أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غفران محمد حسن - تنبوءآت كاتب














المزيد.....

تنبوءآت كاتب


غفران محمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5214 - 2016 / 7 / 5 - 03:34
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة- تنبوءآت كاتب
غفران حداد
حين كنت أحضر الجلسات الأدبية ويصادفني ألنظر في تقاطيع وجه ذلك الكاتب أشعر بالغثيان منه, لطالما شعرت بأنه رجل زير نساء ونظراته كانت تمعن النظر في تفاصيل جسدي و كلما مر في طريقي أغيّرإتجاهي وكلما حاول التحدث معي ,أختفي من المكان بسرعة البرق.
"يا الهي ما الذي عليّ فعله لتجنّب مكر ذلك الذئب" قلت في سري
مرّت ثلاث سنوات لم أذهب فيها لحضور أيُّ جلسة شعرية ,أو فنية.
تركت العمل في المتابعات الأدبية بسبب ذلك الكاتب دون غيره إن كانت أدبية أو فنية بعد أن قررت أن أغير طريق توجهي في الحياة بأن أسلك درب التمثيل بعيدا عن مهنة المتاعب,رغم معارضة من حولي ,رغم أنّ قلبي ينبئني بأنه عليّ الإستمرار في كتابة الشعر الغنائي والقصة ورغم أنّ قلبي ينبئني بأنني سأكون نجمةٌ ذات يوم,وأفوز بحب المطرب الذي تعشقه أجمل النساء .
"مجنونة أنتِ من دون شك من تحسبين نفسكِ لكي تفوزين بحبه" قالت ذاتي وهاية ضاحكةٌ.
لم أرد عليها وألتزمت الصمت فلربما هي ّ محقة فيما تقول ,مرت سنوات ثلاث وأنا مشغولة بين الدراسة والعمل تخرجت بفرح كبير بعد الإعتمادُ على ذاتي ورغم المشاكل التي واجهتني مع أهلي والنوبات الهستيريا التي داهتمني بسببهم, كنت على يقين بأنني سأنتصر على جهلم لآمالي وطموحاتي وعلى يقينٍ أيضاً بأنهم سيرضخون لما أريد
مرت الأيام مسرعة وإذا بذلك الكاتب يحضرُأصبوحة شعرية تضيّف شاعراً مرهفاً أصريت أن أحضر جلسته برغم وجوده سرت بهدوء أبحثُ عن مقعدٌ خالي ,ولكني فوجئت بانّ المقعد الخالي الوحيد قرب ذلك الكاتب الذي أمقته ,"مرحبا" قلت له مرغمةٌ وجلست في المقعد المجاور له فلا بديل عندي ,إستمتعت بقصائد الشاعر الجميل بروحه وشعره.
نظرت حول معصمي, "يا الهي الساعة تجاوزت الثانية عشر ظهراً وعليّ الخروج لديّ عمل كثير في الجريدة عليّ إنجازه" قلت في سرّي ,مددت يدي الى حقيبتي على الأرض وإذا بقنينة المياه المفتوحة الغطاء بكفّي يسكب مائها على ذراع ذلك الكاتب الجالس قربي.
"آسفة لم أقصد" قلت له,أبتسم بمكر وهو ينفض القطرات عن ذراعه بفرح غامر " الماء خير وينبئني بمجيء أيام جميلة " قال لي
"ياالهي أنه ليوم شئم في حياتي ان التقي بك مجدداً ايها......." قلت في سرّي وغادرت المكان مسرعةً
مرت سبعة شهور مليئةٌ بالهموم ومشاغل الحياة ,مليئةٌ بنوباتٍ هستيرية ,نوبات ألم ,نوبات من الإنكسارات من خيانةِ أصدقاء كثر من كلا الجنسين ,لا شيء يخفف آلامي سوى رائحة الكتب في شارع المتنبي ,وعبير الأغاني القديمة من أصحاب العربات والبسطيات قادتني قدماي اليهم جميعاً لألتقي بوجوهٍ تفهمني , أناٌس مثقفون وفنانون ألتقيهم سلامهم يلطفم بلاسم جراحي ,جلست على المصطبة على الجسر العائم المطل على نهر دجلة ,أستمع بشغف كبير أغاني ياس خضر المنبعثة من راديو صاحب زورقٍ نهري ," صباح الخير آنستي الجميلة" صوت قاطع خلوتي مع الذات وإذا به نفس الكاتب الذي أمقته ,رددت التحية وأنا مستاءةٌ منه, وبعد برهة قصيرة من الوقت ,ناولني آخر ما صدر له من الروايات والمجموعات القصصية , شكرته .
بصوت خجول " لماذا أراكِ دائما حزينة ,شاردة الفكر أن الحياة كلها أمامكِ فأنتِ شابةٌ جميلة في مقتبل العمر" قال لي
أدرت وجهي له ورفعت بصري فيه " الحياة كلها متعبة فلا شيء فيها يفرح القلب ياأستاذ" قلت له, عليكِ أن تنسي الحياة يا عزيزتي فالحياة جميلة لو أحببناها قليلاً "قال لي," نعم صحيح " قلت له .
وفجأة هبت نسائم باردة أثلجت جسدي في ظل الحر اللاهب وشعرت بإرتياح كبير لكلامه معي ومواسته لي , مرت الأيام وذلك الكاتب يثبتُ لي يوماً بعد يوم أنه صديقٌ وفي يسألُ عني ويجمع لي الصحف التي تنشر كتاباتي الأدبية ,أصبحتُ لا أستغني عن أستشارته ولا استغني عن طلب المساعدة منه فهو نبيلٌ وطيبُ القلب كثيراً.
في يوم هاتفني يسأل عن سبب غيابي عن جلسةٍ أدبية ,ثم ضحكت بعمق فجأة " الحمد لله أن أسمع البلبل غرد أخيراً ,لكن أخبريني أولاً السبب" قال لي ," هل تعلم صديقي تذكرت الأيام التي كنت اراك فيها واشعرُ بضجر كبير واليوم الذي سكب الماء من القنينة المليئة بالمياه المعدنية عليك وقلت الماء خير أتوقع بمجيء أيام جميلة بعد اليوم ,لقد كان حدسكَ في محله"قلت له.
ضحك هو ايضاً "عليك ان لا تحكمي على الناس بالمظاهر او عبر تعبيرات وجوه في لحظة او يومِ ما" قال لي ," نعم انت محق " قلت له.
بيّنت له بأنني قد صدقت حديثه بأنّ هذا هو طبعه في الحقيقة رجل ليس زير نساء ,لكن الواقع شيء آخر لقد لقنته درساً في الأخلاق لا أظن أنه سينساه أبداً ,في أنه ليس كل فاكهة يمكن تذوقها ,لقد جعلته يغير فكرته بأنهّ ليس كل النساء متشابهات .



#غفران_محمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات المغتربون العراقيون في لبنان بعيد الفطر
- إجتماع طاريء يضم صدام حسين والشحرورة صباح في مغارة جعيتا الل ...
- المغتربات العراقيات والسوريات في لبنان ..هروب من الموت الى ا ...
- هجرة العراقيين و تنامي النفوذ الإيراني في العراق الى اين ؟
- كيف ينظر المسيحيون العراقيون لشهر رمضان وصيام المسلمين
- تحت المظلة
- مناجاة الى أُمنا العذراء
- تساؤلات عاشقة
- بغداد وتقولين عودي؟
- في مقهى كوستا
- رحلة جبلية
- قصص قصيرة
- قصص قصيرة جدا
- قصة قصيرة الكلاب والليال الخمسة


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غفران محمد حسن - تنبوءآت كاتب