مصطفى غازي فيصل
(Mustafa Ghazi Faisal)
الحوار المتمدن-العدد: 5248 - 2016 / 8 / 8 - 03:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما أجمل أن يكون هناك شخص ـــ بغض النظر عن كونه منتفع من العملية السياسية أم لا ـــ لديه حس ووازع اخلاقي ووطني تجاه شعبه وبلده ,وهذا ما شاهدناه ولاحظناه خلال مابث من اغلب الفضائيات العراقية لعملية استجواب وزير الدفاع العراقي ( الدكتور خالد العبيدي) حيث ابلى الرجل بلاءً حسناً وعرى جميع المنتفعين والمتصيدين من أعضاء مجلس النواب بالاسماء ,وفضح المستور من عمليات سمسرة وابتزاز لاتمام صفقات في عقود تخص وزارة الدفاع لاحالتها لصالح شركات اجنبية ومحلية لها ارتباط مع اولئك الاعضاء البرلمانيين بشكل أو بأخر ,مما ولد صدمة لدى الجميع (على غرار برنامج الصدمة الذي عرض في شهر رمضان الفائت ) ,لكن المشهد هنا حقيقي وليس مفتعل ,لرؤية مدى ردة فعل المشاهدين .
ردود الفعل الاولية لاعضاء البرلمان (المتهمين منهم )كانت متبانية بين الغضب العارم الى حد السب والشتم وبين الاصرار على اكمال الاستجواب ,علهم يثبتون شيء على الوزير المستجوب ,اما ردة فعل الشارع العراقي كانت واضحة من خلال مواقع التواص الاجتماعي , حيث اشاد اغلب الناشطين بشجاعة الوزير لطرحه مثل هكذا حقائق ولاول مرة في سابقة تحسب له ,ويذكر بأن صفحته على( الفيس بوك) حصدت ما يقارب المليون ونصف المليون أعجاب عن موقفه الشجاع اثناء الاستجواب .
مايحسب ايجاباً للحكومة هو عملية بث التسجيل لجلسة البرلمان المخصصة لاستجواب وزير الدفاع على القناة الرسمية التابعة لشبكة الاعلام العراقي ,رغم حذف بعض المشاهد وكتم جزء من حديث السيد وزير الدفاع ,وهذا حتما ساعد على قوة تفاعل الرأي العام متمثلاً بالشارع العراقي بكل مكوناته ,حيث لاحظنا حفاوة ترحيب ابناء الشعب العراقي في منطقتي الاعظمية والكاظمية بالسيد وزير الدفاع عند زيارته لهما بعد يوم من الاستجواب ـــ في خطوة جريئة ليست أقل من جرأته في فَضح المفسدين ــ وفي ذلك تفسير ان الشعب بات كما الغريق يتعلق بأي أمل في سبيل ان ينجوا من الغرق ,حتى وان كان قشة ,ياسيادة الوزير المحترم نتمنى ان تكون زورق نجاة البلاد والعباد وليس قشة تتلاقفها امواج الفساد العاتية و المحاصصة الطائفية .
#مصطفى_غازي_فيصل (هاشتاغ)
Mustafa_Ghazi_Faisal#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟