أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الجامعات الفلسطينية : ما لها وما عليها















المزيد.....

الجامعات الفلسطينية : ما لها وما عليها


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5212 - 2016 / 7 / 3 - 02:03
المحور: القضية الفلسطينية
    



تواجه الجامعات الفلسطينية وخصوصا في قطاع غزة تحديات كبيرة بسبب وقوعها ما بين مطرقة الاحتلال والحصار والانقسام من جانب وسندان غياب المرجعية وسوء الإدارة من جانب آخر .
شعرنا بسعادة عندما أتت جامعة بير زيت في قائمة أفضل 100 جامعة في المنطقة العربية لعام 2016 حسب تصنيف "QS . الجهات التي تُشرف على التصنيف تعتمد 9 مؤشرات رئيسية وتبحث في مدى توفرها في الجامعات ، وأهمها مؤشر السمعة الأكاديمية للجامعة 40% من الدرجات ،وتتوزع بقية الدرجات على نسبة الأساتذة للطلبة ، نسبة حملة الدكتوراه من الكادر التدريسي ، معدل المقالات المنشورة لأعضاء هيئة التدريس ، نسبة المدرسين الأجانب ، ونسبة الطلبة الأجانب ، تأثير الموقع الالكتروني للجامعة في المجتمع وفي الوسط الاكاديمي .
كان من الممكن أن تكون مؤشرات أو معايير التصنيف أكثر انصافا لو تم الأخذ بعين الاعتبارات خصوصية بعض الجامعات التي تقع في مناطق حروب أو خاضعة للاحتلال كما هو الحال مع الجامعات الفلسطينية ، ففي كثير من الحالات يكون النقص الحاصل في مؤشر أو أكثر من المؤشرات المعتَمَدة في التصنيف لا يعود لخلل في الجامعة أو في بلد الجامعة بل بظروف خارجية قاهرة وهو الاحتلال ، وعندما تحافظ الجامعات الفلسطينية مثلا على حضورها واستمراريتها وتقوم بمهمتها بالرغم من معيقات الاحتلال وهي كثيرة كالحصار والاقتحامات المتكررة للجامعات ومنع تواصلها مع العالم الخارجي الخ ، فهذا بحد ذاته يستحق التقدير والتنويه .
لذا ومن منطلق موضوعي وعلمي كان من المُفترض أن يؤخذ بعين الاعتبار عند التقييم بأن الجامعات الفلسطينية تقع ضمن أراضي محتلة وتواجه تحديات غير معروفة بالنسبة لأية جامعة عربية أو اجنبية ، مثلا ليس من اليسير أن تستقدم الجامعات الفلسطينية أعضاء هيئة تدريس أو طلبة أجانب بسبب موانع الاحتلال ، كما أن حرية تواصل أعضاء هيئة التدريس مع العالم الخارجي لحضور المؤتمرات العلمية وتطوير خبراتهم في مجال تخصصهم غير متيسرة لنفس السبب ، هذا ناهيك عن الضغوطات المالية الناتجة عن واقع الاحتلال والحصار وهو سبب يكمن وراء اختلال عدد اعضاء هيئة التدريس بالنسبة لعدد الطلبة .
لو تم الأخذ بعين الاعتبار ظروف الاحتلال لاستحقت الجامعات الفلسطينية درجة أكثر تقدما ، أو بصيغة أخرى لو أن الجامعات الاجنبية كانت تخضع لنفس الظروف التي تعيشها الجامعات الفلسطينية لأخذت الجامعات الفلسطينية موقعا أكثر تقدما على سلم التصنيف .
أن نتفهم خصوصية التعليم العالي والبحث العلمي في فلسطين ونؤكد على الصعوبات التي تواجهها الجامعات وكل عملية التعليم في ظل احتلال غير معني بمساعدة الشعب الفلسطيني على التعلم والتقدم العلمي والحضاري ، لا يعني تبرئة الجامعات والقائمين عليها من مسؤولية الخلل التي تعاني منه بعض الجامعات ، حيث لا يمكن تعليق كل شيء على مشجب الاحتلال ، فهناك أمور لا ترجع للاحتلال أو لقلة الإمكانيات المادية بل لخلل في الإدارة والإشراف ، على مستوى وزارة التعليم بشكل عام أو على مستوى إدارة الجامعة .
طبيعة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين من حيث استهدافه للأرض والهوية والثقافة الوطنية يفترض أن تشكل تحديا وتستدعي مسؤولية مضاعفة من القائمين على التعليم ، لأن التعليم قضية أمن قومي من الدرجة الأولى ، ليس فقط بالنسبة للحاضر وقدرته على خلق جيل قادر على مواجهة التفوق العلمي والتكنولوجي الإسرائيلي والتعامل مع تقنيات العصر ، بل وللمستقبل لأنه يعمل على بناء رأس المال البشري وصياغة وعي وقيم ومدركات الأجيال القادمة . لكن يبدو أنه بسبب ضعف السلطة الفلسطينية وانشغال القيادة بالعمل الدبلوماسي والسياسي الخارجي ، وبسبب الانقسام الذي أضعف إن لم يكن غيَّب من إشراف وسلطة السلطة الوطنية على التعليم في قطاع غزة وخصوصا على الجامعات ، فإن واقع التعليم العالي في القطاع يحتاج لوقفة جادة .
مشكلة الجامعات في قطاع غزة جزء من المشكل العام للقطاع من حيث عدم وضوح المسؤولية ، ولِمَن يخضع القطاع ؟ لسلطة حركة حماس أم لسلطة حكومة الوفاق الوطني ؟ وبالنسبة للجامعات لِمَن تخضع الجامعات لوزارة التعليم في الضفة الغربية أم وزارة التعليم في قطاع غزة ؟ وفي حال حدوث إشكال فهل سيتم حله من خلال سلطة وقضاء ومحاكم الأمر الواقع في القطاع أم لسلطة وقضاء ومحاكم السلطة الوطنية ؟.
هذه الحالة من الالتباس وعدم وضوح المسؤولية أفسحت المجال لوجود جامعات حزبية عقائدية خالصة وهو ما يُضعف من قيمتها العلمية ، كما أفسحت المجال لبعض رؤساء مجالس الأمناء ورؤساء الجامعات ليتسيدوا على الجامعات ويتصرفوا باستبداد ودكتاتورية ضاربين بعرض الحائط قوانين الجامعة والقانون الأساسي الفلسطيني ، موظفين ما لهم من صلاحيات لقمع حرية الرأي والتعبير وتصنيف العاملين في الجامعة وخصوصا الأكاديميين ليس من خلال كفاءتهم بل من خلال ولائهم لرئيس مجلس الأمناء أو رئيس الجامعة ، والتصرف بالجامعة وكأنها ملكية أو إقطاعية خاصة بهم ، مستقوين بموقعهم الحزبي أو بعلاقتهم مع بعض مراكز القوى التي تتشكل داخل السلطة ، أو ببعض المقربين من الرئاسة في رام الله ، ومستقوين أكثر من ذلك بعدم اهتمام الحكومة ووزارة التعليم في رام الله بما يجري في مجال التعليم العالي في القطاع ، كما ذكرنا .
هذه الحالة الملتبسة سمحت للبعض لأن يخلطوا بين العمل السياسي والعمل الأكاديمي ، وما بين الشخصي والعام . فإن كان بعض القائمين على الجامعات له طموح سياسي فهذا شأنه ، وإن كانت طبيعة العمل السياسي الحزبي والتنافسي يفتقر للأخلاقية أحيانا وتُقيد من حرية الرأي والتعبير ، وتُسبق الولاء الشخصى على الكفاءة والولاء الوطني الخ ، فإن للعمل الاكاديمي شروطه واستحقاقاته ، ولا يخضع للحسابات والمواقف الشخصية والمزاجية للمسؤول عن الجامعة تجاه العاملين فيها ، وكان من الخطأ أصلا تعيين شخص مشتبك في صراعات تنظيمية ويُصارع لتولي منصب قيادي تنظيمي على رأس مؤسسة جامعية .
للعمل الاكاديمي شروطه وضوابطه ، وبالعودة للمعايير التي بمقتضاها يتم تصنيف الجامعات يأتي معيار سمعة الجامعة على رأس هذه المعايير ، والسمعة تتضمن عناصر الشفافية في التوظيف والترقيات ، وحرية الرأي والتعبير لأعضاء هيئة التدريس ، والالتزام بقوانين الجامعة واحترام التسلسل الهيكلي والوظيفي لإداراتها ، واحترام نقابة العاملين وتمكينها من القيام بعملها . عندما يتم تسييس أية جامعة ويتم تسبيق الولاء على الكفاءة والأداء ، تفقد الجامعة قيمتها العلمية وسمعتها ، وستكون جامعة مصيرها الفشل والانهيار .
سُئل يوماً رئيس الوزراء في اليابان عن سر التطور في اليابان فأجاب : "لقد أعطينا المعلم راتب وزير وحصانة دبلوماسي وإجلال الامبراطور " وللأسف فإن بعض المتسلطين على الجامعات يتصرفون مع أعضاء هيئة التدريس كأجراء ، فلا حصانة لهم ولا إجلال . بعض القائمين على الجامعات يتصرف بعقلية رجل السلطة معتقدا أنه يستطيع تسيير الجامعة بإرهاب العاملين وتهديدهم بالراتب أو شراء ذمم البعض ، وهو تصرف غير اخلاقي ولا يمت بصلة للعمل الأكاديمي الحقيقي .
أن يكبح الأكاديميون جماح غضبهم ويصبروا أحيانا عن قرار ات وتصرفات غير قانونية تمسهم شخصيا وتمس الجامعة ، فإنما حفاظا على سمعة الجامعة ، لأن الجامعة مؤسسة وطنية ، إن لم يكن القائمون عليها حريصين على سمعتها فالعاملون في الجامعة حريصون ، و عند الضرورة وفي الوقت المناسب سيتم فتح كل الملفات .
هذا التصرف من طرف بعض الذين وضعتهم الظروف الملتبسة في موقع المسؤولية عن بعض الجامعات لن يؤسس جامعة محترمة وسيسيء لسمعة الجامعة . وبالتالي يمكن تَفهم لماذا حصلت جامعة بير زيت وجامعة النجاح الوطنية على تصنيف متميز ، بينما من غير المتوقع أن يتم إدراج بعض الجامعات ضمن أي تصنيف .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- االمصالحة بين تركيا وإسرائيل تستنزف رصيد حركة حماس
- ما وراء إثارة مسألة خلافة الرئيس أبو مازن
- في ذكرى الانقسام : مقاربة مغايرة
- الوجه الآخر من الصراع
- لماذا يتعثر المشروع الوطني الفلسطيني ويتقدم المشروع الصهيوني ...
- الشعب الفلسطيني يفتخر بتاريخه ورموزه الوطنية
- في قطاع غزة حالة غضب على الجميع
- في ذكرى النكبة نستحضر تاريخنا الوطني
- المبادرة الفرنسية تكشف بؤس الدبلوماسية الفلسطينية
- ميناء غزة : مشروع جاد أم ورقة ضغط وابتزاز ؟
- السلطة والمعارضة في النظام السياسي الفلسطيني
- حول جدلية السلطة والمعارضة
- حالة فوضى وليس مجرد انقسام سياسي
- ماذا بعد انهيار السلطة وفشل خيار حل الدولتين ؟
- حركة فتح أمام منعطف مصيري
- الإرهاب : من تفجيرات الملك داوود إلى تفجيرات بروكسل
- شبهات حول تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة حول قضية الصحرا ...
- مراجعات حركة حماس بين التكتيك والإستراتيجية
- البديل الوطني لاتفاقية أوسلو وتوابعها
- التضليل في خطاب (الحرب على غزة)


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الجامعات الفلسطينية : ما لها وما عليها