أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المخيمات ...أصل الحكاية وجوهر الصراع














المزيد.....

المخيمات ...أصل الحكاية وجوهر الصراع


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5091 - 2016 / 3 / 2 - 13:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المخيمات...... أصل الحكاية وجوهر الصراع
راسم عبيدات
لا شك بان مخيمات شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي دول الطوق العربي،عندما كانت هناك دول طوق،والتي هي الان اغلبها دول تطويق للقضية الفلسطينية،شكلت حاضنة نضالات شعبنا الفلسطيني وكفاحه المستمر والمتواصل مع المحتل الصهيوني،وهي من دفعت وما زالت تدفع الثمن الأغلى والأكبر في هذا الصراع،ومنها تخرج الكثير من قادة شعبنا ومناضيله،عندما كان هناك قادة حقيقيون يعبرون عن هموم شعبهم ويلتحمون معهم في كل قضاياهم،والمخيمات لم تكن فقط بؤر نضال وثورة وتثوير،بل كانت الملهم والمحرك للنضال والتضحية والعطاء،والشاهد على المأساة التي ارتكبها المحتل الغاصب بحق شعبنا،حيث احتل أرضه بالقوة لكي يحل محلهم مستوطنين غزاة متسلحين بشعارات كاذبة ومضللة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"،وضمن هذا الشعار جرى طرد وتهجير شعبنا،وارتكبت المجازر بحقه،ومورست ضده كل أشكال الإرهاب والتطهير العرقي لحمله على الرحيل القسري،وليجري هدم اكثر من (531) قرية فلسطينية،من اجل محو حق عودة لشعب،حق تجذر في أعماق ذاكرة شعبنا ووعيه ووجدانه الشعبي.
القوى الإستعمارية الغربية وفي المقدمة منها بريطانيا التي زرعت هذا الكيان في قلب امتنا العربية،لكي يمنع توحدها ويحمي مصالحها في المنطقة،ويجعل من اسرائيل العصا الغليظة التي يجري بواسطتها إستهداف أي نظام عربي وطني أو حركة تحرر عربية تتصدي للمشاريع الإستعمارية في المنطقة.
هذا الكيان ظل يلقى الرعاية والإحتضان والحماية والدعم من تلك القوى الإستعمارية،ولتنتقل امور رعايته وحضانته ودعمه وحمايته الى الولايات المتحدة الأمريكية،وهذه القوى بدلاً من ان تنصف شعبنا الفلسطيني وتعيده الى وطنه بعد ثمانية وستون عاماً من اللجوء والتشرد،بقيت ترى الأمور بعيون اسرائيلية وتحول شعبنا من ضحية لجلاد والجلاد المحتل والحقيقي الى ضحية،في "تعهير" غير مسبوق لقوانين وقرارات ومبادىء الشرعية الدولية،وإزدواجية وانتقائية في تطبيقها.
تلك القوى الإستعمارية ودولة الإحتلال ودول إقليمية وعربية،سعت دائماً الى كيفية التخلص من حق العودة هذه وجرت الكثير من المحاولات في العديد من الأزمات العربية ،لكي يجري شطب هذا الحق عبر التهجير مرة اخرى او التوطين،هذا كان ابان الحرب الأهلية اللبنانية 75 – 76 والحرب الإسرائيلية على المقاومتين الفلسطينية واللبنانية في عام 1982،وطرد المقاومة الى خارج لبنان،وكذلك أثناء غزو العراق ومن ثم إحتلاله،وما شهدناه وما نشهده على يد الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي تحصنت في مخيم نهر البارد،ليجري تدميره على يد الجيش اللبناني وتهجير سكانه،والذين جزء كبير منهم يحرم من العودة للمخيم حتى الان،وما جري ويجري في مخيم اليرموك،اكبر المخيمات الفلسطينية في اللجوء،حيث احتلته ودمرته العصابات التكفيرية والإرهابية،وهجرت أغلب سكانه،ومنعت عودتهم،لكي يهاجروا الى كندا واستراليا والسويد..الخ،من البلدان الغربية الإستعمارية،كل ذلك بهدف إلغاء حق عودتهم الى وطنهم وأرضهم التي هجروا وطردوا منها قصراً على يد الإحتلال الصهيوني.
كل المحاولات لشطب حق العودة لشعبنا الفلسطيني سواء عبر مبادرات ومشاريع سياسية مشبوهة الأهداف والمرامي،او عبر عملية الذبح والتدمير،فشلت في محو هذا الحق من ذاكرة شعبنا الجمعية ووعيه،ومقولة بن غورين احد قادة ومؤسسي الحركة الصهيونية "كبارهم يموتون وصغارهم ينسون" تثبت فشلها،والجيل الجديد من أبناء شعبنا،بمن فيهم جيل ما بعد اوسلو يبدون تمسكاً وتشبثاً بحق العودة لشعبهم،اكثر من أي جيل آخر،هذا الجيل الذي كان المحتل يراهن على "كي" واختراق وعيه،وهز قناعته بعدالة قضيته ونضالاته وتضحياته وحقوقه الوطنية،هذا الجيل هو الان من يقود الإنتفاضة الشعبية،ويشكل مهماز حركتها وقيادتها،ولعل مخيمات شعبنا في الضفة الغربية،هي من تدفع الثمن الأكبر والأغلى في هذه الإنتفاضة الشعبية،كما هو الحال في الإنتفاضتين السابقتين وكل المعارك التي خضناها ونخوضها ضد المحتل الصهيوني،وليس مزاودة على أي مخيم فلسطيني او التقليل من نضالاته،فمخيمات القدس شعفاط وقلنديا كانت عناوين بارزة في هذه الإنتفاضة الشعبية،من حيث عدد الشهداء الذين قدمتهم والجرحى والمعتقلين،او المبادرات الشعبية الخلاقة من خلال القيام بحملات شعبية لإعادة اعمار بيوت الشهداء،مبادرة إعادة إعمار بيت الشهيد العكاري في مخيم شعفاط نموذجاً،وكذلك كانت مخيمات بيت لحم الدهيشة وعايدة والعروب في الخليل..الخ.
المخيمات كانت وستبقى أصل الحكاية وجوهر الصراع،هذا الصراع سيبقى قائماً ومستمراً،ما دامت عناصره قائمة وموجودة،فلا حل او نهاية لهذا الصراع،تتجاوز جوهره ومرتكزه الأساسي،حق العودة لشعبنا وفق القرار الأممي (194)،هذا الحق فردي وجمعي وقانوني وتاريخ،لا يسقط بالتقادم،ولا يحق لأحد ان يتخلى او يتنازل عنه.
وهذه المخيمات ستبقى شاهد على الجريمة،وعلى "عهر" المجتمع الدولي ونصرته للجلاد على الضحية،كما انا ستبقى بؤر مشتعلة للثورة والنضال والكفاح ضد المحتل،وسيبقى أبنائها ورثة شرعيين لدماء الشهداء،وسيستمرون في حمل الراية وتسليمها من جيل لجيل،حتى تتحقق اهدافهم في العودة الى ديارهم التي هجروا وطردوا منها قسراً،وسيبقى الآباء يورثون أبناءهم مفاتيح بيوتهم التي لا ولن تصدأ.

القدس المحتلة – فلسطين
2/3/2016
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النايف شهيداً.....القيق منتصراً
- ماذا فعلنا لأجل القيق؟
- السعودية ....تدفع لبنان نحو الإضطراب السياسي
- عن -تسليع- الفكر والسياسة ....ورحيل هيكل
- حول التدخل البري السعودي- التركي في سوريا ..؟؟
- حوارات تفشل...نظام سياسي أزمته تتعمق
- مسلسل المصالحات الفاشلة ...والمفاوضات العبثية
- مبادرات الإنفصال...مرامي واهداف
- جنيف السوري مساراً ل -تقطيع الوقت- ..؟؟
- المصالحة ..؟؟
- هجمة اخرى على المنهاج الفلسطيني في القدس...؟؟
- تنسيق امني مستمر...لا حكومة وحدة وطنية في الأفق...؟؟
- المشهد السياسي الفلسطيني المأزوم ..؟؟
- لماذا الصراع على تشكيلة وفد المعارضة السورية ..؟؟
- -اسرائيل- من العشق السرس الى الزواج العلني..؟؟
- القدس....وقوانين الممنوع ..؟؟
- طريق جنيف السوري ليست سالكة
- الهبات الشعبية ....تخلق الإبداعات
- مشيخات النفط...والسطو على الجامعة العربية
- نتنياهو....وحل السلطة الفلسطينية


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المخيمات ...أصل الحكاية وجوهر الصراع