أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - تحليلات سيكوسياسية..لفضيحة آب البرلمانية!














المزيد.....

تحليلات سيكوسياسية..لفضيحة آب البرلمانية!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5243 - 2016 / 8 / 3 - 19:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




كان مكان الحدث هو قبة البرلمان العراقي في الفاتح من آب 2016..فيه فجّر وزير الدفاع خالد العبيدي فضائح فساد تضمنت اتهامات بـ(المساومة) واحالة صفقات بينها صفقة طائرات وعقد سيارات مارسيديس،واتهام صريح لرئيس مجلس النواب بالتورط بملفات عقود تسليح،واتهام نواب ونائبات بالتورط في ملفات فساد وابتزاز..واخرى تعرفون تفاصيلها اطاحت بالمكانة الاعتبارية للبرلمان واطلقت رصاصة الرحمة عليه.وما يعنينا هنا ليس مضمون الحدث المفضوح اصلا،ولكن كيفية تلقى العراقيين لمجريات الحدث الذي كانوا يتابعونه كما لو كان فلم اكشن امريكي وليست جلسة برلمان.
ولأن الجانب الآخر من قيمة الحدث يكمن في موقف الناس منه،فلقد تابعنا على مدى ثلاثة ايام ردود فعل العراقيين عبر تعليقاتهم في الفيسبوك وكتاباتهم في المواقع الالكترونية لنحللها سيكولوجيا..فوجدنا الآتي:
• كان المزاج العام قبيل بث احداث الجلسة..باردا او سلبيا،واصفين الخبر برغم ما يحمله من مفاجأة،بأنه (عركة حراميه) وانه (لا يقدم ولا يؤخر) و(سيناريو بائس)..واخرى تلقته بروح شماته (حيل بيهم،الله يفضحهم)،وانه (مهما حصل فاننا الى الجحيم سائرون)، ما يعني ان هنالك شريحة واسعة من الشعب العراقي يتملكها الشعور باليأس من اصلاح الحال.
• في الليلة ذاتها،كانت الغلبة للتعليقات والكتابات التي تصف السيد وزير الدفاع بأنه لا يختلف عن الذين اتهمهم.ما يعني ان ديمومة الأحداث وعدم قيام الحكومة باحالة الفاسدين الى القضاء..اشاع سيكولوجيا الشك لدى شريحة واسعة من العراقيين اوصلها الى اليقين بأن كل مسؤول في الحكومة..هو فاسد.
• في اليوم الثاني توزعت التعليقات بخصوص وزير الدفاع الى صنفين،سلبي : (الوزير والنواب حراميه بس اختلفوا لان ماكو فلوس تكفيهم)، (البزون من ينحصر بزويه ايكوم يخرمش)،وايجابي:(اللهم لا تخيب ظننا به ،(الرجال طكهن بالوجه والباقي على النزاهة والقضاء)،وانه جريء(يكفيه انه رد على احد النواب:ما يكذب الا شاربك يافسد)،وان (من يقف بوجه الحراميه ويفضحهم بطل)..(كان موقفه شجاع بس خل انشوف تاليها)و( لا تتركوا العبيدي وحده وسط جوقة الذئاب).

• وفي اليوم ذاته بدأت التعليقات الساخرة تكثر..مستهدفة رئيس البرلمان وبرلمانيين(فضحتونه..طلعت ريحتكم)،واخرى تعبرعن تفريغ الشعور بالقهر والغبن بكلمات السب والشتم ،دون التحريض المشروع على عمل يوحدّهم،وأخرى ساخرة مهينة تصف ابرز نائبتين في البرلمان بأنهما (ريا وسكينه).
• برغم ان الحدث المثير قد بث..فان شريحة اخرى انشغلت في تعليقاتها وكتاباتها بامور شخصية وكأن الحدث لا يعنيها..ما يعني ان بين العراقيين هامشيون ومتفرجون يرى في السياسة شرّا وعليه (ان يبتعد عنها ويغني لها).
استنتاج:
ان مواقف هذه الشرائح الاجتماعية الأربع يعني ان الغالبية من العراقيين وصلوا الى يقين بانهم مهما فعلوا او تظاهروا او طالبوا بالاصلاح فان الحكومة والبرلمان لن يستجيبا،وان طبيعة الأحداث وشدة ضغوطها وتقلباتها صنعت من العراقي شخصية متقلبة المزاج.
ولأن الحدث اثار ضجة سياسية وهزّة في الشارع،فان التوقعات بشأنه،رغم تنوعها..تحددت بثلاثة:
الاول:لا جديد سيحصل،وهذا يمثل موقف الجماعات الهامشية والمتفرجة والتي تشعر باليأس من اصلاح الحال.
الثاني:موقف المساند للسيد وزير الدفاع، وهذا يمثل موقف الجازعين من الحال والمتمنين على الأقل تحقيق مطلب العراقيين في محاسبة الفاسدين.
والثالث:يفسّر ما قام به السيد العبيدي بانه اطلق الكود السرّي للتغيير السياسي في العراق بدعم اميركي يقوم على استراتيجية الانقلابات النظيفة..تبدأ بفضح كبار الفاسدين.
ومع ان هذا يفسّر سياسيا وفق مبدأ (نظرية المؤامرة)،ويفسّر سيكولوجيا بأنه من نوع التفكير المرغوب فيه (wishful thinking)..فان هنالك مؤشرات تجعله الأقرب احتمالا..ابرزها ان السيد وزير الدفاع قام في اليوم الثاني بزيارة مدينتي الكاظمية والأعظمية لقي في كليهما ترحيبا شعبيا واهازيج بينها اهزوجة (علي وياك علي)،ما يعني انه يمهّد لتأمين دعم جماهير الطائفتين الشيعية والسنية،وان المخابرات الأمريكية لابد انها كانت تراقب باهتمام ما يجري ميدانيا بدسّ وكلائها.وان هنالك مواصفات في السيد العبيدي تعجب امريكا،فالرجل حاصل على شهادة بكالوريوس هندسة طيران من اكاديمية الهندسة الجوية في يوغسلافيا وماجستير هندسة علوم الفضاء من جامعة بلغراد وماجستير في العلوم العسكرية من كلية الاركان العراقية ودكتوراه في العلوم السياسية ، وأنه بحكم وظيفته له علاقات مع قادة عسكريين بارزين في القوات الاميركية،فضلا عن انه سياسي فائز في انتخابات مجلس النواب العراقي لعام 2014.
ومع التحذيرات من الانقلابات العسكرية فان المزاج العراقي يميل بشكل عام الى ان يقوم السيد وزير الدفاع باجراء عملي يشارك فيه قوى سياسية وجماهير شعبية بوصفه الحل الوحيد،كما يرون،لانقاذ العراق بعد ان وجدوا في التظاهرات انها (ورديه ونرجسية ورومانسية، لا تغني ولا تسمن من جوع).
غير ان هذا التوقع محفوف بالمخاطر،فاذا لم ينجح القضاء بتحويل السيد وزير الدفاع الى متهم،فانه سيكون مستهدفا من قبل كتل او قوى سياسية وتصفيته جسديا وفقا لتوقع كثيرين بينهم اعضاء من لجنة الأمن والدفاع النيابية(عدنان الأسدي تحديدا في تصريحه للشرقية).
ومع تعدد هذه التوقعات فان اصدقها هو ان الأيام القادمة..ستكون حبلى بالأحداث..لكن الجميع يجهل اسم الوليد..باستثناء جهينة!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعوب ما تحت البطن..وما فوقها! (الحلقة الثانية)
- شعوب ما تحت البطن..وما فوقها! (الحلقة الأولى)
- ماذا لو ان الحزب الشيوعي العراقي استلم..الحكم؟.لمناسبة ذكرى ...
- دعوة لتشكيل حكومة الشعب
- ( ترنيمة ) العيد
- - مأمون وشركاه-.دراسة في سيكولوجيا البخل والبخيل
- لا تجعلوا النصر في الفلوجة طائفيا
- ما افسدته احزاب الأسلام السياسي في الشخصية العراقية (الحلقة ...
- ما افسدته احزاب الأسلام السياسي في الشخصية العراقية (الحلقة ...
- ما افسدته احزاب الأسلام السياسي في الشخصية العراقية (الحلقة ...
- أسباب فشل العملية السياسية في العراق..دراسة علمية.
- هوس العراقيين بكرة القدم..جنون!
- سيكولوجيا..فواجع الفيسبوك
- مؤتمر (التراث الحي والصراع في الشرق الأوسط)..هل حقق أهدافه؟
- حدث (30 نيسان) ثورة جياع أم فوضى رعاع؟
- استفتاء لدراسة علمية
- من قتل انجلينا جولي..فقدان شهية أم فقدان انسانية؟
- خمسة أيام فنتازيه..هزّت برلمان حراميه!
- الشخصية العربية - تحليل سيكوبولتك للفكر والسلوك (القسم الثان ...
- الشخصية العربية - تحليل سيكوبولتك للفكر والسلوك (القسم الأول ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - تحليلات سيكوسياسية..لفضيحة آب البرلمانية!