الأسطورة - قصة قصيرة

حيدر مساد

الحوار المتمدن-العدد: 5286 - 2016 / 9 / 15 - 23:31
المحور: الادب والفن
    

قصة قصيرة للأطفال .. وللراشدين أيضا
بقلم: حيدر مساد
..............
الأسطورة
سئم صاحب المزرعة فقدان أرانبه واحدا تلو الآخر كل ليلة، قرر التخلص من الثعلب؛ وضع سُمًّا على قطعة لحم صغيرة أمام الحظيرة؛ لم يستطع الثعلب مقاومة إغرائها تلك الليلة؛ استمتع بمذاقها، ثم هاجم الأرانب التي هربت جميعها مضطربة كُلٌّ في اتجاه ، عدا أرنبا واحدا تجمدت أطرافه رعبا فلم يستطع الحراك؛ وجد رقبته بين فكي الثعلب الذي خرج بسرعة مبتعدا عن المزرعة.
عشرات الأمتار فقط ،عندما بدأ السُّمُ يسري في جسد الثعلب؛ راح يتلوى، وقبل أن تهمد أنفاسه أرخى فكيه؛ سقط الأرنب المرعوب، وهرب عائدا إلى الحظيرة غير مصدق أنه نجا.
ذُهِلت الأرانب لرؤيته –لم يسبق أن نجت فريسة من بين فكي الثعلب- وبدأت الأسئلة تنهال من كل اتجاه، رفع الأرنب رأسه، وانتصب واقفا على رجليه الخلفيتين، ووجَّهَ خطابه إلى الجموع المحتشدة، ثم أخبرهم أنه قتل الثعلب بضربة واحدة، وأشار لهم إلى موقع جثة الثعلب؛ تعالت هتافات التمجيد والنصر، رفعوه على الأعناق ، وقرروا مبايعته حاكما... حكم "البطل" الحظيرة سنين عديدة إلى أنْ مات ذبحًا بسكين سيده.
وما تزال أجيال الأرانب المتعاقبة تتناقل قصة جدهم الأسطورة:
أنَّ أرنبا قتل الثعلب.

#حيدر_مساد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل