|
فضائية روج الكردية - شهادة لابد من الإدلاء بها....!
إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1398 - 2005 / 12 / 13 - 11:08
المحور:
الصحافة والاعلام
للمرة الرابعة ، منذ مطالبة السلطات التركية بإغلاق فضائية - روج – أحاول الكتابة عن هذا الموضوع ,عبر مقال خاص ، بعيدا عن تدبيج أي بيان ، يتلاشى فيه الرأي الشخصي ، ليكون رأيا عاما ،إلا أن – الحالة الصحية و النفسية - التي أمرّ بها ،منذ أشهر تقف جدارا ًمنيعاً ، يحول دون ذلك ،كي أترك جانبا ًكل مسوّدة اكتب فيها ما أريد ،وهو – موضوع آخر – سأتطرق إليه في أقرب مقال قادم ، إن شاء الله ، أبد و خلاله منسجماً ،قادرا ًعلى الكتابة، بالشكل الذي أريد ! . ولعلّ الدافع الأقوى للكتابة عن - فضائية روج – ليس فقط ، لأن أصدقاء أعزاء لي يعملون في هذه الفضائية ، بل وليس مشايعة لكردية صرفة ،تدفعني ، للكتابة في هذا المنحى.، فحسب
،مادام أن هناك – قيامة شوفينية – بأكثر من لغة ومأرب ، ضدّ هذا الشعب ، الذي لا يريد هؤلاء رؤيته يتهجّى حريته ، وعلمه ، وليس جريرت(ه) وألمه ! . وحقيقة ، علاقتي الشخصية مع هذه الفضائية تعود إلى فترة جد قصيرة، قياسا ً إلى عمرها ، حيث ارتفع الخطّ البياني لهذه العلاقة بيننا ،على أجمل صورة ، أثناء - انتفاضة قامشلي - حيث انه ولمجرد إعلان" إذاعة دمشق" عن وقوع ضحايا ضمن الملعب، أثناء مباراة الفتوة والجهاد الأكثر شهرة ( وهو ما تأكّد للملأ في مابعد أنه لم يكن صحيحا ) حتى سرعان ما اتصل بي صديقي - دخيل شمو- يستفسر منّي عما حدث ،لأدلي بأول حديث إذاعي بوساطة برنامجه الإذاعي الكردي حول الانتفاضة كما أسميها الآن،( وهي أولى متابعة للحدث ) وكي يتصل بي المذيع في القسم الكردي في فضائية – روج – ويكون حديثي هذا ، أول اتصال حي ّ- أيضا ُ- لهذه الفضائية بعيد أصداء الطلقة الأولى التي أمر محافظ الحسكة بإطلاقها ، ضمن حسابات خاصة به ،أكّد رئيس الجمهورية د. بشار الأسد كذبها ، في أكثر من مقام ، وكان لي شرف التغطية الإعلامية الأولى للانتفاضة ، ليتتالى في ما بعد عشرات الشباب الكردي قي سوريا ، ليغطّوا بأدوارهم هذا الحدث إعلاميا ، منهم باسمه الصريح ، ومنهم من سيعمل كالجندي المجهول ، من وراء الكواليس ، بحسب مظنتي ، طبعا .. ! ......
أعرف أن دور - فضائية روج – آنذاك ،دون في ضمير كل كردي حر ،وأن كادرها لم يهدأ له بال ، ولم يستقر له حال – طوال هاتيك الأيام المحرجة والحساسة بل والامتحانية - ما دام إن أسلحة القتلة موجهة إلى النحور والصدور والظهور ، تستهدف الكردي ، في اسمه ، وانتمائه ، ورائحته ،أو روحه ، أو تقوده إلى غياهب الزنزانات والمنفردات ، بغرض نشر الذعر ، وبث الهلع ، وكسر ! شوكته ، حتى لاتقوم له قائمة ، بحسب مواثيق التآمر ... ! ولعل ّ أقوي شهادة شخصية ، أصرح بها عن "روج" هنا ، هي تلك التي رواها لي أحد طلابي وهو في إحدى الجامعات السورية ( وسأتحدّث هنا عن القسم المتعلق منها بهذه الفضائية ) –إذ بين وببراءته الصادقة أن أيّ تصريح – عبر هذه الفضائية – ومن خلال المداخلات والاتصالات الحية ، كانت تدبّ الحماس في نفسه ، ونفوس زميلاته وزملائه الطلبة ، أينما كانوا ، وتشعل فيهم أتون الحماس ، وراح يسترسل في حديثة ، بأكثر ، ممّا لا يتحمّل المقام إيراده ..! إن ما قامت به الأجهزة الأمنية ، التي تفردت - آنئذ – بتوجيه دفة الأمور ، هي محاولة تحطيم روح الكردي ، ومعنوياته ، لأنه قد أكد من جهته أن ما قام بعض العفالقة بالتخطيط له ، منذ 7 نيسان -1947- و8اذار- 1963- وما بعدهما من محطات أخرى، غير كافية لتدجين الشارع السوري ، والكردي بشكل خاص ، بالصورة التي أرادها الحاج ميشيل عفلق ، وقد ذهب ذلك كلّه- في ومضة عين – أدراج الرياح ، من خلال كسر الكردي لقمقمه ، والوقوف على رجليه ، وهو أعزل في مواجهة القبضة الحديدية ، والرصاص الممنوع دولياً ، وهو ما يعرفه كلّ حاقد كان آنئذ يضغط بإصبعه الآثمة على الزناد ، ليحصد أرواح الشباب الكردي ، بيد أن مخطّط حفنة من- القتلة – مني بالفشل الذر يع ، وكان للإعلام الكرديّ ، دوره الملموس ، في إجلاء حقائق الأمور ، وفضح أبعاد المؤامرة، وصون العزيمة الكردية ، في أروع صورها ، أجل ، هنا تحديدا ً، لا يمكن نسيان دور هذه الفضائية ، في كل ذلك المعمعان ، فهي ، قد كانت الأكثر حضورا ، ومتابعة ، حيث أبصرها القاصي والداني، متخندقة بثبات الجندي المؤمن برسالته في الصف الأول ، جاعلة من - الانتفاضة - مشروعها الرئيس في تلك اللحظات الأكثر حرجا، طبعا إلى جانب - مواقع الانترنت – الكردية" الباسلة" المعنية بالشأن الكردي في سوريا . وإذا كنت ، هنا ، أركّز على دور هذه الفضائية وإعلامييها -مع أن كثيرين من الكرد وأصدقائهم ، عملوا بدأب من خلال منابرهم الخاصة ، فلأن هذه الفضائية ، تواجه الآن ، تكالبا شرسا من قبل – سلا لات الفكر الأتاتوركي - الفاشي - وكلّ من ناصرهم ، ممن لهم مصالح في المنطقة ، ولا يجدون مناصا نتيجة قصور الرؤىوالرؤيا– في هذا الوقت الراهن – من تجاوز البلطجي الكمالي في المنطقة . ولعلي ، لن أنسي البتة ، كيف أنني – أثناء زيارتي الأخيرة إلى كردستان - العراق – عدت من بوابة – إبراهيم الخليل – ووجدت أن البوليس التركي يتعامل بكل فاشية مع أيّ كتاب ، أو هدية احملها في حقيبتي ، عليها صورة "العلم الكردي" الذي رفعه عاليا في مهاباد القاضي محمد ، يرميها أرضا ،وثمة حقد دفين ، يغلي في صدري ، ودموع منبجسة من كلتا عيني ، لأعلم كم أن للرجل أضرابا من الحاقدين ،نعاني منهم- في ظهرانينا - في أربعة الأجزاء الأخرى من كردستان- مقابل مالنا من أصدقاء في ذروةالإنسانية - ، كي أترك كل تلك الهدايا والكتب أرضا ، يرميها السفلة في أقرب محرقة ، أو حاوية قمامة ! واعتقد أن هذه الفضائية التي تشرع أبوابها ، على مصاريعها لكل ما هو وطني ، أو قومي ، لها الحق في الوقت نفسه على كل المثقفين الأحرار عربا وكرداوأصدقاء أحراراً من كل أنحاء المعمورة ، لمناصرتها، وهي في هذه المحنة ، وعلى أمل أن تستمر في خدمة دورها الإعلامي ، بل والثقافي الكرديين ، بعيدا عن أية حزبية ضيقة ، مذمومة ، بات الكرد ينبذونها – أنّى كانت – إذا لم تكن بوابة لترسيخ الأخوة الكردية الأبهى ، أو غدت عائقا أمام أي تواصل كردي – وهو ما بات يصطلح له ب: الكردايتي ، الآن ، في مواجهة أي تشرذم مقيت ...
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محافظ الحسكة يوقع ولا يعرف .....!
-
محافظ الحسكة يوقع ولا يعرف......!
-
2-2 كمال مراد... وداعاً.
-
كمال مراد وداعا ً....!
-
البلشفي الجميل كمال مراد يرحل مبكرا ً
-
من المستفيد .. من التضييق على هذا الكاتب؟
-
لننكسر أقلامنا......... محاولة لإغلاق آخر نافذة أمل إعلاميّ
...
-
جينوسايد في كردستان إيران ........!نداء إلى الضمير العالمي:
...
-
من ولد الطايع إلى الولد الضائع
-
عاجل جدا ً..إلى السيّد وزير الكهرباء وكلّ من يهمّه أمر مكافح
...
-
اعتصام سلمي ّ .. على طريقتي الخاصة...!
-
ملالي إيران و أبجديةالنار والحديد
-
د.سليم كبول وأسئلة هادئة جدّا ً.......
-
د.سليم كبول وأسئلة هادئة جداً..
-
عاش الفساد..!
-
فنجان قهوة
-
عاجل جدا ً إلى الحركة الكردية في سوريا :نحو مجلس وطني كردي!
-
حفلة سمر كردية...من أجل 5 حزيران 2/2
-
الشيخ الشهيد بين مؤامرة السلطة وطعنات الاهلين
-
خطوة متأخرة جدا ً وناقصةإعادة الجنسية إلى الكرد السوريين الذ
...
المزيد.....
-
حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
-
كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
-
16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
-
اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
-
الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم
...
-
إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض
...
-
أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
-
لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
-
كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
-
موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا
المزيد.....
-
مكونات الاتصال والتحول الرقمي
/ الدكتور سلطان عدوان
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
المزيد.....
|