمهور العربي واليهودي على حد سواء. إن لنا دورا رائدا في توحيد القوى الديمقراطية الاسرائيلية التي تعارض الحرب والاستيطان مع القوى الديمقراطية الفلسطينية التي تريد مستقبلا مشتركا على اساس المساواة التامة وإزالة الاحتلال. وفي هذا النطاق بادرنا الى تشكيل ائتلاف ضد العنصرية وضد الاعتداءات على المساجد وممتلكات المواطنين العرب بما يسمى بظاهرة "دفع الثمن"، اضافة الى المقابلات في وسائل الاعلام التي نبرز فيها موقفنا ضد كل انواع التمييز والعنصرية تجاه المواطنين العرب. وكان حادث قتل وحرق جثة الشاب محمد ابو خضير قمة نشاطنا حيث بادرنا لتنظيم مظاهرة شارك فيها العديد من الفعاليات القلقة ازاء نمو مظاهر الفاشية في اسرائيل.
ان النفق المظلم الذي دخل فيه الربيع العربي لا بد ان ينتهي وان تعود القوى الديمقراطية العربية الى الساحة بعد ان أثبت كل من مرسي والسيسي فشلهما كما أخفقت فتح وحماس في قيادة الشعب الفلسطيني والوصول به الى بر الامان. الشعوب العربية باتت تعرف الطريق للتخلص من الأنظمة التي تخيّب آمالها. ان الخيار الديمقراطي هو الجواب لليمين الاسرائيلي المتطرف وهو كفيل بتجنيد الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية وجذب شرائح واسعة من المجتمع الاسرائيلي الذي يبحث عن شريك ديمقراطي من اجل إسقاط اليمين الاسرائيلي الحاكم.



#يعقوب_بن_افرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة تعمّق الانقسام في اسرائيل وفلسطين
- نتانياهو يغرق في بحر غزة
- -داعش- والفوضى المدمرة
- قدسية التنسيق الامني
- 95% للدكتاتور
- دولة إسرائيلية أم يهودية؟
- المصالحة مناورة فاشلة
- مهزلة التفاوض حول الأسرى الفلسطينيين
- ما سر حب نتانياهو لبوتين؟
- سوريا، أوكرانيا ومصير الأسد
- كيري يتلاعب بمصير سورية وفلسطين
- يهودية الدولة والسلام عليكم
- نعم للثورة - لا للدستور
- امريكا تتراجع وإسرائيل تنعزل
- الانتخابات المحلية تكشف عمق الكارثة في المجتمع العربي
- أوباما تائه والأسد ضائع
- على الأسد الرحيل!
- عباس يقود الفلسطينيين الى الجحيم
- انقلاب بغطاء ليبرالي
- مصر أضاعت طريقها


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يعقوب بن افرات - حزب دعم العمالي - وثيقة سياسية: الحرب على غزة وتفكك النظام العربي