أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر مساد - قراءة في القصة القصيرة جدا -للحياة بقية-














المزيد.....

قراءة في القصة القصيرة جدا -للحياة بقية-


حيدر مساد

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 7 - 04:26
المحور: الادب والفن
    


للحياة بقية
غارةٌ جديدةٌ تدّق أحياء القطاع،دمارٌ هنا وأشلاء، استنكر الساسة الحدث على الشاشات، وانصرفوا إلى الفنادق والحانات، وحدهم الأطفالُ يتسابقون ضاحكين، يبحثون عن بقايا الشظايا كخردةٍ يقتاتون من ثمنها البخس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاصة: ايمان زيادة
قراءة: حيدر مساد
....................
هذا النص للكاتبة ايمان زيادة يعتبر قصة قصيرة جدا ناجحة من حيث الفكرة و العنوان المشوق والموحي ومن حيث التكثيف و بساطة السرد و الايحاء والمفارقة القوية و الخاتمة المفاجئة المدهشة.
العنوان: وهو عتبة النص ، وقد جاء العنوان هنا موحيا ومشوقا ((للحياة بقية)) عنوان يوحي بالنجاة من الموت و الاستمرار و الأمل ، مما يجعل القاريء يسارع للدخول في متن القصة متشوقا لمعرفة التفاصيل.
المتن: تَشَكَّلَ المتن في قصة الكاتبة ايمان زيادة من أربعة مشاهد أو صور ارتبطت في ذهن القاريء من واقع الأحداث في فلسطين المحتلة.
الأول: مشهد لواحدة من غارات الطائرات الصهيونية في عدوانها المتكرر على قطاع غزة ((غارة جديدة تدُّق أحياء القطاع)) استهلال موفق واع ومكثف للقصة يعبر عن أن العدوان لم يبدأ بهذه الغارة ، إنما هو عدوان متكرر و متواصل منذ زمن ( ربما كلمة تدُّك أنسب من كلمة تدُّق) .
المشهد الثاني: جاء نتيجة لهذه الغارة والذي يتكرر باستمرار بعد كل غارة مشهد الدمار والقتل الذي تخلفة الغارة ((دمار هنا وأشلاء)) .
المشهد الثالث: ينم هذا المشهد عن تعبير تهكمي من الكاتبة حول ردة فعل السياسيين المعنيين بلجم هذا العدوان وايقافه، يوحي لنا هذا المشهد بمفارقة محزنة فهؤلاء السياسيين يظهرون استنكارهم وتأثرهم أمام الإعلام (( استنكر الساسة الحدث على الشاشات)) ، لكنهم بعد عبارات الإستنكار والشجب ينصرفون من أمام عدسات التلفاز ليس لكي يعملوا على وقف العدوان والقتل والدمار ، بل ينصرفون إلى حياتهم المعتادة إلى الفنادق و إلى حياتهم الماجنة إلى الحانات .
المشهد الرابع : مشهد استطاعت فيه الكاتبة وببراعة أن تشد انتباه القاريء و تثير استغرابه في جزئه الأول تمهيدا للقفلة المدهشة في جزئه الثاني (( وحدهم الأطفال يتسابقون ضاحكين)) وسط هذه الأحداث المؤلمة والمحزنة و التي من المفترض أن تثير السخط عند الناس وتثير الهلع والخوف عند الأطفال يتضاحك الأطفال ، كيف يتضاحكون؟! ، ولماذا يتضاحكون ؟! هل شر البلية ما يضحك؟ .. بالتأكيد لا .. هذا ما ختمت به الكاتبة قصتها ((يبحثون عن بقايا الشظايا كخردةٍ يقتاتون من ثمنها البخس)) .. انهم فرحين بتوفر بضاعتهم التي يبحثون عنها ، غير عابئين أو ربما غير مدركين لفظاعة ما يجري أو ربما لاعتيادهم المشهد فقد صار امرا واقعا روتينيا، شظايا قذائف الطائرات التي يدك بها القطاع هي خردة لها ثمن وإن كان بخسا فهو كاف ليقتات هؤلاء الأطفال وأهاليهم به ، كيف يستطيع شعب أن يستخرج من آلة الموت والعدوان عليه، مصدرا للرزق .. هنا استطاعت الكاتبة باقتدار وتمكن أن تخلق هذه المفارقة القوية بين سعي العدو لموتهم و رغبتهم وتشبتهم بالحياة واستمرارها .. فكانت خاتمة مدهشة التقت مع العنوان ((للحياة بقية)) في دائرة مستمرة لانتزاع الحياة من براثن الموت.
هذه المشاهد (الأحداث) الأربعة استطاعت الكاتبة أن تسردها بأقل من ثلاثين كلمة و أن ترسمها بريشة رسام كلوحة فنية تقول الكثير الكثير عن عدو متوحش وساسة متخاذلين وشعب يقاوم الموت بأن هناك بقية من حياة.
قصة مباشرة التقطتها الكاتبة من الواقع و أجادت سردها بفنية عالية واختزال ودون تكلف في المفردات وبكثير من الايحاء و قوة في المفارقة .
..............
6 ديسمبر 2015



#حيدر_مساد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضطراب/قصة قصيرة
- ومضات موت
- جناية / قصة قصيرة جدا
- ضغينة / قصة قصيرة جدا
- يأس
- عاطل1 ، 2 / قصتان قصيرتان جدا
- أرَقٌ
- تعالي-تربص-انسحاب
- عشق-حياة-حزن
- ومضات قصصية /انفجار-نادل-فرقاء-مخرج-سفور-معارض
- صورة / قصة قصيرة جدا
- ثمان ومضات قصصية
- نادل / قصة قصيرة جدا
- حَزَن / استفحال / جنون
- غليظ / قصة قصيرة جدا
- حماقة
- قراءتي في ومضة القاص ثائر البياتي بعنوان -ثورة-
- موقف/ نوم عميق: قصتان قصيرتان جدا
- أيُّهَا الفَتَى
- تظاهر / قصة قصيرة جدا


المزيد.....




- تداول فيديو لتوم كروز وهو يرقص مع ممثلة قبل فوزهما بجوائز ال ...
- هل هززتَ النَّخلة؟
- ‎-المجادِلة- يفوز بجائزة ريبا للعمارة في الشرق الأوسط 2025
- الثقافة تكشف خططها المستقبلية وتؤكد التوجه لإنشاء متحف عراقي ...
- سفارتا فلسطين وفرنسا تفتتحان عرض الفيلم الوثائقي
- معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي.. الرواية الإسرائيلية أو ...
- حيّ ابن سكران، حين يتحوّل الوعي إلى وجع
- التشكيلي يحيى الشيخ يقترح جمع دولار من كل مواطن لنصب تماثيله ...
- عمر خيرت: المؤلف المتمرد الذي ترك الموسيقى تحكي
- ليوناردو دافنشي: عبقري النهضة الذي كتب حكاية عن موس الحلاقة ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر مساد - قراءة في القصة القصيرة جدا -للحياة بقية-