أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نسرين السلامي - صلاة














المزيد.....

صلاة


نسرين السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 5214 - 2016 / 7 / 5 - 17:51
المحور: الادب والفن
    



انا لا اكتب كي اقتلك..
انا فقط اكتب لان الورق يتسع لي..
لانني ارقص هنا ملئ البياض بدون توقف ولا احد يمسك بيدي ...او يخاصرني ..
اكتب حين تمتد يداك لتفرغني مني ... واناقض رغباتي وانا اعيد ترتيب ربطة عنقك بلا كلام كثير .. ولا حتى قبلة صامتة...
اكتب ملئ الرقص واحب ان تحضر لي في الضفة الاخرى .. عصيرا يملؤه الكرز به قليل من عطر البرتقال ... وسيل اخر من طعم يخطف روحي ...
امد ساقا على الاريكة وانا اقرا كتابا خلف ظهر غيابك ...
احب ان اتخيلك لحظة امتلئ بك...
اتخيل ان الرائحة التي تسلمني لمد وجزر هي نفسها اللعنة التي تطارد روحك ...
وان لمسة المسام ستقتلك ...
حين يفرغ الملح مني..
وحين تنتصر المعابد للفراغ....
اتعامل مع تلك الشموع على الطاولة .. كاحصنة ملك في لعبة شطرنج .. اغير اماكنها حسب ايقاع هرموناتي... شبقا ... او على سلم للوجع.. او ربما حسب ما يقتضيه الوقت الدقيق بيننا من ابتسامة ...
ابتسامة لا تلوثها الفجاجة ولا الاغواء.. ابتسامة صفراء كابتسامة صباح الخير لجارة تسكن الوجه الاخر من المبنى...
احب ان تتمشى اناملي على نبضك ...
تعودت الصمت ...
وتعودت الثرثرة انا كامرة تسكنها الافكار واللغة والاسئلة...
احب ان اصرخ في وجهك الف مرة لانني لا احب الصامتين...
في تلك اللحظات التي كانت فيها اناملك تراقص خصلات شعري... خطر لي ان اقول لك ان الكتابة تمنحني السعادة التي يمنحني اياها لوح من الشوكولا...
وانني اتقن السعادة كما تفتنني يداك...
وانني احب ان اعبر عني بالضد... واني امراة المفردات المضخمة الكثيرة الملحة ..
امراة ..الرقص والملح والكرز...
امراة .. العجين الرخو.
امراة الزبد والشوكولا...
وحفنة من نوتات هاربة...
سلم لتلك التي تمر على ايقاعات الدهشة ..يدا للرقص
واعتن بوردة بيضاء على حافة شرفتها..
وقص لها وهي تمد ساق وهم .. على الاريكة قصة لقصر واميرة... قص لها قصة لطين شهي ككل روائح البدء ..
او اعد صياغة البدايات بشكل يفتنها...او ترجم لها بعضا من اشعار خارجة عن اللغة...
في الحقيقة لم اخبرك بكل هذا .. كنت اتابع بصمت حركات اناملك في شعري...
ويكتفي النوم بقبلة على جفوني الناعسة...
صباحك جنوني..
انا امراة البدايات الجديدة ...
يتسع لي كل الصباح .. وكل الارائك وكل الصفحات ... لأبدا من جديد...
لاعيد ترتيب الصلوات على سلم هذا المعبد ...
صلاة للكرز واخرى للبرتقال .. واخرى لان الربيع لا يمر مرتين كل سنة...
صلاة رابعة لان رائحة الياسمين تسكن هذا الصيف وتحملني حيث البحر بلا اشرعة لمقاومة الموج...
امراة الملح ...يغويني تكسر الموج عند صخوري
يغويني ان يعنون البحر عواصفه .. تحت سمائي...
للملح رائحة جرح يا صديقي .. وكنت اقاوم البكاء لحظة الفجائع في بكاراتها الاولى...
كنت احب اغواء الحزن بنظرة ثابتة ... بنظرة تحدق في غد يشبه روحي تلك التي تتسلل لكل البدايات حافية من الخوف كما يتسلل عابد للصلاة ...
لم اتقن يا صديقي عبادة اصنامك... ولم اتمكن من حفظ تراتيلك التي ينادونك بها...
لم اعرف كيف اتهجاك ...
ولا احترفت لغتك...
ولم تلهمني تلك الصلوات في معبدك...
انا اعرف فقط كيف اكون لي...



#نسرين_السلامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرفة الياسمين
- فوضى وذاكرة
- لغة
- معبد الملح
- رقصة
- لا استطيع الاحتفاء بك
- انا
- شوكولا
- حافية القدمين
- بائعة الكبريت


المزيد.....




- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نسرين السلامي - صلاة