أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - الكذب المقدس ..!














المزيد.....

الكذب المقدس ..!


ميشيل زهرة

الحوار المتمدن-العدد: 5265 - 2016 / 8 / 25 - 15:01
المحور: الادب والفن
    


الكذب المقدس ..!!
كانت الجدة ( ريّا ) ، ذات يوم ، كالعادة، تخضّ اللّبن . لكي تستخلص منه الزبدة في (ظرف) مصنوع من جلد ماعز سُلخ بطريقة خاصة. يسمى الظرف عند البدو الرُّحل, أو ( الشكوة ) عند الفلاحين الّذين يقطنون على تخوم البادية. ُتربط أطراف الجلد بإحكام ويُسد الثّقب الخلفيّ فيه لكي يُملأ باللبن، وتبدأ عملية الخض.
كانت تضع ذلك (الظرف) بين ساقيها، وتبدأ بحركتها النواسيّة، لتغيب في عالمها. يحكى أنّها لم تعد تردّ، إذا نوديت، حتّى ينتهي الخضّ، وتطفو الزّبدة إلى الأعلى، ويبقى زلال اللّبن في الأسفل. عندئذ تعود إلى عالمها.. ربّما عندما يتغيّر صوت الخضّ، تعود إلى رشدها، وذلك ما أعطاها طبيعة غامضة على الجميع، وعكس في شخصيتها, نوعا من الصمت الهادف. مما ترك مجالا رحبا لتفسيرات المحيطين بها.
كانت شاردة الذهن، تائهة النّظرات، على قدر من البراءة.. في وجهها ضياء يتوهج حينما تشتعل في ذاكرتها الأفكار، وتكبت . لتتحول إلى صمت ناطق ، تكثر حوله الأقاويل والحكايا. إلى أن جاء ذات صباح، حيث كانت كالعادة تضع سوارها الوحيد في معصمها.. ذلك السّوار الّذي أهدتها إياه إحدى الجدات اللّواتي كنّ يسلمّنه لمن يرين فيها المرأة المتمّيزة في القصر الّذي قطنته العديد من العائلات الّتي تعود إلى الجد الأول كبير القصر.
كان ذلك السّوار؛ كما روت أمّي؛ أشبه بجسم أفعى يلتّف حول معصم الجدة. ذيلها مثل ذيل السّمكة، وفمها فم أفعى تتبع ذيلها كي تبتلعه..!
في ذلك الصّباح كانت ، كالعادة ، تخضّ اللّبن . وأثناء حركتها النّواسيّة كان شعر الجود يحتكّ بسروالها فيشحنها بطاقة كهربائية.. طلبت من إحدى كنّاتها الّتي كانت معها على خصام أن ترفع لها كمّ ثوبها كي تجمع الزبدة عن سطح السائل. تلك الكنّة ، كانت قد أشبعت حماتها شتماً دون أن تردّ بكلمة، عدا نظرة صامتة وتنهيدة عميقة. فما أن رفعت الكنّة الكمّ حتّى لامست السّوار، فتفرغت ، في جسدها ، كلّ الشّحنة الكهربائيّة الّتي كانت في جسد الجدة نتيجة الاحتكاك الرتّيب مع شعر الظرف.
صعقت الكّنة ولمعت شرارة واضحة أحدثت فرقعة.! فتصوّر يابني.. عندما لم تجد الكنّة تفسيراً منطقياً لذلك الحدث.. اعتبرته انتقاماً إلهياً لامرأة قدّيسة من كنّة قد أخطأت. فسجدت أمام الجدة : ( ريّا )تطلب المغفرة والصّفح ، فقبّلت أقدامها. فما كان من الجدة الطّيبة إلاّ أن مسحت على رأس كنّتها دون أن تنبس بحرف، أو تنظر في وجهها. ما جعل النّسوة يتناقلن القصة، ويضفن إليها من خيالهن ما يتناسب مع (الكذب المقدس) الّذي يولّد الأساطير في شرقنا الخلاّق..!!!
( مسروقات من كتابي : الظلمة ..!! )



#ميشيل_زهرة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكذب المقدس ..!!
- الحمير تفكر .. و تعشق أيضا ..!
- الملفّ ..!
- الأميران : السياسي و الديني ، و خصوصية الحكم العربي ..!
- قبل الفيس بوك ..!
- السقوط ..!
- قصة قصيرة
- عندما تضيق أمة بسؤال بريء ..!
- تساقط الرموز ..سقوط الأمة ..!
- الرموز ...و تساقط الأمة ..!!


المزيد.....




- تركيا تعتمد برنامجا شاملا لتعليم اللغة التركية للطلاب الأجان ...
- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...
- مهرجان الأردن لأفلام الأطفال.. غزة وحكايا النزوح والصمود في ...
- -للسجن مذاق آخر-.. شهادة أسير فلسطيني عن الألم والأمل خلف ال ...
- المخرجة اللبنانية منية عقل تدخل عالم نتفليكس من خلال مسلسل - ...
- الذكاء الاصطناعي بين وهم الإبداع ومحاكاة الأدب.. قراءة في أط ...
- مخيم -حارة المغاربة- بطنجة يجمع أطفالا من القدس والمغرب
- بصمة الأدب العربيّ: الدّكتورة سناء الشّعلان (بنت النعيمة)
- باب كيسان.. البوابة التي حملت الأزمنة على أكتافها
- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - الكذب المقدس ..!