أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الإرهاب الأسود يغيّب المخرج العالمي مصطفى العقاد الذي روّج أول فيلم عن الإسلام في الغرب














المزيد.....

الإرهاب الأسود يغيّب المخرج العالمي مصطفى العقاد الذي روّج أول فيلم عن الإسلام في الغرب


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1376 - 2005 / 11 / 12 - 11:55
المحور: الادب والفن
    


ليس غريباً أن يقترن إسم السينمائي السوري مصطفى العقاد بلقب المخرج العالمي، فهناك مبدعون لا يبحثون عن التوصيفات والألقاب والجوائز، بل أن الألقاب وصفات الشهرة والذيوع هي التي تبحث عنهم، وتلوذ بهم، ومصطفى العقاد من هذا النوع العصي الذي أبدع أنجز أفلاماً لا تشبه إلا خالقها ومبدعها وبالذات فيلم " الرسالة " 1976، بنسختيه الإنكليزية، تمثيل أنتوني كوين، وإيرين باباس، والعربية بطولة عبد الله غيث، ومنى واصف، و " عمر المختار، أسد الصحراء " 1981 ، تمثيل أنتوني كوين، وأوليفير ريد، ورود ستايجر، وإيرين باباس، ويتناول هذا الفيلم قضية الشعب الليبي، ونضاله المرير ضد الاحتلال الإيطالي. والفيلم التسجيلي ذائع الصيت والذي يتمحور حول " قصة حياة جمال عبد الناصر " ومدته أربع ساعات، وباللغة الإنكليزية، غير أن هذا الفيلم الوثائقي المهم مُنع لسببين أساسيين، الأول، أن الفيلم يتحدث عن تفجير اليهود لسينما " لافون " في القاهرة، والثاني يتطرّق إلى ضرب الإسرائيليين لباخرة ليبرتي في البحر الأبيض المتوسط وإتهام المصريين بتنفيذ هذه العملية زوراً وبهتاناً. أما الأفلام الأخر الثمانية التي لم يُسلّط عليها الضوء كثيراً فهي سلسلة أفلام الرعب " هالووين " التي ساهم فيها كمنتج منفذ تارة، وكممثل تارة أخرى والتي بدأ العمل بها منذ عام 1978 وحتى عام 2002. والتي عزز من خلالها وجوده الفني والتجاري في آنٍ معاً في هوليوود. وقد حملت هذه الأفلام أسماءً وعناوين مثيرة نذكر منها " الكابوس لم ينتهِ بعد، موسم الساحرة، موعد مع الخوف، عودة مايكل مايرز، لعنة مايكل مايرز، بعد عشرين عاماً، والإنبعاث ". أحبَّ مصطفى العقاد منذ الصغر عالم السينما الساحر، وقد أوقد فيه هذا الولع أحد أصدقاء العائلة الذي علمه كيف يمنتج الصور، كما زرع فيه حب الثقافة البصرية، وعمقها من خلال دعوته إياه لمشاهدة بعض الأفلام المهمة آنذاك. فالمعروف أن مصطفى العقاد ينحدر من عائلة حلبية فقيرة، فهو من مواليد حلب عام 1935، ولكنه أصر رغم فقره المدقع أن يواصل دراسته للسينما في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تحقق له هذا الحلم حينما ذهب إلى الولايات المتحدة عام 1954، ودرس الفنون المسرحية أول الأمر في جامعة كاليفورنيا، وتخرج منها عام 1958، ليواصل دراسة تخصصه السينمائي قبل أن يشرع في إخراج أول فيلم روائي طويل عام 1976 بعنوان " الرسالة " وهو أول فيلم رائد عن الإسلام يتوجه به إلى الجمهور الغربي، وقد وقفت بعض الدولة العربية ومنها مصر ضد عرض هذا الفيلم بحجة ظهور بعض الصحابة فيه. وجدير ذكره أن تربية مصطفى العقاد كانت قاسية جداً، لكنه وصف هذه التربية بالغنية على الصعد الأخلاقية والدينية والبيئية، ولولا هذه التربية الغنية لما حافظ هذا المبدع على شخصيته القوية التي لم تتزعزع طوال وجوده في أمريكا. والغريب أن مصطفى العقاد يعيش حياتين متناقضتين، فحينما يدخل الزائر بيته يجده محتشداً بالمأكولات والأطعمة الحلبية، هذا ناهيك عن تمترسه خلف الموسيقى العربية، وكتب اللغة والدين والتراث، وحينما يخرج العقاد خارج منزله تراه يتصرف كأمريكي مئة في المئة. ومع ولعه بالسلوك والآداب الغربية إلا أنه رفض تغيير إسمه كما طلبوا منه مراراً في هوليوود أو مركز صناعة النجوم في العالم، فلقد آثر أن يظل محتفظاً بهذا الإسم الذي يحمل بين طياته رنيناً عربياً خاصاً لا يمكن التفريط به. ومن آرائه المهمة في عالم السينما العربية فهو يرى أن هيمنة الفيلم المصري متأتية من سهولة اللهجة المصرية، وإنتشارها في البلدان العربية. ويرى العقاد بأن حُب الجمهور هو أغلى عنده بكثير من جوائز الأوسكار، غير أنه يفرّق بين نوعين من المشاهدين، فالنوع الأول بالنسبة له هو المشاهد المشارك الذي ينفعل مع الفيلم، أي يضحك، ويبكي، ويتألم، ويتأمل، ويتماهى في بعض شخصيات الفيلم، أي بمعنى المُشاهِد الموضوعي الذي يعوّل عليه كثيراً، ويعمل من أجله، وهناك المُشاهد المتفرج الذي يلج إلى السينما من أجل التسلية المحضة ومن دون المشاركة الوجدانية المنفعلة التي أشرنا إليها قبل قليل، ولا يعير العقاد أية أهمية لهذا النوع من المُشاهد السلبي، لكنه لا ينكر أهمية " التسلية والتشويق " بالنسبة للمخرج الناجح الذي يعرف كيف يُمسك بالجمهور، ويوصل إليه أفكاره وأطروحاته من خلال التسلية المقصودة، والتشويق الهادف كما حصل في مجمل أفلامه التي أنجزها خلال مشواره الفني. وقد لاقى المخرج مصطفى العقاد حتفه في تفجيرات عمّان التي وقعت يوم 9 نوفمبر 2005 حينما كان على موعد معه ابنته ريما فندق " غراد حياة عمّان " والتي لاقت ذات المصير المفجع،وغادرت الحياة في لحظة الإنفجار الإرهابي بينما توفي العقاد متأثراً بحراحه بعد يوم وبضع ساعات من وقوع هذا الحادث الإجرامي الذي راح ضحيته العشرات ومن بينهم هذا النجم العالمي الذي يصعب أن يجود الزمان بمثله إلا في فترات متباعدة.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقنية - الوسائط المتعددة - في مسرحية ( أين ال - هناك -؟ ) تم ...
- فلاديمير بوتين أول رئيس روسي يزور هولندا بعد ثلاثة قرون: هول ...
- عزلة البلَّور
- د. نصر حامد أبو زيد يفوز بجائزة - ابن رشد للفكر الحر - لسنة ...
- استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية / الشاعر باسم ...
- استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية: د. حسين الأنص ...
- الناقد عدنان حسين أحمد ل - الحوار المتمدن -: أنا أول من يخوّ ...
- المخرج المسرحي المغربي الزيتوني بو سرحان ل - الحوار المتمدن- ...
- استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية / الشاعر سنان ...
- استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية - الحلقة الثان ...
- الروائي العراقي محمود سعيد ل -الحوار المتمدن -:الرواية الجيد ...
- الروائي محمود سعيد ل - الحوار المتمدن -: المقلٍّد دون المقلّ ...
- اعتقال سبعة أشخاص بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في هول ...
- لا بد للديمقراطية أن تنبع من الوطن ذاته، لأنها ليست حبة نبتل ...
- البرلمان الهولندي يدرس اقتراح منع ارتداء الحجاب الكلي في الد ...
- وزيرة الهجرة والاندماج الهولندية تقترح منع ارتداء البرقع
- مسجد الحسن الثاني تحفة الدار البيضاء
- الشاعر والروائي فاضل العزاوي: المنفيون ذخيرة احتياطية كبيرة ...
- المخرج الأرميني أتوم إيغويان، الباحث عن المساحات المحجوبة في ...
- الفنان - التعبيري التجريدي - آرشيل غوركي وتقنية الرسم الآلي


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الإرهاب الأسود يغيّب المخرج العالمي مصطفى العقاد الذي روّج أول فيلم عن الإسلام في الغرب