أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الخادمتان- باللغة الهولندية ... العراقي رسول الصغير يخون جان جينه ... عبثياً-















المزيد.....

الخادمتان- باللغة الهولندية ... العراقي رسول الصغير يخون جان جينه ... عبثياً-


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1404 - 2005 / 12 / 19 - 09:59
المحور: الادب والفن
    


بداية تعبيرية، ونهاية تجريدية
لا يمكن لأي ناقد حصيف، ومتمكن من أدواته النقدية، أن يتناول المنجز الإبداعي للكاتب الفرنسي جان جينيه من دون أن يضع في حسبانه الرؤى والمفهومات العبثية التي آمنَ بها من جهة، ومنظومة القيم والأفكار التي دافع عنها، وساندها، وآزرها طوال حياته من جهة أخرى مثل القضية الفلسطينية، وحقوق المهاجرين العرب في فرنسا، وحقوق الإنسان بصفة عامة، وما إلى ذلك من مواقف إنسانية لا يجد الناقد الأمين مندوحة من التوقف عندها والإشارة إليها بإجلال كبير بالرغم من أن هذا الكاتب الروائي والمسرحي المعروف قد خاض في موضوعات شائكة وعويصة قد لا يجرؤ الكثيرون على تناولها أو التعاطي المكشوف معها ، كالإنحرافات الجنسية، وتحديداً المثْلية والسحاقية، والإدمان على المخدرات، والسرقة، وكثير من الموضوعات الدنيئة والمنحطّة. وجدير ذكره أن جان جينيه كان يتمتع بخصوصية خاصة، فقد شاءت الأقدار أن يكون لقيطاً، إذ أنجبته أمه عام 1910 في باريس من علاقة غير شرعية، وتخلت عنه إثر الولادة مباشرة، ثم وجد نفسه في دار لرعاية الأطفال في قرية صغيرة نائية، الأمر الذي حرمه من حنان الأبوين وعطفهما ورعايتهما، فإنحرف في وقت مبكر من طفولته، ومارس السرقة من دون أن يردعه وازع خلقي أو تربوي، كما أنه لم يُعِر اهتماماً لفترات الحبس التي أمضاها في السجون والمعتقلات الفرنسية التي أودع فيها بسبب سرقات صغيرة متتالية. كان جينيه طالباً متفوقاً على أقرانه وقد غادر المدرسة بدرجات عالية تكشف عن مواهبه وقدراته العلمية والأدبية في آن معاً. لم يستطع جينيه أن يستقر في مهنة محددة، فعندما ترك المدرسة عام 1923، وُضِع تحت تدريب وإشراف مُنضِّد حروف باريسي، لكنه سرعان ما تخلى عن هذه المهنة. ثم أرسِل لكي يعيش مع مؤلف موسيقي أعمى، لكنه لم يستطع المكوث معه طويلاً، إذ سرق منه بعض الأشياء، وغادره إلى غير رجعة. وحينما دخل مدرسة إصلاحية غادرها بعد مدة قصيرة. وحينما سيق إلى الخدمة العسكرية هرب من قوانينها الصارمة غير أبه بالعقوبات المترتبة عن هذا الهروب، إذ بدأ بالتنقل والترحال بين الدول الأوروبية. وحينما قُبض عليه عام 1938 أطلق سراحه بعد عدد من الفحوصات الطبية التي أثبتت عدم توازنه العقلي. ثم عاد إلى السجن مرات متعددة ولم يخرج منه إلا بعد الاستعطاف الذي تقدّم به ثلاثة كتاب فرنسيين مشهورين وهم جان كوكتو، وجان بول سارتر، وجيد. وفي السجن بدأ بكتابة روايته الأولى الموسومة بـ " سيدتنا، صاحبة الزهور ". وخلال حياته كتب جينيه ستة نصوص مسرحية وهي " الخادمات " و " سارق الصحيفة " و " حراسة الموت " و " الشرفة " و " السود " و " الحواجز " كما كتب نصاً مفتوحاً بعنوان " أربع ساعات في صبرا وشاتيلا " وقد حوِّل هذا النص إلى عمل مسرحي في ثمانينات القرن الماضي. وبسبب إنحرافاته الجنسية منحته الولايات المتحدة عام 1965 تأشيرة دخول إلى أمريكا لكنه رفضها متهماً الإدارة الأمريكية بالكذب والنفاق وإزدواج المعايير. وفي عام 1979 كشفت التقارير الطبية عن إصابته بسرطان الرئة، وفي عام 1986 توفي في باريس، لكنه دفن في المغرب، لتنطوي صفحة حياة هذا الكاتب العبثي الذي شغل الوسط الثقافي الفرنسي بآرائه ومواقفه السياسية والفكرية والاجتماعية لمدة طويلة من الزمن، إضافة إلى نتاجاته الإبداعية التي ما تزال مثار اهتمام النقاد والمخرجين. ويكفي أن نشير إلى أن مسرحياته الست قد مُثلت في العديد من دول العالم، وبعضها حوِّل إلى أفلام نفذها مخرجون كبار من طراز البريطاني كريستوفر مايلز الذي أخرج فيلم " الخادمات " عام 1974. أما مسرحية " الخادمات " التي نحن بصددها الآن فقد تناوب على إخراجها عدد من المخرجين العراقيين من بينهم د. عوني كرومي، و د. جواد الأسدي، وناجي الأمير، وروناك شوقي، وكريم رشيد بالإشتراك مع المخرج الأردني زياد جلال، كما أخرجتها التونسية بثينة الكثيري، وفي هذا العام انبرى المخرج العراقي رسول الصغير، وتبنى إخراج " خادمات " جان جينيه من جديد وباللغة الهولندية بعد أن أسند الأدوار إلى ثلاث ممثلات هولنديات وهن على التوالي آوكيا فارنرز، ليزبيث باي دو فاته، وكارولين نايلاند. وقد سبق لرسول الصغير أن أخرج عدداً من المسرحيات الناطقة بالهولندية وهي " ليلة الزواج " و " ليلة الوفاة " و " فاقد الصلاحية ". كما مثَّل في ست مسرحيات هولندية أُخَر وهي " الصف البابلي " لساسكيا ميس، و " مكا أوب فاتر لاند "، و " اليوبيل "، و " التوازن القلق " للوسيانا آملسفورت، و " رسول. أس " لمارسيل رويارد، و " النقود القذرة " ليان ياسما. ولعل السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه في هذه المناسبة هو: ما الذي دفع الفنان رسول الصغير لإخراج هذه النص المسرحي من جديد بعد أن أخرجه العديد من المخرجين العراقيين والعرب والأجانب؟ وبكلمات أخر ما الذي بقي من هذا النص حتى يشتغل عليه مخرج آخر؟ كما يمكن أن نعيد صياغة السؤال بالطريقة التالية: ما الذي يمكن أن يضيفه رسول الصغير لأحداث هذا النص المسرحي وشخصياته الثلاث الحاضرة على خشبة المسرح في الأقل، هذا إذا ما تجاهلنا زوج السيدة، وعشيق الخادمة " كلير " في آن معاً؟ وإذا كان رسول الصغير قد غيّر في الأحداث أو اضاف إليها شيئاً جديداً فما هي حدود هذا التغيير؟ وما هي ابعاد هذه الإضافات؟ وهل وقعت هذه الإضافات في إطار بنية جديدة غيّرت من إيقاع النص المسرحي بحيث شمل هذا التغيير النتائج التي توصل إليها كاتب النص الأول، ومبدعه الأصلي جان جينيه، آخذين بنظر الاعتبار أن هناك نقاداً يفترضون في هذا النص العبثي نوعاً من الثبات والسكونية وإنعدام الفعل الدرامي لأن الأحداث لا تخرج عن إطار بيت السيدة، وفضائها المكاني إلا بالقدر الضئيل الذي تغادر فيه السيدة منزلها للقاء زوجها السجين؟
البنية الأصلية للنص الدرامي والمتغيرات الجديدة
حينما كتب جان جينيه نص " الخادمات " لم يخرج عن إطار التيار العبثي الكلاسيكي الذي كان سائداً بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن هذا النص على الرغم عبثيته كان مُعززاً بأفكار عديدة، ورؤى متنوعة، ولعل أبرزها الصراع الطبقي الذي يكشف عن الهوة الكبيرة بين الطبقة البرجوازية المترفة والمُتمثلة بشخصية السيدة، وبين الطبقة الفقيرة المُعدمة التي تجسدها الخادمتان الفقيرتان. كما أن النص المسرحي يقوم على أجواء إيروسية لا بد من الإشارة إليها، والإيحاء بها، وتجسيدها على خشبة المسرح وإلا فإن النص سيفقد بعضاً من قيمته الفنية التي لها علاقة ماسة ببنية النص، وطريقة تفكير الشخصيات الفقيرة التي تنفّس عن هواجسها وهموها الذاتية من خلال تفريغ الشحنات الجنسية حتى عن طريق الأنحراف أو الشذوذ الجنسي. كما أن التداخل بين الوهم والحقيقة قد لعب دوراً مهماً في إغناء العرض المسرحي الذي اعتمد على أسلوب معروف، ومطروق سلفاً وهو " مسرحية داخل مسرحية " والذي تجسّد من خلال تبادل الأدوار الذي قامت به الخادمتان، فقد تقمصت " كلير " دور السيدة، بينما أدت " سولانج " دور الخادمة " كلير "، فعاشت الخادمتان حياة وهمية لا علاقة لها بالواقع، وفي نهاية المطاف تظهر السيدة الحقيقية التي أعدّت لها الخادمتان خطة لقتلها، وبينما تنجو السيدة من جريمة القتل تحدث جريمة حقيقية، إذ تتجرع " كلير " السم، وتموت منتحرة. ينطوي هذا النص المسرحي على أفكار وتصورات عديدة ربما تكون المعضلة النفسية أقواها، وكذلك مشاعر الحب والكراهية التي تشابكت وتعقدت لدرجة أصبح من المستحيل فرزها أو فك تداخلها، وكذلك موضوعة " الهوية " التي تناولها أغلب الكتاب المسرحيين الفرنسيين، غير أن الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لجينيه هو كشف النفاق العالمي، وتعرية الإدعاءات الزائفة للطبقة البرجوازية التي تدعي أنها تحترم الإنسان ولا تهضم حقوقه المشروعة.إرتأى مُعِّد النص ومخرجه رسول الصغير ألا ينتهي العرض المسرحي بجريمة قتل حقيقية كما حصل لكلير التي تجرعت السم في النص الأصلي، وإنما اقترح علينا المخرج أن ينتهي عرضه المسرحي بالهذيان، وبالفعل فقد كانت هذه النهاية موفقة، وتنسجم مع رؤية جان جينيه العبثية. كما طوّر رسول الصغير دور السيدة في عرضه المسرحي، والتي لم نكن نراها إلا لماماً في أغلب العروض المسرحية السابقة، وقد تعمّد الصغير أن يبني هذه الشخصية من جديد، ويضيف لأحداثها، ويكرر من ظهورها ليس على خشبة المسرح حسب، وإنما جعلها تجلس وسط الجمهور، وتكون جزءاً منه. لا بد من الإشارة إلى أن المشهد الإفتتاحي كان تغريبياً حينما جابهتنا السيدة في أثناء الدخول إلى العرض المسرحي وهي جالسة بوضع فجائعي على نقّالة للمرضى، صلعاء، مبتورة اليدين والقدمين وكأن لسان حال المخرج يقول إنظروا إلى هذا الكائن الممسوخ الذي يتلاعب بمقدراتنا ومصائرنا. ولأن هذا المشهد يحتمل أكثر من قراءة وتأويل، فلا بد لي أن أشير إلى القراءة الإفتراضية التي حددها المخرج بنفسه في أثناء " التمارين " فقد افترض أن السيدة الممسوخة، والمُقعدة التي تقف خلفها سولانج وكلير، قد نشرت إعلاناً في الصحف تطلب فيه خادمتين يعملان في قصرها الكبير، وأن الجمهور الذي يدخل لمشاهدة العرض هم في حقيقة الأمر أناس قدموا طلباتهم للحصول على فرصة عمل في منزل السيدة الثرية، المتسلطة التي تمسك بزمام الأمور بيد من حديد على الرغم تشوهاتها، وشللها، وشكلها الخارجي الذي لا تُحسد عليه. أي أن المخرج قد قدّمها كصورة موازية للحاكم المستبد الذي ينعم بالخير الوفير، فيما يعاني الشعب أو الخدم لا فرق من ظروف معاشية ونفسية مقلقة قد تدفعة لإرتكاب الجريمة أو للإنتحار! وفي إطلالتها القصيرة الثانية تخترق الفضاء المسرحي، وتقتحم الجمهور برأسها الأصلع أيضاً، وبعطرها الباذخ، وبملابسها الجميلة الفاخرة في إشارة إلى تجميل صورتها من قبل وسائل الإعلام، وتسويقها من جديد بعد القيام ببعض التعديلات المزيفة، التي غالباً ما يقوم بها المثقفون الكَذَبة من وعاظ السلاطين. أما الإطلالة الثالثة وهي الأطول فكانت إثر عودتها من السجن حيث قابلت زوجها هناك وسط جموع من القتلة والمجرمين واللصوص. أما غيابها الفعلي عن البيت أو خشبة المسرح فقد أتاح للشقيقتين الخادمتين أن تتبادلا الأدوار كل بحسب مزاجها، فكلير الفتاة الجميلة الناعمة كانت ترى في نفسها شبهاً كبيراً بسيدتها الجميلة والثرية، ولهذا فقد أدت دور السيدة لتعوّض ما في داخلها من شعور بالنقص، بل أن أداءها لهذا الدور قد جعلها تتعذب كثيراً. أما سولانج الأخت الأكبر، والأذكى في الوقت نفسه فقد راق لها أن تؤدي دور كلير الذي سمح لها هو الآخر أن تمزج الحقيقة بالوهم، ولكنها بقيت على حالها، بالرغم من تفكيرها بإرتكاب جريمة القتل، وظلت تفضل أداء دور الخادمة التي تتلقى الإهانات، بينما كانت كلير تشعر مثل سيدتها بأنها " طيبة وجميلة وناعمة ". لقد حذف معد النص ومخرجه العديد من المَشاهد التي كانت فيها الخادمتن تتبادلان الأدوار كل ليلة، وترتكبان جريمة قتل السيدة، وتفرِّغان الحقد الذي ينخر في أعماقها معاً. إذ اكتفى المخرج بمشهد واحد كانت كلير تؤدي فيه دور السيدة، بينما كانت سولانج تمثل دور الخادمة. وتنبغي الإشارة إلى أن المخرج رسول الصغير قد نجح في جعل " كلير " تمثل بمشاعرها وأحاسيسها، وتبكي بصمت بحيث بدت رقائق الدمع تلتمع في عينيها، والمعروف أن الممثل الغربي يمثل بعقله وذهنه إن صح التعبير، وليس بمشاعره الانفعالية كما هو حال الفنان الشرقي أو العربي على وجه التحديد. إن عنصري الخير والشر موجودان لدى الفقراء والأغنياء على حد سواء، وحينما لم تستطع الخادمتان الانتقام فعلياً من سيدتهما فقد انتقمتا إنتقاماً وهمياً، ولا وجود له إلا في عالم الخيال، ولكنه كشفرة دالة قد تحقق على أرض الواقع المُفترض ضمن إطار الأسلوب الذي أشرنا إليه سلفاً وهو " مسرحية داخل مسرحية " وقد فرّغت الخادمتان ما في جعبتيهما من غلٍ وحقدٍ دفينين. في مشهد التحية الذي أعدّه المخرج والذي أنهى " المسرحية داخل المسرحية " ولم ينهِ المسرحية نفسها مع السيدة ذاتها، والتحية هي بالضبط " نعم أنا اخترت خادمتين منكم أيها الجمهور وهاتان الخادمتان هما اللتان ستبقيان في البيت وأنتم جميعاً ستذهبون إلى بيوتكم. ". لا بد من التنويه إلى أن الممثلات الثلاث قد جسدن أدوارهن بحرفية عالية " في العروض الأخيرة " وقد كانت كارولين نايلاند أكثرهنَّ تعبيراً لأن المخرج أسند إليها مَشاهد تعبيرية مؤثرة في حد ذاتها مثل المشهد الاستهلالي الذي تظهر فيه سيدة مُستبدة، طاغية، رغم كونها مُقعَدة، تجلس على نقّالة للمرضى، وهي تستقبل زرافات من طالبي الخدمة في منزلها. وهي للمناسبة ممثلة محترفة، تدرك أسرار مهنتها فقد درست كارولين نايلاند في " استوديو الممثل " في لاهاي، وأدت خلال تجربتها الفنية العديد من الأدوار المهمة أبرزها " أنتيغونا " لجان أونوي، و " أولغا " في " الشقيقات الثلاث " و " نينا " في " النورس " لأنطون تشيخوف. أما الفنانة ليزبيث باي دو فاته " وهي للمناسبة طبيبة أمراض باطنية " فقد أدت دورها ببراعة شديدة، وتفاعلت مع أحداث النص المسرحي، وقد تألقت في الكثير من المشاهد، وربما يكون من المفيد أن نذكر مشهد النزاع مع شقيقتها في " الرحم " والذي حدث رمزياً تحت الطاولة، وكان مؤثراً جداً، وينطوي على أبعاد تعبيرية لا تخفى على أحد. تمتد تجربة هذه الفنانة الهولندية إلى مدرسة " مسرح الشباب " حيث لعبت العديد من الأدوار المسرحية الناجحة من بينها " عالمك الآخر" و " عيد ميلاد السيد بينوار " و " بيت برنارد ألبا " لغارسيا لوركا، و " النورس " لتشيخوف " وأعمال أخر. وقد ساعدها في تجسيد هذا الدور معالم وجهها المعبّر والذي استثمره المخرج بذكاء واضح، وأفاد منه بحيث أنها بدأت تنفعل، وتبكي في " العروض الأخيرة " أما الفنانة آوكيا فارنرز التي درست في ستوديو الممثل أيضاً في لاهاي، وتابعت تحصيلها الفني في مدرسة المسرح في لندن، فقد جسدت العديد من الأدوار المميزة أهمها دور " تيتيانا " في مسرحية " حلم منتصف ليلة صيف " لشكسبير، و " أولغا " في " الشقيقات الثلاث " لتشيخوف، و " أوليفا " في " الزوجتن الغريبان " لنيل سيمون. وكان متمكنة من أدوتها التعبيرية، وشغوفة بالدور الذي أُسند إليها، لذلك فقد تألقت في أغلب مشاهد العرض المسرحي، وكانت أمينة لكل المفاهيم والتصورات التي تعتمل في ذهن الخادمة التي خططت لجريمة القتل، وحاولت الهروب، لكنها سقطت في الهذيان أو النهاية المقترحة التي أرادها المخرج رسول الصغير. أن ما يُحسب للصغير هو جملة المقترحات الجديدة التي صاغها في عرضه المسرحي، والتأويلات الجديدة التي قدّمها لشخصية السيدة بوصفها سلطوية، مُستبدة، وماسكة بزمام الأمور إلى الدرجة التي تتلاعب فيها بمصائر الآخرين، كما هو حال الأنظمة الشمولية الطاغية في عالمنا العربي. كما ساهمت " بنية الإسقاط " و " الوهم " و " التخيّل" في الكشف عن مكنون الخادمتين اللتين كشفتا كل تفاصيل ثنائية الخير والشر، أو الحب والكراهية، ولعبة المصائر المتقاطعة التي تقف على حافة هذه الثنائية الشائكة والملتبسة.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خادمات - رسول الصغير: البنية الهذيانية والإيغال في التغريب-
- استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية/ الروائي جاسم ...
- في ضيافة الوحش - لطارق صالح الربيعي: سيرة ذاتية بإمتيار يتطا ...
- الفيلم التسجيلي - مندائيو العراق- لعامر علوان: فلسفة الحياة ...
- استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي/ الشاعر وديع العبيدي: - ...
- -استفتاء الأدباء العراقيين من المنافي العالمية /مهدي علي الر ...
- (استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية / الشاعر كريم ...
- رسام الكاريكاتير الجنوب أفريقي زابيرو جونثان شابيرو ينال الج ...
- استفتاء الأدباء العراقيين: زهير كاظم عبّود: إن العراق حاضر ف ...
- الإرهاب الأسود يغيّب المخرج العالمي مصطفى العقاد الذي روّج أ ...
- تقنية - الوسائط المتعددة - في مسرحية ( أين ال - هناك -؟ ) تم ...
- فلاديمير بوتين أول رئيس روسي يزور هولندا بعد ثلاثة قرون: هول ...
- عزلة البلَّور
- د. نصر حامد أبو زيد يفوز بجائزة - ابن رشد للفكر الحر - لسنة ...
- استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية / الشاعر باسم ...
- استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية: د. حسين الأنص ...
- الناقد عدنان حسين أحمد ل - الحوار المتمدن -: أنا أول من يخوّ ...
- المخرج المسرحي المغربي الزيتوني بو سرحان ل - الحوار المتمدن- ...
- استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية / الشاعر سنان ...
- استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية - الحلقة الثان ...


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الخادمتان- باللغة الهولندية ... العراقي رسول الصغير يخون جان جينه ... عبثياً-