أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - عملية تل أبيب.....الإنتفاضة حية ولم تمت















المزيد.....

عملية تل أبيب.....الإنتفاضة حية ولم تمت


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5190 - 2016 / 6 / 11 - 00:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عملية تل أبيب.....الإنتفاضة حية ولم تمت
بقلم :- راسم عبيدات
في ذورة الجدل واستطلاعات الرأي بان الهبة أو الإنتفاضة الشعبية التي تدخل شهرها الثامن في طريقها الى الخفوت والموت التدريجي،جاءت عملية الشهيد ابو سرور في احد الباصات الصهيونية قبل حوالي خمسين يوماً في المنطقة القريبة من مستعمرة ابو غنيم لتقول بأن حالة الخفوت لا تعني موت الإنتفاضة أو قرب نهايتها،بل هي تنتقل من طور الى آخر وتعلو حيناً وتخبو حيناً آخر إرتباطاً بما يجري على الأرض وتصاعد حالة القمع والتنكيل والعقوبات الجماعية التي يتخذها ويمارسها الإحتلال بحق شعبنا الفلسطيني،وكذلك واضح ان الإشتباك الإنتفاضي يأخذ اشكالاً متعددة ويرتقي الى اطوار اعلى،كلما نضج الفعل الإنتفاضي وتراكم في أرض الواقع،ولعل عملية الإنتقال الى النار التي قام بها الشهيدان مخامرة في قلب تل أبيب شكلت تطوراً نوعياً في العمل الإنتفاضي الفلسطيني،من حيث الجرأة والإعداد والتخطيط والتنظيم والتوقيت والمكان،،فهي وقعت او نفذت في قلب تل بيب وبالقرب من وزارة الدفاع الصهيونية،وما يحمل ذلك من معاني ومضامين ودلالات التحدي لليبرمان وزير جيش الإحتلال ورئيس "الشاباك" الصهيوني،ليبرمان هذا المتبجح دوماً بأن القوة وحدها هي من تكسر وتحطم وتهزم إرادة المقاومين والعرب والفلسطينيين، كيف لا ؟؟وهو من دعا الى تدمير سد أسوان وتحويل غزة الى ملعب كرة قدم وسن قانون إعدام الإسرى الفلسطينيين،بالإضافة الى إجتياح قطاع غزة وتصفية قادة المقاومة هناك،وضم مناطق (سي) من الضفة الغربية لدولة الإحتلال.
هذه العملية أتت في ذورة الفرح الغامر الذي يعيشه اليمين الصهيوني،بتعين ليبرمان وزيراً للجيش وفشل مؤتمر باريس الإقليمي،والتطور اللافت في العلاقات الروسية – الإسرائيلية،وهي بذلك شكلت ضربة قوية لنظرية الأمن الإسرائيلي والسياسة الإسرائيلية،وهذه العملية تداعياتها وآثارها ستبقى قائمة لفترة طويلة.والإجراءات والقرارات الصهيونية سواء"للكابينت" المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر او لنتنياهو رئيس الوزراء ووزير حربه ليبرمان وجهاز "الشاباك"،التي إتخذت بعد هذه العملية من حصار وتنكيل بأهالي بلدة يطا،من حيث عمليات الدهم والتفتيش المترافقة مع العبث والتخريب،والإعتقالات وسحب التصاريح ومنع التنقل والحركة،وكذلك التمهيد لهدم بيتي الشهيدين،وسحب التصاريح من عشرات ألآلاف من فلسطيني الضفة،ومنع قدوم المصلين من غزة الى القدس في يوم الجمعة وغيرها.
كل هذه العقوبات الجماعية والإجراءات والقرارات الإسرائيلية جاءت لتقول بمحدودية القوة الإسرائيلية،وبأن تلك العقوبات لا تخرج عن النسق المتوقع،وبصرف النظر عمن يقود السياسة الأمنية الإسرائيلية عاقل مثل يعلون او مجنون مثل ليبرمان.
الاحتلال بأجهزته الأمنية وبكل ما يمتلكه من خبرات وأجهزة تجسس وتكنولوجيا متطورة،وعمليات تنسيق امنية مع السلطة،بدا غير مسيطر على الوضع او لا يمتلك المعلومات الكافية عن الوضع الأمني في الضفة الغربية،وبأن ما يطلق عليه بعمليات "الذئاب" الفردية والعفوية،هناك عجز في رصدها ووقفها او إفشالها،حيث النسبة الكبيرة تنفذ،بعكس العمليات التي أتت في إطار تنظيمي،فهي تمكن من إحباط معظمها قبل تنفيذها،فأبو سرور رغم الحديث عن كونه عضوا في كتائب القسام،ولكن المبادرة للتنفيذ لم تكن بقرار تنظيمي كما ظهر لاحقاً،وكذلك عملية أبناء العم مخامرة،فعمليتهما تحتاج الى جهد من حيث تصنيع السلاح والتدرب عليه ونقله للداخل الفلسطيني – 48 – ورصد وتحديد المكان أيضاً،كلها تطرح أسئلة امام الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المستنفرة أصلاً،من طراز هل هذا يعني انتقال الهبة الجماهيرية الى تطور وشكل نضالي أعلى..؟؟ وهل سيشكل هذا العمل الفدائي نموذجاً سيحتذي به أخرون،والمسألة فقط مسألة وقت؟؟؟أم ان ما حدث عابر ولا يمكن تعميمه..؟؟
هذه العملية شكلت الإختبار الأول بالنار ل"ليبرمان"،والذي قال بأن الردود على مثل هذه العمليات،لن تكون بالأقوال بل بالأفعال في الميدان،وفي هذا السياق أصدر قراراً بمنع تسليم جثث الشهداء الذين يهاجمون أو يقتلون مستوطنين وجنود،رغم ان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي "جلعاد أردان" ،عقب عملية دفن الشهيد علاء أبو جمل اتخذ قراراً بعدم تسليم جثث الشهداء،تحت حجج وذريعة ان أكثر من (200) مواطن من أهلي جبل المكبر هتفوا للشهداء على مقبرة جبل المكبر،رغم قرار محكمة "العدل" العليا الصهيونية،التي ألزمت شرطة الاحتلال والأجهزة الأمنية بتسليم جثث الشهداء وفق شروط التزم بها أهالي الشهداء قبل شهر رمضان الفضيل.
وكذلك، فإن ردود الفعل لا تنحصر في الجانب الميداني، بل تتخطاه إلى جوانب سياسية محلية وإقليمية ودولية. إذ لا يمكن تجاهل محاولات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الإقناع بأنه يرغب في السلام مع المحيط العربي على أرضية مبادرات إقليمية سواء كانت مصرية أو سعودية كنوعٍ من الرد على المحاولات الدولية لتحريك التسوية. ولهذا السبب، فإن الكثير سوف يُعتمد على الإجراءات التي سيقدم عليها الجيش الإسرائيلي.
المعلق السياسي لـ "يديعوت"، ناحوم بارنيع، كتب أمس أن " بأن الشائعات عن انطفاء الانتفاضة الحالية كانت سابقة لأوانها. فالبندقية المصنوعة محلياً حلت محل سكين المطبخ، لابسو البدلات حلوا محل فتيان المدارس، ولكن "الإرهاب" لا يزال هنا فتاكاً كما كان دوماً". ولاحظ بارنيع أنه "إذا ظن احدٌ ما أن تولي افيغدور ليبرمان وزارة الجيش سيجلب معه فعل سحرٍ يحّل المشكلة، فعليه أن يعيد التفكير. شيءٌ واحدٌ فقط تغّير في الطقوس التي تُرافق كلّ عملية: هذه المرة، لن نسمع ليبرمان يتهم الحكومة بالعجز والاستسلام للإرهاب".


المعلقين السياسيين والكتاب الإسرائيلين قالوا بأن "انخفاض "العنف" في الشهور الماضية حَدث بفضل مزيجٍ من السياسة الحازمة للجيش والشاباك وتجنب العقوبات الجماعية في المناطق وتوثيق التنسيق الأمني مع أجهزة الأمن الفلسطينية. وهذا مزيجٌ فائق الحساسية يسهل جداً تخريبه بتصريحات غير حذرة. وفي الأيام القريبة، سيتبين إن كان ليبرمان انتهج سياسة مغايرة لتلك التي انتهجها سلفه، موشي يعلون".
على كل ما نخلص إليه بأن الاحتلال ما دام موجودً،وما دام يمارس القمع والبطش والتنكيل والعقوبات الجماعية،ويسن القوانين والتشريعات العنصرية،وصادر حرية شعب وحقه في تقرير مصيرة والإنعتاق من الاحتلال،فإن جذوة وشعلة الإنتفاضة لن تموت ولن تنطفىء.

القدس المحتلة – فلسطين
11/6/2016
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا إنتقائية في التعامل مع الإرهاب.....؟؟؟
- ليست نكسة،بل هزيمة كبرى بإمتياز..؟؟
- ثورة في ثورة
- المبادرة الفرنسية....تنازلات قبل البدء
- مبادرتان ل -سلم دافىء- مع -اسرائيل-
- -اسرائيل- ......حكومة للبلطجية والزعران
- في الذكرى المئوية لاتفاقية سايكس – بيكو
- في فعاليات ذكرى النكبة
- اختراق الوعي....والمال المشروط
- معركة حلب ....ستحدد الإتجاه والوجهة
- في ذكرى عيد العمال العالمي ... إستغلال مستمر
- السلم الأهلي والمجتمعي......وحماية النسيج الإجتماعي والوطني
- منطقة .....وأربعة مشاريع
- القدس... حرب إستنزاف ومعركة كسر عظم
- أيها المقدسيون ....أوقفوا حفلات التكريم
- تحرير تدمر ...تطور محوري في الأزمة السورية
- هجمات بروكسل ...... و-النوم في حضن الشيطان-
- المبادرة الفرنسية ...لا تستهدف حل الصراع،بل استمرار ادارته
- جامعة الدول -العربية-...في أرذل سنوات العمر
- اغلاق -فلسطين اليوم-....استهداف للإعلام المقاوم


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - عملية تل أبيب.....الإنتفاضة حية ولم تمت