أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الجنابي - خواطر/ 44 / 4 كلينكس و ( العدل أساس الملك ) !!














المزيد.....

خواطر/ 44 / 4 كلينكس و ( العدل أساس الملك ) !!


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 5269 - 2016 / 8 / 29 - 10:37
المحور: كتابات ساخرة
    


الفضيحة التي جرت في مدينة السماوة على أثر الحكم اللا إنساني بعام واحد على طفل بعمر الورود ( 12 عام ) لم يبلغ سن الرشد بعد وهو نازح من الأنبار كان قد ترك بيته غصباً بعد أن كان فوقه سقفاً يأويه وعائلة تحتضنه ، وطعاماً متوفر يملأ معدته ، ومدرسة يتعلم فيها ويلعب ويلهو مع أقرانه دون خوف أو وجل ، وفجأة وجد نفسه غريباً شريداً تطارده النظرات وترصده عندما مدّ يده لأخذ ( 4 علب كلينكس ) لا يساوي ثمنها ( رغيف خبز ) يسد به رمقه ويشبع بطنه الخاوية .
ليس هنا في وارد ( القصاص والعقاب ) ، وعلى السارق أن يدفع الثمن ، وهذا العدل بعينه ، لكن من غير العدل هو أن لا يُنظر إلى موضوع السرقة ومسبباتها ، وهل كانت إمتداداً لسرقات أخرى قديمة حتى أصبحت عادة سيئة يجب ردعها وإيقافها .
الطفل نازح ، والنزوح جماعي مع أهله وأقربائه وأصدقائه ، ولم يبق شيئاً في أيديهم يقتاتون به ويعتاشون عليه ، جوع ، عطش ، مرض ، يأس ، حالة نفسية متدهورة تحتاج إلى جلسات طبية عديدة لعلاج آثارها ، وبعبارة أوضح لم يعد هناك من مرتجى لإعادة كل شيء إلى وضعه الطبيعي . لذا جاءت حالة الإحباط دافعاً للتمسك بالبقاء ، وهو ما قام به الطفل تفادياً للموت من الجوع بأن تمتد يديه النحيلتين لأخذ ولا أقول سرقة ( 4 علب كلينكس ) لغرض بيعها وشراء ما يسد به رمقه ويبقيه على قيد الحياة .
أنا لست قاضياً ، ولست ضليعاً بالقوانين الجزائية وأي القوانين الواجب تطبيقها ، ولكني أتساءل هل هناك أمور إنسانية تدخل بين سطور القوانين لتجعل منها لينة وأكثر واقعية وغير جامدة .
لقد شاهدت فيديو جميل مصدره إحدى ( دول الكفر ) لمحاكمة رجل إرتكب ( مخالفة سير ) وأثناء المحاكمة جلب الرجل معه زوجته وإبنه الصغير الذي يبلغ من العمر خمسة سنوات ، وعند المحاكمة ، توقف القاضي لبرهة عند مشاهدته ذلك الطفل الجميل ، وطلب من الرجل أن يسمح لإبنه الصغير أن يأتي ليجلس إلى جانبه وطلب إذناً من الأب أن يضعه في حجره فوافق الأب . وبعد أن سأل القاضي الطفل عن إسمه وعمره ، قال له والدك قد إرتكب مخالفة مرورية ، وحسب القانون الذي بين يدي عليّ أن أحكمه بغرامة تتراوح بين ( 90 و30 و15 دولار ) ، وإن كنت أنت القاضي بأي مبلغ ستحكم عليه ؟ ، أجاب الطفل بـ 30 دولار ، فإبتسم القاضي وقال للطفل : شكراً لقد ساعدتني بالوصول إلي الحكم المطلوب . وسأل القاضي الطفل ، هل تناولت الفطور قبل أن تأتي إلى المحكمة مع والدك ؟ قال الطفل لا . أجابه القاضي فأنا أطلب من والدك الآن أن يذهب معك إلى ( المكدونالد ) ليصرف عليك المبلغ الـ 30 دولار ، فهل أنت موافق ؟ ، أجاب الطفل مبتسماً نعم .
نعم .. هناك قاضي ومحكمة وقانون ، لكنه لم يكن قاضياً متحجراً ولا قانوناً جامداً لا روح فيه ولا نفس يُطبَق بالمسطرة وبالسنتمترات وأجزاءها ، بل فيه من روحية الإنسان إنسانيته ، التي تدعو إلى الخير والصلاح لا إلى العقاب القسري غير المبرر .
ومن بلاد العم سام هناك مثلاً آخر ، حيث تم في ولاية ألاباما الإبلاغ عن حالة سرقة من ( سوبر ماركت ) بطلتها إمرأة سوداء إسمها هيلين ، وعندما حضر الشرطي لإعتقالها بتهمة السرقة ، وجد أن هيلين قد سرقت ( خمس بيضات ) ، وقالت له أنها لم تأكل منذ يومين هي وعائلتها . قرر عدم إعتقالها بل على العكس تماماً إشترى لها ( سلة بيض ) وأخذها بسيارة الشرطة إلى منزلها ، وبعد يومين جاء مع زميل له بسيارتين محملتان بالطعام من تبرعات جمعها لها حيث قالت له : إنه لا حاجة لأن تفعل لي كل هذا يا سيدي !! . 
كان رد الشرطي : إننا لا نحتاج إلى القانون أحيانا بقدر ما نحتاج إلى اﻹنسانية .
ولنعود إلى المحكمة الموقرة التي حكمت على الطفل الأنباري وإلى السيد القاضي الذي نطق بالحكم ، هل أن هذه الهفوة التي قام بها هذا الطفل الغلبان تتساوى مع سرقة المليارات والتي قام بها البعض مِن مَن لهم السلطة والجاه وأطلق سراحهم لعدم كفاية الأدلة !! .

والآن هل هناك من نص قانوني يُحرم الرأفة والرحمة حين يقتضى الأمر ، وأن شعار ( العدل أساس الملك ) الذي قاله إبن خلدون يبقى جامداً لا يتحرك منذ القرن الرابع عشر !! .



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر/ 44 / مع الفنان الكاريكاتيري الرائع سلمان عبد
- خواطر/ 43 / القانون العشائري يبرز إلى الواجهة من جديد!!
- خواطر/ 42 / في البرلمان العراقي الفساد تتساقط بعض أوراقه !!
- خواطر/ 41 / مبروك يا شعب .. مجلس النواب يساهم في تبذير أموال ...
- خواطر / 40 / إبشروا أيها الطلبة النجباء سوف تصلكم الإصلاحات ...
- ريبورتاج عن المحاضرة الثقافية للدكتور موفق الحمداني عن الأسب ...
- خواطر / 39 / القاتل نفسه في الكرادة ومدينة نيس الفرنسية
- خواطر/ 38 / في رحاب ثورة 14 تموز الخالدة 1958
- خواطر/ 37 / مرور أكثر من ربع قرن على حركة حسن سريع المجيدة
- خواطر/ 36 / لكي لا تبقى الفلوجة جرحاً نازفاً !!
- خواطر / 35 / إذا أردتم القضاء على البعوض جففوا المستنقعات .
- خواطر / 34 / البرلمان العراقي يذهب في إجازة ... وا أسفاه !!
- خواطر / 33 / بعد تحرير الفلوجة إحذروا الفتنة
- خواطر /32 / لا ... لإرهاب الدولة
- خواطر/ 31 / وا ... عراقاه
- خواطر / 30 / مع هيبة الدولة مرة أخرى
- خواطر/ 29 / خط ماجينو وجسور بغداد المغلقة
- خوطر / 28 / قنفة البرلمان العراقي وإهانة هيبة الدولة !!
- خواط / 27 / الجماهير تُمرغ سمعة البرلمان والحكومة بالوحل
- خواطر/ 26 / القافلة تسير ولا يثنيها صراخ الحاقدين


المزيد.....




- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الجنابي - خواطر/ 44 / 4 كلينكس و ( العدل أساس الملك ) !!