أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غفران محمد حسن - في مقهى كوستا














المزيد.....

في مقهى كوستا


غفران محمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5207 - 2016 / 6 / 28 - 13:44
المحور: الادب والفن
    


في مقهى كوستا

بيروت-غفران حداد
مرّ عام وسبعة وسبعون يوما على هجرتي هذه الهجرة القسرية التي جعلتني اشعر بالوطن في لبنان ،لا يصدقُّ أحدا أنني كنت اشعر بمرارة الغربة في وطني أكثر من بيروت ،صرتُ بعيدة الان عن الوجوه التي أهلكتني وإمتصت من شفتاي رحيق الإبتسامة ، عام وسبعة سبعون يوماً وأنا أحاول أن اجد لي وطنا بديلا وبيتا ولكن بيروت لأهلها ،هيهات ان اجد الملاذ الآمن في الغربة ،أعتدُ في كل يوم أحد العطلة الرسمية الأسبوعية أن أقضيها في مقهى كوستا في شارع الحمراء في قلب العاصمة بيروت أرتشف سيكارتي وأقرأ في الصحف اليومية ،الهدوء يسود المكان الا صوت ضحكات وهمسات بين بعض العشاق أو تقليب الورق من بعض المثقفين الذين يقطنون المقهى،ذكرتني "مقهى كوستا "في مقهى الشاهبندر في شارع المتنبي ملتقى المثقفون العراقيون ،حيث ضجيج الملاعق التي تدور في فلك أكواب الشاي أبو الهيل وتحايا من يجلس"الله بالخير أغاتي" لا أنكر انني اشتقت لذلك المكان كثيرا ،إشتقت لرؤية النوارس وهي تشرب من أمواج نهر دجلة ،إلى أصدقائي ورفاقي إلى رائحة الكتب التي تنعش حواس المتلقي العراقي.
في إحدى المساءات حيث كنت ارتشف فنجان قهوتي و دخان سيكارتي كنت أسبح في أحلام اليقظة الحلم في المستقبل السعيد الذي لم ياتي بعد في بيت جميل وزوج يكون وطني وحبيبي وأهلي ،فجأة استيقضت على صوت شاب لبناني
-كيفك ؟فيني أقعد معِك ع الطاولة
أومأت بالموافقة
طلب فنجان قهوة واخذ يرتشف السيكار ويطالع أوراق في ملف صغير ،لم أعره اهمية بقيت أدخن وأنا أتأمل المارة في شارع الحمراء وحركة السير وضجيج المنبهات للسيارت ثم قاطع خلوتي مرة أخرى
-حضرتكِ من أي بلد عربي؟
-عراقية
-تشرفنا انا أسامة مدير مكتب عام في إحدى الشركات التجارية
- اهلا بك
-لماذا عينيكِ حزينة هل تشتكين من المرض؟
-لا،لا أشكو من شيء مجرد تعب من روتين العمل
وأخذ يسأل سؤالا تلو الآخر حتى ضقت ذرعا به ،ماذا تعملين؟وكم عمركِ؟واين تسكنين؟ ومن معكِ في لبنان؟
"وهل هو تحقيق" قلت له
أنا آسف فقط أثارني فضولي الحزن في عينيكِ -
تركتُ له الطاولة و المقهى دون أقول له شيئا ،فالغربة علمتني الصمت على المتطفلين والفضوليين ،مر أسبوعان لم أذهب فيهما الى مقهى كوستا حتى ضجرت من جلوسي الدائم في الشقة وذهبت اليها تأملت في الوجوه هل هو موجود أم لا،أخذت نفسا عميقا بالراحة لعدم وجوده وبعد برهة قليلة إستمع لصوت "أنا آسف وهذا عربون أسفي"كان أسامة ويحمل باقةً من الزهور الطبيعية.
ضحكت وقلت له "ولكنني لا اقبل الهدايا من الغرباء"
-هل يمكن أن نكون أصدقاء أرجوكِ أنا بحاجة لرفقة إمرأة.
-هل يعقل بانكِ بدون رفقة نساء وكما ترى لبنان بلد الجمال والصبا
-هل ستصدقينني؟
-بالتأكيد
-أقسم لكِ بإنني يوميا أضاجع إمرأة ولكن لم أجد في أي منهن ممن تكون الى جانبي وقت مرضي ،أو لحظة شعوري بالألم من الحياة إنهنّ بائعات الهوى يبحثنّ عن المال والهدايا الفاخرة فقط ولكن انتِ تبدين فتاة خلوقة جداً
وهل في لبنان لا توجد فتيات ذو اخلاق عالية" قلت له
-بلا يوجد ولكن إرتحت لكِ فقط
مرت ساعتان وهو يحكي لي عن سبب تركهِ العيش في كندا وعلاقاته الغرامية ،شعرت بالراحة وأنا أتكلم معه قلت في سرّي حسنا المثل يقول ألفُ صديق ولا عدوٌّ واحد ،إعتدت لقاءه في البداية كل يوم أحد حتى اصبحت لقائاتنا شبه يومية الى جانب الاتصالات الخلوية والرسائل القصيرة ال أس أم أس" وفي إحدى المساءات إتفقنا ان نلتقي مجددا في مقهى كوستا أتيت قبل المعد بخمس دقائق فوجدته قبلي
-الموعد لديك مقدس يجعلني اشعر انك بريطاني الأصل
ضحك ضحكةً طويلة ثم قال "هل تلبين دعوتي الليلة على العشاء
- في أيّ مطعم؟عراقي أم لبناني؟
فضحك"بل في شقتي"
وضعت اصابع كفي على جبينه"هل تشكو من حرارة مرتفعة؟هل انت بكامل قواك العقلية" قلت له
- لماذا هل طلبي فيه بعض الجنون؟
-بل الجنون كله أنا لا التقي بأي رجل في مكان خاص ان كنت تريد ان نتعشى سوية فليكن في مكان عام
-هل تخافين مني؟الا تثقين بي؟
- المسألة ليست خوف أو ثقة، أنا لا أدخل الأماكن المغلقة مع الرجال
-أنت فتاة معقدة حقاً؟
غادرت المقهى وتركته يتوسل بي لأجل البقاء
غادرت مقهى كوستا وانا فخورة وسعيدة بأجمل لقب احصل عليه في لبنان انني فتاة ليست عصرية وليست متحضرة لأنني أجيد الحفاظ على نفسي،على عذريتي وسمعتي



#غفران_محمد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة جبلية
- قصص قصيرة
- قصص قصيرة جدا
- قصة قصيرة الكلاب والليال الخمسة


المزيد.....




- لتوعية المجتمع بالضمان الاجتماعي .. الموصل تحتضن اول عرض لمس ...
- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غفران محمد حسن - في مقهى كوستا