حسن البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 5215 - 2016 / 7 / 6 - 01:52
المحور:
الادب والفن
للشاعر: نيكولاي آسييف
نقلها من اللغة الروسية: أ.د. حسن البياتي
ـ1ـ
وسط السكينة الخضراء
لصيف متدفـق
لم تحسم المشاكل جميعها ،
لم تــُــعـْـط َ كل الردود
لكن ّ الواضح لي رد ّ واحد ،
واحد على المسائل كلها ،
ذاك انه ليس في الكون برمـّـــته أفضل من
تلك التي تتألق جدائلها ،
تلك التي مقلتاها الوفيتان
قد واجهتا المصائب بنظرات ٍ
تارة ً ، أعمق من الزوبعة الرعدية زرقة ً ،
و أخرى ، أشد ّ من العاصفة الثلجية زمهريرا ً .
سيقولون لي : ها ! لقد عدت َ ثانية ً !
نفس الأوهام المألوفة ،
كأن ْ ليس في الوجود ، قاطبة ً ، أجمل من
تلك التي دونــَها الســَّـــحـَـرُ وَشــْـــيا ً !
أنتم ، يا من ألفتــُــم الخــُــطـَبَ
و البيانات الرسمية ،
كل هذا الكلام موجه ، ليس إليكم ،
بل الى الأجيال الصاعدة .
ـ2ـ
أنا لا أقوى على العيش من دونك !
من دونك ، يلفني الجفاف و أنا في عـز ّ المطر ،
من دونك ، أرتعش بردا ً رغم شدة الحر ،
حتى موسكو تبدو لي موحشة ، من دونك !
من دونك ، كل ُّ ساعة علي َّ بسنة ،
ليت الزمن تفتــّـت هباء !
حتى أديم السماء
يلوح لي كالصخر ، من دونك .
أنا لا يهمني أن أعرف أي شيء ،
لا بؤس الأصدقاء ، و لا بأس الأعداء .
أنا لا أود ّ أن أترقــّـب أي شيء ،
سوى وقع خطاك الغاليات ...
ـ3ـ
ماذا إذن ـ هل ألفتك ، يا ترى ؟
و لكن الذين يألفون لا يأبهون !
كل شيء يحيل الحب عذابا ً
إن قابـلــَــتـْـك ، دونما اكتراث ، العيون .
أما أنا فأغضب عليك ِ ،
لا ترتضين ... أعـنــّــفـك .
منذ لحظة و القلب ليس فيه سوى الكآبة ،
ما كان لي أن أعـوّل عليه وحده !
أنا فعلاً بي حاجة الى قلب ثان ٍ ، قلبك أنت ،
إذا ما شرع قلبي يدق ّ بعنف ،
بلى ، ان لكليهما مأوى واحدا ً ، معا ً ،
معا ً : في المرّ ، و الآهة ، والبسمة .
لا ، أنا لم آلفك ، لم آلفك ؛
أبصر و أعلم ، لكنني لا آلف .
ربما أنت صنوي حقيقة ً ؛
ربما أنا أرتدي ، في الشعر ، ذاتي !
#حسن_البياتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟