ثنائية الوطن و الانسان

إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1184 - 2005 / 5 / 1 - 12:04
المحور: ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار
    

غدا عيدك يا بابا ......!
تقولها طفلتي الصغيرة وهي ترفل في ربيعها التاسع لتطلب مني أن أفي بوعد قطعته على نفسي ليله عيد نوروز وأنا أسرد لها قصة البطل كاوا
والطاغية زهاك , على ضوء اللهيب الأزلي المتصادي في الشموع التي نشعلها معاً .....
كي أحاول أن أصوغ ـــ الفكرة ــ في حكاية مشوقة , متحدثاً عن العامل الذي يقدم لنا كل شيء , وكيف انه كان يستغل , إلا أن هبّ في وجه رب عمله في شيكاغو , واختلط عرقه بدمه , كي يحصل على مطالبه , ويكسر قيود الرأسمالي .
تشتعل أسئلة طفلتي الصغيرة , وأنا أحاول أن أجيب عليها واحداً تلو الآخر محافظاً كمرب وكأب ـــ على أكثر من مكون في المعادلة الإنسانية , إلى أن تستطيع ضم هذه القصة إلى جانب قصص كثيرة عن البشمركة الكردي ــ والجبل ــ وكاوا ــ والكثير من قصص الفلكلور الكردي والإنساني
غداً عيدك يا بابا ....!!
تقبلني طفلتي آخر العنقود , كي تلوذ بسريرها , بعد أفضل وجبة روحية تلقتها , فتتركني أنا الآخر , لأتذكر أول عيد للعمال شاركته مع الشيوعيين , ممن سأغدو رفيقاً لهم ــ في ما بعد ــنخرج معاً إلى أحضان الطبيعة , نشارك العمل عيده , حيث كان لذلك أكثر من دلالة في زمان كانت ــ السلطة ــ لا يروق لها إلا أن تحتفل بحفنة أعيادها المفروضة علينا , ويلاحقنا عسسها ومخبروها في كل نوروز ــ أو في هكذا يوم ــ يحصون كل شاردة وواردة , بل لكي يدفع بعضنا ضريبة مشاركة كهذه , لتستمر طوال عمره , ولعل عدم تثبيتي على أساس شهادتي الجامعية حتى الآن . كان نتيجة موقفي الوطني والإنساني , وهو ما سأظل أفخر به طول عمري , مادمت لم أجن في حياتي" ثروة "غير مثل هذه الأوسمة التي تغيظ الحساد وتبهج المحبين ... !
أعد العدة , كي أخرج صباحاً ــ أنا وأسرتي الصغيرة
نشارك الشيوعيين السوريين ، بل شيوهيي العالم – في هذا العيد , تأكيداً علىان – الفكر- ليس قميصاً يمكن خلعه , واستبداله بآخر , وإن كنت ممن لا يتعاملون مع هذا الفكربمكانيكية معينة , منذ بداية وعيي , وهل أدل على هذا انني أحد هؤلاء الذين راحوا يفهمون خصوصيتهم – الوطنية– والقومية – في ضوء هذا الفكر النير , ولا أقول : الحزبي – المنحط عند كثيرين منا بكل أسف
وكل عام وانت وانت بخير أيها العامل الجميل....!1

#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل