أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - مسرحية الفساد..في حديث جهينة!














المزيد.....

مسرحية الفساد..في حديث جهينة!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5260 - 2016 / 8 / 20 - 11:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





في الفاتح من آب 2016 بدأ المشهد الأول من مسرحية الفساد في العراق. كان اشبه بصرخة في أذن نائم..بل وصفه المشاهدون بأنه (تفجير قنبله) و (اطلاق رصاصة الرحمة على برلمان فاسد).

لم يصدّق العراقيون ان وزيرا في حكومة فاسدة يرفع سبابة يده بوجوه رئيس مجلس النواب ونواب ونائبات ويعلن عن فضائح فساد واتهامات بـ(المساومة) واحالة صفقات طائرات وسيارات مارسيديس وملفات عقود تسليح وابتزاز.
صفّق أغلبية النواب لبطل المسرحية (وزير الدفاع)،ومنحه اغلبية المتفرجين لقب (الشجاع).وما ان انتهى المشهد حتى انقسم المتفرجون على انفسهم.صاح فريق منهم يدعي الذكاء:(ياقنبله!..هاي فرقعه لتخويف الأرانب،والحيتان في أمان).وراح الساخرون يرددون (البزون من ينحصر بزويه ايكوم يخرمش،وعركة حراميه لا تصدقون)،فيما جرّ الشامتون نفسا مريحا وقالوا:(حيل بيهم..نارهم تاكل حطبهم).اما اليائسون الذين يدعون انهم يعرفون اللعبة ولديهم يقين بأن كل مسؤول في الحكومة لابد ان يكون فاسدا فقد علقوا:( مهما حصل فاننا الى الجحيم سائرون)،ورد عليهم المتفائلون بأن:(من يقف بوجه الحراميه ويفضحهم.. بطل،ويكفيه انه ردّ على احد النواب:ما يكذب الا شاربك يافاسد).
وبدأ المشهد الثاني..وفيه تحققت ارقام قياسية،فقد اعلن القضاء غلق القضية الخاصة باتهام رئيس مجلس النواب بالفساد (لعدم كفاية الادلة).وراح العراقيون يصفون سرعة القضاء العراقي في حسم قضايا الفساد بأنها اسرع من الضوء.حتى السيد رئيس الوزراء نفسه اعلن عن استغرابه لهذه السرعة،لأن (الاتهام الذي حدث في مجلس النواب ليس عادياً فقد صدر عن وزير وليس عن شخص مجهول).ومن المفارقات أن خصمه السياسي السيد أسامه النجيفي قد استغرب ايضا من سرعة البت،محذرا من ان سحب الثقة من وزير الدفاع سيبعث برسالة خطيرة الى الشارع العراقي و"سيركن البرلمان"..ونسي أن البرلمان مركون اصلا من يوم هتف المتظاهرون في ساحات التحرير (نواب الشعب كلهم حراميه).وانتهى المشهد بان عاد رئيس البرلمان يصول ويجول ويتصرف بهيئة المنتصر،مع أن قضية اتهامه ما تزال مفتوحه وان الحصانة لم يعدها له القضاء.
لم يدرك الجمهور كم هو مغفل حتى لحظة المشهد الثالث.فقد لطم البعض جبينه حين رأى ان الأغلبية التي وصفت بطل المسرحية بالشجاع..انقلبوا عليه مطالبين بوجوب انهائه..لتتحول المسرحية من كوميديا باهتة وملهاة مبتذلة الى تراجيكوميدي تنتهي بانتصار (ريا وسكينه)وموت البطل على الطريقة الشكسبيرية..العراقية!.لكن (البطل) عاد في مشهد منفرد ليلطف الأجواء ويمتص زعل رئيس واعضاء مجلس بأنهم "محل احترامه وتقديره" وأن اتهامه كان ينحصر بثلاثة نواب فاجئوه بسيناريو اعدوه للايقاع به!.

كان (جهينة) بينهم فعلّق برهاوة من يعرف بخفايا الأمور:بربي أنتم مغفلين..لا تعلمون ان بين الممثلين على المسرح من هو عضو في الدولة العميقة التي ترفع هذا بدفره وتطيح بذاك..بكفخه.وان حيتان الفساد هي التي تعلن الحرب على الفساد..لخلق فوضى متاهات التأويل،وأن ما يجري هو تلهية لكم عن كشف فسادهم المشرعن،والعودة بكم الى حرب الجميع ضد الجميع.
وصعد جهينة على دكة كما يفعل خطباء (الهايدبارك ) في لندن وقال:ان من جاء الى الحكم اعتبر الدولة (غنيمة)،وانهم شكلوا طبقة سياسية استعانت عبر عشر سنين بمن يتوافر فيه عنصر الولاء من حثالة واغبياء..صيرتهم سرّاقا محترفين، واستبعدت من هو كفوء ونزيه ليتوزعوا بين قابضين على الجمر ومهاجرين.ومع انكم صرتم نظاما ديمقراطيا فانه ينطبق عليكم تفسير ماركس لصراع الطبقات،فقط في ان نستبدل مقولته(البرولتاريا) بجموع الموظفين والفقراء الذين ضربتم بهم رقما قياسيا بمن هم تحت خط الفقر،فيما الأسباب الرئيسة للنزاع لديكم ينطبق عليها قول ميكافيللي بانها (تكمن في سعي الناس الدائم إلى الثروة وتركيز سلطة الدولة في أيدي شخص واحد)،لكنها عندكم تكمن في رؤساء كتل هم رغم خصوماتهم..على سرقة المال العام متفاهمون. واذا كان معروفا في التاريخ بان الصراع يضطر اصحابه الى استخدام القوة والخداع من أجل الوصول إلى الهدف،فانكم زدتم عليه انكم حولتم الفساد من حالة سياسية الى ظاهرة اجتماعية شائعة. وان حالكم ينطبق عليه وصف اجاد السيد مقتدى الصدر في ايجازه بأن (الفاسدين اتفقوا على باطلهم وتفرّق المخلصون على حقهم)،وان الأمور فلتت من يدكم وصارت بيد اقوى واغنى عصابة فساد سياسي في التاريخ الحديث،وانكم لن تجدوا حلاّ سواء استعنتم بالأمم المتحدة لكشفهم او واصلتم تظاهراتكم لفضحهم..وليس لكم سوى نصرة البطل في كشف الفاسدين وأخذ الضوء الأخضر من خالق المنطقة الخضراء،او(تنكبوا) على مواصلة مشاهدة مسرحية تافهة،مبتذلة..مع علمكم بانكم جمهور مغفل (مضحوك)عليه!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفسير حلم المشي في الشارع!
- يتباهى بالعقل الايراني ويتجاهل العقل العراقي!
- العراق على كف عشيرة!
- قصيدة عارية!
- تحليلات سيكوسياسية..لفضيحة آب البرلمانية!
- شعوب ما تحت البطن..وما فوقها! (الحلقة الثانية)
- شعوب ما تحت البطن..وما فوقها! (الحلقة الأولى)
- ماذا لو ان الحزب الشيوعي العراقي استلم..الحكم؟.لمناسبة ذكرى ...
- دعوة لتشكيل حكومة الشعب
- ( ترنيمة ) العيد
- - مأمون وشركاه-.دراسة في سيكولوجيا البخل والبخيل
- لا تجعلوا النصر في الفلوجة طائفيا
- ما افسدته احزاب الأسلام السياسي في الشخصية العراقية (الحلقة ...
- ما افسدته احزاب الأسلام السياسي في الشخصية العراقية (الحلقة ...
- ما افسدته احزاب الأسلام السياسي في الشخصية العراقية (الحلقة ...
- أسباب فشل العملية السياسية في العراق..دراسة علمية.
- هوس العراقيين بكرة القدم..جنون!
- سيكولوجيا..فواجع الفيسبوك
- مؤتمر (التراث الحي والصراع في الشرق الأوسط)..هل حقق أهدافه؟
- حدث (30 نيسان) ثورة جياع أم فوضى رعاع؟


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - مسرحية الفساد..في حديث جهينة!