أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - درس في الأخلاق السياسية














المزيد.....

درس في الأخلاق السياسية


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5244 - 2016 / 8 / 4 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحريض أهوج لمحمد المدني على رئيس بلدية الناصرة علي سلام


أثار رئيس اللجنة الفلسطينية للتواصل مع المجتمع الاسرائيلي محمد المدني في حديث له مع الإعلامي نادر أبو تامر في برنامجه "أجندة" الذي يذاع من صوت اسرائيل بالعربية ، عاصفة يمكن وصفها بانها مقياس للغباء السياسي والتحريض الشخصي للسيد محمد المدني، اذ أنكر عبر صوت اسرائيل ما كان قد قاله السيد علي سلام رئيس بلدية الناصرة من أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن ) اتصل به يوم انتخابات الكنيست العام الماضي، وطلب منه استغلال نفوذه لاقناع سكان المدينة التصويت للقائمة المشتركة.
اولا الغباء والكذب في اسلوب المدني يتجاوز ليس للمنطق السياسي فقط، بل للاحترام في التعامل مع رئيس اكبر بلدية عربية في اسرائيل، رئيس بلدية مدينة الناصرة السيد علي سلام، العاصمة السياسية للجماهير العربية. كان باستطاعته ان ينكر ببساطة موضوع الاتصال ، بدون ان يضيف كلمات لا تليق بمكانة رئيس بلدية الناصرة ، اذ قال في تصريحه الغبي، الكاذب وغير الأخلاقي ان علي سلام غير موفق "ويسعى من خلاله الى تأكيد شعبيته واستعراض بطولته في الناصرة وانه لا يوجد اي تدخل فلسطيني من قبل الرئيس محمود عباس في الشؤون السياسية الاسرائيلية الداخلية وخاصة فيما يتعلق بالمواطنين العرب في اسرائيل ، بغض النظر اننا شعب واحد ".
لو اكتفي السيد المدني بالشطر الثاني من التصريح بان السيد محمود عباس "لا يتدخل فيما يتعلق بالمواطنين العرب" لقلنا له اجدت، وهذا أمر طبيعي ان لا تعترف السلطة الفلسطينية بتدخل رئيسها لحث رئيس بلدية الناصرة ، عاصمة جماهير العربية ان يستغل نفوذه لاقناع سكان المدينة التصويت للقائمة المشتركة.. واسفر تدخل علي سلام الى زيادة التصويت بنسبة مئوية كبيرة جدا.
لكن السيد المدني سقط في لسانة سقطة مخجلة مقدما خدمة كبيرة لقوى تتصيد بالماء العكر. افهم تماما ان انكار تدخل السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس هام وضروري، لكننا كما قال المدني شعب واحد، ولسنا شعبين. وتوجه السيد ابو مازن للسيد علي سلام ليس موضوعا للنشر واذا نشر يجب انكاره وعدم المزايدة لأنها تتجاوز الانكار الى التحريض الشخصي، الانكار وضبط اللسان مقبول على كل عاقل. الخطأ في تصريحات المدني هي سقطته البشعة بالتهجم بصيغة شخصية ضد رئيس بلدية الناصرة. هذا مرفوض ومخجل من شخصية تدعي المعرفة ويتبين انه مجرد خادم للإعلام الاسرائيلي.. ولا اريد ان استنتج ما هو ابعد من ذلك.
اضطرار علي سلام للرد جاء ليؤكد الموقف الانساني المسؤول والعقلاني الذي يرفض ان يسمح باستغلال موضوع العلاقة بين ابناء الشعب الواحد في المزايدات العلنية. علي سلام اجاد برده حين تعامل مع المدني بمنطق يسقط الزوبعة الغبية التي أثارها والتي لن تخدم لا الناصرة والشعب الفلسطيني ولا القائمة المشتركة . قال سلام في رده: " شكرا لـ محمد المدني، لم يكن اتصال ولم يتدخل أحد .. لا اريد الدخول بالتفاصيل لكني أعد محمد المدني بأني سوف احضر الى رام الله لنجتمع معا وسأحضر من كانوا معي خلال اللقاءات السابقة". واضاف علي سلام باتصال مع برنامج نادر ابو تامر:" آسف لتصريحات محمد المدني التي قال بها اني أحاول ان استعراض عضلات، عيب هذا الحكي وانا لن اسكت عليه، تصريحات محمد المدني غير مقبولة ".
امام هذا الأسلوب التافه للسيد المدني اضطر رئيس بلدية الناصرة لكشف ما كان افضل ان لا يكشف، احتراما ليس لعلي سلام، فاحترامه محفوظ، انما احتراما للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس. اذ رد على سؤال "هل كان اتصال فعلا؟" بقوله: " كان اكثر من اتصال ، ومحمد المدني كان في الجلسة" واوضح غلي سلام بعض التفاصيل حين كشف انه حتى الساعة (14.00) من يوم الانتخابات لم يتدخل في وبعدها فقط (أي بعد اتصال ابو مازن) قال:"تدخلت .. وازيد ان السلطة تدخلت في انتخابات بلدية الناصرة من اجل دخول الجبهة في الائتلاف".
وكان علي سلام قد صرح في مقالة لموقع بانيت عشية الانتخابات قبل عام ونصف، ان محمود عباس استدعاه لجلسة معه اكد خلالها علي سلام انه سيدعم القائمة المشتركة، لأن معلومات وصلت للسيد محمود عبس تشير ان علي سلام سيقاطع الانتخابات.
السيد محمد المدني ارتكب ليس خطا سياسيا فقط، بل استغل مكانته ومنصبه ليشوه مكانة رئيس بلدية الناصرة، أي خطا سياسي بشع واخلاقيأكثر بشاعة ويستحسن ان يعتذر عن فعلته.
بصراحة انا كنت من اجل مقاطعة الانتخابات رغم اني محسوب على الجبهة في وقته، ولكني قررت التصويت في الساعات الأخير ليس استجابة لعلي سلام، بل من تقديري ان فشل القائم المشتركة، التي لي عليها ملاحظات سلبية كثيرة جدا، سيكون ضرره كبيرا على واقع الجماهير العربية.



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية فكرية بين الاعلام والتأريخ
- يوميات نصراوي: هكذا تعرفت على المناضل تيسير العاروري
- يوميات نصراوي: بورسعيد عربية والقنال مصرية
- يوميات نصراوي: يحكون في بلادنا
- يوميات نصراوي: قصيدة -بطاقة هوية- لمحمود درويش
- لا تضعوا كل بيضكم بسلة أردوغان
- كمن يصطادون السمك في البحر الميت
- رؤية ثقافية فلسفية
- المكان الأكثر أمانا..لكل المتفلسفين!!
- قصص من أمريكا
- ملاحظات نقدية
- 1967: هل اللقاء بين شقي البرتقالة الفلسطينية كان بشارة خير؟
- اشكالية التطبيع بين مجتمعات في عداء سياسي وقومي
- التغيير ليس مرغوبا فقط لكن لا يمكن منعه
- رد هادئ على بيان متشنج لشباب التغيير:
- كل ما لا تستعمله زوجتي!!
- حوار مع دكتور أفنان القاسم: حول مشروعه عقد مؤتمر عربي عالمي
- العنف: هل هو ظاهرة ام نتاج واقع وموروثات اسطورية؟!
- الغابة السياسة
- البطركية الأورتوذكسية المقدسية امام امتحان صعب


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - درس في الأخلاق السياسية