إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1277 - 2005 / 8 / 5 - 09:19
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لا يخفى على أحد البتة،أن أحداث 12 آذار التي انطلقت شرارتها الأولى من ملعب مدينة القامشلي ، بعد أن أمر محافظ الحسكة السابق د.سليم كبول بإطلاق النار على المواطنين العزل ، كي يقضي نحبه عدد من الشباب ، ويتكرر مثل هذا في صباح اليوم التالي 13 آذار أيضاً،عندما تشيع جثث شهداء اليوم السابق ،ويبدأ بالتالي مسلسل الاعتقال ، والتعذيب حتى الموت ،وهو ما أصاب "الوحدة الوطنية في الصميم" دون أن تهدأ النفوس حتى الآن ، لأن المؤامرة تجد – باستمرار – من يرعاها لخدمة مآربه!
وها نحن نجد الآن ، في محافظة طرطوس ، التي عين فيها د.سليم نفسه محافظاً ،استمرار آلة النخر المؤلم في الوحدة الوطنية ، بدءاً بأحداث – القدموس – ومروراً بقمع المعتصمين في – الخميس الوطني – في طرطوس والذين تم ضربهم من قبل قوات حفظ النظام في 28/7/2004
ورمي العلم الوطني من قبلهم أرضاً ، واعتقال ستة شيوعيين من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين – وهو حزب خارج الجبهة الوطنية التقدمية ، طبعاً ، أطلق سراح معتقلة من بينهم وهي الرفيقة ميليا الدروبي – ولما يزل البقية معتقلين حتى الآن...!
طبيعي ، إنه من حق أي مواطن سوري ، أن يسأل ،وهو يتابع مثل هذا النخر الذي لا يمكن السكوت عنه في محافظتين سوريتين ،دون غيرهما ،وأن ما جرى في كلتا المحافظتين ، تم في عهد محافظ واحد ، لم يتم فتح – ملفه – رسمياً ، حتى الآن ،في المحافظة الأولى التي شهدت – في عهده – بل وبرعايته أفظع خدش في الصف الوطني ، في تاريخ سوريا على الإطلاق ،وإن كانت أسباب كثيرة غير مباشرة كونت – وعلى امتداد عقود..
ذلك الاحتقان الذي كان يتأزم ،يوماً بعد يوم ،بدلاً عن معالجته ،بما يخدم مصلحة الوطن،ولعل فتح الملف – الآن – بعيد كل ما يجري في طرطوس ،يمكن أن يقودنا إلى استنتاجات واضحة ..!
ولعلي ،كأحد أبناء – محافظة الحسكة – التي كانت مسرحاً لهذه الأحداث المؤلمة ، التي تركت شرخاً كبيراً في حياة أبنائها ،بل وكأحد الشيوعيين السوريين،أجد أنه من حقي،في أقل تقدير ،أن أرفع صوتي قائلاً:أولا يستحق كل ما تم من انتهاكات لحقوق المواطنة في سوريا – على يد هذا المسؤول – التوقف ، والمساءلة،وبعيداً عن الحصانة التي تترجم – عادة – إلى درجة السكوت عن انتهاكات كبرى ضد المصلحة الوطنية في سوريا
ها أنا ألقي أسئلتي فقط.
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟