أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - المعرفة الدينية وإشكالياتها التأريخية وأثرها في فشل الإنسان حياتيا














المزيد.....

المعرفة الدينية وإشكالياتها التأريخية وأثرها في فشل الإنسان حياتيا


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5249 - 2016 / 8 / 9 - 00:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المعرفة الدينية وإشكالياتها التأريخية وأثرها في فشل الإنسان حياتيا

من الأفكار المهمة التي يجب أن تكون حاضرة في الذهن الإنساني وفي مرحلة التحولات الفكرية والأنتقال من عالم أحادي أو جزئي النظرة، إلى عالم متشعب ومتعدد الاهتمامات وممتزج الرؤى والأفكار مستندا إلى قاعدت المصلحة والواجب والأوجب، وأن يعاد ترتيب هذه الأهتمامات وفق نظام متقن وعملي يمزج بين الضرورات الملحة والأهداف الاستراتيجية البعيدة في تعين قضية التفضيل بين المهم والأهم، لغرض منح قوانين أقتصاد المعرفة مجال أوسع في تطبيق قواعد التسويق والترويج المنتظم لما هو ملزم الآن، وتأجيل القضايا والمواضيع ذات التحمل والقدرة على أن تنتظر في سلم الأولويات لحين توفر الوقت والحال المتناسب مع أهميتها وتدرجها في عالم الضرورة.
وأتباع لهذا المنحى يجب علينا أن نرتب الأولويات أستنادا أيضا لتجربتنا التاريخية مع المعرفة والحصيلة النهائية التي جنتها البشرية من كل معرفة نوعية على حده، بالطبع ستكون المعرفة العلمية التجريبية والنظرية (العلوم الصرفة) في مقدمة اهتماماتنا ليس لأنها فقط ضرورية ومستحقة، بل أيضا لأنها تشكل القاعدة التحتية والركائز الأساسية لكل العلوم والمبتكرات والأفكار المتطورة التي ترفض التوقف عن الأنتاج أو التحدد عند نهائيات خاتمة، الشيء المؤكد إن أنفتاح العقل الإنساني على أكتشاف القوانين العلمية ومن ثم العمل على بسطها وتعميمها في كل زوايا حياتنا الأجتماعية سوف يكون له وقع غاية في الإيجابية المنتجة.
لقد ضيع الإنسان الكثير من الجهد والوقت والمال ودفع ثمنا غاليا نتيجة تمسكه بخيارات معرفية أثبتت بوقائعها أنها أقل قدرة على تحقيق الأمن المعرفي أو المعرفة الأمنة، التي تمنحه سلاما ضروريا لقيامه بأداء الوظيفية الوجودية كما يفترض ويجب، هذه المعارف أو المعرفة الغير أمنة من طبيعتها الكونية أنها تقبل الأختلاف فيها وعليها لكونها تحتكم في فهمها إلى عقل متوسط بمعنى عقل حيادي، وبغياب الحيادية والتجرد فهي ستتحول إلى حاضنة لأهم أسباب التنازع البشري نتيجة أحتوائها على إثراء بلا حدود قابل للتطبيق بدون معيار فاصل، بالتحديد هذه المعرفة أستقت وجودها ودورها من وجود الدين وضروريته البديهية للأجتماع البشري، وما لعبه الدين من تهيئة فكرية ليمر من خلالها الإنسان إلى المعرفة العلمية الأساسية كما يطلب الدين ويصرح، المشكلة أن الإنسان بدل أن يفتح أبواب هذه المعرفة الطبيعية للأنتقال السلمي للعلم المجرد بعد التهيئة الإيمانية بدور العقل وكيفية تسخيره، تحول ونتيجة لهذا الأثراء في العطاء الفكري إلى جبهتين وأكثر تتصارعان على القراءة وتتصارعان على المنهج وليس على الدين.
إن تركيز الأهتمام منذ أن بدأ الإنسان وجوديا يعب المعرفة ويتعاطى معها على أنها هي الطريق الأمثل للإجابة على أسئلته وإشكالياته، قفزت المعرفة الدينية للواجهة وتصدرت سلم أهتماماته ومتخذا منها شغل شاغل لأسباب عديدة منها مثلا:
• أنها لا تحتاج منه إلى جهد عضلي أو بذل قوة وثمن وما يرافق من ذلك من تكاليف ترهق وجوده، فهي غالبا ما تؤدى من خلال الحياة الطبيعية سواء كأنت إيجابية أو ألتزامات حقوقية.
• من طبيعة الإنسان الميل إلى الجانب الروحي ليعادل بذلك قساوة المادية الوجودية وقوانين الطبيعة الحادة والقاسية، فهو يلجأ للروحي أكثر كلما أشتدت أزماته المادية.
• أرتباط الدين بالنهايات السعيدة (الفوز بالجنة) وأختياره للمثل العليا والأخلاقيات التي من خلالها تضع المؤمن في درجة من التميز ترضي غرورة وتحفز به المضي قدما أستجابة للدافع الأناني لا سيما في حالة وجود عدم منافسة أو تزاحم مع عنصر تمييزي أخر.
• المعرفة الدينية لها قدرة على التغلغل بالعقل البشري وتؤثر في بسط ما تسمى التسليميات البداهية التي تعتمد على أفتراضات غير مكلفة ولكنها مقنعة لعدم إمكانية إثبات عكسها، لا على إمكانية إثباتها هي وهذا ناتج من طبيعية الدين وإحالاته الما ورائية.
• هناك نقطة مهمة أن عنصر الوعيد والتخويف الذي يرد كمقابل لعنصر الوعد والتشويق يخضع الإنسان لعوامل تحسس ذاتية وعوامل أهتزاز عقلي وعدم توازن بينهما يلجأه إلى أن يحذر من المخالفة الظاهرة وبالتالي نجح أهل هذه المعرفة في تصديهم للسلطة الأجتماعية وإجبارها للخضوع لها كما أجبر الناس وخاصة الأقل علمية والأكثر أهتزاز أو خوفا من الألتحاق بها.
لهذه الأسباب تمتعت المعرفة الدينية بحضور قوي في تفصيلات الحياة الإنسانية مما جعلها واحدا من الخيارات والاختيارات الطوعية الحاسمة والمؤثرة في حياة الإنسان دون أن يتمكن حتى من التفكير بمغادرتها إلى سلة معارف جديدة قد يجد فيها الكثير من الأجوبة والحلول العملية والعلمية، وظل يدافع عنها بكل ما أتيح له من وسائل خاضع لسطوة الخوف من المحرم والمقدي والوعيد الذي ترتعد له فرائضة لمجرد التفكير في انتهاكها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب والأعراب وتاريخهم المتناقض
- أنا ورائحة البحر
- رجالٌ هُويتُهم وَطَن ... قراءة نقدية في قصيدة الشاعر عبد الج ...
- الدين الإنساني وتحولات الوعي المتجدد
- العراق وخيارات المرحلة ح2
- العراق وخيارات المرحلة.ح1
- مقهى عبد ننه ... قراءة في تأريخ مدينة يسكنها وهج السياسة ويت ...
- من أفسد نواب الشعب
- الأيديولوجيا القذرة
- النقد الديني بين ضرورة المعيارية النقدية ووحدة الهدف من المم ...
- غضب .... ليس على وقع الجمر _ قصة قصيرة
- الدين الأجتماعي وقضية الحرية في المجتمع الإسلامي
- حروف للقاء ..... لقاء أخر بيننا
- العمامة والزي الديني توظيف للأنا المتضخمة وخداع للمؤمنين بأن ...
- هلوسات رجل مهزوم ..... لكنه يحلم
- أحلام الوطن البديل
- عوامل التغير وطريق الثورة
- العصر مفردة الزمن في دلالات النص الديني
- يوميات عاشق .... مسافر مع الحروف
- صندوق جدتي وسفينة نوح


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - المعرفة الدينية وإشكالياتها التأريخية وأثرها في فشل الإنسان حياتيا