أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - حبقٌ لظلالِ القصيدة/ نصوص قصيرة














المزيد.....

حبقٌ لظلالِ القصيدة/ نصوص قصيرة


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 5169 - 2016 / 5 / 21 - 19:35
المحور: الادب والفن
    


حبقٌ لظلالِ القصيدة
نصوص قصيرة



نمر سعدي/ فلسطين




كهفُ الحوريَّات
أجملُ القصائدِ الموزونة تلكَ التي تقرأها وكأنها بلا وزن.. كأنهُ ذائبٌ في حناياها وبينَ تلابيبِ أنهارها.. أو أنها لم تُكتب من أجلهِ فقط.. لتدلَّ عليهِ كما دلَّتْ عينا عاشقةٍ على قمرٍ.. ولم تُخلقْ لتسيرَ في ظلِّ نرجسهِ الانتهازيِّ.. هي امرأة من قوسِ قزَحٍ.. نافرةٌ كالمهرةِ الجموحِ.. تتمرَّدُ على سطوةِ الإيقاعِ والرملِ والبياضِ وتركضُ محلولةَ الضفائرِ في الريحِ وعندَ حوافِ الموج الليليِّ.. لا تريدُ لأحدٍ أن يأخذها من يدها إلى أيِّ شأنٍ من شؤونها الكثيرةِ.. غيمةٌ تسمعُ هديرها وتحسُّ بهِ يدغدغُ ظاهرَ يدكَ كالعصفورةِ العصبيَّة.. أبداً لم يكن الوزن قفصاً شكليَّاً وذهبيَّاً للشِعرِ الأفكار المسبقة هيَ التي جعلتْ منهُ قفصاً ومحارةً وكهفاً تنامُ فيهِ الحوريَّات.. فدع المرأة التي تسكنُ في القصيدةِ أن تسيرَ الهوينى أو ترقصَ رقصتَها الصباحيَّة ودع الطيورَ لكي تحلِّقَ.. تذويب الوزن في القصيدة أن أبلغ بها إلى حدود الصفاء الشعري الذي كان يعنيه الشعراء الحقيقيون وعلى رأسهم شاعرنا الأسطوري محمود درويش. أن أكتب قصيدة موزونة من غير أن ينتبه الآخرون إلى أنها موزونة من فرط جمالها ومن نعومةِ تدفَّق الماءِ من تلقاءِ نفسهِ فيها وليس من جرَّاء موسيقاها فهو ما يصبو إليه قلبُ الشاعرِ فيَّ. أجملُ القصائدِ الموزونة كأنها وجعُ الماءِ على فمِ الحبيبةِ القرمزيِّ وتنهيدةُ الحصى تحتَ أقدامها.
*
سونيتات شكسبير
في هذا الربيع رجعتُ إلى سونيتات شكسبير أتملَّاها وأعيدُ قراءتها مقارناً ما بينَ ترجماتها الكثيرة.. منها ما يبلغُ حدَّ الروعة والدهشة الحقيقيَّة بجوهرِ البوحِ الحقيقي العذب الصافي ومنها ما هو دونَ ذلكَ بكثير.. ولكن لا أشعار تحرِّكُ القلبَ وتجعلهُ كنسمةِ صَبا مثل هذه الغزليَّات الإنجليزية المكتوبة قبل أكثر من أربعةِ قرون لتصلحَ لكلِّ عشَّاقِ العصور.. مع أنني منحاز لترجمة جبرا المقاربة للنصِّ الأصلي والفاتحة لمغالق الجملةِ الشكسبيريَّةِ إلا أنَّ الترجمات الرصينة الأخرى أعجبتني وراقت لي بالرغمِ من الاختلاف والتباين الطفيفين في ترجمات سونيتات شكسبير تلكَ التي أنجزها جبرا ثم بدر توفيق يليه كمال أبو ديب وأخيرا ترجمة عبد الواحد لؤلؤة المدهشة.. الشيء الوحيد الذي لم أستطع أن أفهمه في الترجمات الأخرى المنجزة في الخمسينيات والستينيات هو لماذا حاول البعض ترجمتها شعراً عموديا وأحيانا على البحور المجزوءة؟ حتى في سونيتات شكسبير نبحث عن القيود؟!
*

مكانُ القصيدةِ المثالي
شاطئُ البحرِ في صباحٍ ربيعيٍّ غائمٍ هو المكان المثالي للمشي والتأمل.. واصطياد خيوط القصائد وأسماكها المراوغة.. هنا عاشقٌ يسندُ رأسه المحشوَّ بالغيوم على كتفِ حبيبتهِ وعاشقةٌ تسندُ رأسها على كتفِ حبيبها.. وأنا منهمكٌ بقراءةِ دواوين رياض صالح الحسين المحمَّلة على هاتفي الجوَّال.. وأرجئُ مشاغل الحياة لساعتين تقريبا.. القصيدة التي لم يكتبها ذلك العاشق لحبيبته الجميلةِ ذات الشَعرِ المنساب كحريرِ الليلِ حاولتُ أنا كتابتها واصطيادها لهما.. بينما في الروحِ تشعُّ عينا امرأةٍ تحبُّ عكا وتسألُ نفسها دائماً : من أجمل أنا أم صبايا عكا؟ ولكن القصيدة حينَ هممتُ بتدوينها فرَّتْ مني كما فرَّتْ السمكة الذكيَّة.
*



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كانَ صديقاً للفراشاتِ (عن أميرِ القصيدةِ التونسيَّة أولاد أح ...
- هواجس على طريقِ القصيدة
- تلويحةٌ لحارسِ الذاكرة
- وردةٌ من دخان(مجموعة قصائد جديدة)
- مرايا نثرية 3
- سبايا الملح/ مجموعة قصائد جديدة
- بورتريهاتٌ ليليَّة بفحمٍ أبيض
- قلبُهُ طائرٌ للحنين(في رثاء جهاد هديب)
- نقوشٌ على حجرِ الورد
- الكتابة غواية محفوفة بالمكر
- إيماءاتُ خريفِ المعنى
- سِفرُ المراثي
- تقاسيم على غيتارة الحنين
- إيقاعات 1
- مرايا نثرية 1
- مرايا نثرية 2
- تقاسيم على نايٍ أندلسي وقصيدةٌ إلى خليل حاوي
- فيسبوكيات
- قصيدة بثلاث لغات
- أغاني تروبادور مجهول


المزيد.....




- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - حبقٌ لظلالِ القصيدة/ نصوص قصيرة