عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5268 - 2016 / 8 / 28 - 22:03
المحور:
الصناعة والزراعة
اذا ذهبَ الفلاّحُ الى الوزارة
اذا ذهب الفلاّحُ الى وزارة الزراعة ، فقالتْ لهُ : لا يوجدُ لديّ شيءٌ ، أيُّ شيءٍ ، يُعينكَ على زراعة أرضك.
واذا ذهب الى وزارة التجارة ، فقالتْ لهُ : لا توجد حماية ، ولا دَعمْ ، ولا شراء محاصيل ، ولا حتّى حصّة تموينية.
واذا ذهب الى وزارة الصناعة ، فقالتْ لهُ : لا توجد لديّ مُعدّات ، ولا سماد ، ولا لوازم أخرى ، ولا جرّارات .. لا جرّار"عنتر" 60 ، ولا عنتر 70 ، ولا حتّى عنتر نمرة صفر.
واذا ذهب الى وزارة الماليّة ، فقالتْ لهُ : لا توجد قروض .
واذا ذهب الى وزارة التخطيط ، فقالتْ لهُ : لا توجد خطّة لتنمية الزراعة . نحنُ لم نَعُدْ بلداً "اشتراكيّاً" ، بل بلداً "رأسماليّاً" قُحُّاً "نخلة وفسفورة"، بموجب المادة (25) من الدستور.
واذا ذهب الى وزارة الموارد المائيّة ، فقالتْ لهُ : لا توجد لدينا مياه . فهي أمّا محجوزة في سدود تركيا "الصديقة" ، أو في سدود ايران "الشقيقة" ، أو مهدورة في مياه الخليج العربي- الفارسي "الثائرة" ، والى أن يقضي اللهُ أمراً كان مفعولا.
واذا ذهب الى وزارة الصحّة ، فقالتْ لهُ : لا يوجدُ لديّ دواء ، ولا مصول ، ولا لقاحات ضد لسعات العقارب ، وعضّات "حيّة" سيّد دخيل ، و الهجمات المُفاجئة للحشرات "النطّاطة".. وانّ عليه وعائلتهُ أن يأكلوا "الطين خاوة" للوقاية من الاسهال ، الذي سيتطور لاحقاً الى كوليرا.
واذا ذهب الى وزارة النفط ، فقالتْ لهُ : لا يوجدُ لديّ لا بنزين ، ولا كَاز ، ولا نفط أبيض ، ولا نفط أسْوَد ، ولا حتّى خام برنت.
واذا ذهب الى وزارة الكهرباء ، فقالتْ لهُ : ليس لديّ كهرباء . اذهب الى جاسم ابو "المولدّة".
واذا ذهب الى وزارة النقل ، فقالتْ لهُ : لا توجد لدينا قطارات لنقل المحاصيل بين المدن ، بسبب "المواشي" السائبة ، التي تعبر سكّة الحديد ، دون أن تلتفِتْ لعربات الطماطم.
واذا ذهب الى خبراء صندوق النقد والبنك الدوليين ، ومنظمة "الفاو" ، و "اليونسكو"، وأبناء عمومتهم من الخبراء العراقيين ، فقالوا لهُ جميعاً ، وبلسانٍ عربيٍّ فصيح : نحنُ والله (وإنته ما محلّفْنا) ، لا نحبّكَ كثيراً ، ولكنّنا ، مع ذلك ، نتمنى لكَ أحلاماً سعيدة.
واذا ذهب الى مجالس المحافظات ، فقالتْ لهُ : نحنُ لا نستطيعُ مساعدتك ، بسبب "داعش".
واذا ذهب الى "العَلْوَة" ، فقالت لهُ : لا يوجد مكانٌ فائضٌ لديّ ، يتسّعُ لباذنجانكَ "اللقيط" ، بسبب "غزوة" الخضروات المستوردة .
واذا ذهب الى "السيّد" ، فقالَ لهُ انّهُ لم يَعُد "يُشَوّرُ" بأحد ، حتّى ولو بنفسه !!!.
فإلى أين تعتقدونَ أنّ بإمكان هذا الفلاّح المسكين أن يذهب ، أو ينزَحْ ، أو يُهاجِر ، أو يطلب اللجوء السياسي ، في نهاية رحلتهِ "الالياذيّة" الشاقّة هذه ؟.
إلى أين ؟؟
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟