أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد صلاح الدين - علل البنى العميقة للنخب السياسية الفلسطينية















المزيد.....

علل البنى العميقة للنخب السياسية الفلسطينية


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5236 - 2016 / 7 / 27 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علل البنى العميقة للنخب السياسية الفلسطينية
عماد صلاح الدين*
انس صلاحات**
سنتطرق هنا إلى الماهيات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية المادية، التي انبثقت منها النخبة السياسية الفلسطينية كانسان، قبل الحديث عن كل أدلجة أو تأطير، أو توجه فكري منضو في إطار مرجعية حزبية أو ثقافية مؤطرة، أو سياسية رسمية تقليدية، أو تنوعات أخرى، في حركة المجتمع؛ كتجمعات نقابية أو مهنية أو أكاديمية وغيرها، سواء كان ذلك في المنشأ المحلي، أو في العلاقة الممتدة عربيا ودوليا.
وحين يجري الحديث عن البنى الماهوية في الاجتماع الإنساني والثقافي والمادي الحياتي؛ دائما ما يكون المنطلق، هو المادة الأولية لكل ذلك؛ وهو الإنسان.
والإنسان الفلسطيني، ضمن الموروث الاجتماعي والثقافي، وحتى الحياة بلغة التقدم أو التخلف أو الكفاف والكفاية أو الرفاهة، في النمو والنماء أو التنمية، أو في التخلف والفقر والجهل والانحطاط، أو في التبعية والقابلية للاحتلال وعدم الاستقلال؛ يشترك في ذلك، وبنسبة مقاربة كثيرا، في الأوضاع والأحوال الإنسانية والبنى الاجتماعية والمادية الموجود عليها الإنسان العربي، منذ قرون ليست بالقليلة ولا بالبعيدة، على كل حال.
ولذلك، فان القاسم المشترك بين الحالة الفلسطينية والعربية، ولأكثر من قرن شارف على الانتهاء في الحالة المعاصرة، وتحديدا منذ نهاية الحقبة العثمانية في المنطقة العربية وفلسطين عام 1914-1918، و منتوج ومخرج التخلف الديني والأخلاقي والاجتماعي، وانتشار الاستعمار الكولونيالي الغربي في المنطقة العربية، بما فيها فلسطين، وما ترتب و يترتب على ذلك من وجود الطبقية والتفارق المادي والاجتماعي بين الناس، وغياب حرية الإنسان وكرامته وقدرته على تقرير المصير سواء على الصعيد الفردي أو المجموعي كمجتمع أو امة، هذا – طبعا- بالإضافة إلى غياب منظومة العدل المستندة إلى قانون ومرجعيات أخلاقية داخليا أو عربيا وإقليميا أو حتى على المستوى الدولي؛ سواء في عهد عصبة الأمم المتحدة مع بداية مفتتح القرن العشرين المنصرم، أو في نهاية النصف الأول من القرن العشرين، مع بداية إنشاء هيئة الأمم المتحدة لعام 1945.
ويعود تكوّن هذه البنى الاجتماعية والمادية المهللة، إلى درجة الانحطاط والتخلف والفقر والجهل والمرض الشامل بالمعنى السيكوسوماتيكي (المادي الاجتماعي)، وبالتالي القابلية السلبية للانحراف الذاتي للمجتمع أو الضعف الخارجي في مواجهة الأخطار، في سياق العلاقات مع الآخر ذي القوة والسيادة والإعدادية والتجهيز إلى مسالتين:-
الأولى: هي حالة الاعتذارية والديباجية لتبرير الضعف والتراجع والتخاذل، بل وتبرير كل استبداد سياسي أو اجتماعي أو حتى ادعاء أخلاقي أو ثقافي أو ديني، أو حتى قبول المستعمر، وأكثر من ذلك كله بالانخراط معه ضد مصالح المجتمع والأمة تحت تحويرات وتنظيرات مصدرها هذا المشوّه من الموروث الهويّاتي، الذي هو خليط من أبعاد عرفية وعاداتية، حاولت التلاؤم، ومن ثم الانسياق وراء متكوّن البنى غير الأخلاقية والحضارية في المجتمع، وعلى مستوى الحالة العربية ككل تقريبا.
واقصد هنا، دون مواربة - شئنا ذلك أم تهربنا منه أو حتى حاولنا استبعاده لدواعي العلمية الفكرية والسياسية الاجتماعية في الحالة المعاصرة- هذا الفهم الصحيح أو الخاطئ أو الملتبس للمرجعية الدينية الأخلاقية الثقافية الحضارية؛ فمثل تلكم الحالة الشاملة - ومرة أخرى شئنا أم أبينا- هي مكون هذه الأمة الأساسي على صعيد الهوية والانتماء والتوجه الفكري، وحتى الفاعلية والتحرك أو ضعفهما أو حتى شبه انعدامهما.
ويبدو - ولقرون متطاولة- انه قد حدثت التباسات متطاولة أيضا، بخصوص الانصراف إلى قداسة الحضور الشكلي المقدس، في أبعاد وروافد الحالة الهوياتية العربية، بما فيها من موروث أخلاقي وثقافي وديني ومكتسب تشكّلي، عبر منظومات فقهية واجتماعية، وحتى سياسية بكل تأكيد.
انه البعد الطقسي والشخصني، لشكل الدين والأخلاق وادعاء الحضارة، بل ولرموزيات البطولة والفداء، وربما درّوشة ظن الفاعلية في محاولات تغيير المجتمع وإصلاحه؛ - سيما - أساسا من خلال تأطيرات حزبية أو جماعاتية هنا وهناك، أو من صعيد الدولة ذاتها، أو من قطاعات اللا رسمية فيها.
وربما ينعكس هذا الافتتان الشكلي، بأشكال الحضور الخالية من المعنى الأخلاقي العملي والبنى المادية والاجتماعية والعلمية المدشّنة، عبر إجرائية تكاملية متطلعة إلى التوجيه الفكري والإلحاقية المستمرة غير المستسلمة، والتي يتشكل عندها الوعي المتعاظم يوما عن يوم، عن حقيقة وفعلية وواقعية منحى القوة والضعف، كحقائق يتم بناؤها أو التراخي والتجاهل عنها، في سلم حقائق القوة الإنسانية في منظور الطبيعة وطبيعة الإنسان نفسه، ربما ينعكس هذا - من جديد- إلى حالة من التعلق بالغريب الثقافي والحضاري والمادي الآخر؛ كالتعلق منذ عقود بعيدة في الحالة الفلسطينية والعربية والإسلامية، لدى عديد نخب سياسية واجتماعية واقتصادية بالغرب الأوروبي والأمريكي أو بالغرب الروسي (الاتحاد السوفيتي سابقا)، والتي عاد التعلق بها من جديد على شكل روسيا القيصرية العائدة إلى محاولات القيصرنة والمجد من جديد وكذلك فيما يتعلق بالصين العملاق الجديد، بعد تفاقم حالة المرض في العالم العربي بين ظلم وخنوع.
كان هذا التعلق، سابقا وحاليا، راجعا إلى حالة الإحباط واليأس، من فواعل حضور الشكل، في المعتقد والتصور الأخلاقي، والتراث العربي والفلسطيني، سواء في النظر إلى الدين أو الهوية والأوطان، أو حتى في الثقة بالإمكانية والقدرة والمخزون الحضاري؛ فكان التعلق السابق فلسطينيا وعربيا؛ غربا وشرقا، وفي المشرق العربي ومغربه، سواء في مطلع القرن العشرين المنصرم وأواسطه أو في الحقبة ما بعد النصفية له، في أشكال خلاصية شكلية هي الأخرى؛ سواء في معتقد القومية العربية، أو في معتقد وتصور الحل الشيوعي الشامل أو الليبرالي، المتحرر من كل قيد، وحتى من الله ذاته لاحقا.
الثانية: هي الحالة الطبيعية لهرم المجتمعات السنيني نفسها، التي يتطاول حضورها الداخلي والخارجي قوة وتأثيرا؛ واقصد هنا بالمجتمعات مجتمعات المشاريع الضخمة الثقافية والحضارية؛ كمثل المجتمعات العربية الإسلامية التي مرت في أوجها الحضاري، الذي نتج عن تراكم في رفع بنيان حضارتها لقرون، ثم هذا الانحدار نحو الأسفل هبوطا؛ كحالة تاريخية تقترب من المسلمة في الرواية والدراسة التاريخية المسنودة بالتجربة البرهانية، أو لنقل انه قانون ابن خلدون في قيومة الدول والإمبراطوريات والمجتمعات، ثم مرورها بمراحلها الخمس، إلى زوال المجد والسؤدد والقوة والسلطان والسيادة. ولعل قريب المثل العثماني السابق في مطلعية القرن العشرين الماضي، والمحاول(بكسر الواو) - من جديد- منذ تسعينيات القرن العشرين العودة إلى الترقي والنهضة، وذلك بطبيعة الحال نتيجة تحولات انفتاح السياسية التركية من وقت أبكر من ذلك يعود إلى فترة الخمسينيات من القرن الفائت، ربما كانت البداية فيها مع عدنان مندريس، أفضل مثال على ذلك.
هذه هي إذن الخلفية الفكرية والاجتماعية، وحتى المادية الشاملة؛ كبيئة جامعة للحالة الفلسطينية، خصوصا على مستوى السياسة ومراسها الرسمي وغير الرسمي، ضمن البيئة الأوسع عربيا وحتى إسلاميا.

*محام وكاتب فلسطيني.
**ماجستير في العلوم السياسية - أسير محرر- هيئة التوجيهي السياسي والوطني- فلسطين.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين: تعالوا بنا نبدأ من البلديات والمجالس المحلية
- تركيا... شكرا للمدرسة الغنوشية
- عسر النهضة وتطرف الحالة!!
- سوسيولوجيا الانقسام والشجار في فلسطين المحتلة
- تشوّه فلسطيني عام بعد أوسلو
- ضياع هيبة السلطة والثقة بها !
- في عاجلية ضرورة إيقاف زوال قضية فلسطين؟
- أعيدوا الاعتبار لوحدة القضية الفلسطينية
- فلسطين بحاجة إلى أبنائها أحياء....ماذا بعد!!.
- مسائل يجب البدء فيها فلسطينيا
- الدين والسياسة... هل هو الفصل أم التمييز بينهما أم ماذا؟
- افيجدور ليبرمان ما بين صورة السخرية وتوظيف الأسطورة
- التطبيع الرسمي مع إسرائيل قريبا!!
- هل وجود الدستور وإجراء الانتخابات كفيلان بمواجهة الاستبداد و ...
- ما هي فلسفة الموقف السياسي للرئيس أبو مازن؟
- ألأننا لازلنا نقاوم فلسطينيا وعربيا ؟؟
- في معنى غياب الوعي والرؤية والاستراتيجيا
- النهضة المُكلفة جدا في المجتمعات المتخلفة
- منطقة (ج) مضمومة عمليا لإسرائيل
- لا تجهضوا حماسَ حماسٍ وحماسَنا بحماس


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد صلاح الدين - علل البنى العميقة للنخب السياسية الفلسطينية