أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - قصة قصيرة















المزيد.....

قصة قصيرة


ميشيل زهرة

الحوار المتمدن-العدد: 5254 - 2016 / 8 / 14 - 18:01
المحور: الادب والفن
    



( انهيار الدعائم ..!! )

ليس لأحد من الشرطة في المخفر قابلية الاهتمام ، بدخول أو خروج رئيس المخفر ، ولا حتى أوامره التي تقابل ببرود : ( حاضر سيدي .!) دون أن ينفذ منها أمرا . ولم يكترث الشرطي الذي كان يتحدث مع زميله ، بخصوص سجين في النظارة ، يبدو أن له وضعا خاصا ، لتساؤل رئيس المخفر الذي أخفى خيبته بإجابتهم عن تساؤله عما يشغلهم ، بابتسامة بلهاء ، لملمها بحبور مغتصب ، عندما قال له الشرطي : (شو بدك ...! تصل لك حصتك ، بشرط ألا يعرف مدير الناحية . ) انسحب رئيس المخفر تاركا الشرطي وزميله يخرجان السجين من الزنزانة :
( أنت يا بن الحرام ، الجريمة راكبتك ركب .. وواضحة مثل عين الشمس ، فكيف تطلب مني المساعدة ، أنت وأهلك .؟ وهل يستطيع ابن امرأة ، حتى لو كان أرسين لوبين ، أن يفعل لك شيئا.؟ هل من أحد ، يابن العاهرة ، ينتظر صاحب البيت حتى يلقي القبض عليه متلبسا ، وبشهادة الجيران .؟ هه..؟ قل لي . أمك جاءت وباست رجلي هي و أبوك ، و أخواتك البنات .. أبوك قال : أنا جمل و حملوني ، رقبتي سدادة ، بس دبروا لي ابني الوحيد.. سيروح فيها لو لبسته التهمة..! طبعا ستروح فيها يابن الزنى ، لأن التهمة ثابتة عليك . سرقة.. كسر .. سطو مسلح .. ومحاولة قتل . تطلع في عيني يا خنزير يابن الخنازير ..بيوت الناس ماهي داشرة ، ومباحة حتى تأتي أنت و غيرك لتنتهكوا حرماتها .. ! هات لي ابريق الوضوء يا شرطي ..أريد أن اصلي الظهر ..! و الله لأجعلك عبرة لمن يعتبر ..! وين الدولاب يا شرطي ،يا أبا حيدر .. هات لي الكبل الرباعي . السرقة فهمناها ، أما القتل..؟ يالطيف .! و صلت معك للجريم_.... لا تكذب علي.. الجيران شهود على ذلك ، وصاحب البيت مع الشهود يرمونك وراء القضبان مدى الحياة ..! لا تصفرّ ولا تخضرّ .. هذا لا ينفعك ..ونحن لا حول لنا ولا قوة بمساعدتك ..الآن تقول لي : أبوس رجليك ياسيدي ..؟ لو أنها سرقة فقط ..كنا نمون على صاحب البيت ، ونراضيه بقرشين ، وفضت يا عرب .. ولكن المسدس .. ومحاولة القتل ..يالطيف ..! أنا لا أضع يدي في قضية كهذه .. حيلتي أولاد .. وأمامي آخرة ساواجه فيها رب العالمين .! رغم ان دموع والدتك و بناتها الله يستر عليهن تقطّع القلب ، وإذا فكرت بمساعدتك ، فلأجل عيون الوالدة ..لأنها مثل أمي .. و انا حطيت أمي مطرحها وتخيلتها تطلب المساعدة من شرطي مثلي ..قلت لحالي ساعدها يا ولد ، ليرسل الله لأمك من يساعدها لو وقعت في نفس المأزق ..لا تبوس رجلي يابن العاهرة ... ماذا تقول : تدفع المبلغ الذي نريد ..؟ هه ..؟ تقدم رشوة ..؟ شاهد عليه ياشرطي ..؟ أخ الشرموطة يحاول تلويث ضميرنا . ولك صرمايتي أطهر من لحية أبيك يا مجرم .. إذا قدر لك أن نستطيع مساعدتك ، وقبل الرجل أن يسقط حقه ، فالمال الذي ستدفعه ، سيذهب إلى جيب الرجل الطيب صاحب السمعة الطيبة مثل المسك..! الرجل الذي يخاف على سمعته مثل العذارى .. ابتعد عني يا قذر .. لا تلوث يدي ببوزك القذر ..قال يبوس يدي ..قال .! ومن يدري ما المبلغ الذي سيقبل به مقابل شرفه المهدور ..نا قصنا أمثالك حتى يدخلوا بيوت الناس ، الذين ترفع لهم القبعة في الأخلاق والشرف ..أتعرف من هو الذي دخلت بيته وكسرت بابه ..؟هو من أهم وجهاء الحي ..! لا تقل لي : دخيلك أدفع مئة وخمسين ألف ليرة .. ! قد يطلب الرجل مئتين .. من يدري ..؟ هذا لو قبل بالصلح .! خذ هذا موبايلك و اتصل بابيك وقل له : اجلب مئة وخمسين ألفا .. وأنا أفهمك كيف ستغير إفادتك ، والمعاملة مع الله . أدخل الزنزانة الآن ولا تطل من النافذة عندما يأتي المدعي ..أفهمت ..؟؟؟ تقول أن لك علاقة مع السيدة زوجته..!! انقلع .
سحب الشرطي هاتفه الشخصي و اتصل بالمدعي فجاء على الفور :
( لا يجوز ان تحضر الشياطين في حضور الملائكة ..يالهذا الزمان ..! لم يعد عند الناس أخلاق ، ولا قيم ،شيء مخزي أن تلوث سمعة رجل نبيل مثل سيادتك بسبب ، واحد ساقط مثل هذا .. لم يؤثر فيه الفلق ، والجلد ..بقي مصرا ابن العاهرة على أقواله الجديدة ..! حاولت جاهدا أن أثنيه عن رأيه ولكن عبثا .أقول له : ولك يابن الزانية الرجل ليس من وجوه الشرشحة ، والبهدلة ، ثم ما الذي فعله لك حتى تقلل شرف معه لهذه الدرجة ..؟! و زوجته صرمايتها أطهر من لحية أبيك..! لكنه أصر على أقواله . تسألني عن إفادته الجديدة ..؟ قسما بالله أخجل منك ومن موقعك الاجتماعي أن أتفوه بها .. وانا الشرطي الذي ، لا مؤاخذة ، تدور حول خنصره الداخلية كلها . أنا يا سيدي .. أعرف أنك بدأت تفهم ياسيدي ، بحكمتك ، وحنكتك ، وجلالة قدرك ، ما أهمية أن يحافظ المرء على شرفه ،و سمعة أهل بيته . و خاصة عندما تكون في بيته سيدة كحرمكم المصون ..! ويأتي لص سافل ، ليغير أقواله ، رغم شهادة الجيران أنه ضُبط في غرفة النوم محاولا سرقة الذهب . ذهب المدام ..أستغفر الله .! قال سيدة مثل حرمكم تفكر بسافل مثل هذا ....؟ لا تنفعل يا سيدي ، أعرف أن الأمر صعب للغاية ، و أنا لو كنت مكانك لأصبت بسكتة قلبية من هول الصدمة ، لكنك والحمد لله رجل قوي وتعرف كيف تدير الأزمات .. ما العمل ..؟ هذا زمان الأنذال ياسيدي . لا تستاهل القصة أن يصاب واحد من أمثالك بأذى ..مادام يعرف ما هو ثمن واحد قذر مثل هذا الجبان .. الكلاب الجائعة يا سيدي ، بسلامة فهمكم ، تنبح دائما من أجل عظمة .. ما أن ترميها لها حتى يتوقف نباحها ..وهذا السافل الذي لا أخلاق له ، أنصح بان ترمى له عظمة ، كما قال المثل : كلب يعوي لأجلك ، و لا كلب يعوي عليك . تفضل اجلس على كرسي مكتبي ، وضع رجليك في ماء بارد .. أعرف أنك لم تعد تقوى على الوقوف بعد أن عرفت إفادة هذا الساقط ، والعياذ بالله ..! لكنه صدقني الناس تعرف أنه لا يغبر على حذاء المدام ، ولن يصدقه أحد .. على راسي ..تقول لي : دبر الموضوع ..من عيني هذه قبل هذه . ومن قال أن ضميري يسمح بأن تشوه سمعة حرمكم ، وبالتالي سمعتكم ، حتى لو دفعت من جيبي . و أعدكم أني سأقطع لسانه بعد أن ترمى له العظمة .
أعرف أنك لن تنام هذه الليلة ، ولكن اطمئن .. في الصباح ستأتي عشرة دقائق ، لتوقع على ضبط الصلح ، ويا دار ما دخلك شر . وهون حفرنا وهون طمرنا ، و أنا أتكفل بتسليمه المبلغ .زأعرف أنك لا تستطيع ان ترى وجهه .. صدقني لا علم لي بكم سيرضى الخنزير ..! أعرف أنه جشع ، لكني سأساومه على الحد الأدنى .. قد يطلب مئتي ألف ليرة ، ولكن لايكون لك فكر أنا أتكفل بنصف المبلغ .. صدقني من كل قلبي .. وطالعة من عيني بسخاء من أجل أن أنهي هذه المهزلة ..كن مطمئنا أني سأجعل الخيزرانة تأكل من جلده لو أصر على المئتين .. ولا يهمك .. اذهب يا محترم وفي الصباح رباح .



#ميشيل_زهرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تضيق أمة بسؤال بريء ..!
- تساقط الرموز ..سقوط الأمة ..!
- الرموز ...و تساقط الأمة ..!!


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - قصة قصيرة