أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - جامعة الدول -العربية-...في أرذل سنوات العمر















المزيد.....

جامعة الدول -العربية-...في أرذل سنوات العمر


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5103 - 2016 / 3 / 14 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جامعة الدول "العربية"...في أرذل سنوات العمر
بقلم :- راسم عبيدات
بتعين رجل حقبة مبارك أبا الغيظ أميناً عاماً لجامعة الدول "العربية" تكون إسرائيل قد حققت هدفين الأول،ما صدر عن وزراء خارجية الدول العربية بإعتبار حزب الله المقاوم ارهابياً،وعودة رجلها القوي في الحقبة المباركية الى رئاسة الجامعة،فهو شغل منصب آخر وزير خارجية في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، والجميع ممن لا تخونه الذاكرة يحفظ عن ظهر قلب المواقف المخزية له في أثناء عملية "الرصاص المصبوب" الإسرائيلية على غزة 2008 -2009 ، والتي يشتم منها مشاعر الكراهية والحقد ل وعلى حركة حماس الفلسطينية، وهو أيضاً من تعهد بتكسير أرجل الفلسطينيين في حال تجاوزا حدود قطاعهم المحاصر إلى المدن والبلدات المصرية المجاورة، بحثاً عن احتياجاتهم المحرومين منها جراء الحصار.
كان وما زال من أشد الداعين لتوثيق وتطبيع العلاقات مع إسرائيل وضرب قوى المقاومة. ويجب علينا القول بأن الجامعة العربية تعرضت لعملية سطو على قراراتها من بعد ما يسمى ب" ثورات الربيع" العربي،حيث أصبحت مطية لقطر والسعودية،وكانت فترة نبيل اللاعربي من أسوء مراحل الجامعة العربية،مرحلة "الرويبضة"،حيث هو من سعى الى تدويل الأزمات العربية واستقدام القوات الأجنبية للتدخل واحتلال البلدان العربية،كما حصل في ليبيا،وأيضاً هو من شرع بطلب قطري – سعودي تجميد عضوية سوريا في تلك الجامعة،والتي أرى ان لسوريا شرف عظيم ان لا تكون في تلك المفسدة حتى لا تتحمل وزر مفاسدها.
الجامعة "العربية" استخدمت من قبل مشيخات النفط والكاز الخليجية كمنبر من اجل اصدار قرارات تتعارض مع الأمن القومي العربي والمصالح العليا للأمة العربية،حيث لم تعد سوى "بصامة" خليجية سعودية – قطرية،فعلى سبيل المثال لا الحصر وزراء الخارجية العرب والداخلية من قبلهم كان مطلوباً منهم سعودياً اتخاذ قرار باعتبار حزب الله المقاوم إرهابيا لأنه يعري ويفضح السياسة والمواقف السعودية المعادية للمقاومة ولكونها رأس الفتن المذهبية والطائفية في المنطقة،وهي من تعمل على تدمير البلدان العربية التي لا تتفق وسياساتها في المنطقة سوريا والعراق ولبنان واليمن نماذجاً،وكذلك لكون حزب الله شكل قلعة وليس حجر عثرة في وجه مشاريعها ومخططاتها في سوريا ولبنان على وجه التحديد،ولكون الحزب وقف ويقف الى جانب حركة انصار الله " الحوثيين" ضد الحرب السعودية الظالمة عليهم وعلى سيادة وكرامة اليمنيين،وكذلك توجيهه انتقادات حادة للسعودية ضد ما تمارسه من قهر واضطهاد وظلم وتكميم للأفواه بحق أبناء الشعب العربي السعودي تحديداً في المناطق الشرقية "الشيعية".

فترة اللا عربي هي فترة انحطاط غير مسبوقة لتلك الجامعة،لم تسهم في علاج أي من المشاكل العربية – العربية،بل كانت تصب النار على الزيت في تلك المشاكل،وتعمد الى تدويلها حيث غياب القرار العربي،بل تم توظيف الجامعة خدمة لمن سطوا على قراراتها،كتأيدها ووقوفها الى جانب السعودية في حربها على فقراء اليمن،والوقوف الى جانبها ضد ايران،فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني،والدعوة لقطع العلاقات مع ايران بعد الخلاف الذي تصاعد معها بشكل لافت بعد اعدام السعودية للشيخ العلامة نمر باقر النمر.

واليوم مع تولي رجل حقبة مبارك أبا الغيط امانة الجامعة العربية،والمعروف بمواقفه المعادية لكل من هو مدافع عن الأمن القومي العربي والكرامة والعزة والمصالح العربية،فهذا يكشف عن عمق التحولات التي طرأت على السياسات والأولويات العربية، بعد سنوات خمس من اندلاع ما بات يُعرف بـ " ثورات الربيع العربي" ... فاختيار الرجل لهذا الموقع لا يمكن أن يفهم خارج منطق "تصفية الحساب" مع ثورات الإصلاح والتغيير التي اجتاحت مصر والعالم العربي في الأعوام الأخيرة...والذين عجزوا بالأمس عن تثبيت حسني مبارك في موقعه، أو أعادته للسلطة مرة ثانية، ينجحون اليوم في إعادة أحد أبرز رموز نظامه، إلى رأس هرم العمل الجماعي العربي.ومن غير المستبعد بأن مجيئه،لكي يكمل مشوار اللا عربي في إخراج وتشريع وترسيم التطبيع ما بين الدول العربية وبالذات الخليجية منها وبين إسرائيل من مرحلة السرية الى العلن،وربما بفضل "بطولات" أبا الغيظ "الغائط" تصبح إسرائيل عضواً في جامعة الدول "العربية" او قد تتسلم معشوقة ومعبودة الزعامات العربية والفلسطينية وزيرة خارجية إسرائيل السابقة "تسيفي ليفني " امانتها العامة،ويصبح الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي "أفيخاي درعي " الناطق الرسمي باسمها،عندما تكون قد تحللت من كل اشكال ووشائج العروبة.
هذه الجامعة أضحت مجرد جثة هامدة،ليس مطلوب وجودها سوى من أجل ان توضع اختامها على كل القرارات التي تفرق العرب ولا توحدهم،تستقدم الجيوش الأجنبية لغزو بلدانهم واحتلالها وتدميرها،تجرم نهج وخيار وثقافة المقاومة،تشرع وترسم التطبيع ما بين دولة الإحتلال والدول العربية،وإقامة العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية والدبلوماسية معها،والأهم عقد الأحلاف الأمنية والعسكرية معها،حيث نرى بأن مشيخات النفط التي قادت الفتن المذهبية "سني- شيعي" ونقلتها الى المستوى الشعبي،لكي تخلق ثارات يصعب دملها وحالة من التفكك المجتمعي بين مكونات الدول العربية مذهبية وطائفية واثنية،وبما يصعب من تحقيق المصالحات واستعادة اللحمة والوحدة المجتمعية.
لم تعد تجدي كل عمليات الإصلاح في هياكل ومؤسسات الجامعة العربية،فهناك من لا يريد ان تكون جامعة قوية قرارتها لها "انياب" وترجمات على أرض الواقع،فكل القرارات التي تتخذ من قبل جامعة الدول العربية المتعلقة على سبيل المثال بدعم القضية الفلسطينية وتوفير شبكة امان مالية للسلطة الفلسطينية،او إدانة إجراءات وممارسات الاحتلال وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني والمقدسات وغيرها،تبقى حبراً على ورق ،ومجرد شعارات وبيانات وقرارات رفع عتب،وكذلك هو حال ما يسمى بالمبادرة العربية للسلام من قمة اقرارها وتبنيها في بيروت 2002 وحتى اللحظة إسرائيل ترفضها،ويجري الهبوط بسقفها و"تكييفها" حتى تقبل بها إسرائيل دون جدوى،فلو كان خلفها قوة دفع حقيقية وحوامل تنظيمية وسياسية جادة ودول مالكة لقراراتها وإرادتها السياسية لما تجرأت لا إسرائيل ولا من ورائها أمريكا على رفضها.

الجامعة العربية لكي تكون جامعة حقيقية لكل العرب وبيت وحدوي لهم،يجب ان تعود لها عروبتها المختطفة اولاً،ويجب ان تخرج من تحت عباءة مشيخات الخليج النفطية،وان تجري عملية تغيير جذري في كل هياكلها ومؤسساتها وآليات اتخاذ قرارتها،ومتابعة تنفيذها على ارض الواقع،وكذلك يجب أن تخطو خطوات جدية وعملية نحو حماية الأمن القومي العربي،بتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك.

واختم بما قاله الصحفي عريب الرينتاوي "ستدخل جلسة وزراء الخارجية العرب الأخيرة،تاريخ جامعة العرب، بوصفها نقطة انعطاف كبرى، إن لجهة تسوية الحساب مع "الربيع العربي" أو لجهة إعادة تقويم الأخطار والتهديدات والتحالفات في المنطقة".

القدس المحتلة – فلسطين

14/3/2016
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغلاق -فلسطين اليوم-....استهداف للإعلام المقاوم
- احمد سعيد ....الصحاف....الجبير
- تجار البلدة القديمة في القدس...معانيات وهموم
- مشيخات الخليج النفطية.....والتحالف العلني مع اسرائيل
- المخيمات ...أصل الحكاية وجوهر الصراع
- النايف شهيداً.....القيق منتصراً
- ماذا فعلنا لأجل القيق؟
- السعودية ....تدفع لبنان نحو الإضطراب السياسي
- عن -تسليع- الفكر والسياسة ....ورحيل هيكل
- حول التدخل البري السعودي- التركي في سوريا ..؟؟
- حوارات تفشل...نظام سياسي أزمته تتعمق
- مسلسل المصالحات الفاشلة ...والمفاوضات العبثية
- مبادرات الإنفصال...مرامي واهداف
- جنيف السوري مساراً ل -تقطيع الوقت- ..؟؟
- المصالحة ..؟؟
- هجمة اخرى على المنهاج الفلسطيني في القدس...؟؟
- تنسيق امني مستمر...لا حكومة وحدة وطنية في الأفق...؟؟
- المشهد السياسي الفلسطيني المأزوم ..؟؟
- لماذا الصراع على تشكيلة وفد المعارضة السورية ..؟؟
- -اسرائيل- من العشق السرس الى الزواج العلني..؟؟


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - جامعة الدول -العربية-...في أرذل سنوات العمر