أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - أيها المقدسيون ....أوقفوا حفلات التكريم















المزيد.....

أيها المقدسيون ....أوقفوا حفلات التكريم


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5124 - 2016 / 4 / 5 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أيها المقدسيون .....اوقفوا حفلات التكريم
راسم عبيدات
لم يعد احد في القدس غير مكرم لمرة أو اكثر، حتى ان البعض منا عدد الأوسمة والدروع والألقاب التي حصل عليها،اكثر ما حصل عليه قادة الجيش الأحمر في تصديهم للنازية،او القائد الكبير "هوشي منه" او الجنرال جياب او تشي جيفارا وغيرهم من قادة الثورات العالمية والعربية والفلسطينية....والأمور وصلت حد الإبتذال والإسفاف،وحتى الإساءة بحق من يجري تكريمهم ...فكلنا رجالاً ونساءً وطلاباً ومؤسسات ولجان وجمعيات وقادة مجتمعيين وسياسيين ورجال فكر واعلام وثقافة وتربية ورياضة ..وحتى باعة متجولين كلنا مبدعون ومتميزون ومنجزون.والقدس حماها الله خلية نحل في كل المجالات ....وقلة هم غير المبدعون والمتميزون.....
ما يجري من "موضة" التكريم ليس له علاقة من قريب او بعيد بالعرفان والتقدير والشكر لمن أبدعوا او تميزوا في مجال ونطاق عملهم أو الحقل او المركز او المؤسسة الذي /التي يعملون به/ا،بدلالة أن عدد كبير ممن يجري تكريمهم/ن أو توجيه المديح والثناء لهم/ن،ليس/ت لهم/ن بصمات وإنجازات جدية في المجال او الموقع الذي جرى تكريمهم/ن من اجله،بل جزء كبير من هذه التكريمات تجري لإعتبارات لها علاقة بالجوانب والعلاقات الشخصية،وأخرى هي لجانب دعائي وترويجي و"تلميعي" أو "مسح جوخ" لمؤسسة أو شخصية ما،يتكسب ويترزق منه/ها الأشخاص القائمين على حفل التكريم،وبالمقابل من يقدم الدعم المادي او يتبرع بتكاليف إقامة الحفل،له اهداف لها علاقة بالترويج لنفسه او مؤسسته،او لتحقيق استثمار يحسن من موقع ومكانته وصورته السياسية،الإقتصادية،المجتمعية والجماهيرية بين الناس والجماهير،يعني البحث عن استثمار واستعراض و"تلميع"،وفي مثل هذه الأشكال من التكريم المرتبط ب"الدروع" و"الميداليات الصينية" التي أغرقت بها الأسواق كما هو حال المسابح واعلام الفصائل وراياتها المصنوعة في الصين،نجد مثل هذه التكريمات،أصبحت تشعر المبدعين والمتميزين في مختلف المجالات والميادين،بأن إنجازاتهم وإبداعاتهم ليست ذات شان او قيمة او معنى،ما دام لا يوجد معايير مهنية واخلاقية ووطنية متفق عليها لقياس معنى التميز والإبداع،واذا كان ما يمكن تبريره او القبول به،هو التكريمات المتعلقة بالشهداء والأسرى ممن قضوا عشر سنوات وما فوق او أسرهم وعائلاتهم،لأن قضايا التميز والإبداع في الدول التي تحترم نفسها،يعبر عنها بجوائز سنوية،تمنح لمبدعين كان لهم اسهامات وإبداعات تركت بصماتها في مجالات وميادين مختلفة أحدثت دوراً تنويراً او تثقيفيا او توعوياً وتحريضياً في المجتمع،او لعبت دوراً فاعلاً في إحداث تغير في ثقافة ووعي المجتمع تجاه قضية ما،أو كان لإختراعها او إكتشافها او منجزها العلمي والتكنولوجي،انعكاساً على تطور المجتمع أو النجاح والإسهام في إيجاد علاج لمرض او مجموعة من الأمراض تفتك بالناس.
ولكن ما يجر في ساحتنا المقدسية على وجه التحديد،بأن حفلات التكريم تضيع فيها التخوم والحدود والفواصل،حتى تجد العديد من المكرمون /ات،كانوا نماذج سيئة في مواقعهم ومجالاتهم،كان الأجدى محاسبتهم بدلاً من إصباغ ألقاب عليهم/ن لا يستحقونها.
فأنا لا أعرف عندما يكرم فاسد او فاسدة،او مدير/ة ممن لا ينجح عنده/ا احد من الطلبة في امتحان الثانوية العامة،او من يستغل الناس ويهدر المال العام،أو يروج لمنتوج او بضاعة إسرائيلية،او يلعب دوراً في تشويه و"تقزيم" وعي الطلبة،أو يدعو ويمارس التطبيع او الدعارة السياسية والفكرية وغيرها،او يستغل حاجة فقراء ومهمشين،لكي يمثل عليهم دور امير المؤمنين..الخ،كيف ستنعكس مثل هذه التكريمات على نفسية من يكرمون الى جانبهم،ممن هم لديهم إبداعات وإنجازات حقيقة؟؟؟.
التكريم للطلبة المتفوقين من باب التشجيع بهدايا وشهادات شرف رمزية أو التكريم بهذه الصيغ للعمال الأوفياء والمخلصين في مهنتهم،او في عيد العمال العالمي،لكي يشكل مكافأة وحافزا لهم محبذ ومرغوب في إطار مؤسساتهم ومدارسهم،ولكن فرق كبير بين التكريمات التي تجري على المستوى الوطني او المناطقي لمنح اوسمة او نياشين وجوائز تقديرية لأشخاص او مؤسسات،ليس لها علاقة بالإبداع والإنجاز والتميز.
نحن عندنا في القدس او فلسطين من ي/تنظم بيتين من الشعر ي/تصبح بقدرة قادر شاعر/ة مبدع/ة ومتميز/ة ومتألق/ة،شاعر/ة القدس وفلسطين،وكذلك من يوفق بكتابة خاطرة او مقالة او قصة قصيرة يصبح من عمالقة الأدب لا الطاهر وطار ولا حنا مينا ولا غيرهم .
وقس على ذلك الفنانين والصحفيين وغيرهم،الكل عندنا مبدع ومتميز،ومع كل ابداعاتنا وتميزنا تزداد هزائمنا،وفقرنا وجدبنا وقحطنا الفكري والثقافي والفني والتربوي والتعليمي .
أنا اعرف اننا نعيش في أزمة عميقة،نتاج لثقافة ووعي مشوهين،تجنحان الى حب الظهور والإستعراض،ليس فقط عند من يستغلون التكريم من اجل "البرستيج" والجاه والمكانة الإجتماعية،السياسية،الاقتصادية والمجتمعية،بل حتى المكرمون انفسهم يتلذذون بهذه الطقوس.
هناك الكثير من الشخصيات المبدعة والمفكرة عالمياً من رفضت جوائز بمليون دولار تكريماً لها،لأن ذلك لا يتفق مع قناعاتها وأفكارها ومعتقداتها،كما حصل مع الكاتب الإسباني خوان غويتيسولو عندما رفض استلام الجائزة من الراحل العقيد معمر القذافي.
في حين عندنا من يدعى لحفل تكريم لدعوة وجهت له من وزير أو وكيل أو مدير تراه يركض طائراً من الفرحة،اتفق ذلك مع قناعاته أو لم يتفق،وهذا يذكرني بحال من يوجهون دائماً سهام النقد لأمريكا وسياساتها ومواقفها وإنحيازها الأعمى لإسرائيل،ما ان توجه الدعوة لهم في عيدها القومي حتى تجدهم أول المصطفين على أبواب سفارتها.
الأموال التي تصرف وتهدر في هذه الجوانب،يجب ان تستغل في خانة ومواقع يستفيد منها المجتمع أو المؤسسات المجتمعية،والتكريم بحاجة الى أن يعطى لمن يستحق وفق معايير صارمة مهنية ووطنية واخلاقية،حتى لا يفرغ من محتواه،كما هو حاصل الآن،حيث أضحى "موضة" من "موضات" العصر،وهناك فرق بين جوائز تقديرية تمنح للأشخاص والأفراد من اجل حثهم وتحفيزهم على التطور والتقدم،وبذل المزيد من العطاء في مجالاتهم،وتعميق وتجذير إنتماءهم،وبين من يجري تكريمهم أفراداً ومؤسسات لتميزهم وإبداعاتهم،كما حصل مع المدرسة حنان الحروب،او فوز عمل أدبي أو صحفي او إختراع علمي على مستوى عربي او دولي،وحتى التميز والفوز على المستوى الوطني،عبر جائزة سنوية تخصص لذلك...الخ،ولكن ما يجري الآن لا يمت للتكريم والتقدير بصلة،بل هي أشكال من أشكال "البرستيج" والجاه الخادمة لمصلحة جهة او فرد بالدرجة الأولى قبل ان يكون هادفاً للتكريم على إنجاز او عطاء.

القدس المحتلة – فلسطين
5/4/2016
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرير تدمر ...تطور محوري في الأزمة السورية
- هجمات بروكسل ...... و-النوم في حضن الشيطان-
- المبادرة الفرنسية ...لا تستهدف حل الصراع،بل استمرار ادارته
- جامعة الدول -العربية-...في أرذل سنوات العمر
- اغلاق -فلسطين اليوم-....استهداف للإعلام المقاوم
- احمد سعيد ....الصحاف....الجبير
- تجار البلدة القديمة في القدس...معانيات وهموم
- مشيخات الخليج النفطية.....والتحالف العلني مع اسرائيل
- المخيمات ...أصل الحكاية وجوهر الصراع
- النايف شهيداً.....القيق منتصراً
- ماذا فعلنا لأجل القيق؟
- السعودية ....تدفع لبنان نحو الإضطراب السياسي
- عن -تسليع- الفكر والسياسة ....ورحيل هيكل
- حول التدخل البري السعودي- التركي في سوريا ..؟؟
- حوارات تفشل...نظام سياسي أزمته تتعمق
- مسلسل المصالحات الفاشلة ...والمفاوضات العبثية
- مبادرات الإنفصال...مرامي واهداف
- جنيف السوري مساراً ل -تقطيع الوقت- ..؟؟
- المصالحة ..؟؟
- هجمة اخرى على المنهاج الفلسطيني في القدس...؟؟


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - أيها المقدسيون ....أوقفوا حفلات التكريم