أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فريدة النقاش - ليليان داود.. تاني














المزيد.....

ليليان داود.. تاني


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 5222 - 2016 / 7 / 13 - 23:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قضية للمناقشة .. ليليان داود.. تاني


قبل عام قام عدد من الصحفيين.. وبعضهم يتلقى الأوامر للأسف من أجهزة الأمن بشن حملة ظالمة ضد الإعلامية “ليليان داود” متهما برنامجها “الصورة الكاملة” الذى كانت تقدمه على قناة “أون تى في” بأنه منصة لمعارضة النظام، وطالب هؤلاء بوقف البرنامج، وقال لى أحد قادة حركة الفلاحين إن “ليليان” لبنانية وليس من حقها أن تتدخل فى شئون مصر، فهل من حقنا نحن المصريين أن نتدخل فى شئون لبنان، ولمست فى حديث الرجل نزعة شبه عنصرية وتعصبا “مصريا” فضلا عن أنه لم يناقش أبدا مضمون ما تقدمه “ليليان” والتى يدل اسم برنامجها عليه.. فالصورة الكاملة تعنى التعامل مع موضوع البرنامج من كل جوانبه، أى بطريقة عقلانية وموضوعية تخاصم إعلام الإثارة وتسعى للوصول إلى الحقيقة.

وعلى ما يبدو فإن الجهات التى تراقب الإعلام علنا أو سرا قد استفادت كثيرا من هذه الحملة ومن ما كتبه الكتاب صحفيين كانوا أو مخبرين حتى جاءت اللحظة الحاسمة بعد انتقال ملكية قناة “أون تى في” لمالك جديد انتهز فرصة إنتهاء عقد “ليليان” القديم مع القناة ليتخلص منها، وتربصت بها الأجهزة فور انتهاء العقد وانتهاء مدة إقامتها فى مصر لتقوم بترحيل “ليليان” بطريقة مهينة لكل من مصر والإعلامية المرموقة والتى ارتبط بها جمهور واسع وانتظر برنامجها وصدقها.

وبدت عملية الترحيل كأنها تخليص لثأر قديم، وانتقام شرس من إعلامية شريفة ومخلصة، وهو انتقام يبعث برسالة إلى كل الإعلاميين الذين يتعاملون مع الرسالة الإعلامية بجدية ومسئولية، ويحتكمون فقط للأسس المهنية ولما يمليه عليهم الضمير، ويضعون مواثيق الشرف الصحفية والإعلامية فى القلب من عملهم، فلا يخضعون للإملاء أو التطبيل أو التزوير.

ومن قبل جرى معاقبة مجموعة من الإعلاميات والإعلاميين لأنهم انتهجوا هذا النهج ملتزمين بالحقيقة وحدها دون تزويق، وجلهم كانوا من الذين شاركوا فى الموجات المتعاقبة للثورة وعارضوا كل من حكم “مبارك” و”مرسي”، وكانوا ينشدون الوصول إلى العدالة والديمقراطية، وأسهم عملهم الشريف فى بلورة الأهداف العليا لموجات الثورة “عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية.. لا للدولة الدينية”.

ولا يعرف الذين لاحقوا “ليليان” باعتبارها “أجنبية” التاريخ الناصع والمجيد للعلاقات الثقافية المصرية العربية، والدور الذى لعبه مفكرون ومثقفون وكتاب رجالا ونساء لاذ بعضهم بمصر هاربين من النير العثماني، ولعبوا أدوارا مجيدة فى تأسيس الصحف وإنشاء الفرق المسرحية وفى نشأة السينما، وبالطبع كان بينهم من تعاون مع الاحتلال كما فعل بعض المصريين.

وحدث ذلك كله بداية من القرن التاسع عشر أى قبل قرن من انطلاق الدعوة القومية العربية، ولعب هؤلاء دورا مهما وعمليا فى نشر الوعى العروبى فى مصر التى كانت مكتفية بذاتها.

والآن وبينما يتجه نظام الحكم لإحياء التضامن العربي، وخلق أطر جديدة للتنسيق فيما بين البلدان انطلاقا من وعى عميق لا فحسب بوحدة المصير بين البلدان العربية وإنما أيضا وعى بجدية المخاطر المحدقة بالأمة العربية إذ يستهدف المخطط الإمبريالى الصهيونى تفتيتها على أسس دينية طائفية وعرقية، وهو ما فات الذين اتخذوا هذا الإجراء المهين ضد الإعلامية “ليليان” أن يضعوه فى الاعتبار، ويضاف مثل هذا الإجراء لعمليات أخرى تسير عكس الاتجاه العام، وكأنها تستهدف تعويقه أو السخرية منه، وهو ما يخدم بوعى أو بدون وعى المخطط الذى يسعى لاستنهاض قوى الثورة الكامنة بموجاتها المتعاقبة.

تبرز فى هذا السياق قضية الحريات العامة إذ أن المستهدف الأصلى من ترحيل “ليليان” هو إسكات صوت نقدى عاقل وموضوعي، وإفساح المجال العام لمزيد من المطبلين والمزمرين للتغطية على المشكلات دون السعى للبحث عن حلول، واستعادة الرقابة الأمنية التى طبعت مراحل سابقة من حياتنا السياسية والاجتماعية وقادتنا إلى الكوارث حين خنقت المجال العام فى محاولة لفرض نظام السمع والطاعة، وينسى الذين يخططون وينفذون هذه الاستراتيجية أن تغيرا عميقا قد حدث فى وعى المصريين، ورغم كل المظاهر السلبية فى السلوك والأخلاق والتى أنتجها اليأس والتضليل، فإن المصريين لن يقبلوا بعد الآن أن يزيف أحد وعيهم أو يمارس عليهم الإملاءات والتزوير.

ولن تضار “ليليان داود” مما حدث لها فهى إعلامية تمتاز بالكفاءة والقدرة، ولكن ما أضيرت هى صورة الحريات فى بلادنا وهو ما توافق عليه الكتاب الجادون والقلقون على مصير الديمقراطية فى مصر.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلا.. شاهندة لم تمت
- قيم الاشتراكية
- خلفيات استعمارية
- الحرية تسقط الأسوار
- هدايا العلمانية
- عن الأمن والحرية
- السلفيون
- الرئيس والمثقفون
- قضية للمناقشة :رياح الاستبداد
- تجديد الفاشية وهدمها
- لنتمسك بتعهد “السيسي”
- نساء قائدات
- هزيمة القبح
- «العقاد» وتناقضات الليبراليين
- «الجزيرة» والبغاء السياسى
- محمد دكروب .. تكامل الرؤية
- موقفنا … لإنقاذ القدس
- الدعاة وقيم الأديان
- القضاء ينتصر للحرية
- الكاتب والسلطان


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فريدة النقاش - ليليان داود.. تاني