أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الزهرة العيفاري - احذروا ( الطابور ) الرتل السادس















المزيد.....



احذروا ( الطابور ) الرتل السادس


عبد الزهرة العيفاري

الحوار المتمدن-العدد: 5203 - 2016 / 6 / 24 - 00:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرتــل السـادس !!!
الدكتور عبد الزهرة العيفاري
الطابور، او الرتل السادس ، اصطلاح جديد نضعه نحن امام االسياسيين كوجهة نظرلاول مرةعلى هامش الحرب الارهابية ــ الداعشية ذات الطابع العالمي المعلنة منذ عدة سنوات على العراق .اما سلاح هذا الطابور في الـمجتمات المعاصرة هو الاعلام الكاذب والناشر للشائعات المضللة وتأتي هذه التسمـية كرديف لللطابور الخامس بعد ان انتشر في العالم منذ اواسط الثلاثينات من القرن العشرين بمهمتة الجاسوسية المعروفة . وقد انتشرت تسمية هذا الطابور إبان الانقلاب العسكري في اسبانيا كفيلق سري استعمله دكتاتوراسبانيا )الجنرال الفاشي فرانكو ) مع الـفـيالق الاربعة التي تناصره في الانقلاب الذي دبره حينذاك . وقد استخدم فراتكو هذا الطابور كقوة اسناد لتلك الفيالق الاربعة لاخضاع مدينة مدريد خصيصا . مما يسر له ،هذا الطابور، سحق الثورة الشعبية في اسبانيا . ثم انتشرت بعد ذلك طريقة تأسيس الرتل الخامس هذا في العالم لنفس الاغراض الفرانكوية وذلك على يد المخابرات الغربية هذه المرة . حتى اصبحت الحركات الوطنية في اكثر بقاع العالم امام خطورة هذا الرتل ( كطابور اسناد) للبوليس السري .
وكما يتذكرالعراقيون بمرارة عندما اصبح الطابور الخامس في بلادنا قوة ارهابية في العراق ايضا عبر التجسس على المواطنين ومـنظمات المجتمع المدني وذلك اثناء وبعد الحرب العالمية الثانية . ثم اتسعت مواقعه وجرى التفنن في تحكمه في عهد الانقلابات الدكتاتورية البعثية وفي زمان المقبور صدام حسين بشكل خاص .
ومن المعرؤف ان كافة بلداننا النامية علي عـلم واسع ايضاً باعمال الطابور الخامس الذي انتشر في العالم بسرعـة فائقة على يد الدوائر الغربية لكي يخدم الجهود الجاسوسية العالمية وبالاساس المخططات الامبريالية ودوائر الشركات النفطية والاحتكارية والمخابرات التي من طبيعتها الركض وراء سياسة التأثيرعلى توجهات الاحزاب والنقابات المهنية ومواقف زعماء المنظمات السياسية والاجتماعية بل وحتى كانت تسعى لمعرفة تحرك الشارع السياسي للتلاعب بمطاليب الجماهير وحرف اتجاهاتها السياسية . على ان مهمات من هذا الحجم ولها هذه الحساسية جعلت نشاطات هذا الرتل وعلاقاته وشخوصه ، كلها ، ذات طابع سري حتى على البوليس المجند سرياً . اضافة الى اهمية حاسمة للطابور الخامس وهي التأثير على السياسات الحكومية والشخصيات البارزة فيها وجعلها ، بصورة من الصور( وبواسطة وكلاء الطابور بالذات من الشـخـصـيات البارزة ) تتخذ قرارات رجعية او على الاقل حملها على التخلي عن تلك السياسات الوطنية التي من شأنها احراز ما يشير الى انتصارات مــا للحركة التقدمية عموما او لصالح التنمية الاقتصادية حصرا اولايقاف السعي للحصول على التكنولوجيا المتطورة لرفع مستوى الصناعات المحلية وما الى ذلك !! . اما الادوات التي تؤدي الى كل هذه الفعاليات فهي تلك الشخصيات السياسية الـتي تعمل بالخفاء لصالح هذا الطابور كـوكلاء ولكنهم يتكلمون بلغة وطنية " خالصة " !!! .
هذا وان القراء من اصحاب العلاقة بالساحة السياسية اومن العارفين بالـتبـدلات والملابسات التي تتكرر يوميا فيها ، لابد وانهم شعروا ( مثلاً ) بالتأثير الفاعل لهذا الرتل في المعركة الدولية الجارية لاخضاع البلدان الغنية بالنفط والغازخاصة للسياسات السعرية التي تفرضها الاحتكارات النفطية او لدفع البلدان المهمة من حيث اسواقها التجارية وذات الطلب الدائم على البضائع الاستهلاكـية لاستيرادها وذلك للتعامل مع الشركات التجارية الغربية وعموما لتفضيل الاستيراد من الدول الغربية حيث الشركات الاحتكارية الكبرى وليس من دول بعينها مثل روسيا او الصين مثلاً او لاستبعاد فكرة التكامل الاقتصادي بين البلدان العربية ! والخ ..
ولا يستغرب القارئ من القول ،ان المؤامرات والاضطرابات التي تخلقها وتمارسها الامبريالية في هذه الفترة من عصر العولمة ، والمرحلة الجديدة من مراحل تحكم الاحتكارات متعددة الجنسية ( تراس ناشنال كوربوريشن ــ " ت.ن.ك" ) ، التي ظهرت ونمت تحت تأثيرها المنظمات الارهابية الحديثة التي تدعي اعتباطا: الاسلام دينا اوانها تعتزم احياء الدولة الاسلامية وعصر الخلافة . ثم تكرس نشاطها في الشرق الادنى والاوسط حيث جغرافية البلدان النفطية بما فيها العربية والاسلامية الاخرى . فالارهابيون يشهرون السيف ليقوموا بقطع الرؤوس وسحق الكرامات وسبي النساء وغلق المدارس بوجوه الاطفال واباحة المحرمات دون واعز. كما يرى العالم كله ان هجوم هذه المنظمات المنفلتة لها اهدافها الدموية واساليبها " التأديبية " وذلك حسب البرناج المرسوم لها من قبل سادة العالم الجديد وعملائه في بقاع مختلفة من العالم. اما راعية الرتل السادس الذي نحن بصدده ! فهي ذاتها الجهة التي كانت وما زالت راعية للرتل الخامس .... !!ولكن مـع تخصص مستقل وله خطورته الفائقة ..الا وهو المجال الاعلامي المفبرك والهادف بالضبط الى تشويش الساحة السياسية بالشائعات والاحابيل السياسية وتشبيك العلاقات الدولية وارباك البوصلة لدى البلدان النامية واضاعة الطريق القويمة لديها .
وبجانب هذا تشير كثير من الدلائل المؤيدة لهذه الاستنتاجات من قبل البحث التاريخي والسياسي الاكاديمي وكذلك التجربة السياسية اليومية وبشهادة الوقائع التاريخية ان هذه المنظمات الارهابية التي تفتك بعالمنا من خلال مسميات " اسلاموية وغيرها " ماهي الا صناعة ماسونية ـــ صهيونية منسوجة على الاغلب خصيصا لمنطقة الششرق الاوسط والادنى وافريقيا . وقد جرى تبنيها على هامش مشروع " الشرق الاوسط الكبير" ، الذي يراد له ان يكون في صالح المخططات الاقتصاد ية والسياسية في المستقبل المنظور والسياسة المرسومة له من قبل مرجعية القطب الواحد وقيادة السياسة النفطية العالمية وركائزها في الشرق الاوسط والادنى وبصدارة اسرائيل في المنطقة !!! . ومن هذا الواقع برزت حاجة تلك السلطات السياسية الرجعية لانشاء طابور مؤثر على عقول شعوب المنطقة وبالتالي على اعادة صياغة مفاهيمهم السياسية و"تطلعاتهم "الاقتصادية ومن ثم اقناعهم بالواقع الوحيد الذي تفرضه تلك السياسات!!.ومن التجربة الاكاديمية وجدنا ان هناك عناصر ذات خبرة متخصصة بدفع الاحزاب الشيوعية اما للتروتسكية او الى الذيلية اليمينية وكلتا الوجهتين هما انحرافان تبعد تلك الاحزاب عن الجادة السياسية الثورية .
وهكذا وجدنا الرتل السادس هو الجهازالذي اريد له ان يتكون من جمهور الصحافة الصفراء وممن لهم الاستعداد ان يخدموا في صفوف المنظمات العالمية "المعلومة "والمعروفة بخدماتها السياسية المخابراتيه . ويبدو ان السياسة الامبريالية توصلت في نهاية المطاف الى انشاء هذا الرتل ليستوعب كل من هب ودب ابتداء من همل المجتمع ورذاذ البشروالبعثيين والقوميين المتخلفين عن ركب الثقافة والسلـوك الحضاري ، ومنهم على سبيل المثال الشلل الهاربة من العراق بعد تنفيذ مؤامرة الموصل وتسليم جزء من العراق لداعش ولضباط البعث الخائن ثـم ذهبت متسكعة في اربيل وعمان والامارات .... وهي تخوض بوحل العبودية والخيانة الكبرى !.
وهكذا بدأ الرتل السادس بالانتشار الفعلي والعمل اعتمادا على العاملين في المجالات الصحفية كحقل اساسي لنشاطه . والمهم هنا ان الرتل المذكور اخذ يعمل ( كما يبدو ) بدفع لوجستي ودعم مالي من مصادر عالمية متعددة وبمساهمة من بعض البلدان النفطية العـربية والاوربية وغيرها من الجهات ذات العلاقة بالاحتكارات والدوائر المخابراتية . وقد وصل الحاال الى تأسيس قنوات تلفيونية ونشرتها في العالم ومنها مجموعة قنوات في بغداد لمساندة داعش ونشر نشاطات الداعشيين من بعثيين وغيرهم .
ومن مجريات الاحداث يتضح ايضا وكنتيجة طبيعية ان تمويل مجموعة كبيرة من الفضائيات الناطقة بلغات عالمية ، انجليزية وغيرها . وكل ذلك يتم على حساب تلك الجهات التي تعتبر نفسها معنية برعاية هذا الرتل وذلك حسب العلاقات السياسية المتبادلة . اما العاملون في دهاليزهذا الرتل فيتقاضون لقاء نشاطهم " اجوراً" وجعالات حسب حجم الخدمات وحسب القياس الذي يرتضيه ذلك الصحفي لنفسه !!! .
ونحن الان نشاهد جمهور الرتل السادس نفسه يؤدي نشاطا تخريبيا ملحوظا عبر وسائل الاعلام بكل اصنافها . على ان القوى الضاربة فيها نجدها بين العاملين في الفضائيات والصحف المقروءة الكبرى ومنهم من وجد نشاطه الرئيسي قد تحدد له في الهيئات الحزبية الدينية اوالعشائرية اوالثقافية ... وغيرها حيث تم زج مجاميع من الصحفيين المرموقين في العالم لقاء مدفوعات " خاصة " كما هو الحال بالنسبة لجوقة فضائية الجزيرة والعربية واخواتهما المقامة في قلب البلدان العربية لبث ما اوكل لهما من وظيفة دعائية على النطاق العربي .
ثم لاحـظـنا ان حركة كسب الصحفيين لجانب المخططات المخابراتية كانت ولا تزال في توسع سريع تبعا ، كما يبدو ، للحاجة الملحة التي باتت الامبريالية تشعر بها تمشيا مع سرعة الاحداث العالمية التي كانت تشير هي الاخرى الى قرب احداث عالمية فائقة الاهمية و لها علاقة باحتمال نجاح االمؤامرة الكبرى الرامية الى احداث تبدلات في الخارطة العالمية واحتمال غياب الاتحاد السوفياتي عن تلك الخارطة .
ان الحقبة التي ترعرع بها الرتل السادس على النطاق الاوربي واتسعت دائرة سطوته ، فكانت على الاغلب قبيل واثناء ثفكيك الجمهوريات السوفياتية وبلدان اوربا الشرقية على يد العناصر المشبوهة المؤثرة في تلك الانظمة او بكلمة اخرى على يد ( وكلاء التأثير من الرتل الخامس في موسكو ) حيث اطلقوا العنان للصحافة المعادية للاشتراكية و النظام السوفيتي بالذات. ومن ذلك الحين ازدادت النشاطات الصحفية الرامية الى التوسع في تنظيم الطابور السادس ولم يكن ذلك الا بواسطة هيمنة وقدرات الطابور الخامسس وبتمويل ( بالدرجة الاولى ) من البلدان النفطية الكائنة في الشرق الاوسط سيما وان الادوات الاعلامية المتفوقة من حيث التكنولوجـيا الحديثة هي في ايدي الصحافة الغربية التي هي بذات الوقت تزود بها هذه البلدان النفطية . على اننا مطالبين بالتذكير بان التنظيم والمخططات الارهابية فكانت توضع بتحريض واشتراك مباشرمن بعض البلدان الغربية وتركيا واسرائيل تحديدا .
ومن الطريف ان الارهاب اليوم وصل الى هذه البلدان التي دعمت المنظمات الارهابية واصبحت . الان تفكر بكيفية التخلص من الارهاب التي شاركت هي بوجوده ! والسؤال الكبير : هل سيتم لها التخلص من هذا الوباء الذي وصل الى بلدانها ؟؟!!! .
لقد دشن الطابورالسادس نشاطه المنظم ــ حسب دراستنا للموضوع ــ بتعاون شديد مع الطابور الخامس . وذلك عندما عملت المخابرات الاجنبية على تفكيك المنظومة الاشتراكية مع تنظيم الضجة الاعلامية بخصوص انكار اية مكتسبات للشعوب التي كانت تحت سقف نظام الاشتراكية . والضجيج الاعلامي في هذه الاثناء اتضح بشكل جلي : ان الرتل الخامس كان من تلك القوى التي ساهمت بتوسيع نشاط الرتل السادس ورعت تثبيت مواقعه في كثير من الاحزاب اليسارية والنقابات العمالية وهي نفسها الى الان تدفعه للنشاط اكثر فاكثر للقيام بما يصب في مصلحة الارهاب الداعشي في العراق والبلدان العربية الاخرى وحتى فاجأ العالم بوصوله الى قلب اوربا . بحيث اخذ السياسيون وغيرهم اليوم يقفون بذهول امام غزو الارهاب لاوربا بكل بساطة !!! .
ومن مسيرة الاحداث في العالم نتيجة انتشار الاعمال الارهابية وما يرافقها من قلق لدى كافة الدول وهيئاتها السياسية و سيبدأ العالم يتذكر تلك النشاطات الصحفية المعادية لنظام الاتحاد السوفياتي بعد ان فقد مكانته العالمية . بل وسيتذكر التخرصات والتنظيرات الآثمة التي اطلقها نفر من السياسيين " المرموقين " وهم يحتلون لعشرات السنين مقاعد في صفوف احزاب ومنظمات ثورية في العالم النامي . فقد تدلت رؤوس بعضهم من تلك المقاعد مباشرة بعد ان اختتم غرباتشوف " مهمته " وسلم الراية البيضاء الى ايدي "رجال الخط الثاني " وفقا "لكلمة السر" المعطاة لهم من الاسياد . ...
نعم .... وسنتذكر كلنا ايضا جنون الاعلام الغربي وصنائعه في البلدان النفطية وذلك من الصحافة الصفراء ، مباشرة بعد ان وضعت الحرب الباردة اوزارها وبعد قيام الدوائر الغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية باشعال الحروب المحلية والاقليمية وفقا للسياسة الخارجية للقطب المتفرد باتخاذ القرارات والعقوبات على الدول الاخرى والاصطدامات الاقليمية في مواضع عديدة في قارات آسيا وافريقيا ، البعيدة عن اوروبا وامريكا جغرافيا . انها نشاطات الطابور السادس بدلالة وجود بصمات اصابعه على اغلب النشاطات االسياسية من خلال صحافته الصفراء .
وهاهي الولايات المتحدة مستمرة بوضع المخططات التي تستجيب لمصالح العالم الحر. ويبدو ان احتدام الصراع من اجل الاستحواذ على الثروات البترولية والمعدنية النادرة المنتشرة في البلدان ضعيفة التطور بات يتطلب انشاء هذا الرتل السادس بالذات ليكون اداة سياسية مهمتها بعث اليأس والقنوط وكذلك التناحر الديني و القومي لدى سكان بلدان العالم النامي عدا نشر الاراجيف والاكاذيب والشائعات في الاوساط الشعبية كدعم سايكولوجي للقطعان الارهابية المسخرة لاخضاع البلدان النامية التي تسعى الى الافلات من التسلط الاجنبي .. ولكن مما يحز في القلب ان هذه الرياح الصفراء جرفت بطريقها بعض الصحفيين العراقيين المستعدين للانخراط في جوقة الطبالين والمزمرين لصالح االارهاب والقوى السوداء في منطقة الشرق الاوسط بالرغم من ان ذلك يتعارض ومصلحة وطنهم وهم يتسترون وراء ستار "حرية" الصحافة و"التمتع بالديمقراطية" اي انهم تذكروا الحرية والديمقراطية حين اتصل الامر بجيوبهم وارتفاع " مكانتهم " عند القطعان الارهابية والقوى التي تحارب بلادهم !!.
وهكذا نجد ان شخوصا و زمرا مؤلفة من هكذا صحفيين وجدوا في مجتمعاتنا و بين ظهرانينا ومن سكنة عراقنا وهـم ممن يقومون بهذه المهمة القذرة وبنشاط غير مألوف .وكما تشيرالحـوادث خلال سيرورة الحياة السياسية في الشرق الاوسط فان حراكاً مكثفا قد جرى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية واقتراب تنفيذ المخطط الامبريالي بخصوص قوننة اغتصاب فلسطين واعلان الكيان الصهيوني تحت اسم دولة اسرائيل . اما وجه العلاقة بين انتشار وتوطيد قوة الطابور السادس في الشرق الاوسط والمخطط الاستيلائي ، على ارض فلسطين يكمن في ظهور الحاجة في خلق الاداة التي تستطيع تفرقة الشارع العربي وما يحتويه من شباب ذوي اندفاع وطني وربما اعتراض ايضا قد يصدرمن اطراف عربية رسمية ليس في صالح المشروع الصهيوني المذكور . لذا تقررــ كما اتضح من مجريات الاحداث ــ معالجة هذا الاحتمال بخلق تنظيم سياسي يتخذ له صفة حزبية وشعارات عربية واخرى اشتراكية فهو بالذات يقوم بتفريق الشارع العربي على يد زعـماء لهم تجارب سياسية قومية ــ فاشية من ( وكلاء التأثير) المتمرسين في صفوف الرتل الخامس تحديدا . ثم يفترض ان يتمتع المرشحون لهذه المهمة ان يكونوا ذوي خـبرة صحفية . وهكذا ظهرحزب البعث العربي الاشتراكي بصفته الفاشية (المستترة ) على الساحة العربية ، وتحديدا في سوريا عام1947 بزعامة عفلق ومعه شلة من القوميين المعروفين في سوق المضاربات السياسية .... ثم حلت النكسة عام 1948 كما اريد لها و تشرد الشعب الفلسطيني من ارضه وبلاده " بفضل " البعث والقوى القومية في البلدان العربية والجهود الصحفية لهذا الحزب ولزعامته الارهابية .
. وبعد ذلك رأينا وسمعنا كيف تاجر قوميو البعث بالقضية الفلسطينية وكيف سلموا سوريا الى عـبد الناصر ...والى آخـرالكوارث!!! . ثم لم يسلم العراق من طاعون البعث ايضا . حيث دخل هذا الحزب الارهابي الى العراق كما يذكربعض السياسيين عام 1956 .وبذلك بدأت كارثة جدية في تاريخ العراق . ولكن بقي امر واحد في الظلام لحد الان حيث لم يتضح لأكثر ابناء الشعب شئ خفي . وهذا الامر يتعلق باسم "الوسيط " الذي سوق هذا الحزب في" بازار" السياسة في بغداد ومن هو الشخص الذي سهل لهذا الحزب المجرم طباعة اولى نشراته في العراق ؟؟؟ !!! كبداية لتاريخ دموي منذ ذلك الحين والى يومنا هذا . . .
وبخصوص نشوء هذا الرتل فالبحث التاريخي الميداني يشير الى انه ظهرعلى يد حزب البعث في العراق منذ 1947 ( حيث جرى تنظيمه كرتل قائم لوحده مباشرة على اثرالصفقة القومية التي عقدت بين البعثيين السوريين والقوي القومية من انصار الهتلرية النازية في الفترة التي اعقبت تلك الصفقة الخيانية والتي كانت نتيجتها تحالف عبد الناصر والبعث وبعد ذلك تدبيرالانقلاب البعثي ضد حكومة تموز عام1963 .
ويتذكر السياسيون الذين عاشوا تلك الفترة دور الصحفيين والصحافة العربية والعالمية في توطيد مواقع حزب البعث في العالم العربي ودور الطابور الجديد في اتساع النفوذ العربي لعبد الناصر ومكانته عند المخابرات الامريكية . مما شجع القوميين وحزب البعث بالذات بالقوة الحاسمة التي تتمتع بها الصحافة بالنسبة للانقلابات العسكرية وبعد ذلك اتضح دورالصحافة لتثبيت السلطة لأي حزب كان . وفي تلك الفترة بالذات انتشرت بشكل واضح الدعاية السياسية للافكار القومية وبنفس الوقت تولت قيادة حزب البعث في العراق وخلاياه في البلدان العربية تنظيم وتطويرهذا الرتل باشراف البعث (فرع العراق) وعلى يد ابرز المجرمين المتمرسين بالقتل وهو الدكتاتور والدموي المشهور صدام حسين شخصيا.
ومما عرف عن صدام انه تعهد امر توسيع جمهورهـذاالرتل ثم اشرف بنفسه على تسليح خلايا ه بالاسلحة والفرق الجاهزة من القتلة مع اغداق العطايا لهم بشكل متميز خاصة عنـدما تــم دمجهم بالرتل الخامس التجسسي . وقد اشتدت وطأة الرتل الجديد بصورة سريعة منذ ان اطلق الدكتاتور المقبور يده و يد ازلامه في كافة الدوائر المفصلية في الدولة وفي الصحافة المحلية والعربية . حتى اخذت سلطة الدكتاتور ابعادا خاصة عشية الحرب مع ايران واثناء استلامه رسميا للسلطة بعد اجبار البكر على التخلي عن رئاسة الجمهورية .حيث حصلت بعد ذلك العلاقة المباشرة والوثيقة بين نظام المقابر الجماعية من جهة والسياسة المخابراتية ــ الامبريالية من جهة اخرى . وقد تزامنت ايضا مع حكم صدام ( كرئيس ) للعراق وحملته الفا شية المكثفة ضد الحركة الوطنية العراقية سيما وان ذلك قد ترافق مع حملة كانت مخصصة لتسقيط او عزل قسري للشخصيات السياسية البارزة والهامة في البلاد وتم اشغال مواقعها بشخصيات هزيلة لا تتمتع باية صفة شعبية بحيث يمكن منحها قدرا ولو ضئيلا من الاعتزاز بها ، بل هي على االعموم جوقة من الجلادين واغلبهم من الذين يمارسون التعذيب وفق اوامر حزبية وذلك في اقبية السجون والبيوت المخصصة لتعذيب المعتقلين من الرجال والنساء لغرض تسقيطهم . ولا ينكر ان العراق قد خسر بذلك شخصيات لها مكانتها في الميدان السياسي والعلمي والاجتماعي .
والمأساة الاخرى انه لم يجر الى الآن تعـويض لتلك الخسائر بالرغم من ان العراق معروف بولادة الشخصيات الشعبية المؤثرة دائماً . الا اننا ــ كما يبدو ــ نعيش في زمن عسير ومعوق بقدر كبيربسبب ان الارهاب البعثي لم يبق لنا سوى الركام وعدم سلامة الاجواء التي تسمح بولادة السمات الخلاقة للشخصيات السياسية . وهذه الحقيقة هي الاشد تأثيرا بالنسبة لخسائربلادنا ا . والواقع المريرالأخر ان الخسائر الانسانية التي خلفها البعث لدى السكان من العادات والاخلاق المتخلفة والتي الغت الكثير من التقاليد الخيرة ، ومنها الصلات مع ذوي القربى والعلاقات مع الجيران ، تلك العلاقة التي قدستها طقوس الاديان السماوية والتقاليد الحميمة التي عرفت بها الجماهير الشعبية ومنها العشائر العراقية الوطنية في مضائفها ومجالسها التي حاصرها النظام البعثي وجعل افكاره الفاشية ( عن طريق احتواء ابناء الشيوخ ومنحهم الوظائف العالية ) هي المؤشر الوحيد لتوجهاتها السياسية والاجتماعية .الامر الذي جعل الوضع الاجتماعي هزيلا بصورة واضحة .
على ان تلك الصفات ماهي الا احدى نتائج الرعب والخوف من البطش من جانب القائد الضرورة وحزبه و وكذلك التسلط المتشدد على جمهور الناس البسطاء ونفوسهم . وكلنا يعرف كم هي الالوف من الكتل البشرية المعوقة عدا الموتى والقتلى بسبب حروب الطاغية . انها كانت من السعة والعمق بدرجة يصعب معها توفير الحاجات الضرورية لكي نخفف على ذويهم مآسيهم الشخصية . اما على المستوى الشعبي فان البلاد لم تستطع الاحتـفاظ حتى بقدر قليل من الرموز المجربة والتي سقلتها الحياة السياسية وتعلمت تذليل المصاعب والنجاحات في الامتحانات والطوارئ .
وهكذا يتذكر اغلب السياسيين عندنا دور العاملين في الاعلام في نشر الشائعات والاكاذيب والاخبار المفبركة وكيف تم للنظام البعثي اليد الطولى في تشويه الأخبار العالمية كما نرى ذلك بوضوح في فضائيا ت ( الجزيرة واخواتها ) وكذلك الاخبار بشأن النضال العالمي المكرس ضد الطاعون الداعشي بالنسبة للعالم العربي ( والعراق خاصة ) اوبالنسبة النضال الاوربي الموجه لمطاردة الارهابيين في العالم ( باريس وبروكسل ولندن .... وغيرها ) اوتجاهل (دور روسيا لتخليص سوريا من حالة الحرب ودوامة الانفجارات ) و انقاذ للشرق الاوسط مـن التمدد الارهابي وليس من اجل تثبيت نظام معين او رئيس لسلطة ما ! كما يصرح بعض السياسيين وبعض المرابقين ! .
ومما يدعو الى الانتباه ان افراد هذا الرتل لهم نشاط مكثف في الصحافة الصادرة في العراق وغيره . ومما يعطينا ( بانوراما ) واضحةعن حقيقة انتشار نشاط هذا الرتل الخطير وذلك كما يبدو جزء من التزامات عناصر الرتل السادس امام سادتهم ــ قادة الارهاب العالمي . ومن الوقاحة المتميزة في الفضائيات ذات الهوية العراقية وهي تبث من بغداد او من عواصم داعشية ولكن بكل صلافة تبث الشائعات وتثير النعرات الطائفية تارة والقومية تارة اخرى.... وبالرغم من كون العراق يكافح الارهاب العالمي وان التمويل يجري من دول اجنبية معروفة وان الضحايا من الجيش العراقي الباسل والحشد الشعبي لا تعد ولا تحصى ولكن بعض الكتل السياسية تقف صامتة بدون خجل ولاتحتج اوتستنكرالارهاب والتد خل الاجنبي في شئون العراق . وان هذه الفضائيات اصبحت تجد بدون عناء يذكرعناصر من هذا الرتل من المتخصصين ببث الفرقة ايضا ليس فقط بين البلدان العربية بعضها ضد البعض الاخر ولكن ايضا في داخل كل بلد حسب خواصه ومشاكله . فالتفرقة هنا في المجالات القومية والطائفية الدينية تصب في مصلحة الامبريالية والكيانات الرجعية . ومن اهدافها ان تعم الفوضى والجريـمة في العالم عموما وفي المناطق النفطية بصورة خاصة وفي العراق ايضا . وقد اظهرت معارك الفلوجة العراقية بصورة ناصعة تجمع الداعشيين من ذوي المهنة الصحفية في جوقة واحدة وبدأوا ينشرون الشائعات المزيفة والاخبار الكاذبة بهدف سحب الثقة من القوات العراقية المنتصرة في جبهات القتال وذلك بامل انقاذ ما تبقى من فلول المفارز الداعشية االتي تنشر الرعب والموت في العراق . الامر الذي اظهر هؤلاء الصحفيين وفضائياتهم وصحفهم الصفراء كمجندين للرتل السادس المأحور . وقد ظهر ايضا ، من اساليب تلك العـناصر في عملها غير الشريف انها تهتم باختيار العبارات المثبطة للعزائم وبذات الوقت تبادر الى تهويل الاخطار التي تحيط بالحركات الوطنية في العالم لتبعث الرعب في اوساط التنظيمات الشعبية وكذلك تقديم الاعمال الارهابية كمظاهر طبيعية لا تقهر ولا مناص الا بالخضوع للسياسة الدولية التي يراها القطب الوحيد في زماننا .
ومن متابعة موضوع تشكيل ودراسة شؤون الرتل السادس وعلاقـته بالاحداث الكبرى في العالم يبـدو لنا انه ذو علاقة شديدة ايضاً بالوضع الدولي القائم . حتى اصبح كيانا مؤثرا في الساحة السياسية بصورة فعالة . وهذا الواقع يعتبر شاهداً على ان القوى السياسية العالمية كانت قد هيأت هذا الرتل منذ زمان ليكون رديفا لحلقات لاحقة لها دور في تهيئة التربة لسياسات ومخططات لاحقة .
. ومن التجربة التي مرت بالعراق اثناء كفاحه ضد الارهاب الذي استمر منذ عدة سنوات ان الجهات التي اضرت بالوحدة الوطنية اكثر من اي شئ آخر هي الفضائيات المأجورة لبعض البلدان العربية النفطية وغيرها وكذلك اسـرائيل وبلدان مجاورة اخرى وذلك بواسطة فبركة الاخبار والاكاذيب بامل اضعـاف القدرات العسسكرية العراقية مع السعي لتفرقة الصفوف الوطنية بنشر الكراهية بين ابناء الوطن العراقي واحتضان الشخوص المأجورة والقومية المتعفنة من الحثالات الباقية بعد تفسخ البعث العـفلقي ــ الصدامي المقيت . .
وقد لوحظ ان الدوائر التي تقف وراء قطعان الارها ب في حربها على العراق هي نفسها التي تقوم بزج اكثر فاكثر تلك الجماعات الاعلامية ممن يتعاطفون مع المنظمات الارهابية كرتل سادس وكقوة ساندة للرتل الخامس ويبدو انهم يكلفون اتباعهم في وسائل الاعلام باعداد موا د صحفية مفبركة لتوزيعها على الفيس بوك وغيرها من البرامج المهيجة للطائفية ومعادية للنهج الوطني للسلطة العراقية القائمة .وكما يريد هذا الطابور المؤلف من زعانف العدو الاجنبي الذي يقبعون اذلاء في الاردن واربيل والامارات وتركيا .... ونعتـقـد ان مصير زعانف هذا الرتل يجرهم الى الاندمـاج بالرتل الخامس اي الى جهاز للتجسس للاجهزة الاجنبية . فلهذين الرتلين ، كما نرى ، الاستعداد للايغال في الظلال وربما سيلتأمون ويؤلفون تنظيم سياسي موحد ليكون اكثر قدرة على التخريب واوسع تأثيرا على الساحة السياسية. والاشنع من هذا انهم ربما يمتزجون بالمنظمات الارهابية العالمية المقبلة .



#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القسم الثالث من مقال: ماذا يجب ان بنتظر الشعب العراقي بعد ال ...
- القسم الثاني من مقال : ماذا يجب ان ينتظر الشعب العراقي بعد ا ...
- ماذا يجب ان ينتظرالشعب العراقي بعد الانتصار على الارهاب
- تشكيل الا قا ليم هل يمثل حا جة وطنية ام مصا لح حزبية ؟؟ !!
- القسم الثا ني من رسالة عمل الى رئيس الوزراء الد كتور حيدر ال ...
- وزير المالية الاسبق في العراق ودوره في افلاس البنك االمركزي
- انتصارات وبعض الدروس كما هي على اللوحة السياسية العراقية
- رسالة عمل الى دولة رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي المحترم
- هل هذا ارهاب آخر يا باقر الزبيدي ام استمرار لصراعات نيابية ج ...
- ساعدك الله ياعراق !!!
- نحو التخطيط الاقتصادي والتنمية في العراق الجديد
- ماذا يريد السيد كاظم حبيب ؟
- من السهل التفرج على الارهاب الجاري في العراق !!!
- الارهاب في العراق وتخريب العملية السياسية من الداخل !!!
- المسألة القومية وتأريخ لعبة ( شعار تقرير المصير ) !!!
- العد و د خل الديار ....فا لى السلا ح !!!
- ما العمل تجاه - حكومة الاضداد - يا استاذ عادل ؟؟؟
- السيد صبحي الجميلي يطالب ....!!!
- الفيدرالية والسياسة في العراق
- ليكن هدفنا : مصلحة عرا قنا الفيدرالي !!!


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الزهرة العيفاري - احذروا ( الطابور ) الرتل السادس