أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ضياء الشكرجي - مكانة المرأة مؤشر مدى تقدم أو تخلف الأمم














المزيد.....

مكانة المرأة مؤشر مدى تقدم أو تخلف الأمم


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5212 - 2016 / 7 / 3 - 23:57
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



ثقافة هيمنة الذكورة وقهر الأنوثة، ثقافة أصالة الذكورة وتبعية الأنوثة، ثقافة علوية الذكورة ودونية الأنوثة، هذه الثقافة الظالمة والمتخلفة، عانت منها الإنسانة، الفتاة، المرأة، عبر آلاف السنين، كرستها الأديان، ثم التقاليد، وروح الديكتاتورية الذكورية. فحتى الخالق تعرضه الأديان، وبما في ذلك الأديان الإبراهيمية الثلاثة منحازا كليا للرجل، فالمرأة خلقها من أجل الرجل، ولخدمة الرجل، ولمتعة الرجل. حتى العهد الجديد الذي وضع هدفا له في البداية نسخ الشريعة الموسوية وأحكامها الظالمة، أمر المرأة أن تطيع زوجها، مهما كلفتها الطاعة وأهانت إنسانيتها، كما أمر العبد أن يطيع سيده، مهما كلفته الطاعة وأهانت إنسانيته. وجاء القرآن ليهمش المرأة، فمثلا حواء، التي يفترض بها أنها الإنسان-الأنثى الأول، هذا الإنسان بصيغته الأنثوية خلق ثانيا بعد الإنسان الأصل، لاحقا له، وتابعا له، وغير مستقل عنه؛ حواء هذه التي يفترض حسب رواية الأديان الثلاثة هي الإنسان الثاني، لم يذكرها القرآن بالاسم، بل تكرر ذكرها تابعة ملحقة بآدم بذكر «آدم وزوجه»، أو «أنت وزوجك»، فآدم وحده الذي أسجد الله الملائكة له، وآدم وحده الذي علمه الله الأسماء كلها، وآدم وحده الذي تاب الله عليه، ثم نجد القرآن لا يخاطب النساء قط، عندما يريد ربهن منهن شيئا، بل كل الخطاب يجري في القرآن عبر الرجال، وكأن الرجل هو رسول الله المرسل إلى المرأة، وعبره يبلغها الله ما يريد منها فعله أو تركه. وجعل الرجل قوّاما عليها وجعل له درجة فوقها.
إن الأمم والشعوب، ولاسيما الشعوب ذات الأكثرية المسلمة، لا يمكن لها أن تنهض، وتتقدم وتتأنسن، ما لم تتحقق فيها مساواة المرأة بالرجل مساواة كلية بلا أي استثناء، وبلا أدنى «نعم ولكن». صحيح إن المساواة الكلية لم تتحقق بعد حتى في العالم الحر والمتقدم، لأن هذا الجزء من العالم ما زال هو الآخر لم ينفض عنه كل بقايا اللوثات العالقة به من تركة مجتمعات ثقافة أصالة وسيادة الذكورة، لكن هذا العالم، على أقل تقدير على صعيد الثقافة المجتمعية العامة، قد حقق خطوات كبيرة بهذا الاتجاه.
لا يمكن أن نخطو في مجتمعاتنا باتجاه تحرير المرأة ومساواتها، إلا عندما نستأصل أحكام الشريعة وتقاليد العشيرة، ليس فقط من قوانينا، بل من عقولنا.
وأتطلع بكل شوق إلى ثورة النساء في مجتعاتنا، وأن تضع المرأة الشرقية نهاية لاضطهادها، بل نهاية لمشاركتها في شرعنة هذا الاضطهاد لحريتها، والبخس لحقوقها، والاحتقار لإنسانيتها، وأن تضع نهاية لأن تكون هي نفسها أداة لإخضاع المرأة لديكتاتورية الرجل، والدين الرجولي، والفقه الرجولي، والعرف الرجولي، مبررة لنفسها ذلك، أنه يمثل إرادة الله المطاعة بلا سؤال، أو التسليم لأمر واقع لا تملك أن تتحداه وتغيره.
والرجل الذي لا يقر بمساواة المرأة له، ففي عقله لوثة، أو إنه بذلك من حيث لا يشعر إنما يحتقر نفسه، باحتقاره الإنسان-الأنثى، باحتقاره لأمه وأخته وزوجته وابنته، وبالتالي احتقاره لنفسه.
أما أشباه المثقفين، وأدعياء العلمانية، وأنصاف الليبراليين، في مجتمعاتنا، الذين لم يتحرروا من ازدواجيتهم، إذ يكتبون ليل نهار عن مساواة المرأة بالرجل، وما أن يدير واحدهم ظهره للمجتمع، ويتجاوز عتبة مملكته المستبد فيها بأمره، ويكون في بيته من غير رقيب، فهو عندها الطاغوت والديكتاتور والذكوري بامتياز، فيميز بين ابنه وابنته، ويعطي نموذجا سيئا لأولاده، في معاملته لزوجته، كونه الآمر الناهي، وهي المطيعة فيما يأمر وما ينهى، ولو في كثير من الأحيان مغلفا ديكتاتوريته الذكورية بمعاملة الحب واللطف والرقة، لكن مروِّضا زوجته وابنته على ان التمييز أمر طبيعي، كما إن كونه وابنه ذكرين، وكون زوجته وابنته أنثيين أمر طبيعي، أو إن ذلك التمييز يمثل إرادة الله، فـ «الرجال قوامون على النساء» حكم الله، و«للرجال عليهن درجة» إرادة الله.
ثوري لإنسانيتك وكرامتك، وحطمي الأوثان، ومزقي الحجاب والنقاب والبرقع والعباءة والچادر، وكوني إنسانة كما الرجل، وارفضي أن تكوني أنثى مملوكة للذكر، دون أن تتخلي عن اعتزازك بأنوثتكِ، على ألا يتقدم على اعتزازكِ بإنسانيتكِ.

ملاحظة: كنت قد كتبت المقالة ليوم المرأة العالمي، لكن فاتني أن أنشرها وقتئذ.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاجات في إطار الإصلاح الديني ضد التطرف
- المالكي .. مشروعك الإسلامي ومشروعنا الوطني يتنافيان
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 99
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 98
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 97
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 96
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 95
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 94
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 93
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 92
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 91
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 90
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 89
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 88
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 87
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 86
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 85
- مساوئ الديمقراطية عندنا
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 84
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 83


المزيد.....




- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ضياء الشكرجي - مكانة المرأة مؤشر مدى تقدم أو تخلف الأمم