أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - شر التعددية في مجتمعات يسودها فكر اثني وطائفي














المزيد.....

شر التعددية في مجتمعات يسودها فكر اثني وطائفي


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5286 - 2016 / 9 / 15 - 09:32
المحور: المجتمع المدني
    




سؤلت في احدى الندوات: هل التعددية الثقافية تؤثر ايجابيا على الفكر الاجتماعي ام لها تأثير سلبي؟
لوهلة كان الجواب الجاهز في دماغي بأن التعددية لها دورها الايجابي الذي يثري المجتمع ثقافيا. لكني لوهلة ترددت .. ثم قلت: لا استطيع القول بان التعددية لها جانب ايجابي فقط. ما اراه اليوم ان التعددية الدينية مثلا تقود الى كوارث دموية في المجتمعات العربية. أضفت أن التعددية الاثنية أيضا فجرت نزاعات دموية حرقت الأخضر واليابس. في السودان حرب مدمرة تتواصل منذ عشرات السنين بين الجنوب المسيحي والشمال الاسلامي.. لم يتوقف النزاع رغم الانفصال بين الشمال والجنوب.. في العراق بين الأكراد والعرب(أعني النظام الحاكم).. كذلك صراع لا يتوقف بين السنة والشيعة، في مصر بين المسلمين والمسيحيين.. في السعودية اضطهاد رهيب ضد الشيعة ولن اتفاجأ ان تنفجر حرب أهلية دينية هناك أسوة باليمن.. اليمن يحترق بين السنة والشيعة.. نفس الأمر في العراق .. أيضا ضد الأيزديين.. وضد المسيحيين... في دول شمال افريقيا صراع محتدم وقديم بين العرب والأمازيغ (البربر) وهم السكان الأصليون لشمال إفريقيا ويعانون من اضطهاد وقمع منذ الفتوحات الاسلامية.
الصراع الديني والقبلي يحرق المجتمعات العربية ويفرغها من مئات الاف العقول التي تهاجر او تقمع .. في لبنان أيضا التنظيمات الطائفية هي نكبة للدولة اللبنانية. في مجتمعنا العربي داخل اسرائيل نجد ظاهرة العائلية السياسية والطائفية السياسية. ولها انعكاس سلبي جدا على التواصل الاجتماعي والعلاقات بين ابناء القومية الواحدة.. بل أكثر.. الطائفية العائلية تقود الى نزاعات عائلية .. مقارنة مع العالم المتنور نجد ان هذه الظواهر تنعكس على الواقع الاقتصادي .. الاف العقول تهاجر ليس فقط لإيجاد فرص عمل.. بل يأسا وهربا من مجتمعات لا رابط يوحدها.. بل تعددية عدائية ومدمرة تنعكس سلبا على تطور مجتمع عربي حضاري.
اذن الواقع العربي مقلق جدا.. حتى الديمقراطية وحرية التعبير لم تنقذ مجتمعنا (اعني داخل اسرائيل) من الانتماءات الفئوية وخاصة الدينية والعائلية. نحن امام مشهد تحويل الدين الى رافعة سلبية .. في معركة انتخابات البلدية السابقة في الناصرة سالت صديق تثقف في حركة الشبيبة الشيوعية في الناصرة في فترة قيادتي لها: لمن ستصوت؟ أجاب بلا تردد وبلا تفكير لوقع جوابه خاصة انه يعرف تفكيري وبعدي عن كل "الخرطة برطة" الدينية ... "سأصوت لإبن ديني"!! ذهلت من الجواب. ليس لأني ضد ابن دينه، وكنت أنا أيضا من المصوتين له من قناعتي انه الأفضل، وهو ليس ابن ديني انما خياري كان سياسيا وبناء على تقييمي لاحتياجات مدينتي. كان بإمكانه ان يقول لفلان لأني اراه الأفضل.. لكن جوابه عندما يطرح بهذا الأسلوب امام المختلفين دينا ، يقود الى ردود فعل سلبية ضد مرشحه نفسه بدفع المختلفين دينا للتصويت لأبناء دينهم...أي مجتمع يعيش على التهريج والانقسام وتعميق السلبيات والانعزال بين ابناء الوطن والهم الواحد بدون وعي انما كردود فعل لا عقلانية تحكمها.
كان جوابه يعني بالنسبة لي ان كل ما تثقف علية سقط مقابل فكر القرون الوسطى مثبتا ان المشكلة ليست في التثقيف بل بالمبنى الاجتماعي المريض السائد دون ان تنشط مؤسسات المجتمع المدني والسياسي لعملية تنوير فكري واجتماعي يعمق التواصل والترابط بين ابناء المدينة ..
هذا واقع مريض، تقف امامه تنظيماتنا الحزبية والاجتماعية والثقافية بلا أي فعل .. الطرح السياسي للأحزاب لا يسوى قشرة بصل اذا لم تتجند لتعميق التواصل بين ابناء الوطن الواحد، وتقليص ظاهرة الطائفية السياسية والعائلية السياسية، احزابنا لا يشغلها مع الأسف الا الصراع على المناصب، إعلامها وتثقيفها السياسي لا يسوى قشرة بصل، أيضا لا بد أن أوجه لومي ألحاد للمثقفين وغيابهم المقلق عن رأب التصدع في مجتمعنا.
شخصية شيوعية اشتركنا سوية بندوة سياسية، هاجمت بكلمتي بحدة ظاهرة العائلية السياسية والطائفية السياسية في مجتمعنا العربي ورأيت بها تدميرا لتطور التعددية بكل جوانبها في المجتمع العربي، وتعميق نقاوة الأجواء بين مختلف الطوائف والعائلات.. ردت علي بأن نبيل عودة ضد فكر التعددية السياسية. فأضحكت الجمهور الذي كان معظمه يهوديا ووفرت علي الرد على تفكيرها "الماركسي"!!
بالتلخيص لا بد ان أوكد أن تضافر عوامل عديدة، على رأسها ضحالة النضج السياسي والفكري والديني ، التعصب للمواقف بدون وعي لمضمونها، وتدني الانتماء الوطني لحساب انتماءات فئوية وغياب دور المثقفين والفقر الثقافي بكل ما يتعلق بقضايا مجتمعنا الملحة، وليس فقط كتابة النصوص التي لا علاقة لها بواقعنا، بل بمتخيلات لا مضمون ثقافي تنويري واضح لها، كذلك الظاهرة المقلقة لتنامي العنف وظاهرة انتشار السلاح غير المشروع ، كل ذلك يشكل عوامل تعمق السلبيات والانحرافات المقلقة .
طبعا لا نوفر نقدنا لدور الشرطة، في حالة تنامي الجريمة في المجتمع العربي داخل اسرائيل، لكن هناك ما لا يقل أهمية، دور تنظيمات المجتمع المدني وخاصة الحركات السياسية التي يجب ان تضع على رأس أجندتها الواقع الاجتماعي المتهاوي، وان دورها ليس النضال السياسي فقط، انما ان تكون رافعة اجتماعية تثقيفية تنويرية لمجتمعها وهذا غائب منذ عقود عديدة .
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الببغاوات
- مزامير
- من أجل ثقافة بلا سلاطين..!!
- جماعة -ميري كريسماس- أحيوا العروبة ثقافة وانتماء
- اناشيد لا تموت..!!
- -الاستجابة الشرطية- في تفكير مالك قبطي وأصحابه
- الوجه الطفولي الأجرد...
- يوميات نصراوي: ذاكرة مبعثرة.. ايام مع سالم جبران - 3
- يوميات نصراوي: ذاكرة مبعثرة ... أيام مع سالم جبران -2
- حتى المسيح عانى من العنصريين البيض
- يوميات نصراوي: ذاكرة مبعثرة - ايام مع سالم جبران
- بحث توثيقي للباحث نادر زعبي*: حكاية.. أرض وصمود!!
- انتصارات جبهوية: او فرحة الخائبين
- القصة القصيرة بين التنظير والابداع
- درس في الأخلاق السياسية
- رؤية فكرية بين الاعلام والتأريخ
- يوميات نصراوي: هكذا تعرفت على المناضل تيسير العاروري
- يوميات نصراوي: بورسعيد عربية والقنال مصرية
- يوميات نصراوي: يحكون في بلادنا
- يوميات نصراوي: قصيدة -بطاقة هوية- لمحمود درويش


المزيد.....




- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - شر التعددية في مجتمعات يسودها فكر اثني وطائفي