أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ليست نكسة،بل هزيمة كبرى بإمتياز..؟؟















المزيد.....

ليست نكسة،بل هزيمة كبرى بإمتياز..؟؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5184 - 2016 / 6 / 5 - 22:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست نكسة،بل هزيمة كبرى بإمتياز..؟؟
راسم عبيدات
النكسة تقال عندما يكون شخص سليم معافى وفجأة ينتكس وضعه وتتدهور حالته،والحالة العربية عشية حرب حزيران عام 67،لم تكن سليمة ومعافاة،بل كانت الإستعدادات العسكرية لمحاربة اسرائيل و"إلقائها" في البحر،ليست أكثر من "عنتريات" و"زعبرات" في الإعلام،حيث كشفت الحرب عمق العجز العربي،وضعف حالة التسليح وانخفاض المعنويات،ودعك عن الخيانات والمؤامرات المرتبطة بالعقلية العربية،فنحن في هذه الحرب هزيمنا شر هزيمة من محيطنا لخليجنا،حيث خسرنا كل فلسطين التاريخية وأضفنا اليها سيناء المصرية والجولان السورية ووادي عربة الأردنية،وثبت أن البرجوازية الوطنية العربية قد إنهار مشروعها،وكانت اذاعاتنا وزعاماتنا تصفق للهزيمة على انها "إنتصار" عظيم،حتى أننا في جبل المكبر هللنا وكبرنا ورقصنا،ونحن نسمع صوت المذيع المصري الشهير الراحل احمد سعيد من صوت العرب وهو يقول" كبر يا مكبر ..كبر...حررنا جبل المكبر" وإذا بالدبابات التي ذهبت لإستقبالها بالشاي بناءاً على طلب والدي المفتون بالرئس الراحل عبد الناصر،ليست عراقية كما تصور والدي،بل هي إسرائيلية،ولكي نصحى من كابوسنا بان المكبر والقدس وبقية فلسطين قد ضاعت.
صحونا نحن الفلسطينيون على كبر حجم "الخازوق" فلا عودة لا لحيفا ولا يافا ولا صفد من بعدها،فالشعار الان أصبح إزالة آثار العدوان،إستعادة الأراضي المحتلة عام 1967،وأهلنا في الجذر - 48 - أدركوا أكثر منا نحن "المنتكسون" عام 67،بأن ما حل بنا هو "خازوق" كالخازوق الروماني "مبشم"،ويستدعي الصمود والبقاء والتشبث بالأرض،فالعودة أصبحت بعيدة المنال،والحرب على الوجود الفلسطيني ستشتد،والإحتلال سيزداد "تغولاً" و"توحشاً"،على الوجود والحقوق.
تسعة وأربعون عاماً مضت على ما يسمى بالنكسة وثمانية وستون عاماً على النكبة،ونحن نشهد المزيد من النكسات والنكبات نحن العرب والفلسطينيون،فلم نستطع رغم كل الحروب والمعارك التي خضناها،ان ننقل شعار الدولة الفلسطينية من الإمكانية التاريخية الى الإمكانية الواقعية،وأبعد من ذلك ازدادت نكباتنا وإنتكاساتنا،بحيث أصبحت تهدد بكارثة حقيقة،تفكك قضيتنا ومشروعنا الوطني،حيث أوسلو الذي يوازي في تداعياته ونتائجه النكبة، قسم الأرض والشعب وفكك نسيجه المجتمعي،وليأتي الإنقسام ليفعل وما زال يفعل فعل السرطان في الجسد الفلسطيني،نكبات ونكسات لا يصنعها الإحتلال والأعداء فينا فقط،بل نحن نصنعها بأيدينا.
والعرب الذين كنا نعقد عليهم الرهان والأمل،من اجل إستعادة فلسطين وتحريرها،كانوا يستغلون قضيتنا من اجل الإستثمار والتجارة والمضاربة فيما بينهم،ورغم ذلك بقيت حتى مرحلة توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" المشؤومة قضيتهم الأولى،بغض النظر عن خلافاتهم وتحالفاتهم،ولكن منذ "كامب ديفيد"،وبعد أوسلو وإحتلال العراق،رأينا الكثير منهم وجد أن ذلك يمكنه من التحلل القومي تجاه فلسطين والقضايا العربية،وأصبح التركيز على الهموم القطرية والداخلية،له الأولوية على القضايا العربية وفي المقدمة منها قضية فلسطين،ولم تقف الأمور عند هذا الحد،بل بعد ما يسمى ب " ثورات " الربيع العربي،ودخول العرب في حروب التدمير الذاتي والحروب المذهبية والطائفية التي فككتهم مجتمعياً،واوجدت ندباً وجروحاً عميقة في الواقع العربي،يصعب دملها وشفائها،وجدنا بأن قضية فلسطين لم تعد لا عنوان الصراع ولا البوصلة للكثير من البلدان العربية،التي عمقت الحروب المذهبية من ازماتها وأثخنتها بالجراح،وجزء منها أصبح يشارك المحتل في التآمر على قضية شعبنا وحقوقنا.
اليوم الحروب مستعرة على المنطقة العربية والقضية الفلسطينية،حيث ان الدول الإستعمارية،تريد رسم مشروع إستعماري جديد للمنطقة العربية،يقوم على إعادة انتاج سايكس – بيكو جديد يقسم المقسم ويجزء المجزء ،من اجل خلق كيانات إجتماعية عربية هزيلة على حدود وتخوم المذهبية والطائفية،بحيث تبقى الهيمنة الإستعمارية على المنطقة العربية لمئة عام قادمة،بما يحتجز تطورها وينهب خيراتها وثرواتها ويمنع توحدها،ويضمن بقاء دولة الاحتلال الصهيوني متفوقة وصاحبة اليد الطولى في المنطقة، "تعربد" وتبطش بكل من تسول له نفسه شق عصا الطاعة والتمرد على المشاريع الإستعمارية في المنطقة امريكية واوروبية غربية او صهيونية.
فلسطينياً الإنقسام يتعمق ويتشرعن وقيادات تتخبط وتفقد البوصلة والإتجاه،لا رؤيا ولا برنامج ولا استراتيجية موحدة ولا أفق يلوح في الأفق لإنهاء الإنقسام،بل نشهد حالة من التحريض الداخلي والحقد على بعضنا اكثر من التحريض والحقد على الإحتلال،ومشاريع تصفية المشروع الوطني والقضية،تزداد كثافة وبمشاركة عربية وإقليمية ودولية،حيث وضعنا الداخلي الفلسطيني المنقسم على ذاته،وحالة الإنهيار العربي والإرادة الدولية المعطلة،كل ذلك يشكل فرصة تاريخية نادرة لأعداء شعبنا الفلسطيني،من اجل الهجوم والإنقضاض علينا،فهناك ما يسمى بالمؤتمر الإقليمي الذي عقد في باريس،والذي نجحت أمريكا في فرض الجدول الإسرائيلي عليه،حيث لم يجر التطرق لحقوق شعبنا وإنهاء الإحتلال،بل أعاد التأكيد على المبادئ العامة،وبأن الشعب الفلسطيني فقط يحصل على حقوقه من خلال المفاوضات،هذه الماراثون المستمر منذ عشرين عاماً،ولم يفض الى تحقيق أي من حقوق شعبنا،بل كان وسيلة للتغطية على ما يقوم به الإحتلال من إجراءات وممارسات بحق شعبنا،وفي مقدمتها "غول" الإستيطان الذي يبتلع الأرض،وفي القطاع يجري الحديث عن حلول مؤقتة وهدنة طويلة برعاية إقليمية،تشطر بشكل نهائي المشطور من الوطن.
ما يحصل من تطورات ومتغيرات في المنطقة ستنعكس تداعياتها ونتائجها على قضيتنا الفلسطينية سلباً او ايجاباً،وهذا يتطلب حتى نستطيع التجديف في هذا البحر المتلاطم وقيادة سفينتنا الى بر الأمان،ان نتوقف عن حالة العبث والتجريب في المشروع الوطني عبر اللاهث المستمر خلف مشاريع ومبادرات،عنوانها الرئيس إدارة الصراع وليس حله وتصفية حقوق شعبنا،وان نعمل على ان يكون هناك قيادة مبدعة خلاقة قادرة على إدارة الصراع وفق مصالح شعبنا العليا،وهذا يتطلب قيادة جماعية تعبر عن نبض شارعنا وآمال وطموحات شعبنا الفلسطيني،وهذا غير ممكن في ظل إنقسام مستمر،وقيادات تقود الإنقسام وتريد ان تقود إنهائه،والشعب الفلسطيني ليس بعاقر حتى يلزم بان تكوم مؤبدة في قيادته.
نكستنا وهزائمنا ستبقى مستمرة،في ظل وضع لا نتوحد فيه ولا ننهي إنقسامنا ولا نوحد رؤيتنا وبرنامجنا وإستراتيجيتنا وقياداتنا وعناويننا،فالمشهد السياسي من حولنا مضطرب والمنطقة تقترب من لحظة الحسم الكلي،وتحتاج عمق بصر وبصيرة منا،لا ان نبقى في ظل الحركة،يرسم مصيرنا الطامعين في حقوقنا ومستقبلنا.

القدس المحتلة – فلسطين
5/6/2016
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة في ثورة
- المبادرة الفرنسية....تنازلات قبل البدء
- مبادرتان ل -سلم دافىء- مع -اسرائيل-
- -اسرائيل- ......حكومة للبلطجية والزعران
- في الذكرى المئوية لاتفاقية سايكس – بيكو
- في فعاليات ذكرى النكبة
- اختراق الوعي....والمال المشروط
- معركة حلب ....ستحدد الإتجاه والوجهة
- في ذكرى عيد العمال العالمي ... إستغلال مستمر
- السلم الأهلي والمجتمعي......وحماية النسيج الإجتماعي والوطني
- منطقة .....وأربعة مشاريع
- القدس... حرب إستنزاف ومعركة كسر عظم
- أيها المقدسيون ....أوقفوا حفلات التكريم
- تحرير تدمر ...تطور محوري في الأزمة السورية
- هجمات بروكسل ...... و-النوم في حضن الشيطان-
- المبادرة الفرنسية ...لا تستهدف حل الصراع،بل استمرار ادارته
- جامعة الدول -العربية-...في أرذل سنوات العمر
- اغلاق -فلسطين اليوم-....استهداف للإعلام المقاوم
- احمد سعيد ....الصحاف....الجبير
- تجار البلدة القديمة في القدس...معانيات وهموم


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ليست نكسة،بل هزيمة كبرى بإمتياز..؟؟