عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5233 - 2016 / 7 / 24 - 22:44
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كلّما أرَدْتَ أن تفعلَ شيئاً جميلاً
كلّما ارَدْتَ أن تفعلَ شيئاً جميلاً ، قالوا لكَ : عيبٌ عليكَ ان تفعلَ ذلكَ .. يا سيّدي "الفاضل".
كلّما ارَدْتَ أن تكتُبَ شيئاً جميلاً ، قالوا لكَ : عيبٌ عليكَ ان تكتُبَ ذلكَ .. يا سيّدي "الفاضل".
أينَ وِقارُ آخرِ العٌمْرِ .. يا سيّدي "الفاضل"؟
عيبٌ عليكَ أن تتذكّر تفاصيل عمركَ السابق ، الجميل .
عيبٌ عليكَ أنْ تكتُبَ عن عذوبة النساء القديمات ، وعن جمال الفتياتِ "الجديدات" ، الذي لا يخافُ من "نُقاط السيطرة".
عيبٌ عليكَ أنْ تقولَ لزميلتكَ في العمل ، أو لأبنتكَ ، أو لحفيدتكَ ، أو حتّى لزوجتكَ : وجهُكِ مُشرِقٌ هذا اليوم .. و فُستانُكِ مُدهِش ، و حقيبتُكِ جميلة .
عيبٌ عليكَ أنْ تتحدّث مع الشباب ، وتتمازح معهم ، وتشاركهم همومهم واهتماماتهم .
أكتُبْ فقط عن الأشياء التي لها رائحةُ الجِلْدِ اليابس .
أنتَ رجلٌ طاعنٌ في السنّ ، و يُفتَرَضُ بكَ أن تحترِمَ شَعرَكَ الأشْيَبْ .
لا شيءَ يحظى بالاحترامِ في هذا البلد ، بينما "أنا" .. الذي أحملُ فوق كتفي ستّينَ عاماً (على الأقَلِّ) من قَهْرِ هذا البلد .. يجبُ عليّ أنْ أحتَرِمَ ما تبّقى من شَعْراتِ رأسي البائسات ، فوق رأسيَ البائس.
حتّى أولئكَ الذين بلَغوا "أرذَلَ العُمْرِ" قبلك ، يقولون لكَ ذلك.
حتّى أولئكَ "العجائزُ" من أمثالك .. الذين يصبغونَ شَعرَهم بألوانٍ فادحةٍ وفاقعةٍ و داكنةٍ جدّاً ، ويرتدون أزياءَ الصبيانِ ، وأشياءَهُم .. يقولون لكَ ذلك.
لماذا تتصابى يا "جدّو" العزيز ؟ سيّدةٌ في الخمسين ، تقولُ لكَ ذلك.
أقربُ الأصدقاء الى القلب ، يقولُ لكَ : ما تزالُ روحكَ خضراءَ يا صاحبي . وانتَ تردُّ : ولماذا ينبغي أنْ تكونُ الروحُ صحراءَ شاسعةً ، و مغموسةً بالسَخامُ ، في الرُبعِ الرابعِ من العُمر .. يا صديقي الجميل.
من قالَ أنَ الشيخوخةَ ، هُنا ، "صالِحَةٌ" للعيش ؟
الشيخوخةُ ، هُنا ، مزبلةٌ غيرُ خاضعةٍ لشروط الطَمْرِ الصحيّ .
الشيخوخةُ ، هُنا .. عار .
عارٌ محض .
عارٌ خالِصْ .
و هُناكَ من يهمّهُ جدّاً .. أنْ تكونَ كذلك.
هناكَ من يتمنى ذلك .
هناكَ من يعملُ .. من أجل ذلك .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟