أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - السلم الأهلي والمجتمعي......وحماية النسيج الإجتماعي والوطني














المزيد.....

السلم الأهلي والمجتمعي......وحماية النسيج الإجتماعي والوطني


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5143 - 2016 / 4 / 25 - 13:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السلم الأهلي والمجتمعي......وحماية النسيج الإجتماعي والوطني
بقلم:- راسم عبيدات
...... في كل مرة ترتكب فيها جريمة قتل او اكثر في مجتمعنا الفلسطيني يتجدد الحديث عن السلم المجتمعي والأهلي،وبان القتل والعنف والجرائم غريبة عن مجتمعنا العربي وعاداتنا وتقاليدنا وديننا الذي يدعو للمحبة والتسامح،وتعقد اللقاءات والإجتماعات والندوات وتتشكل اللجان المختلفة عشائرية ووطنية ومجتمعية ومؤسساتية،للتنديد والإستنكار وعقد راية الصلح والتسامح،وإطلاق عيارات "نارية" من العيار الثقيل حول التسامح والصلح العربي الأصيل وإحلال الوئام بدل الخصام،ويتصدر المشهد فنجان القهوة السادة ذو الفاعلية والقوة السحرية في حل المشاكل،مهما صغرت او كبرت،ويتبارى"وجوه" الخير والإصلاح ورجال العشائر وممثلي القوى الوطنية في إستحضار كل قوة وبلاغة اللغة واستذكار الآيات القرانية والأحاديث النبوية وسيرة الأنبياء والشهداء والقادة والمناضلين من اجل التأثير والتطويع لعقد راية الصلح والحل،وفي الغالب تكون الحلول ترقيعية وتبقى النار تحت الرماد،مع اول مشكلة جديدة تطل برأسها بعد ذلك،تنفجر الأمور على نحو كبير،ويتم إستحضار كل الثارات القديمة في قبيلة مقيتة،من المؤسف القول بان العديد إن لم يكن الأغلب من المثقفين او المتعلمين،هم من يتصدرونها مشاركة وتحريضاً.
العنف المتولد والمتزايد في مجتمعنا العربي والفلسطيني،له بيئة حاضنة تغذيه وتساعد على إنتشارة،وعلينا مغادرة عقلية ومربع التبرير والذرائع بان الإحتلال هو المسؤول عن كل ما يحدث من عنف وجرائم في مجتمعنا،متجاهلين غياب الوعي والتثقيف والتربية،وإنهيار وتراجع القيم،وسيادة انماط غريبة من ثقافة الدروشة والشعوذه والحجر على العقول،وتعويد وتربية الناس على مقولات بائسة "من لا يحميه شره لا يحميه خيره".
العنف المنتشر في مجتمعنا،ينمو ويتصاعد،كما هي النار في الهشيم،يجد حاضنته فيما يحدث من حولنا في الوطن العربي،حيث الحروب المذهبية والطائفية تفعل فعلها بشكل ينذر بمخاطر جدية وحقيقية،فالعنف المتولد والمتصاعد،أصبح يشكل خطر جدي ووجودي على النسيج المجتمعي والوطني،وكذلك تداعياته تخلق ندوب وثارات مستديمة يصعب محوها،ويرشد أسر وعائلات،ويفكك اللحمة والنسيج الإجتماعي،ويفتك بالشباب عماد المجتمع ومستقبله،ويعمق من العشائرية والقبلية والجهوية ويعلي شانها فوق أي إنتماء وطني او حزبي.
لم تعد تجدي المعالجات السابقة من "طبطبة" و"لملمة " للطابق،فالكثير من تلك المعالجات تولد حالة من الظلم الإجتماعي،وغالبا ما تكون مرتبطة بضرورة تقديم الطرف الضعيف تنازلات تمس حقوقه للطرف المعتدي،الذي في الغالب يجد من يناصره ومن يقف معه في موقفه.
نحن الان بحاجة الى عمل مأسس لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة،من خلال جهد جماعي يتكامل فيه ويتشارك كل من القوى والأحزاب والسلطة الفلسطينية أينما وجدت،ورجال الإصلاح والعشائر ومؤسسات المجتمع المدني،بحيث يتم التوعية والتثقيف بثقافة التسامح والمحبة والإخاء واعتماد الحوار كأسلوب حضاري في التعاطي ومعالجة المشاكل،مع عزل ومحاصرة كل العناوين والرموز بمختلف مسمياتها التي تستغل المنابر ودور العبادة للتحريض ونشر الفتن،بدل حض الناس على التكاتف والتضامن وتعزيز الوحدة والتلاحم بين كل مكونات المجتمع.
إن الحل لهذا العنف المتصاعد لا يتاتى من خلال العمل الإستعراضي والإعلامي فقط،بل نحن بحاجة الى جهد جدي وحقيقي،لكي يتم محاصرة هذه الظاهرة والتقليل من مخاطرها،وهنا يجب العمل على تأسيس مجالس أو لجان ذات اختصاص للسلم الأهلي والمجتمعي كذراع رسمي في الداخل الفلسطيني – 48 – لجنة المتابعة العربية العليا،وفي القدس القوى والمؤسسات الوطنية،في الضفة الغربية القوى الوطنية واجهزة السلطة،وما ينطبق على الضفة ينطبق على القطاع.
المجالس المشكلة تأخذ على عاتقها القيام بوضع لوائح وأنظمة ورؤى لكيفية معالجة ظاهرة العنف،وحيثما امكن الإستعانة بتطبيق القانون يكون له الأولية على الحلول العشائرية والقبلية،والشعار الناظم لهذه المجالس "لا حماية ولا حضانة ولا تستر على من يمارسون العنف والبلطجة في مجتمعاتنا"،وبالضرورة ان تتم المعالجة من خلال الوحدات الإجتماعية القاعدية،فالمنهاج التعليمي في المدارس،ضمن مادة التربية الوطنية،تخصص دروس لنشر قيم التسامح والمحبة وإحترام الآخر وحل الخلافات من خلال الحوار كأسلوب حضاري،وكذلك على رجال الدين مسلمين ومسيحيين ان يؤكدوا في خطبهم الدينية والوعظية في الجوامع والكنائس على قيم التسامح والمحبة وإحترام الآخر فرداً وعقيدة،وتبصير الناس بان المستفيد الأول من أي خلافات او صراعات داخل مجتمعاتنا،هو العدو الصهيوني الذي يبني وجوده على أساس صراعتنا وخلافتنا وفرقتنا،وبالضرورة تعرية وفضح ولجم كل القوى المغرقة في التطرف والعصبوية،واعتبارها مجموعات دخيلة وليست حجة على هذه الديانة او تلك،في ظل ما نشهده من انتشار افكار وظواهر دخيلة "داعش" وغيرها.

العمل على رعاية والقيام بسلسلة من الفعاليات الإجتماعية والثقافية ذات الطابع التوعوي في مخاطر هذه الظاهرة وتداعياتها.
المجالس العليا للسلم الأهلي والمجتمعي،تقيم لها لجان محلية وفرعية،وهذه اللجان يتم دعوتها الى مؤتمر عام يجري فيه نقاش كافة القضايا المجتمعية التي بحاجة الى معالجات جدية،مثل الخلافات العشائرية والقبلية،الإحتراب القبلي والعشائري "الطوش" والمشاكل ذات البعد الإجتماعي،دراسة العديد من الظواهر والعادات وتحديثها وتطويرها أو الإستغتاء عنها بما يتلائم مع المتغيرات وروح العصر،وبما يخدم مجتمعنا العربي ونسيجه الإجتماعي.
حماية النسيج الإجتماعي والتصدي لظاهرة العنف المتفشية والمتصاعدة في مجتمعنا،يجب ان تكون اولية قصوى لها عند صناع القرار فمخاطرها وتداعياتها كبيرة جدا وتصل الحد الخطر الوجودي.

القدس المحتلة –فلسطين
25/4/2015
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطقة .....وأربعة مشاريع
- القدس... حرب إستنزاف ومعركة كسر عظم
- أيها المقدسيون ....أوقفوا حفلات التكريم
- تحرير تدمر ...تطور محوري في الأزمة السورية
- هجمات بروكسل ...... و-النوم في حضن الشيطان-
- المبادرة الفرنسية ...لا تستهدف حل الصراع،بل استمرار ادارته
- جامعة الدول -العربية-...في أرذل سنوات العمر
- اغلاق -فلسطين اليوم-....استهداف للإعلام المقاوم
- احمد سعيد ....الصحاف....الجبير
- تجار البلدة القديمة في القدس...معانيات وهموم
- مشيخات الخليج النفطية.....والتحالف العلني مع اسرائيل
- المخيمات ...أصل الحكاية وجوهر الصراع
- النايف شهيداً.....القيق منتصراً
- ماذا فعلنا لأجل القيق؟
- السعودية ....تدفع لبنان نحو الإضطراب السياسي
- عن -تسليع- الفكر والسياسة ....ورحيل هيكل
- حول التدخل البري السعودي- التركي في سوريا ..؟؟
- حوارات تفشل...نظام سياسي أزمته تتعمق
- مسلسل المصالحات الفاشلة ...والمفاوضات العبثية
- مبادرات الإنفصال...مرامي واهداف


المزيد.....




- صاحب العينين الحمراوتين.. شاهد لحظة رصد مصور لـ-الطائر الشيط ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير طائرة بدون طيار أطلقها الحوثيون فو ...
- زاخاروفا تعلق على رفض بريطانيا حضور تنصيب بوتين
- شاهد: الجيش الإسرائيلي ينشر صور دباباته عند الجانب الفلسطيني ...
- الإعلام العبري: السلطات المصرية أغلقت معبر رفح بالإسمنت (صور ...
- -شينخوا-: أكثر من 10 ضحايا بين قتيل وجريح بهجوم في جنوب غرب ...
- -تم التلاعب بنا-.. إسرائيل محبطة من الولايات المتحدة بشأن مح ...
- شي جين بينغ يذكر الناتو بجريمة عمرها ربع قرن خالدة في أذهان ...
- ماذا يأمل العرب من بوتين خلال فترته الرئاسية الجديدة؟.. خبر ...
- في اليوم العالمي للربو.. لمحة عن المرض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - السلم الأهلي والمجتمعي......وحماية النسيج الإجتماعي والوطني