خلدون جاويد
الحوار المتمدن-العدد: 5259 - 2016 / 8 / 19 - 13:48
المحور:
الادب والفن
إنتحار حديقة ...
خلدون جاويد
ضائع كعصفور حديث ولادة
منهوب العش
ساقط من شجرة
منتكس
انا بدونك
قشة تتأوه على رصيف
قيثارة ٌمُداسة!
انا لست يتيما فحسب
بل ملجأ يغص بالأيتام
رقصة الطائر المذبوح
انتحار حديقة !
لم استمع اليوم للنهاوند
اورغن باخ مات
بيانو شوبرت
والتاسعة البيتهوفينية
انا في الجحيم
بدون صوتك من انا
ذئب جريح وعطشان
هائم في صحارى يباس
الالغام تحت أقدامي
وفيّ
انا لغم كبير
أغتالني في اقرب لحظة
جربي ان تفطميني من سماع !
وان تقطعيني عن نظر
اعني ابعدي كمامة الاوكسجين عني .
انت اللدود في الصداقة
انت المرأة العافية
اعني العلة الشافية
انت النائية المخترقة للنخاع
والكاسرة للعظم
انت الرحى
التي تطحن تلافيف الروح
في كل كابوس
انت اللحد المهد
ولكني احيا بك في غصيص الموت
وفي لحظة الخنق الاخيرة
صوتك صوتك هو المطلوب
حيا كنت ام ميتا
طوّفـْتُ صوب الشرق والغرب
مثل انغام حنجرتك لم اسمع
احببت من وطني صوت كريم منصور
ومن النيل السيدة الكوكب
لكني آثرت القيثارة التي هي انت
احببت السعودي عبد الرب الادريسي
اللبنانية ماجدة الرومي ،
السوري سميح شقير
الكويتي عبد الحميد السيد
لكني بعبير صوتك اتنفس
دونه استشهد في الجنة
واموت من البرد في النار
نهاري عليل من دونه
مسجى على نقالة المستشفيات
لكن صوتك دنيا لاتضاهى
من اجله خانني جبران فكتب عنك
"أعطني الناي وغن ِ
فالغنى سر الوجود
فأنين الناي يبقى
بعد أن يفنى الوجود "
لا فيروز التي غنت
ولا صوفيا صادق في الاوله في الغرام
وهيام يونس في رونق الزمان
لم اجد احدا يماهي حنان السمفونية ـ صوتك
ياليتنا في رحى واحدة
وننطحن
والى أبد الآبدين
اللعنة عليك وعليّ.
*******
25/12/2001
#خلدون_جاويد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟