أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - كنز المال














المزيد.....

كنز المال


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5065 - 2016 / 2 / 4 - 13:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنز المال
دينيا..وسيكولوجيا
أ.د.قاسم حسين صالح
الناس في جمع المال على ثلاثة انواع:الأول لا يرغب في جمع المال ولا ادخاره،والثاني من يجمع المال من أطيب سُبله ويصرفه في أحسن وجوهه،يصلون به قرابتهم وأرحامهم،ويؤثرون به أخوانهم،ويواسون فيه فقراءهم. والثالث من يجمع المال مما حلَّ وحرّم وينفقه في حلّه وفي غير حلّه..إن أنفقوه أَنفقوه إسرافاً،وإن أَمسكوه أَمْسَكوه بخلاً واحتكاراً،أولئك ملكت الدنيا أزمة قلوبهم،حتى أوردتهم النار بذنوبهم.
ذلك ما يراه عدد من رجال الدين،مستندين بها على آيات قرآنية،مثل:
(( وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ))،واحاديث للنبي محمد كقوله ( السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة بعيد من النار).
اما الاسباب السيكولوجية لجمع المال فانها تكون عند الناس لتأمين ضرورات الحياة وتحقيق طموحات مشروعة،والتحوط لاحداث مستقبلية في واقع قلق.غير انها تكون مختلفة عند الاشخاص الذين تكون علاقتهم بالمال اشبه بجهنم..يسألونها هل امتلئت..تقول هل من مزيد!.والتحليل السيكولوجي لهولاء أنهم مرضى نفسيا،او لا يمتلكون شخصيات سوية تتمتع بمواصفات الصحة النفسية. فهم يكونون مفرطين في الانانية،لا يحبون الناس ولا الوطن.وبينهم من يشعر بالنقص فيعمد الى سدّه بالمال.اذكر ان شيخ عشيرة كان في زمانه مليونيرا جاء يخطب زميلة لي استاذة جامعية،ولما سألته عن السبب اجاب بانه (ما عايزني غير اتزوج دكتوره!).
وشخصية الكانز للمال توليفة من ثلاث شخصيات(النرجسية والتسلطية والاحتوائية)..فهي تأخذ من الشخصية النرجسية حاجتها الى (التميز) والاستعلاء على الآخرين،وتأخذ من التلسطية حاجتها الى السيطرة باستعباد الآخرين عن طريق المال،وتأخذ من الشخصية الاحتوائية حاجتها الى احتواء الآخرين فكريا وعاطفيا..وذلك بشراء افكار الآخرين،وجعل (المثقفين) يتملقون لهم،لاسيما اولئك الذين كانوا فقراء وصاروا في سلطة مكنتهم من جمع ثروة..يحركهم دافع هوسي للتعويض عن قساوة فقر بثراء فاحش وامتلاك عقارات زائدة عن الحاجة،ولنا في ذلك صدام حسين انموذجا في الزمن الدكتاتوري واكثر من انموذج في الزمن الديمقراطي..الذي اصبح فيه كنز المال هوسا محموما ليس على صعيد السياسيين فقط بل والميسورين ايضا..والتباهي بالملكية والبذخ الزائد في مناسبات زواج ابنائهم وبناتهم..وولائم يختلقون لها المناسبات.
من جميل ما قرأت في (نهج البلاغة)كتاب من الامام علي الى عثمان بن حنيف الانصاري..عامله على البصرة وقد بلغه انه دعي الى وليمة قوم من اهلها فمضى اليها،جاء فيه:(أما بعد يا ابن حنيف،فقد بلغني أن رجلا من فتية اهل البصرة دعاك الى مأدبة فاسرعت اليها تستطاب لك الألوان،وتنقل اليك الأجفان "جمع جفنه وتعني القصعة"،وما ظننت أنك تجيب الى طعام قوم عائلهم مجفو "اي مواطنهم فقير".الا وان لكل مأموم اماما يقتدي به ويستضيء بنور علمه،الا وان امامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه "الطمر..الثوب الخلق"،ومن طعمه بقرصية.الا وانكم لا تقدرون على ذلك ولكن اعينوني بورع واجتهاد،وعفة وسداد.فوالله ما كنزت من دنياكم تبرا،ولا ادخرت من غنائمها وفرا،ولا اعددت لبالي ثوبي طمرا).
سلام عليك ابا الحسنين الذي ما كنزت ذهبا ولا مالا،وما كنت تستبدل ثوبك الا بعد ان يبلى،وانت الخليفة وبيدك بيت المال.سلام عليك وانت القائل ان ورع الولاة وعفتهم يعينان الخليفة على اصلاح شؤون الرعية،فيما الذي تولى شؤون الرعية من احفادك صار همهم كنز المال..مع ان رعيتهم في أسوأ حال!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجيا الغالب والمعلوب
- حيدر العبادي تحليل شخصية في دراسة علمية
- ثقافة نفسية(183) النساء..واكتئاب الشتاء
- التطرّف المذهبي..عنوان حروب 2016!
- العراقيون بين عام مضى وعام أتى
- سياسيو شيعة العراق..أخجلوا الشيعة
- فوضى الاعلام وسيكولجيا الجمهور
- ثقافة نفسية (182) ...الشره العصبي
- لمناسبة مناهضة العنف ضد المرأة
- الزيارات المليونية..هل أحيت القيم الحسينية؟
- السياسيّون العراقيون..مرضى نفسيا
- ثقافة نفسية (181): الشفاء بالضحك..احدث وسيلة لعلاج الأمراض!
- الاحتجاج الجمعي- تحليل سيكولوجي في ثقافة التظاهرات
- ثقافة نفسية (180).من الأقوى..ارادتك أم عاداتك؟
- التسامح..هل يمكن ان يتحقق في العراق؟
- الشاعر حين يجمع النقيضين..العبقرية ومدح الحاكم
- الفساد..من ابتدأه..ومن أشاعه؟ دراسة استطلاعية
- الطموح..هل قتل الجلبي بالسكتة؟! تحليل سيكولوجي
- التطرف الديني وصناعة الموت (2-2) دراسة تحليلية
- حوار المدى 2 تشرين الثاني 2015


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - كنز المال