إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1156 - 2005 / 4 / 3 - 11:55
المحور:
حقوق الانسان
اتصل بي صديقي مسعود – الأسطورة في وفائه – قائلاً:
أو سمعت الخبر؟
- ماذا ؟
- لقد أطلقوا سراح معتقلينا من السجون
- أو صحيح هذا؟
- أجل؟
لا أدري أية حالة تعرضت لها وأنا أسمع هذا الخبر، الذي طالما انتظرته مع
سواي،فسالت دموع غبطة من عيني ، وأحسست أن حديقة كلام غصت في حلقي،وكأنها
ولادة قصيدة لما تكتب ...
أطلقت صرختي- عالياً - أمام أسرتي لقد أطلقوا معتقلينا! وعلى الفور ،وجدت
أصابعي تنقر أرقام هاتفي المحمول ، لأتحدث إلى صديقي عبد السلام داري، وهو
هناك وراء قضبان السجن،أتأكد منه عن صحة هذا الخبر الجميل..
- مبروك !!
- مبروك!
أحسست أن حالة مشابهة تعرض لها صديقي ،أبو دارا ، سألته بعض الأسئلة السريعة
، فأجابني بحماس طفولي ، وهو يعد –أغراضه – كما طلب منهم، لينطلقوا في تمام
الساعة السادسة مساءً، متوجهين إلى مدينة الحسكة ، لقد كان حديثه مختلفاً عن
حديث مكالمة ليلة أمس التي تمت بيننا ....
على الفور ،توجهت إلى جهاز الحاسوب ، جلست وراءه،لأعد خبراً سريعاً بهذا
الخصوص، كبشرى إلى كل عشاق الحرية في كل مكان ، وعلى أمل أن يتم إطلاق سراح
كل سجناء الرأي في الوطن...
على الفور قلت في نفسي:
لكم كان رائعاً لو تمت محاسبة مجرمي مجزرة 12 آذار، وتقديمهم إلى محاكم
ميدانية ، أياً كانوا،كي تكتمل الفرحة، لا سيما وأن فضيحة – هذه الأحداث باتت
معروفة لدى الجميع ، ولما يزل القتلة دون محاكمة،بل أنهم يرتقون في سلالم
المسؤوليات ،يوماً بعد آخر...
جميل أن يطلق سراح كل هؤلاء الشباب الكرد ، ولكن ، تعالوا نسأل :
لم سجن هؤلاء أصلاً...؟
ويشتعل فتيل الأسئلة والحلم، لأمضي بتفكيري بعيداً،وأتذكر الضريبة التي دفعها
هؤلاء السجناء وذووهم خلال أكثر من عام ، بل وماذا عن كل شهدائنا الذين لا
يمكن لأي مرسوم – أياً كان صاحبه- إعادتهم إلى الحياة...! ؟
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟