أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدية العبود - كثيرة هي الحكايات ومن المسؤول عنهم (المتسولون آفة اجتماعية)















المزيد.....

كثيرة هي الحكايات ومن المسؤول عنهم (المتسولون آفة اجتماعية)


سعدية العبود

الحوار المتمدن-العدد: 5253 - 2016 / 8 / 13 - 01:05
المحور: الادب والفن
    


قبل الحديث عن ظاهرة التسول لا بد من الاستنارة بما ورد من ايات واحاديث واخبار في كتابنا وتاريخنا ,حيث قال تعالى في محكم كتابه العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنّمَا الصّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.(سورة التوبة )
وَاعْلَمُوا أَنّمَا غَنِمْتُم مِن شَيْ‏ءٍ فَأَنّ للّهِ‏ِ خُمُسَهُ وَلِلرّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى‏ وَالْيَتَامَى‏ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السّبِيلِ .)سورة الأنفال ).. لو نرى حكم الإسلام في هذه الظاهرة نجد كثيرا من السور والآيات والأحاديث النبوية ترفضها وما الصدقة والخمس والزكاة التي أوجبت على أموال الأغنياء إلا ضرائب لتقليل الفجوات بين الأغنياء والفقراء .كذلك فطرة العيد وزكاة الفطر وكفارة اليمين وكفارة الإفطار كلها ضرائب وجدت في ديننا الإسلامي لمعالجة هذه الظاهرة وفي حكاية عن النبي الكريم (أن رجلاً من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم، يسأله فقال: أما في بيتك شيء؟ قال: بلى حلس (الحلس: كساء يوضع على ظهر البعير أو يفرش في البيت تحت الثياب) نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقعب (والقعب: القدح أو الإناء) نشرب فيه الماء . . قال: ائتني بهما فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال من يشترى هذين؟ قال رجل: أنا أخذهما بدرهم، وقال: من يزيد على درهم؟ مرتين أو ثلاثاً قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري وقال: اشتر بأحدهما طعاماً وانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوما فائتني به، فشد رسول الله صلى الله عليه وسلم عوداً بيده ثم قال له: اذهب فاحتطب وبع، ولا أرينك خمسة عشر يوماً فذهب الرجل يحتطب، ويبيع فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوباً وببعضها طعاماً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة)
أي أن الله ورسولهلا يريد هدر ماء وجه المسلم بطلب الحاجة. ولهذا كان القرآن بمحكمه خير حافظ لوجه البشر ويشجع على العمل الشريف مهما كان نوعه أفضل من طلب الحاجة من الناس .ويقال انه في فترة حكم الإمام علي بن ابي طالب (ع)كان يدار على البيوت لأخذ الصدقة ولا يوجد الا القليل ممن يحتاجوها وكذلك في حكم الخليفة عمر بن عبد العزيز لم يبق شاب بدون زواج ولا معوز .
ويروى عن الإمام :جاءه رجل يلطم على رأسه ويقول إن محصول هذه السنة اقل من السنوات السابقة ,فأجلسه وارد (ع) إن يصل اليه الحكمة, حيث نادى على خادمه قنبر وقال له خذ هذه الكمية من الطعام وسلمها إلى فلانة وعندما أراد تسليمها لها قالت له ان طعامي اليوم مدبر لااحتاج إليه .وأخذه إلى أخرى قالت له إن عشائي موجود سآخذه إلى يوم غد,وذهب إلى ثالثة قالت عندي قليل, أعطني ما أكمل به يومي وخذ المتبقي .كان الرجل يستمع إلى ما ينقله قنبر عن النساء المعوزات ,غادر الرجل قبل ان يسمع الجواب فقد عرفه .

طرق الباب ذات يوم صبي وقبل أن أرد عليه سمعت جارتي تعنفه (من قال لك أن تعمله),كان الصبي يعرف عن نفسه بأنه عامل تنظيف حيث قام برفع الغطاء الخارجي لمسالك الصرف الصحي الخارجية وإزالة التراكمات .قلت لها طالما لا يوجد اتفاق أعطيه أي مبلغ من باب الصدقة طالما أدى عمل معين ,وناولته مبلغ بسيط وعملت جارتي الأخرى مثلي .وقد كنت في داخلي أثمن هذه الأعمال وانتظر آخرين يقومون بتنظيف مقدمة باب الدار بدلا من قيامنا بذلك .وفي مكان أخر مجاور كان هناك مجموعة أخرى من اقرأنهم أدوا نفس وعمدوا إلى إسقاط غطاء فتحة التصريف داخلها كنوع من الإساءة لمن يعطهم .تصرفهم الآخر أثار حفيظتي وقلت لهم لماذا ؟اجعلوا بيننا تواصل واعملوا بشكل جيد لتعزيز الثقة واحترام عملكم.
لا أتكلم عن الجانب السيئ لتصرفهم ولكني اعد إن هذه الأعمال نحتاج من يقوم بها وننتظر دوما جهات أخرى لانجازها ,وحتى تبتزنا بمبالغ لا تتناسب مع حجم الجهد المصروف وهولا يتجاوز بضع دقائق لسبب واحد هو إننا من قام بدعوتهم .
كثيرا منا قد قرأ قصة ذلك الرجل الذي دفع دولار لصبي بائس يبيع أقلام الرصاص في محطة مترو دون أن يأخذ الأقلام وصعد إلى المترو ولكنه نزل مسرعا ليعتذر وتناول الأقلام وقال له لقد نسيت أقلامي انك رجل أعمال مثلي وركب المترو الآخر وغادر.وبعد سنوات من هذه الحادثة وجد أمامه شاب يافع تملئ الثقة نفسه ليقول له أنا ذلك الصبي الذي دفعت له دولار,لقد كنت اعتبر نفسي شحاذا ولكنك من أعاد الثقة لأصبح مديراً لشركة الأقلام
كثيرة هي الحكايات التي كانت في المجتمع عندما كان مترابطا ويعرف أبناء المحلة بعضهم بعض ,فلم أتذكر في مدينتنا إلا متسول واحد كان يلف المدينة يوميا وقد كانت والدتي تعطيه يوميا مبلغ بسيط جدا ,قلت لها ذات يوم لماذا لا تعطيه المبلغ الشهري كاملا ولا داعي لطرقه الباب يوميا ,قالت لا إنها صدقة تدفع البلاء عنا يوميا .
وحكاية أخرى لامرأة متعففة كانت تربي الدواجن في باحة الدار وتعتاش على بيعها وكانت وكان لديها سبعة أطفال وكان والدي يجلب لها مبلغ من المال كحصة لها مثل غيرها مما يدفعه المحسنون إضافة إلى مواد عينية لمساعدة هذه العائلة وحفظ ماء وجهها .وفي يوم طرق والدي بابها وعندما أراد أن يسلمها المبلغ اعتذرت وقالت لا يا عم فقد كبر ابني وحصل على عمل .كم كانت عظيمة تلك المرأة وكم كانت ملتزمة بأحكام دينها الذي يريد للمسلم الكرامة . وأخرى لطفل ترك المدرسة ليبيع المعجنات التي تعملها والدته بعد ان هجروا من محافظتهم كي يعيشوا بكرامة.
وحكاية أخرى لأطفال يتسولون في شارع أبي نؤاس وقد قال لي إعلامي معروف ذاك والدهم ,وأشار إلى رجل في مقتبل العمر يجلس جانبا ,وأردف انه يضربهم ويعذبهم يوميا إن لم يجلبوا له نقود كي يشتري بها مخدرات ,وقتها سألته وأين الدولة عنه لماذا لا يأخذونهم منه ويعيشون حياة سوية بعيدين عنه لأنهم سيكونون قنابل للأيام القادمة ,قال القانون يمنع سلبهم من والدهم وله الحق بهم .
عرضت في مواقع التواصل الاجتماعي صورة لطفل يفترش الأرض قيل انه فقد والديه في حوادث الإرهاب وهو بدون مأوى و معيل ولديه شقيقات هو يصرف عليهن .
حالات مثل هذه كثيرة نراها يوميا لمهجرين أو لاجئين من المحافظات او الدول المجاورة التي تعرضت للدمار والإرهاب ,
بات موضوع استفحال ظاهرة التسول كمهنة موضوع للمناقشة وكيفية معالجة الظاهرة وايجاد حلول اخذ حيزا من برامج مجلس المحافظة في بغداد ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات الشؤون الاجتماعية المرتبطة به وعقدت مؤتمرات واستعانت بالمختصين لمعرفة وجهات نظرهم وإيجاد الحلول .وحتى الشرطة ومطاردتها لهم باتت عقيمة في ظل قوانين مبتورة لا تعالج ولا تحاسب الظاهرة .حيث يفرج القاضي عن المتسولين بنفس اليوم بموجب كفالة شخصية من الموقوف ذاته .
قيل أنهم مؤسسة تدار من قبل مافيات ولهم أتباع في الداخلية ومؤسسات الدولة تحميهم مقابل حصة ,وحتى وجودهم وتكاثرهم في مناطق معينة محسوب ومدفوع الثمن وعندما يتم إلقاء القبض عليهم يتعرض القائمون إلى ضغوط وتهديد من جهات أخرى .وربما هم مجندون للمراقبة وتقديم تقارير إلى أجندة وجهات معينة ,كل هذا وارد في ظل أوضاع كل شيء فيها جائز .
هذا نيف من الشواهد في التاريخ والمجتمع, ويمكن الاستعانة بها لعرض مقترحات للمعالجة يمكن أن تطرح أمام أنظار المسئولين في منظمات المجتمع المدني ومؤسسات الشؤون الاجتماعية وهي :
1- تفعيل قانون التعليم الإلزامي الذي كان يحاسب أولياء أمور الأطفال المتسربين من المدرسة في المراحل الابتدائية ,.وبذلك يمكن السيطرة على هذه الفئة وتربيتها وتوجيهها.وتفعيل قوانين رعاية الطفولة وحقوقهم
2- إلحاق الأطفال الذين ليس لديهم معيل في مركز الشؤون الاجتماعية لضمان حقهم في الحياة الكريمة
3- حجز المتسولين من القادمين من محافظات أخرى في مناطق قرب محافظاتهم ان كانت محافظاتهم غير مستقرة أو إجبارهم على العودة إلى مناطقهم لما في ذلك من عامل مساعد للحد من الظاهرة اجتماعيا لوجود عشيرة او معارف يتبنون رعايتهم بالإضافة إلى العامل النفسي والاجتماعي في هذا الأمر
4- تفعيل القوانين التي تحارب التسول كمهنة وحجز المتسولين وحكمهم قضائيا .
5- كشف الفاسدين الذين يشجعون على هذه الظاهرة ويسوفون القوانين التي تحد منها ومحاسبتهم
6- إنشاء مساكن للمعوزين على غرار ما تم عمله من قبل السيد السيستاني في النجف (تم انشاء300 دار بمساحة 50 مترفي منطقة أخرى لغرض إيواء النازحين ) كي يتم مراقبتهم وجمع البيانات عنهم ودعمهم معيشيا وكذلك يتم الاستدلال عليهم ومساعدتهم من قبل الميسورين لغرض تأمين احتياجاتهم.
7- وضع أكشاك صغيرة في الشوارع الرئيسية والتقاطعات ولمجموعة أشخاص سويا يتم تأمين المواد التي تباع من قبل هذه الفئة لتنمية روح العمل وتكون بداية لعمل بدلا من بيعهم المواد على سبيل وجه من أوجه التسول
8- إدخال القادرين على العمل في دورات التنمية البشرية وتأهيلهم للقيام بمهن تتناسب وقدراتهم
9- إنشاء جمعيات خيرية لبيع منتجاتهم وخاصة فيما يتعلق بعمل المواد الغذائية (الكبة والمعجنات بأشكالها المتعددة )او الألبان
10- تأهيل وتامين القادرات على العمل للعمل في المنازل وتقديم الخدمات مقابل ضمانات الجهة الراعية للخدمة
11- شمول العوائل المتعففة بقانون الحماية الاجتماعية ورفع المبلغ بما يضمن الحد الادنى للمعيشة
12- تسهيل إجراءات إيواء العجزة والمرضى ورعايتهم الصحية خاصة وان اغلبهم بدون وثائق رسمية
13- تسهيل إعادة المهاجرين من دول الجوار إلى أوطانهم أو حجزهم في أماكن خاصة لتسهيل عودتهم وتوفير خدمات خاصة لهم لحين عودتهم .
14- توجيه المجتمع بمنع تشجيع منحهم صدقات وتحديد هذه المنح الى مستحقيها من العوائل المتعففة .
هذه بعض المقترحات نسأل الله التوفيق لمنع ومعالجة الظاهرة .( على اثر مؤتمر اقامه مجلس المحافظة في بغداد بتاريخ 8-8-2016)



#سعدية_العبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهم يبحثون عن وطن
- الجزاء (أيام متقاعد)
- العلاقات الاقتصادية الاسلامية (محاضرة في مجلس امال كاشف الغط ...
- كوامي اجامو لم يكن الاول ولا الاخير
- في كوثاريا نعيم ال مسافر (هل نحن بحاجة الى ابراهيم )
- بعد المطر (مأساة شعب)
- التعليم حق من الحقوق الاساسية الواجبة للمواطن
- هبوب العاصفة وصور المرشحين
- لها وحدها اكتب في عيدها الذي لم تكن فيه
- في المحطة الاخيرة
- مواقع التواصل الاجتماعي ,هل سببت العزلة داخل الاسرة
- عندما اغتيل الامل (في ذكرى حادثة بشتاشان )


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدية العبود - كثيرة هي الحكايات ومن المسؤول عنهم (المتسولون آفة اجتماعية)