ميثم مرتضى الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 5219 - 2016 / 7 / 10 - 17:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما تنامى المد السلفي الحنبلي في اواخر الحكم العباسي وتحديدا في القرن الرابع الهجري , ضاقت مساحة الحرية بشكل ملفت لكل صاحب راي مخالف لراي الحنابلة حتى منع الاشاعرة من الصلاة بل وضيق على العلامة ابن جرير الطبري صاحب التاريخ المعروف ومنع من مغادرة منزله وارتياد المسجد , كل ذلك كان في عين السلطة العباسية ومتابعتها اذ كانت تمارس سياسة غض الطرف والتعامل بانتهازية مع الاحداث , حتى جاءت حادثة غريبة ملفتة يوردها المؤرخون كاشارة لاستفحال نفوذ الحنابلة وهي ان الشيخ البربهاري المتوفى 329 ه وهو راس الحنابلة في وقته مر في جانب بغداد الغربي وصادف انه عطس فقام بتشميته عدد كبير من اتباعه حتى وصل صوتهم الى قصر الخليفة الراضي (الذي استهول الامر فانتبه الى عظم خطر الحنابلة) فامر بملاحقة البربهاري واتباعه وان لايجتمع منهم اثنان ولايتناظران في مذهبهما , لو طابقنا ذلك مع واقعنا المعاصر سنجد تغافلا واضحا من الاسرة الدولية عن تنامي الخطر السلفي ومايمثله هذا الفكر من تحد ليس لامن الشعوب بل لمجمل الوجود الانساني بفعل عنفيته وقدرته الكبيرة على تجنيد الاتباع مستغلا البؤر الفقيرة والاوساط المحرومة الاقل وعيا وثقافة لادامة ورفد تنظيماته في انشطتها المتطرفة , ان استخفاف الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لم يات بسبب جهلها بطبيعة الكيانات الارهابية وخطر فكرها الديني المتعصب بل لان اميركا كانت تستثمر لعبة( صدام الاعداء ) خصوصا ضد روسيا حيث تنشط مجاميع سلفية في جمهوريات القوقاز وتحارب السلطات الروسية , ولاحقا تم توجيه المال والجهد والاعلام السلفي الخليجي نحو سوريا لنفس الغايات في تدميرالنظام السوري المشاكس بايد اعداءه المتطرفين , ولكن هذا الخطر تمدد بعد وصول حمى التطرف الى الدول الغربية بل والى تركيا نفسها وهي اكبر واقوى حليف مع هذه التنظيمات الارهابية , الامر الذي جعل الولايات المتحدة تعيد تقييم تعاطيها مع مسالة الارهاب السلفي وكانها سمعت للتو عطسة البربهاري .
#ميثم_مرتضى_الكناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟