ارهاب الدولة

عدنان الأسمر

الحوار المتمدن-العدد: 5206 - 2016 / 6 / 27 - 13:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اعلن مدير المخابرات المركزية الامريكية مؤخراً ان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة (60 دولة ) فشل في مكافحة عصابات الارهاب وهذا يستدعي الحديث عن ارهاب الدولة فبعض المنظمات الدولية تعرّف الارهاب بأنه العنف بهدف القتل ضد أربعة اشخاص فأكثر شريطة أن يكون بدافع فكري أو مذهبي أو سياسي وخاصة التعصب الديني الناتج عن انحرافات مذهبية وفقهية علما أن بعض المدارس الفكرية تقسم التدين الاسلامي الى : التدين العقلي المعرفي ،التدين العاطفي الانفعالي ،التدين السلوكي ،وان ممارسات العصابات للإرهاب باسم الاسلام هو نتاج ارتباطها العضوي بمراكز وأجهزة اقليمية ودولية وليس نتاج قوتها الذاتية علماً أن الاسلام الحنيف بريء من ممارساتهم الاجرامية ويلاحظ ان العمليات الارهابية في المنطقة العربية على خلفية مذهبية وطائفية قد تزايدت بشكل غير مسبوق بعد الاحتلال الامريكي للعراق وممارسة ارهاب الدولة المتمثل بالتمرد على احكام القانون الدولي العام والقانون الدولي الانساني والاتفاقيات الدولية والمعاهدات الخاصة باحترام حقوق الانسان وسيادة الدول وعدم حل النزاعات بالطرق العسكرية ،وخير دليل على ذلك تقدم 51 دبلوماسي أمريكي بمذكرة الى وزير الخارجية الأمريكي يطالبون فيها الادارة الأمريكية بالتدخل العسكري لإسقاط النظام السوري وفي نفس التوقيت أعلن وزير الخارجية السعودي أن بلاده تطالب بفرض مناطق حظر طيران وتسليح المعارضة بصواريخ ارض جو وهم على اتم الاستعداد للتدخل العسكري وإسقاط النظام السوري فهذا هو ارهاب الدولة بالمفهوم العلمي والسياسي فالدولة التي تمارس الارهاب هي تقوم بجرائم ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية وتنتهك كل المواثيق الدولية وتقوم بدور دولة مارقة تشكل محور الشر ضد الانسانية وهي التي تستخدم ادوات تكفيرية اجرامية لتنفيذ سياساتها فالمراقب لحجم الجيش العراقي وتشكيلاته الزاحفة نحو مدينة الفلوجة أو يتابع العمليات الحربية في منبج والشمال السوري يمكنه الاعتقاد أنها حرب جيوش ضخمة أشبه بإنزال النورماندي او معارك العلمين او حصار ستالين جراد فالإرهاب بشكليه ارهاب الدولة أو العصابات التي هي أدوات دولة الارهاب هو بمثابة ابادة للجنس البشري وتفكيك الدولة وتجزئتها وخلق ظروف الانقسام الداخلي الى أمد طويل.

#عدنان_الأسمر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات