أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - في الإتفاق التركي- الإسرائيلي















المزيد.....

في الإتفاق التركي- الإسرائيلي


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5207 - 2016 / 6 / 28 - 13:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الإتفاق التركي- الإسرائيلي
راسم عبيدات
المصالح هي من تملي الإتفاقيات والتنازلات،ومصالح الدول فوق مصالح الجماعات والأفراد،ونتنياهو قال حول توقيع الإتفاق التركي - الإسرائيلي "أنا لا أدير الدولة وفق تغريدات أو عناوين صحف،وإنما وفق مصالح الدولة".
الإتفاق الذي تجاوز وأنهي ما ترتب من قطعية او توتر وجفاء في العلاقات بين "اسرائيل" وتركيا على ضوء قضية اقتحام القوات الإسرائيلية للسفينة التركية "مرمرة" في العشرين من ايار 2010،املته جملة من الظروف والتطورات الإقليمية والدولية،وهو يحمل أبعاداً ومضامين اقتصادية وامنية،وإن كانت قضية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي وكذلك الخذلان الأمريكي لتركيا في قضية دعمها لقوات سوريا الديمقراطية،والتي تشكل قوات الحماية الكردية عصبها الأساسي والخوف من قيام كيان كردي يشكل عازلاً بين تركيا والعالم العربي يمتد على طول الحدود السورية - العراقية وبعمق الأراضي التركية،هي من العوامل المعجلة بتوقيع هذا الإتفاق،ولذلك العديد من "المتطيرون" العرب والفلسطينيون كان لديهم اوهاماً بأن أردوغان والذي صوروه على أنه خليفة المسلمين او المهدي المنتظر الذي لن يفرط او يبيع حلفاؤه في قطاع غزة وغيرهم في المنطقة،وهذا التصور يبنى على المشاعر والعواطف و"الديماغوجيا" وليس على الوقائع والحقائق،فقبل المتغيرات الدولية والإقليمية وباوهام أردوغان أن النصر على سوريا قريب،رفض ان يعتذر لروسيا عن إسقاط المقاتلات التركية لطائرة سوخوي (24) الروسية على الحدود الروسية التركية،وقال بان من حق تركيا الدفاع عن مجالها الجوي،وبعد فرض العقوبات الإقتصادية والتجارية والسياحية والنفطية على تركيا من قبل روسيا،بقي أردوغان يكابر ويرفض الإعتذار،ولكن اضطر تحت وطأة التغيرات الدولية والإقليمية ان يغيير مواقفه ليس فقط من قضية الإعتذار لموسكو حول إسقاط الطائرة الروسية وتعويضها عن الطائرة والطيار ومحاكمة من اطلقوا النار على الطائرة من الأرض،بل سارع الى تطبيع علاقاته بإسرائيل والعودة بها الى وضعها الطبيعي ما قبل أزمة السفينة "مرمرة".
نتنياهو من روما الذي أعلن نهاية الخلاف مع تركيا،وصف الإتفاق بالإنجاز التاريخي،فهو يدرك تماماً الهزات السياسية والعواصف التي تهب على المنطقة والمحيط بإسرائيل المضطرب والمتقلب سياسياً،ولذلك عمل على تكثيف زيارته لضمان حالة إستقرار في محيطها،حيث زار موسكو واليونان وقبرص،وحرص على تدعيم علاقاته معهم،وبالنسبة لتركيا فهي تشكل الى جانب اسرائيل قوة إقليمية من الضروري التعاون معهما من اجل التصدي مع ما يسمى بالبلدان العربية " السنية" للمخاطر المحدقة بهم من الخطر الإيراني،وتشكل حلف روسي- ايراني- سوري الى جانب حزب الله الخطر الرئيسي على دولة الإحتلال،ومن شأن انتصار هذا الحلف ان يصوغ معادلات وتحالفات جديدة في المنطقة على حساب "اسرائيل" وتركيا.
وقبل التطرق لتفاصيل هذا الإتفاق،والذي كانت تركيا تضع قضية رفع الحصار عن قطاع غزة في صلبه،او انها لن توقع على إتفاق لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل دون رفع الحصار عن القطاع،فعلى الرغم من إشادة "حماس" بتركيا ودورها في دعم الشعب الفلسطيني والعمل من اجل رفع الحصار عن قطاع غزة،فالإتفاق لم يحمل او يتضمن للقطاع،أي رفع للحصار،بل هو تضمن جوانب وقضايا ذات بعد انساني واغاثي عن طريق الموانىء الإسرائيلية،لن يكون لها تأثيرات كبيرة في تغيير الأوضاع او تحسينها بشكل كبير في قطاع غزة،بالإضافة بالسماح لتركيا بإنشاء محطة تحلية للمياة و واخرى للطاقة والتوليد الكهربائي.
وهذا البند المتعلق بالقطاع كان يجب وبغض النظر عن موقفي من السلطة الفلسطينية،أن يكون من خلال السلطة او ما يسمى بحكومة الوفاق،فهو يحمل بعداً يسمح للقوى الإقليمية والعربية،بفرض رؤيتها ومشاريعها على الساحة الفلسطينية،ومن شأنه ان يعزز الإنقسام بدل إنهائه.
نعم هذا الإتفاق بالغ الأهمية الإستراتيجية لإسرائيل،فهو يحمي جنودها وضباطها وقادتها من الدعوي القائمة والمستقبلية،والتي من المفترض ان يصادق عليها البرلمان التركي،وكذلك هناك تعهد تركي بمنع الأعمال "الإرهابية" والعسكرية ضد "اسرائيل"،وبما يشمل جمع الأموال لهذه الغاية .
الإتفاق أيضاً يلزم تركيا بمساعدة "اسرائيل" بالدخول الى كافة المنظمات الدولية التي تركيا عضواً فيها،كما انه يفتح أبواباً ومجالات كبيرة للتعاون في شؤون الإقتصاد والطاقة،وخاصة الغاز،الذي سيجري تصديره من الحقول الإسرائيلية الى الأسواق التركية والأوروبية.
وبالنسبة لتركيا تعتذر اسرائيل لأهالي الضحايا وتدفع عبر صندوق خاص تعويضات لهم (21) مليون دولار.
ورغم كل ما يحمله الإتفاق من مضامين اقتصادية وامنية واهمية إستراتيجية لإسرائيل،وجدنا بأن هناك قوى مركزية ترفض هذه الإتفاقية،ويريدون من تركيا ان تاتي إليهم صاغرة،فحزب "البيت اليهودي" بقيادة بينت وحزب "اسرائيل بيتنا" بقيادة ليبرمان سيصوتان في المجلس الوزاري المصغر" الكابينت" ضد الإتفاق،لأنه هذا الإتفاق حسب وصفهم،بتقديم اسرائيل تعويضات لدولة داعمة " للإرهاب مثل تركيا،سيجعل الدولة تدفع ثمناً باهظاً في المستقبل،وكذلك ما ورد في الاتفاقية بما يتعلق بملف الجنديين المفقودين هدار جولدن شارون شاؤول لا يوجد فيه أي شيء ذا قيمة.
وفي الختام أقول بأنه آن الآوان لكي نفكر بعقولنا لا بعواطفنا بأنه يجري استخدامنا نحن الفلسطينيون كوقود وحطب لأجندات ومحاور ومصالح عربية وإقليمية ودولية،من شأنها ان تعزز إنقسامنا وتفكك مشروعنا الوطني وتقودنا نحو الكارثة،فهذا الإتفاق،هو اتفاق مصالح واتفاق استخدامي،قامت به تركيا من أجل استخدام القضية الفلسطينية لتقوية موقفها في العلاقة مع إسرائيل،خاصة أنها تريد أن تستثمر الغاز الإسرائيلي وأن تكون هي الوسيط لبيع الغاز إلى أوروبا.
وتركيا كذلك هي أكبر مستورد للسلاح الإسرائيلي،فهناك تدريبات عسكرية قائمة منذ مدة ولم تتوقف للحظة،فهل ندرك مخاطر هذا الإتفاق على قضيتنا ومشروعنا الوطني ووحدتنا،بعيداً عن المناكفات والصراع على سلطة منزوعة الدسم ..؟؟ والقضايا الإغاثية والإنسانية يجب ان لا تكون أبداً على حساب الحقوق الوطنية والقرار الفلسطيني المستقل.

القدس المحتلة – فلسطين
28/6/2016
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي
- حماس وايران ....تحالفات الضرورة مجدداً
- لا خطوط حمراء ولا ثوابت فلسطينية وعربية
- المتأنسنون الفلسطينيون .....والمنهارون العرب
- عملية تل أبيب.....الإنتفاضة حية ولم تمت
- لا إنتقائية في التعامل مع الإرهاب.....؟؟؟
- ليست نكسة،بل هزيمة كبرى بإمتياز..؟؟
- ثورة في ثورة
- المبادرة الفرنسية....تنازلات قبل البدء
- مبادرتان ل -سلم دافىء- مع -اسرائيل-
- -اسرائيل- ......حكومة للبلطجية والزعران
- في الذكرى المئوية لاتفاقية سايكس – بيكو
- في فعاليات ذكرى النكبة
- اختراق الوعي....والمال المشروط
- معركة حلب ....ستحدد الإتجاه والوجهة
- في ذكرى عيد العمال العالمي ... إستغلال مستمر
- السلم الأهلي والمجتمعي......وحماية النسيج الإجتماعي والوطني
- منطقة .....وأربعة مشاريع
- القدس... حرب إستنزاف ومعركة كسر عظم
- أيها المقدسيون ....أوقفوا حفلات التكريم


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - في الإتفاق التركي- الإسرائيلي