أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد جميل برهان - فرط حُب














المزيد.....

فرط حُب


احمد جميل برهان

الحوار المتمدن-العدد: 5210 - 2016 / 7 / 1 - 03:17
المحور: كتابات ساخرة
    


ادخر بعض الاموال , ثم أستدان البعض الاخر من اصدقائه في سبيل أن تؤهلهُ هذه الاموال للخروج من هذا الوطن الذي يطلق عليه أسم " المأزق " , حزم أمتعته وأشترى ما قد يحتاجه من أجل أن تلفهُ زوبعة الهجرة التي دخلها الكثير من الافراد ليجدوا أنفسهم قد دخلوا في زوبعة أكبر من التي ظنوا بأنهم قد خرجوا منها .
في منتصف الليل أحتظن أمه وأبيه وأيقظ من كان نائماً من أخوته ليُودعهم , وضع حقيبته وطلب من أخيه أن يوصله حيث ينتظره اصدقائه الذي قرر الهجرة معهم , قضوا أياماً يسيرون بين الغابات من بعد ما خرجوا من أوطانهم ويبيتون في العراء هم والكثير من المهاجرون من مختلف الدول القريبة على وطنهم .
أفترشوا الارض وألتحفوا بالسماء , حيث البرد , حيث الاماكن المفتوحة التي تغص بالمهاجرين , حيث يتبولون ويقضون حاجاتهم في العراء , ركبوا البحر بزورق مطاطي لا يعرفون متى سيُغرقهم أو يتوقف محركه الصغير عن العمل , عندما وصلوا قريباً من الساحل الاخر , كما هو الحال مع شهامتهم كونهم من بلاد العرب حيث تجري الشهامة حتى في المجارير نزلوا من القارب كونهم الرجال وتركوا النساء والاطفال فيه وأخذوا يدفعونه نحو اليابسة , كون المحرك قد اصابه العطب بسبب عدم تحمله للوزن الذي كان يحمله القارب الصغير , وصلوا الى اليابسة , استلقوا على ظهورهم من شدة التعب وهم يهلثون ويضحكون كونهم قد اجتازوا الجزء الاصعب من عملية هروبهم من الوطن الذي لو فعلوا معه ما فعلوه مع القارب لأخذوا به حيث الطمأنينة والسلام .
استقبلهم شعب الدولة التي وصلوا اليها استقبالاً جيداً وضيفوهم على أتم وجه , وكانوا يتفاخون فيما بينهم كونهم يُعاملون مُعاملة حسنة لأنهم من ذلك الوطن الرجولي المُغتصب , وفروا لهم مضيفوهم مختلف وسائل الاتصال من أجل أن يتصلوا بأهلهم , فأتصل أحدهم بأبيه العجوز ليقول له : " بوية لو شايف شلون يعاملونا , بوية يعاملونا مثل الملوك " , فأجابه أبوه : " استهدي بالرحمن يبوية , ترة هم يعاملون چلابهم بمعاملة أحسن من معاملتي لأمك , واذا هم الچلب يحترموه شلون ما يحترموك أنت يبن الصطعش چلب " .

بعدة عدة أيام , أستقروا في دولة ما , حيث الشقراوات والنهود البارزة والمؤخرات المتمايلة , فأتفقوا أن يذهبوا لأقرب ساحل , من أجل رؤية البحر , وصلوا الى هُناك , أنتصب قضيب من أستدان الاموال في سبيل أن يرى هذه الرؤية , حيث يستلقين الشقراوات على ظهورهن او بطونهن وهن مُطلقات العنان لما يشتهي أن يُمسك به كُل عربي . في هذه الاثناء رن هاتفه المحمول ليجد أمه تتصل به , فأجاب ومن بعد عدة احاديث والكثير من الاسئلة عن الحال والاحوال , فغر فاه على تلك الحسناء التي مرت أمامه للتو , ولم ينبس ببنت شفة وأخذت أمه تُردد : " الو , ولك يمة وينك الو , يمة الشبكة موزينة عدكم مثلنا " , أنتبه على نفسه بسبب صياح أمه في الهاتف فقال لها " يمة تدرين گدما يحبون بلدهم شيسوون ...؟ "
فقالت له مستفسرةً : " أي يمة شيسوون "
فأجابها : " ولج يمة مسوين علمهم ستيانات ولبسان "
فأجابته من بعدما بصقت في سماعة الهاتف وقالت : " ذكرتني بأبوك أيام الحصار من چان يجيبلي لافتات الحزب واخيطهن لباسات يلمن قلاقيله "

أنتهت مكالمته مع أمهُ , ليجد أن وضع صورة شخصاً ما او علماً ما على جسده أو أي مكان أخر ما هي ألا اساءةً , ولا يعني القيام بذلك العمل من فرط الحُب .



#احمد_جميل_برهان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امتطاء الحضارة
- مانشيت
- الجرائم الالكترونية , السب والقذف والتشهير في مواقع التواصل ...
- كتاب - الله والعلم -
- ضرورة الأدعاء
- الأيدز مُنتحلاً
- الله يُقتل تديُناً
- المرأة التي فاقت الرجال
- بشر للبيع
- على قدر الوعي تكون النتائج
- جنس لوجه الله
- الجينة الغبية
- مجاملة عشائرية


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد جميل برهان - فرط حُب