أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - جميل الدويهي.. شاعرُ اللحظةِ المفخَّخةِ بالجمال














المزيد.....

جميل الدويهي.. شاعرُ اللحظةِ المفخَّخةِ بالجمال


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 5279 - 2016 / 9 / 8 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


جميل الدويهي.. شاعرُ اللحظةِ المفخَّخةِ بالجمال

نمر سعدي/ فلسطين


كرَّستُ شتاءَ العام الماضي بأكملهِ للشعرِ العامي اللبناني، أعدتُ قراءة دواوين سعيد عقل وطلال حيدر وموسى زغيب وزغلول الدامور وطليع حمدان وغيرهم، كانت قصائدهم الرقيقة تشذِّب ذائقتي وتخلِّصها من الزوائد والشوائب، في الليلِ كنتُ أنام على أصداءِ أمسياتهم الزجليَّة المنبعثة من موقع يوتيوب تحملُ أصالة وعبق تاريخ بعيد، مغسول بصوت فيروز وندى الصباحاتِ العذبة البحريَّةِ البكر.
فيما بعد انفتحتُ على تجربةِ الشاعر البناني الكبير جميل الدويهي المغترب في أستراليا ورائد القصيدة العاميَّة المدوَّرة بنكهتها اللبنانية الرقيقة والتي تذكِّرني دائماً بقصائد غزل كتبها شعراء مثل الأخطل الصغير وإلياس أبي شبكة لحبيباتهم، فأدخلُ في حالةٍ وجدانيَّةٍ كمن يرنو إلى قمرٍ شفيفٍ في ليلةٍ حزيرانيَّةٍ أو يقرأُ رسائلَ عشقٍ سريَّة لنفسهِ، ويشبِّهُ القصيدةَ براقصةٍ تتأهَّبُ للرقص.
تجربة الصديق الشاعر جميل الدويهي بالرغم من زخمها وعمقها وأهميَّتها إلى أنها بقيت بعيدةً عن حلقات ودوائر النقد العربي الرسمي، ربما يرجعُ سببُ ذلكَ إلى كون صاحبها يعيشُ في مهجرهِ في القارة الأسترالية بعيداً عن مركزية الخطاب الإبداعي العربي، ومقرُّها الشرق، لهذا السبب لم يُقرأ كما يجب، ولم يُطرح منجزَهُ الكتابي المتفرِّد والمتنوِّع والخصب طاولةِ البحث والدراسةِ والاستقصاء، وهذا برأيي ظلمٌ كبير لأدب المنافي والمهاجر.. ظلمٌ يؤدِّي حتماً إلى الإهمالِ والنسيان.
في قصيدةِ الدكتور الشاعر جميل الدويهي تجدُ كلَّ عناصر الطبيعة اللبنانية الناعمة ومعاني حبِّ الحياة والمرأة والجمال، بدءاً من عطر التفَّاحِ وخصرِ الحبيبة وفستان الأرجوان والحبِ الأكبر من البحرِ إلى جدائلِ الحبيبةِ التي تشبهُ الموسيقى وكحلِ عينيها الشبيهِ بخيلِ العرب ومرجوحة عصافير بالحَور العتيق وغيرها من الموتيفات الشعريَّة التي يجيد الشاعر توظيفها واستعمالها بكلِّ مهارة وحذق شعري وفنِّي، كما في هذه المقطوعة التي تفيض عذوبةً ورقَّةً وانسيابيَّةً (عْـــيـــــــونِــــــك بنصّ الليل زارونــــــي
حِـــكْــــيـــــــو مَـعـي، وتْقلّقو عْيـــــــوني
اعطِيني شي نتفِة كـــــــحْــــــل للدفـــــتَر
مــــــــن وقت مــــــا رِحْتي الشِّعر أصفَر
وقالـــــو القَوافــــــي مـــــــــــا بْيَعرْفوني)
هنا شاعرٌ يسير على نهجِ سعيد عقل في كتابةِ القصيدتين، العاميَّة والفصحى، بسحرٍ نازفٍ وعاطفةٍ رقراقة تغرفُ من ماضي الأيَّام وهجَها السرياليَّ وطاقتَها المبدعة المفتوحة على التجلِّياتِ والأناشيد المؤرَّقة.
من جهةٍ ثانيةٍ لمستُ نغمةً شجيَّةً في قصائدهِ النثريَّة التي لا تقلُّ جمالاً وقيمةً عن قصائده العاميَّة، فغناؤهُ الأعزل يذكِّرني دائماً بسونيتات عشَّاقِ القرون الوسطى وهم يجوبون الأرضَ بحثاً عن لحظةِ وصلٍ قصيرةٍ أو ينتظرون عاشقاتٍ لا يأتين تحتَ شجَرِ الحنين.
الشاعر جميل الدويهي ذلك المعانقُ الأبديُّ لأشعارِ العذريِّين ولهفتهم التي تتوَّلدُ دائما من رمادِ العنقاءِ، فصوتهُ ترجيعُ حُداءِ الحبِّ النظيف المتعفِّف البريء الصافي.
(وقلتُ : أحبُّكِ.
سوف أظلُّ أحبُّكِ مثل الطفلِ، ففي عمري المـتـقـدِّمِ لا أحتاجُ إلى نارٍ تشعلني بعد هطول الثلجِ. تعالي نمشي في ظلِّ الصمتِ المفروض علينا، لا تلزمنا لغةٌ كي نقرأ حرفاً أو حرفينِ، وكي نتـعــانــقَ في شكلٍ رمــزيٍّ، لا يــفـهـمـه إنسانٌ. أعلنتُ الحـرب عليكِ، فإنَّ الحبَّ هو الفصلُ الأحلى في مذبحةٍ لا ينــجو منها أحدٌ. إنَّي لا أعرف ذاتي إلاَّ في الرقص على الجمرِ،
وفي تهديم العصرِ،
ولستُ أحاول
أن أعطيكِ سماء الفجرِ،
ولا مـــاء الينبوعِ، ولا أعــطي لـــربــيــع الأرضِ صـفــاتٍ منكِ، خرجتُ على النمط الشعريِّ السائدِ، ألغيتُ المألــوفَ، لأنَّكِ أنتِ المــطرُ).
هكذا كانَ الشعرُ عند الأستاذ الشاعر جميل الدويهي حاسَّةً خارقةً تحسنُ اقتناصَ اللحظةِ الشعوريَّة الهاربة وحالةً موزَّعةً على حقولِ الرؤى والجمال الصرف.



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان (تقاسيم على مقام الندم) الصادر هذا العام عن دار توتيل ...
- رسائلُ حُبٍّ في عُلبةِ صفيح
- بينَ الحيرةِ والشغف (نصوص نثريَّة)
- قيثارةُ الوجعِ الإنساني (عن محمود درويش في ذكرى رحيلهِ الثام ...
- كتاب الغوايات/ مطوَّلة شعرية
- خفقُ الأنفاس(نصوص نثرية)
- سطوٌ أدبي
- عبد الوهاب البياتي.. أثرٌ شعريٌّ لا يزول
- فتنةُ العزلة/ شهادة إبداعية
- الفلسطيني نمر سعدي في «وقتٌ لأنسَنةِ الذئب»/ قصائد تحمل روح ...
- حبقٌ لظلالِ القصيدة/ نصوص قصيرة
- كانَ صديقاً للفراشاتِ (عن أميرِ القصيدةِ التونسيَّة أولاد أح ...
- هواجس على طريقِ القصيدة
- تلويحةٌ لحارسِ الذاكرة
- وردةٌ من دخان(مجموعة قصائد جديدة)
- مرايا نثرية 3
- سبايا الملح/ مجموعة قصائد جديدة
- بورتريهاتٌ ليليَّة بفحمٍ أبيض
- قلبُهُ طائرٌ للحنين(في رثاء جهاد هديب)
- نقوشٌ على حجرِ الورد


المزيد.....




- صوفيا لورين: قصة أيقونة سينمائية خالدة
- مصر.. -تخون حبيبها مع كلب-.. فيلم من بطولة رانيا يوسف وسمية ...
- حوار حول الهوية مع الداعية عمر عبد الكافي في -حكم وحكمة-
- الأحزاب السياسية في سوريا.. تحالفات ونزاعات ترسم مئة عام في ...
- -الإعلام الروسي الجديد-.. مسلسل يتناول قصص الصحفيين الروس في ...
- يوم اتحد السُّنة والشيعة في العراق لقتال الإنجليز
- جالك كلية ايه.. اعرف نتيجة تنسيق الدبلومات الفنية 2024 نظام ...
- اشتراك IPTV مميز: أكثر من 50,000 قناة عالمية وأفلام بجودة فا ...
- 4رباعيات عن الشغف’الحلم.الشاعر حسن فوزى,مصر.
- افتتاح الأسبوع الثقافي الكويتي في روسيا (صور)


المزيد.....

- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - جميل الدويهي.. شاعرُ اللحظةِ المفخَّخةِ بالجمال