أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - سيكولوجيا..فواجع الفيسبوك














المزيد.....

سيكولوجيا..فواجع الفيسبوك


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5175 - 2016 / 5 / 27 - 14:31
المحور: المجتمع المدني
    


سيكولوجيا..فواجع الفيسبوك!
أ.د.قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية
ما ان يحصل تفجير في بغداد او في مدن المحافظات حتى يسارع هواة (الفيسبوك) الى التقاط اكثر المشاهد دموية ونشرها في مواقعهم عليه.وتتباين الدوافع ،فمنهم من يريد الحصول على اكبر عدد ممكن من التعليقات والاعجابات،ومنهم من يريد ادانة القوى الأمنية المسؤولة عن حياة الناس،ومنهم من يوظفها لأغراض سياسية.الا ان الدافع المشترك هو تعاطفهم الانساني مع ما يصيب اخوتهم من فجائع من غير ان يدركوا تداعيات مشاهد تلك الصور الفجائعية على الحالة النفسية للعراقيين.وما يزيد في تراجيديا تلك الفجائع ان الآخرين ينظمون عنها اشعارا شعبية لتتحول الى مآتم حسينية.
ان تعاطفنا هذا مشروع لاسيما بيننا نحن العراقيين المعروفين بمشاركتنا الوجدانية وانفعالاتنا الصادقة حتى في حالات الوفيات العادية،فكيف اذا كانت بحجم هذه الفجائع.وادانتنا ايضا مشروعة للمسؤولين عن حياة الناس،الا ان اشاعة تلك الفجائع عبر وسائل التواصل الاجتماعي،والتباري في نشر اكثر الصور دموية،مصحوبة بأوجع ما في الشعر الشعبي من وجع،لها تأثيرات سلبية هي بالضد تماما من تعاطفهم الانساني النبيل.
فلدى متابعتنا لأحداث الأربعاء الدامي(10 ايار) تبين ان الذين نشروا تلك الصور قدموا خدمة اعلامية كبيرة لداعش،لأن هذه الصور وثقت من موقع الحدث وبشكل مباشر ما يؤكد قيامها بتلك التفجيرات،وعمل خبراؤها المتخصصون في سيكولوجيا الشائعة على توظيفها بما يعزز قولها ان داعش ما تزال قوية وانها قادرة على ان تصل الى اي مكان في العراق..لتوصل العراقي في النهاية الى التشكيك بقدرة الجيش والقوات المسلحة على مواجهة داعش..وتلك احدى اهم وسائل الحرب النفسية التي تمارسها داعش وكانت السبب الرئيس في سقوط مدن عراقية بعد احتلالها الموصل الحدباء.
وسيكولوجيا ايضا،فان مشاهدة هذه الصور وما يكتب حولها من تعليقات تثير حالة الجزع واليأس من اصلاح الحال..اليكم نماذج من التعليقات التي كتبت عن تلك الصور في الفيسبوك:
" تعبنا والله من هذا اليأس"
"بعد ما يفيد الحجي ،ولا اكو كلام يعبر عن هذه الحالة،ولا مخرج من هذا النفق المظلم والمخيف".
"انا وعائلتي نتمنى ان نموت معا كما ماتت عائلة صديقي (..) في تفجير مدينة الصدر".
"بلد ينزف..فواجع بلا نهاية..هذا حالنا ويبدو انه لن يتغير"
"يرعبني ألم يفتك بنا الواحد تلو الآخر"
"وصلنا الى الحد الذي نتمنى فيه الموت..جماعيا!".
واذا اضفت لها ما ينشر من تعازي مصاغة بأوجع ما في مفردات الشعر الشعبي العراقي..فان وظيفتها السيكولوجية تكون:استهداف روح التحدي،واشاعة كره الحياة والوطن..وتمني الموت جماعيا في مشهد فجائعي..وهذا ما تريده قوى الارهاب والتخلف والفاسدين من السياسيين..بايصال الناس الى التيئيس والاستسلام لهم،واقتناع العراقيين باستحالة التغيير.
نعم ،ان حزننا واحد،ووجعنا واحد،وتعاطفنا مشترك،ولكن يجب ان يكون حزننا تحريضيا ،يثير فينا دافع التحدي بوجه من يتمنى موتنا،وان نكون فيه صادحين بشعر محمود درويش ومظفر النواب ولوركا،لا بمفردات مازوشية حب اللطم والنواح..التي تمنح الفرصة لقتلة الحياة بفواجع اوجع..فبتلك الروح وحدها سيأتي يوم تزدهي به مواقعكم في الفيسبوك بصور الحب والحياة الملونة..التي يعشقها العراقيون.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر (التراث الحي والصراع في الشرق الأوسط)..هل حقق أهدافه؟
- حدث (30 نيسان) ثورة جياع أم فوضى رعاع؟
- استفتاء لدراسة علمية
- من قتل انجلينا جولي..فقدان شهية أم فقدان انسانية؟
- خمسة أيام فنتازيه..هزّت برلمان حراميه!
- الشخصية العربية - تحليل سيكوبولتك للفكر والسلوك (القسم الثان ...
- الشخصية العربية - تحليل سيكوبولتك للفكر والسلوك (القسم الأول ...
- العلمانيون والدينييون هل يلتقون؟! (الصدريون والشيوعيون أنموذ ...
- كذبة نيسان..ان انتهت المحاصصة في العراق بأمان!
- حواء..لو يعرفها آدم..سيكولوجيا!
- جائزة التنوير الثقافي لعام 2016
- ثقافة نفسية(187) سيكولوجيا الشك
- الضمير العراقي..حذار من مرحلته الرابعة!
- محنة حيدر العبادي..أين تكمن؟
- فالنتاين عراقي
- الطائفيون..لماذا تناءوا عن عبد الكريم قاسم؟!
- يوم قالت المرجعية..لقد بحت أصواتنا!
- كنز المال
- سيكولوجيا الغالب والمعلوب
- حيدر العبادي تحليل شخصية في دراسة علمية


المزيد.....




- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - سيكولوجيا..فواجع الفيسبوك