أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الزهرة العيفاري - حول الركض وراء الشعارات (القسم الثاني )















المزيد.....


حول الركض وراء الشعارات (القسم الثاني )


عبد الزهرة العيفاري

الحوار المتمدن-العدد: 5279 - 2016 / 9 / 8 - 22:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حول الركض وراء الشعارات ( القسم الثاني )

ولقد نشرنا في السنوات الاخيرة مجموعة مقالات فيها دراسات تفصيلية حول انتهاء ذلك الزمن الذي انتشرت فيه الدعوة العشوائية الى المطالبة بالقسم الثاني من شعار " حق تقرير المصير " ونقصد بالجزء الثاني ، عبارة : ( بما فيه حق الانفصال ) اي " بانفصال القوميات " عن الوطن الأم . اذ ان حق الانفصال كان ضروريا عن النظام الاستعماري القديم الذي كان مفروضا في العالم في القرن التاسع عشر وما قبله باعتباره كان نظامـا يتجاهل حق الامم بالتحرر والاستقلال من الاستعمار الكولونيالي المباشر.
لقد اظهرت الدراسات التاريخية العلمية ان النظريات الانفصالية بخصوص القوميات والشعوب المتآخية ، تلك التي جرى الالحاح بها خلال فترة القرن العشرين كله تقريبا ما هي الا افكار ونظريات كانت سوداوية و مفتعلة تاريخياً ولذا ليس لها اي اساس علمي ولا يجوز ان تكون مقبولة من جانب الوطنيين . ذلك لانها نظريات تدميرية لها جذور ماسونية ومخططات صهيونية طالما دحضها الثوريون المهاجرون الى الدول الاورربية من روسيا وغيرها منذ اواسط القرن التاسع عشر ولم يؤيدها غير اليهود من انصار ( هرتزل ) رئيس المحفل الصهيوني ،الا انها مرت ، بكل اسف ، على الثؤريين على مدى القرن العشرين كله ولا تزال تخيم في رؤوس الكثير من القوميين الذين جعلتهم النظريات السياسية ( التي زرعها خلسة صاحب الخط الانتهازي في قلب الحركة التحررية تحت يافطة مناهضة الكولونيالية والاستعمار المباشر وهو العميل المفضوح ليف تروتسكي ( واسمه ولقبه الحقيقيان : لايبا برنشتاين) وقد تعهد نشر افكاره من بعده انصاره التروتسكيون المتسترون داخل الحركة الشيوعية ) . وعند ذلك مرت على القوميين بل على مجموعة مهمة من قادة اشتراكيين في بلدان سبق وان ترعرعت فيها افكار قومية متعصبة تحت واجهات ثورية زائفة في بلدان معينة نامية واخذ بعض الثوريين يحلمون بتنفيذ تجربة الانفكاك من بلدانهم واهلهم طلباً للتوحد في هذا العالم استجابة للتدريس الخاطئ. بشعار " حق تقرير المصير بما فيه حق الانفصال " . انهم لا يعلمون انمـا يدفعون بهذا الشعار شعوبهم الى تذوق مرارة الهروب من اوطانهم ليس الا .!!وبالتالي الوقوع تحت كابوس الاضطهاد البوليسي لدول اجنبية لا تؤمن اساسا بالقوميات او الحريات .
ان انتظار الحريات او السعادة عبر هذه السياسة والتي يسعى اليها القوميون المتعصبون ، ونقولها للتاريخ ، انما هي كما يسعى الشخص المهووس الى الانتحار. ان الامر الذي تم كشفه في السنين الاخيرة اظهران هذه الافكار الداعية الى الانفصال وكأنها فكر اشتراكي انما هي افكار مبتسرة صيغت على هيئة نظريات واعطيت لها صفات ثورية ونشرت في اوساطنا في اجواء من الضياع وغياب الهوية الوطنية بالنسبة لبلداننا . وهي تؤكد ان ليس لدينا اية حصانة فكرية تحمينا من الضياع الابدي كما حمت اوربا " المثقفة " نفسها . انها افكارقدمت للعالم النا مي بعد ربطها بالمستقبل الاشتراكي خطئاً وكأنه "سيأتي قريبا" وعليه يجب استقباله بالافكار الثورية !!! .
الا ان التاريخ الحديث يذكر لنا ان النظام الاشتراكي يرحب باستقبال القوميات ضمن السلطة الجديدة فيه وقـد قدم لها كافة المساعدات للتطوير والنمو في كل مفاصل الحياة كالصناعات بكل انواعها وتهيئة الكادر العلمي وصولا الى تربية الاطفال وحماية العائلة .... وما الى ذلك الا ان النظام الاشتراكي كان احرص ما يكون من الناحية السياسية على قوة نظامه وحماية ارضه وحدوده ولذا فالاشتراكية لا تسمح بتهديم الوطن وتفريق القوميات التي يتألف منها . واكثر من هذا ان الاشتراكية تعتبر ان اي محاولة لاضعاف الوطن ومواقعه السياسية والاقتصادية هي خيانة وطنية يعاقب عليها القانون .
ان هذه الحقيقة التاريخية ترينا لينين ( مثلا ) وكان من المساهمين بالـنـقاشات الحامية بين المهاجرين في اوربا حول اشكالية القوميات التي كانت ترزح تحت النظام الكولونيالي ( الاستعماري ) وذلك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، نراه وهو القائد الفعلي لثورة اكتوبر في روسيا قد منع التلاعب بشعور ابناء القوميات التي تؤلف الاتحاد السوفيتي بصدد الانفصال عن وطنها الاشتراكي . واخذت الشعوب والقوميات السوفيتية ، صغيرها وكبيرها ، تتطور سوية لمدة سبعين سنة حتى تم العثور على عميل اسمه غرباتشوف كما تم اكمال الظروف الداخلية المطلوبة له وهو يلوح بشعار واحد : شعار حق تقرير المصيربما فيه " حق الانفصال " للشعوب واوعد بالحريات والحياة السعيدة عندما يكون الشعب وحيدا ( ولم يقل موحداً) .والغريب انه تمت الصفقة مع المخابرات الاجنبية واطلق على الجمهوريات التي انفصلت: الجمهوريات المستقلة ؟؟!! وكأنها كانت مستعمرة . ومرت الحيلة الكبرى بدون جيوش غربية تجبر روسيا على الاستسلام . ولكن بواسطة هذا الشعار مسح ذلك البلد الكبير من الخارطة العالمية !!! . وظهر مع مرور الوقت ماهذا الشعار) في زمن ما بعد استقلال الوطن ) الا هذر نظري ورذاذ من افكار ولدت في احضان الاحتكارات الاوربية بل في المحافل الصهيونية والماسونية وفي الاحزاب اليسارية ذات التوجهات التروتسكية ( بغلاف اشتراكي) او في الاحزاب الشيوعية التي اضحت مصابة بعدوى التروتسكية اليسارية . وهذه الاخيرة كثيرا ما حدثت في فترات تاريخية من حياة تلك الاحزاب دون ان تنتبه قياداتها لنهجها السياسي عندما تـوغل فيها الانجاه اليساري التروتسكي تحت تأثير زحمة الاحداث المحيطة ببلادها و عندما نجح نفر من السياسيين فيها (بخلط الاوراق اليسارية باليمينية ) ثم سحبوا البساط من تحت الانظمة التقدمية .
من هذا يتضح ان التاريخ السياسي لمثل هذه الحالات يشير الى ان الاهـداف المتوخاة من ربط شعار " حق " الانفصال بشعار حق تقرير المصير للقوميات من الوطن الأم ليست كلها سليمة ولم يكن الامر يخص نشر الحرية في العالم او تحرير شعوب معينة بل الهدف بالنسبة للصهيونية والمؤسسات الرجعية العالمية هو التغلب على ما امكن من مناطق معينة وذلك عن طريق اضعاف شعوبها اوقومياتها ليسهل بقاؤها تابعة ومتخلفة خاصة اذا كانت بلدان غنية ،اما بالبترول او بالمواد الاولية الثمينة او غيرها . والامر كله هنا في نهاية المطاف يؤدي الى تكريس القوى التي تريد حسب مخططها ان تصبح سيدة في العالم و بالنسبة لنا ففي منطقة الشرق الاوسط (حيث توجد اسرائيل ) (.؟؟ ) فقد تصبح هذه " الدويلة " سيدة مشروع الشرق الاوسط المنتظر وكشريكة للاحتكارات في الثروة والسيادة في العالم ايضاً . اما ما يتعلق بالاحزاب والمنظمات اليسارية فالخطة تجاهها كما يبدو ان تلحقها الهزيمة والانتكاسات وتتحول الى امتعة بالية على مرور الزمن !!!.
ولكن هنا ينهض سؤال : لماذا كان موقف النظام الاشتراكي لم يمنع هذا الشعار خلال كل القرن العشرين ؟ انه لسؤال يتطلب الشرح حقا !! الامر وما فيه ( باعتقادنا ) ان الضجيج السياسي الذي كان سائدا في النظام فوت الفرصة على السياسيين هناك في فهم الكثير من الحقائق والمواقف الصحيحة في العالم بسبب التركيبة القيادية المرتبكة والتناحر الشخصي والتكتلات المتصارعة بالخفاء لاغراض الاحتفاظ بالكراسي القيادية .
الا ان شعار " حق تقرير المصير بما فيه حق الانفصال " ، كما هو معلوم بقيت تكرره المـخابرات المركزية الاجنبية على مدى عشرات " السنين لكي تنفذه في الاتحاد السوفيتي ، حتى تم نسج المؤامرة في اواخر عقد السبعينات . ثم جرت التحضيرات لتنصيب عميل في اعلى العروش . وقد دفع لتنفيذ المهمة ( وبسرعة البرق) شخص ليكون عضوا في المكتب السياسي للحزب لقبه غرباتشوف ( وهو احد المدسوسين في السلطة السوفيتية ، بجهود السيدة تاتشر كما يقال منذ 1964 ) . فهو " الحصان " الذي سيربح الشوط !!!. . وقد تمت الصفقة على يد ريغن بعد ان باعته لندن لامريكا .
وللوقوف على اصل المشكلة يمكن الاطلاع على مواد المناقشات الخاصة بالـمهاجرين في اوربا في اواسط القرن التاسع عشر وقد اشترك بها سياسيون كبار في وقتهم مثل بليخانوف ، اكسلرود ، روزة لوكسمبورغ ، لينين ، كاوتسكي ، باكونين .... وعشرات غيرهم ومن بينهم يهود بولونيا ــ البوند ــ !!! وان لينين رفض هذا الشعار بعد ثورة اكتوبر في الاتحاد السوفيتي باعتباره شعار تخريبي بالنسبة للبلدان المستقلة وانه مخصص للبلدان المستعمرة التي كانت موجودة حتى بداية القرن العشرين . ونتذكر غرباتشوف عندما استعمل الخديعة اوعد بان هذا الشعارالقومي سيعطي ديمقراطية اكثر واشتراكية اوسع !!! . وقد تم الانهيار (وفقا لطلب ثلاثة تواقيع فقط لا غير) .
وما يهمنا هنا ايضا ، ان التغيرات العالمية في عصرنا قد احدثت وضعا جديدا . وقد اقترن هذا الوضع الجديد بقضية تحرير كافة المستعمرات القديمة في العالم من الناحية الرسمية . حيث جرى تحريرآخر دولة في افريقيا وذلك في اواسط الستينات من الـقرن العشرين . واصبح الواجب الوطني تاريخيا يقتضي بعد انتهاء الاستعمار القديم الاستمرار بسياسة التآخي الوطني بين شعوب القوميات في الوطن الواحد والتحول الكلي الى التعاون بينها لبناء وطنها وازدهاره وتنميته اقتصاديا حسب برامج وخطط يضعها ابناء تلك القوميات انفسهم .
وبصدد انتقاداتنا للادارة الفيدرالية في شمال وطننا فهي تأتي منسجمة مع انتقادنا عموما لسياسة الاحتراب وسفك دماء الاخوة على مدى سنيين طوال تمشيا مع النظريات الجامدة وخلافا للمفاهيم السياسية وروح التعاليم العلمية والتجارب التاريخية !! . على ان انتقادنا لا يعني انه موجه الى فكرة بناء النظام الفيدرالي العادل . الا ان الامر يتطلب العمل الدؤوب لتوحيد شعور الجماهير الشعبية بالاخاء الصادق والعمل الهادف مع الالتزام بمبدأ التخطيط العلمي للتنمية الوطنية في الاراضي الفيدرالية ايضا على اعتبار ان مساحة العراق موحدة وعليها يعيش الشعب العراقي الموحد وان التخطيط يخدم تنمية الثروة الوطنية كلها ( الاقتصادية والبشرية ) وبدون تفريق بين المركز ومنطقة الحكم الفيدرالي ذلك ان المهمة الرئيسية للتخطيط ينبغي ان تتجه لتنظيم اقتصاد المحافظات الشمالية والجنوبية معا ً وفقا لمبدأ التكامل الاقتصادي الداخلي تبعاً لمبادئ التخطيط العلمي . خاصة وبلادنا تمتلك من الخيرات ما لا تحدها حدود واهم كنوزها تتمثل بالثروة البشرية والعلمية والادبية والتقاليد الشعبية المتمثلة برعاية ذوي القربى والاخاء الوطني ، ذلك الذي تدفعنا اليه الاديان القائمة في بلادنا ، اي هذه الاشياء بالذات التي كانت مستهدفة قبل غيرها من قبل حزب البعث الفاشي باعتبارها مقدسات سامية الا في نظر دكتاتور العصر ( صدام ) فهي موانع تمنعه من الاستهتار والمضي في غيه كما يريد . اما الثروات الطبيعية فهي تجعل من العراق مثالا للغنى في العالم . وزيادة على كل هذا يتشرف العراق بظلال العتبات المقدسة التي يتفرد العراق بها امام بلدان العالم حيث تعتبر لوحدها مصدرا للخيرات ربما يوازي موارد النفط او يزيد عليها !!! .
ولا يفوتنا في هذه المقدمة ان نشيرالى امتناع " السلطة الفيدرالية عندنا التخطيط الاقتصادي مع المحافظات الاخرى . وليس هذه المشكلة فقط رأيناها من القوميين المتزمتين المسيطرين على الفيدرالية بمعزل عن الشعب الكوردي .
ان تاريخنا الوطني شهد من بعض العناصر من ذوي التعصب القومي الكثير من التحديات والجنايات والضلالات تلك التي وجدت تعبيرها بانشقاقات وتكتلات تنظيمية وتأسيس كيانات سياسية هزيلة حقودة جعلوا مهمتها تحويل شعارات الحركة الديمقراطية الكردية التي كانت قائمة على وحدة شعبنا على مدى تاريخنا الحديث الى مادة تخريبية بين فترة واخرى .
والانكى من ذلك ان بعض العناصر وجدوا لانفسهم مكانا في صفوف الحزب الشيوعي العراقي ، مثلا ، ( وهم لم يكونوا معروفين لدى المجتمع العراقي) لينفذوا منه الى فضاءات اواسع . ولعل ذلك بقصد التأثير الواسع لصالح افكارهم القومية المتعصبة . ومنها انهم حولوا سياسة الحزب كلها ـــ في فترة زمنية عصيبة باتجاه انعزالي ومؤيدا للاحتراب . وقد ودفعوا عشرات الالاف من الشباب العراقي الى الموت باسماء سياسية ذات ثوب ثوري مستعار . ولكن مع ذلك يجب ان نشير الى حقيقة مشرفة للجميع هي ان الفـيدرالية ولدت كمكسب سياسي عراقي مشترك لكل القوميات والاديان في بلادنا بامتياز . ذلك ان ولادتها حصلت بفضل مساندة ومساهمة العرب وابناء القوميات العراقية المتآخية الاخرى واعتبر الامر انتصارا على البعث والدكتاتور الهمجي صدام ونظامه . وقد لمع اسم الحزب الشيوعي كنصير شديد البأس بجانب الكورد وهذه الحالة ترينا التناقض الديالكتيكي ــ الجدلي لكل فعل ذي حدين متناقضين . فاذا كان الاحتراب عملاً شائناً كلفنا خسائر بشرية لا تعوض نجد الاندفاع الشعبي للوفاق والاخاء بين العرب والكورد قد توطد اكثر فاكثر . ولذا لا يجوز لسادة اربيل نكــران الشهداء العراقيين جميعا وكأنهم غرباء !! وسنجد قبورهم في فترة قادمة وسنخلدهم بوضع تماثيل عليها لتكون رموزاً للاخاء الوطني بين ابناء القوميات العراقية .
ولا نغفل هنا حقيقة مؤلمة : ان بعض القـوميين المتعصبين اوالمتطرفين والوصوليين تسللوا في صفوف الحزب الشيوعي في ظروف سياسية معقدة وقد وجدوا لهم ملجأ "دافئا" في مواقع قيادية فيه وفي الحركة الوطنية ايضا لسنوات طوال بدون ادنى وجه حق . مع العلم ان تلك الفترة الزمنية بالذات كانت ، باعتقادنا ، تمثل فترة سياسية ملائمة لاحراز مكاسب غير قليلة للبرامج الوطنية الا ان الشعارات المتطرفة حينا والقومية احيانا اخرى الغت الامكانيات التي كانت متاحة حينذاك . وحسب وجهة نظرنا المتواضعة ان الحركة الوطنية برمتها كانت تعاني من عوامل سياسية متناقضة جعلت اللوحة السياسية عموما غير قادرة على اختيار النهج السليم للانتصار واحراز المكاسب .
وما تزال الذاكرة لدينا تحتفظ بصور واضحة لفترة زمنية مبكرة ( منذ اواخر الاربعينات ) عندما اخذت تتقاطر على الحزب مجاميع وافراد (او كما يقال زرافاتاً ووحداناً ) من الاصدقاء والانصار وكان اكثرهم من المناضلين الاشداء وممن اثبتوا شجاعتهم في مقارعة البوليس وتوسيع آفاق الحركة الوطنية . الا اننا نشك بنظافة هدف بعض المنظمات او الاشخاص الذين طلبوا قبولهم اعضاء في الحزب . بينما كانت بينهم عناصر تحتاج الى ما يساعدها ان تكون شيئا يذكر في البلاد فاندفعت الى جانب الشيوعيين . ولكن اكثر ما اساء للحزب ( برأينا ) هي العناصر القومية و الوصولية و اشخاص ساقتها صدف الحياة اوعناصر لها ميول غير متجانسة ولكنهم اكثرهم ممن اعجبتهم شعارات الحزب الشيوعي. وعندما اقتربوا منه رأوا فيه مناضلا شديدا وهم انفسهم ابلوا بلاء حسناً . غير ان قسما منهم اصبحوا اقطابا لانشقاقات وتكتلات على مدى تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ولم تسلم منهم حتى ثورة تموز الوطنية.فهم ابتدعوا خط آب64 وصنعوا انشقاق زمرة راية الشغيلة عام 1953 (مع ان قسماً ممن انحاز الى هذه الزمرة هم في الواقع وطنيون جيدون ولكن انحيازهم ذاك كان يعني من جانبهم غلطة العمر !!
امـا تكرار التكتلات داخل الكادر المـتقدم باشتراك نشيط من جانب عزيز محمد وانحياز مجموعة ابو سرود كلها لهذه الزمرة بسرعة البرق وكأنهم يلبون (امرا وصلهم من مكان ما ؟؟؟) . وكذلك (انصار) ديمقـراطية عفلق اوالعشرة الـمـبشرة...اوتنصيب القومي كمال شاكرعلى جزء من الحزب بعد شقه الى حزبين احدهما كردي منعزل عن الجزء العراقي ( وربما كان ذلك تهيئة للانفصال ) عن الوطن ( كما تفوه بذلك القيادي كريم احمد في احدى الجلسات في موسكوامام مجموعة من العراقيين وكان كاتب هذه السطور حاضرا وقد ناقشه في ذلك ) اضافة الى تكرار التكتلات داخل الحزب ...فكان لها تاريخ مؤلم وطويل .
وكما نرى ان هذه الامثلة القليلة تعكس بجلاء ان الجهة التي تضررت كثيرا من العناصر الطارئة ليس فقط افراد فيه بل الحزب الشيوعي العراقي برمته بالرغم من انه الحزب الوطني الكبير حينذاك وذو التأثير الواسع بين الجماهير بدليل ان اعضاءه وجماهيره كانوا على رأس قائمة المستهدفين دائما من قبل قوى الامن البوليسي في الاربعينات والخمسينات ثم على يد انـقلابات البعث الفاشي في كل تاريخ البعثيين بحيث امتلأت منهم زنزانات السجون واقبية التحقيقات الجنائية وساحات الاعدام .
وقد تهيأ لي ان اتعرف عن قرب على بعض اولئك الطارئين في سجن بعقوبة مثل القومي المتجبر ( حميد عثمان) بحكم تسنمه مسؤولية قيادة المنظمة السجنية للشيوعيين والذي كما ظهر مع الزمن (انه وامثاله في واقع الامر، معزولون عن الشعب الكردي وعن الشباب الوطنيين في كردستان . وقد طرد من الحزب لانه اراد القيام بانقلاب داخل الحزب لصالح شعارات قومية على حساب النهج الوطني للشيوعيين .( وبالمناسبة كانت لي معه مواجهة حادة في احدى اجتماعات المنظمة !!يتذكرهـا السجناء في بعقوبة ) . وعموما ، ظهر ان بعض القياديين كانوا يحملون في رؤوسهم اضغاث احلام بالانفصال .
ومن يدري مع من تفاهموا بخصوص الانشقاقات ونحوها ؟؟؟ و ربما قد يتركون المنطقة في يوم مــا بعد بيعها لجهات معروفة في منطقة الشرق الاوسط !!! لقاء مليارات ( دسمة ) من الدولارات ثم يذهبون بعيداً عن كردستان والعراق عموما .!!! ولكن السؤال بالنسبة لنا : هل نتركهم في غيهم يعمهون ؟؟؟ . ان الشعب العراقي كله ( من الشيوخ الى الاطفال ) لهم بالمرصاد .
ان الحزب الشيوعي وشهداءه الابرار غير مسؤولين عن تصرفات ( اصحاب الانشقاقات ) هؤلاء الانتهازيين . كونهم سببوا الكوارث لنا ولوطننا في احرج الظروف . وحتى ان بقاياهم لم يدينوا المؤامرات الاخيرة التي سببت استباحة الموصل والانبار اومنح الهاربين من العدالة الاختفاء في " اربيل " كما لم يدينوا الخيانة الوطنية المتمثلة بكلمات الرجاء التي قالها ( مسعود ) صراحة من خلال التلفازوغيره من وسائل الاعلام شفهيا و شخصيا من االرئيس الامريكي ( اوباما ) وعلى رؤوس الاشهاد عندما طلب منه ان يترك العراق ضعيفا وان لا يساعده بالحصول على السلاح " ؟ !" ما دامت السلطة العراقية ضعيفة !!!! وهذا الطلب كان قد قاله احدهم ايضا نائب في البرلمان وبدون حياء . كل هذا في زمن الحرب الظالمة على الوطن . ان هذا غدر ونصب من جانب الجماعة !! وانا واثق من ان الوطنيين الكرد يستنكرون هذا التخاذل المشين !!! . وقد لمس الكثير من السياسيين ومنهم الكرد ان " الدكتاتوريين الصغار هؤلاء يهمشون اليوم ابناء جلدتهم من الكرد وغدا ربما سيعلنون الحرب عليهم وتسيل دماء كوردية زكية . لذا ينبغي الاسراع في اصلاح الحالة السياسية قبل حدوث الكارثة .
ان الشيوعيين ايضا ملزمون بالاعتراف بالخطأ الذي قام به السكرتير العام بخصوص التسرع بفتوى الفيدرالية ( وربما هذه الفكرة تعود لسابقه ) انه اختطف حق الشعب اغتصابا . باعتبار ان الشعب العراقي ( كله ) هو صاحب الحق الشرعي في التكلم عن مصير الوطن العراقي وليس من حق اي حزب ان يغمط هذا الحق لنفسه .
وهنا اود ان التساؤل : لماذا كل هذا الالحاح على العراق الذي قدم كل شيئ لصالح كردستان حتى الاف الشباب اعطوا حياتهم في النضال ضد حزب البعث وحكم صدام الذي شنه على كردستان . اذن لماذا لم يقدم القوميون مطاليب بالحقوق الى تركيا او ايران . ؟؟؟ لماذا يدوسون على وطنهم الذي احبهم فاكرمهم . ان المسؤولين في الحزب الشيوعي عليهم ان ينصحوا القوميين في الجانب الكردي : ان العراق ليس ضعيفا . وانه يحترم الشعب الكردي ويقف بجانبه ذلك انطلاقا من كون عراقنا واحد ونحن كلنا ابناؤه . وانا اذ اعرض هنا هذه المشاعر ، التي هي مشاعر كافة الوطنيين العراقيين لا اريد منها القول ان هؤلاء المتزمتين وعشاق الاحتراب يـمثلـون الشعب الكردي . ذلك ان الشعب الكردي شعب كريم وله مثقفوه وحكماؤه ومناضلوه ولذا لايجوز ان نقبل ان ييبخس حقه احد ، مهما كانت الذريعة !!! .
ومن القباحة ان رموزا اخرى ممن غدروا الشعب الكردي ايضا ويبغون عزله عن اخوانه وعن العالم المتمدن وهم ممن لهم مصالح ومنافع شخصية يعرفها القاصي والداني فليعلموا ان اموال السحت وخبز الحرام هي منافع ومصالح زائلة ولن يبقى الا الوطن . وعليه فان الامر يتطلب من اي وطني ان يكون شعاره السياسي : مصلحة العراق اولاً واخيراً . فالوطن يحفظ كرامة ابنائه دائماً اما اولئك القوميون فسوف يذهبون الى حيث.. . وحسب اعتقادنا لم يعد لهم اي تأثير على الجماهير العراقية خاصة وان الاخاء بين العراقيين اليوم وصل الى ذروته ولم يعد المنافقون قادرون بعد الآن استخدام الطائفية كسلاح مسموم في مجتمعنا . ولقد ولى حزب البعث والبعثيين وسيذهب غيرهم في المستقبل القريب ايضا انشاء الله !.
. واخيراً بقي علينا ان نتعاون ــ نحن العراقيين من ابناء الشعب في السليمانية والنجف ،الانبار وكركوك ، البصرة ودهوك .... وكافة مدن بلاد بين النهرين مع الاحتفاظ باسماء طوائفهم الكريمة كلها وسنجعل الفيدرالية قوة للعراق وستقرأ الاجيال القادمة كلمات الاحتراب والطائفية في كتب التاريخ فقط .

----------------------------------------------------------------------
الدكتور ( بروفيسور) عبد الزهرة العـيفاري 8؟ 9. 2016



#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الركض وراء الشعارات
- احذروا ( الطابور ) الرتل السادس
- القسم الثالث من مقال: ماذا يجب ان بنتظر الشعب العراقي بعد ال ...
- القسم الثاني من مقال : ماذا يجب ان ينتظر الشعب العراقي بعد ا ...
- ماذا يجب ان ينتظرالشعب العراقي بعد الانتصار على الارهاب
- تشكيل الا قا ليم هل يمثل حا جة وطنية ام مصا لح حزبية ؟؟ !!
- القسم الثا ني من رسالة عمل الى رئيس الوزراء الد كتور حيدر ال ...
- وزير المالية الاسبق في العراق ودوره في افلاس البنك االمركزي
- انتصارات وبعض الدروس كما هي على اللوحة السياسية العراقية
- رسالة عمل الى دولة رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي المحترم
- هل هذا ارهاب آخر يا باقر الزبيدي ام استمرار لصراعات نيابية ج ...
- ساعدك الله ياعراق !!!
- نحو التخطيط الاقتصادي والتنمية في العراق الجديد
- ماذا يريد السيد كاظم حبيب ؟
- من السهل التفرج على الارهاب الجاري في العراق !!!
- الارهاب في العراق وتخريب العملية السياسية من الداخل !!!
- المسألة القومية وتأريخ لعبة ( شعار تقرير المصير ) !!!
- العد و د خل الديار ....فا لى السلا ح !!!
- ما العمل تجاه - حكومة الاضداد - يا استاذ عادل ؟؟؟
- السيد صبحي الجميلي يطالب ....!!!


المزيد.....




- هل يحسم سلاح الإعلانات سباق الانتخابات الأمريكية، ويؤثر على ...
- الدفاع المدني اللبناني يدين مقتل خمسة من عناصره، وغارة على ح ...
- الجرافات الإسرائيلية تزيل -منتزه إيران- وتحطم تمثال قاسم سلي ...
- بايدن يرفض الكشف عن تفاصيل مكالمته مع نتنياهو
- مصدر عسكري سوري يكشف عن المواقع المستهدفة في الغارة الإسرائي ...
- الأردن: سقوط جسم متفجر بالعقبة دون وقوع إصابات والأمن يطوق ا ...
- إعلام: إسرائيل ستضرب مواقع عسكرية في إيران بدلا من المواقع ا ...
- إعلام: عبري إسرائيل تتبع استراتيجية -خلط الأوراق- للضغط على ...
- دولة جديدة تنضم إلى دعوى -الإبادة الجماعية- المرفوعة ضد إسرا ...
- -وول ستريت جورنال-: السنوار أمر بإحياء العمليات الانتحارية ف ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الزهرة العيفاري - حول الركض وراء الشعارات (القسم الثاني )