أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح زنكنه - المثقف المريض وعقدة الكرد














المزيد.....

المثقف المريض وعقدة الكرد


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 5237 - 2016 / 7 / 28 - 16:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المثقف العراقي (المتمترس عقائديا) مثقف سايكوباثي مثخن بالأمراض الطائفية والعرقية والشوفينية حتى العلمانيين والليبراليين واليساريين والقومانيين منهم , هذا المثقف المنتفخ بالثقافة الانسانية في طروحاته وكتاباته ما أن توخزه بدبوس حتى ينفجرا قيحا وصديدا فهو لا يطيق الأخر المختلف عرقا أو دينا أو مذهبا ويعده عدوا لدودا لا يأمنه ولابد أن يحذر منه ويعد العدة كي ينال منه ويقصيه بل ويفتك به ليجعل منه عبدا ذليلا .
هذا المثقف العصابي الذي أعنيه ليس وليد الساعة أو اليوم وليس وليد المحنة العراقية التي أحرقت الأخضر واليابس منذ تأسيس الدولة العراقية انما هو ابن شرعي لأرثه العروبي الاسلاموي المتعالي كونه سليل خير أمة على الكرة الأرضية قاطبة , هذا الشعار الفج الذي أنتج رثاثة فكرية ورتابة عقائدية وتسطحا في الوعي الجمعي الذي فخم أناهم وقزم الأخر .
هذا المثقف المتعالي يوصم الكرد ( دائما وأبدا ) بالعمالة والخيانة ويشحذ سكين كلماته ليذبحهم على بكرة أبيهم كونهم انفصاليين ويبغون الاستقلال وأنهم (الكرد) يكردون العرب بل ويشروهم ويقتلوهم وأنهم سبب البلاء في العراق وهم من جاء بــ (داعش) الى الموصل في الوقت الذي وصل فيه عدد شهداء قوات البيشمركة الى ثلاثة الاف شهيد ومثله من الجرحى في قتاله البطولي ضد الدواعش وأنا أسأل هؤلاء المثقفين المعطوبين هل سمعتم بمقتل عربي واحد على يد كردي في اربيل الذي يأوي أكثر من مليوني عربي نازح ؟ وهل فجر البيشمركة طوال معاركه مع الحكومات العراقية المتعاقبة خزانا للنفط ؟ أو أعطب محولة كهربائية ؟ هل نكل بجندي أسير أو قتله ؟ كان البيشمركة يحتفظون بالضباط الأسرى حصرا معززين مكرمين لغرض تبادلهم بالمناضلين السجناء لدى الحكومة ولكم أن تسألوا الأسرى الذين أطلق سراحهم دون قيد وشرط والبعض منهم رفض العودة الى دياره ليتجنب المسائلة الأمنية وويلات الحرب وكم من عائلة جنوبية زارت ابنها الأسير في جبال كردستان ليطلق سراحه فورا اكراما لأبويه , وكم من المناضلين العراقيين الذين ضاقت بهم السبل فالتجأوا الى ملاذات كردستان ليقارعوا الدكتاتورية أو ليجعلوها محطة للعبور الى أرض الله الواسعة .
فاذا كان اليهود هم شعب الله المختار حسب التوراة فأن الكرد هم شعب الله المحتار المحتار بمصيره الذي تلاعب به الآخرون عبر التاريخ , الكرد الكردوئيون الكردوخيون الكرمناجيون أحفاد سلالة ميديا حسب التسميات الاشورية ومؤرخي العرب هم الشعب الأوحد الذي يربو نفوسه على أربعين مليون نسمة بلا دولة وطنية والتي قسمت بين الأوطان والدول والكيانات الجغرافية التي استحدثت في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ( تركيا وايران والعراق وسوريا ) حيث يقطنون في أراض شاسعة تقدر بــ ( 400 ألف كم مربع ) وهي أوسع جغرافيا من مساحات كل من بريطانيا وسويسرا وبلجيكا وهولندا والدنمارك مجتمعة ولذلك تجد في قلب كل كردي ثمة نصب تذكاري للألم مجبول من الدمع والدم والقهر ... والكرد الذين غالبا ما يرطنون في العربية جعلوا لمفردة ( الانفال ) اشتقاقات نحوية – انفل يؤنفل مؤنفل – حتى ان امرأة كردية تجرأت وجهرت قائلة ( حبذا لو رفعتم سورة الانفال من القرآن كي لا نأنفل ثانية ) وضحايا الانفال تجاوز ( 180 الف شهيد ) خلال أشهر وجيزة أما فاجعة حلبجة ( خمسة الاف شهيد ) خلال بضع ساعات فهي جريمة ابادة جماعية بحق هذا الشعب المسالم الأعزل وكأن الله كان في غيبوبة ولم يرسل طيره الابابيل لنجدة مخلوقاته وهي تستنشق عطر التفاح المسموم من غاز الخردل وتشهق وتموت دون معونة عزرائيل الذي أحتفى بهذا الكرنفال منبهرا من حذاقة البشر الملاعين الذين يتفننون بوجبات الموت السريع .
لقد علمونا أهلنا الكرد منذ الصغر أن الحياة بلا كرامة هي حياة بائسة رخيصة وأن الموت بعز خير من العيش بذل , وأن الله خلقنا سواسية كأسنان المشط , فلا غالب ولا مغلوب , وأوصونا اياكم ان تطأطئوا رؤوسكم لأحد , ولا تغفروا لمن يستحقركم وقاتلوا من يقاتلكم , ولا تصبروا على الظالمين فظلمهم يدوم ان سكتم ويجعلوكم عبيدا وان كنتم احرارا , وعليكم ان تسبقوا الموت إذ الموت دهمكم من قوم يستخفون بحياتكم ويسوقوكم الى حتفكم بكرة وعشية .
وحفاظا على كرامتنا وشرفنا وحياتنا صرنا عصاة متمردين ومقاتلين شرسين ضد كل من يحاول اذلالنا وبطشنا وكسر شوكتنا , صرنا مقاومين دفاعنا عن وجودنا صرنا بيشمركه فدائين (مواجهين الموت) حتى نبعد شبح الموت عنا حبا بالحياة .
أذا كانت الشعوب العظيمة تفخر وتعتز بجنودها وجيوشها ومقاتليها فأن الكرد يقدسون البيشمركه ويحتفون برمزيته العالية كونه المعادل الموضوعي لكينونته .
هكذا علمونا الآباء والأمهات , علمونا ان نكون بيشمركه لأن الغزاة لا يرحمون كون البيشمركه صناع سلام وليسوا دعاة حرب .
وأخيرا أود ان أقول بأنني لم أرتدي رداء الهوية الكردية في الشارع الثقافي بل كانت الهوية العراقية هي ثوبي الحقيقي الذي ضاق على الكثير من المثقفين الذين تخندقوا بالهويات الفرعية الفضفاضة وراحوا يفحون كما الأفاعي ويبثون سمومهم بين ثنايا سطورهم الوسخة .



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة افتراضية ... قصة قصيرة
- زوجة الآمر ... قصة قصيرة
- أمير الحلاج .. أمير الفراشات
- شاعر أشيب .. أنا
- حماتي العزيزة ... اقصوصة
- صائم أنا أيضا (2)
- سيرة رجل ميت
- صائمُ أنا عنكِ
- الرعاع .. اذا دخلوا مدينة اتلفوها
- عابر سرير
- وجع .. وحنين .. وجفاء
- شجن عراقي
- قلق قلب
- تجليات عاشق
- رسالتان هائمتان الى أمل
- ثلاث رسائل وجد الى أمل
- وقفتان
- نقاط على حروف
- 4 رسائل متأخرة الى أمل عبد الله
- حب في الملهى .. نساء في الذاكرة


المزيد.....




- بوتين ولاريجاني يبحثان النووي الإيراني والتطورات في الشرق ال ...
- ترامب -تفاجأ- بالقصف على سوريا.. انتقادات في واشنطن لسلوك نت ...
- محادثات أوروبية إيرانية مرتقبة بشأن برنامج طهران النووي
- شاهد.. كمين لسرايا القدس يستهدف أسر جنود إسرائيليين
- مظاهرة مؤيدة لفلسطين تنطلق في برلين رغم رفض السلطات الأولي
- هآرتس: إسرائيل تستضيف مؤثرين أميركيين لتلميع صورتها بالولايا ...
- اتفاق السويداء يثير ارتياحا ومخاوف ومغردون: الهجري يخالف في ...
- سيول جارفة في إب ومغردون ينتقدون تعاطي السلطات مع الظاهرة
- إعلان مبادئ بشأن الكونغو.. بصمة جديدة لقطر في صناعة الحلول
- عاجل | مسؤول إسرائيلي: تجري مناقشة إنزال جوي للمساعدات على ق ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح زنكنه - المثقف المريض وعقدة الكرد