أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إبراهيم اليوسف - الكرد وسوريا















المزيد.....

الكرد وسوريا


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1163 - 2005 / 4 / 10 - 12:15
المحور: القضية الكردية
    


ردّاً على تخرّصات بعضهم ممّن يرون أنّ الكرد السوريين " ضيوف على المنطقة "!!
: اكتشاف أقدم قبر في الجزيرة لرجل دين ولد قبل ألف عام.!....
إبراهيم اليوسف

لعلّ الحدث الأكثر إثارةً -هذه الأيام- في منطقة الجزيرة ، والذي برز ليواكب بل
ربما حتّى ليطغى على تكهنات الناس حول فوز المرشّحين للدّور السابع لمجلس الشّعب
في سوريا ، هو اكتشاف قبر أثريّ يعود إلى أكثر من ثمانمئة عام ..!
.بدهيّ ،إنّنا اعتقدنا أنّ كلّ ما يقال بصدد هذا الموضوع ضرب من الإشاعات التي تنتشر
عادة ًبسرعة البرق في ظلّ ظروف معينة . إلى أن مضينا إلى القرية التي تمّ اكتشاف
هذا القبر الأثري فيها ، لنقف على حقيقة الأمر.
نحو قرية العابد:
قرية "خراب العبد" التي علمنا أنه تم اكتشاف القبر الأثري فيها ،كانت معروفة
بالنسبة إلى مراسل الجريدة ،فهي تقع على بعد حوالي /45/ كيلو متراً جنوب شرق
القامشلي ،بل تحديداً على بعد مسافة قليلة غرب جنوب مخفر "طويل"المعروف.
في الطريق إلى القرية – وبرفقتي المصوّر- التقطنا جوانب من أحاديث ركاب الحافلة العامة التي نقلتنا ، لا سيّما وإننا لا نحمل في جعبتنا إلا معلومات قليلة تكاد ألا تشفي الغليل . فمنهم من كان ضفي هالةً قدسيةً على هذا القبر الموغل في القدم،ومنهم من يتكهّن بالتعرف على حقيقة أمر شخص صاحب القبر ،ومنهم من أكّد أن القبر قد أصبح مزارا ، منذ أن اكتشف منذ أسبوعين فقط،ومنهم من أكّد لنا بأنّ كثيرين من المعنيين بقضايا الآثار،وغيرها ،قد زاروا القرية
،وتفحصوا هذا الأثر مليا، دون أن يعرفوا كنه الواقع ، ويقولوا الكلمة الفصل
في حقيقة الأمر.
همس في أذني أحد الركاب:ربّما تصبح القرية ذات شأن?!....
وتحدّث آخر بصوت عال: لعلّ هذا التلّ كسائر تلال المنطقة ينطوي على أسرار كثيرة.
قاطعه آخر: لكنّنا نخاف من العبث بمقابر موتانا... بيد إنني ، وبدافع الفضول
الصحفي ، كنت أودّ لو أن الحافلة تختصر المسافة ، والغبار، وضجيج الركاب، لأقف
على حقيقة الأمر،لا سيّما وإنّني أعدّ نفسي واحداً ممّن يعنون بتاريخ الحضارات
المتعاقبة على منطقة الجزيرة ، قبل عياض بن غنم.. وبعده أيضاً ،ومسكون بهاجس
إزالة الغبار المتراكم حول حقائق دفينة في تلال المنطقة ، وأعماق أرضها الخيّرة
التي لو نطقت لقالت الكثير!...
فور وصولنا إلى تخوم القرية ،أشار أحد الركاب، الذين أدركوا اهتمامي الكبير
بالموضوع بأننا قد وصلنا القرية ، فبدأ يلوح أمام عيني منظر تلّ صغير ..
متوسط الارتفاع ، طالما رأيته مراراً من قبل ، بيد أنّ الغريب الذي لفت نظري
هذا اليوم هو وجود أعداد غير قليلة من الناس المتجمهرين في الزاوية الشمالية
الغربية من هذا التل?! ...وقفت الحافلة قرب المقبرة ، ونزلت أنا والمصور، سلمنا على من كان هناك ،نساءً ورجالاً، جاؤوا في يوم الجمعة للتبرّك بهذا المزار...!!أول ما لفت نظرنا في هذا القبر : طوله غير العاديّ ...!، حيث يبلغ ثلاثة أمتار وخمسة وسبعين سنتيمتراً ، كما قال لنا أحد المتبركين بهذا القبر الذي غدا مزارا . وحين طرحنا سؤالاً عليهم: ترى ، كيف اكتشفوا هذا القبر..؟ أجابونا: إنه منذ أسبوعين توفي شاب في الخامسة عشر من عمره اسمه هوزان عدو(نكتب اسمه استجابة لإلحاح أبيه)وبينما بدؤوا بحفر قبر له ،تفاجأوا بوجود الشاهدة
الشرقية على بعد سبعين سنتيمتراً ،لا أكثر ، ودفع الفضول أهالي القرية للبحث عن
الشاهدة الأخرى، فعثروا عليها دون كثير عناء. سألنا الأهالي: هل نحن من جماعة الآثار أيضاً؟
فأجبنا بأننا "صحافة"..
التقطنا صورة للشاهدة الغربيّة التي توضع عادةً عند رأس الميت – بحسب الشريعة
الإسلامية – وبدت لنا بسهولة عبارات مكتوبة بخط رقعي ...جميل...وواضح : صورة
طبق الأصل عن الشاهدة الأولى الموضوعة في جهة الغرب: بسم الله الرحمن الرحيم/
هذه تربة الشيخ الزاهد العابد موسى الباجلي رحمه الله عليه/ (..) على من ترحم
عليه / كتب سنة خمسة وتسعين وخمس مايه .ملاحظة :يه هنا تعرضت لشيء من الخرم.
وجاء على الشاهدة الشرقية: بسم الله الرحمن الرحيم / هذه تربة الشيخ الزاهد
العابد موسي (بتنقيط الياء على الطريقة الكردية) الباجليّ /وقد عاش ماتي سنة/
فرحم الله من قرأه/ وترحم عليه /وقد كتب سنة خمسة وتسعين وخمس مايه.
ويمكن أن نقدم على عجالة استنتاجات أولية:
- إذا كانت معركة حطين قد بدأت في 16 ربيع الثاني 583ه أي 1187م فإن المتوفي
شهد هذه الواقعة . وتوفّي بعدها باثني عشر عاما،بل إنّه عاش قبل الدولة
الأيوبية . بوقت طويل
.-إنّ المتوفي من مواليد سنة 395 هجرية
ربما تكون نسبة الباجليّ هي الباجنيّ* على غرار تحوير الماردينيّ إلى الماردلليّ .
وباجن اسم قرية تقع في – جبال طوروس – بين" قرطمين" و"مزيد" في تركيا الآن.
كذلك أن نسبة باجل شائعة وبكثرة في – العراق – عموماً ثمة عشيرة إيزيدية في
كردستان تركيا معروفة ب"باجن"وقد تعني" جني الأب" بالكردية،وإذا صحت وجهة النظر
هذه ، فهي لتدل على أن التنقل بين منطقتي الجبل والسهل كان جدّ اعتيادي في ما
مضى من الزمان.
-إن هذا المتوفّي كان معمّراً وبلغ من العمر عتياً " مائتي سنة" ولم تتحدث كتب
التاريخ حتى الآن عمن عمر بعد الإسلام حتى الآن على هذا النحو..، بل إنه كان
من سكان هذه المنطقة التي كانت آنئذ مأهولة بالسكان ، وربما كانت عبارة عن
زاوية.....
-إنّ هذا الشخص، كان رجل دين ورعاً ،متميزاً، غير عاديّ ، ذا مكانة لدى من يحيطون
به، وهذا ما دعاهم للتدقيق في كتابة أهمّ ما يتعلق به، بل إن ذكر عبارة "عاش
ماتي سنة" يرمي إلى صفة بارزة حقيقية، ما كانت لتكتب لو لا استثنائيتها،وإن
هذا ما دعا تحديداً للتدوين على شاهدتيه المعتنى بهما جيداً ، والمتساويتين في
الطول والعرض والمادة الصخرية المعدّة منها، والكتابة جاءت عليهما وبخط
واحد... والاهتمام غير العاديّ بقبره الذي سطّح ولفّ بالقرميد المحكم.
-إذا كان القبر الشرعي معروفاً ، وإنه ذو مقاسات تتناسب جسد المتوفّي ، فإن هذا
يعني: أن طول القبر الذي يكاد يقارب أربعة أمتار – كما أكّد ذلك محمد نذير عبد
الله – إبن قرية قريبة يدلّ على أن طول الرجل غير عادي...!
-إنّ كتابة اسمه على إنه :" موسى" مرةً و"موسي" مّرة ًأخرى ينمّ عن – كردية الرّجل – بل
أن هذا الاسم شائع لدى الأكراد حتى الآن...
إن اسم قرية (خراب العبد) هو محّور عن الأصل "خراب العابد" وهذا ما يدل على
قدم "الأسماء الحقيقية" لقرى المنطقة...
وحقيقة ، إن هذا الحدث المهم ،سيفتح مجالاً أوسع أمام الدراسات المتخصّصة
بقضايا التاريخ والحضارات القديمة ، لا سيّما إذا عرفنا بأنّ اكتشاف حجر آخر
قرب القرية ، مزركش برسم ذي دلالة على سبيل المثال، لينمّ على أنه كان يتم
التعامل عبر رموز متداولة ، يمكن للباحث المتخصص فك رموزها وقراءتها. من أجل
كتابة تاريخ أقرب إلى الصحة والواقع**.
.................................................................................................................................
ملاحظات:
* كتبت هذه المادة في العام- 1998 ونشرت في جريدة طريق الشعب للحزب اليساري الكردي في سوريا،العدد ت283وذلك بعد أن رفضت نشرها صحف عربيّة عديدة
والتسمية- الآن- كما صرت أؤكّد- وعلى ضوء البحث الشخصيّ - هي البا جليّ تحديداً.......
** للأسف لم يتناول – في حدوداطّلاعي المتواضع-أيّ دارس كرديّ هذا الاكتشاف بغرض إغنائه، رغم مرور سبع سنوات على كتابتي المادة واكتشاف المقبرةّ...!
- تعرّض القبرلاعتداء آثم من قبل مجهولين- كما قيل لي - في صيف 2004- في فترة سفري إلى أوربا ولم تتم أية إشارة إلى ذلك إعلاميّاً!!؟
- طبعاً أقوم – هنا – بإعادة نشر المادة كما كانت- مضيفاً إليها بعض التعليقات- الطفيفة ، فحسب.. !



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يعفو عن من ؟
- وأي مرسوم يعيدهؤلاء الشهداء إلى الحياة؟
- موقع- سيدا- الأنترنيتي......شهيداً
- من داخل الملعب.....! 3/3
- سورة فرهاد
- 2-3- تفاصيل تنشر لأول مرة من داخل الملعب
- - تفاصيل تنشر لأول مرة من داخل الملعب-
- 12 آذار خلاصة التاريخ الكردي
- العنف احترازاً
- في جوانب من مغامرة الرحلة إلى أوربا- 6: د
- تفكيك الأعجوبة...في جوانب من مغامرة الرّحلة إلى أوربة مائدة ...
- في جوانب من مغامرة الرحلة إلى أوربة - 6:ب - أهواء وهوية :
- 6في جوانب من مغامرة الرحلة إلى أوربة
- في جوانب من مغامرة الرّحلة إلى أوربا -بين باريسين!..- 5
- مروان عثمان
- تفكيك الأعجوبة - في جوانب من مغامرة الرحلة إلى أوربة في مطار ...
- تفكيك الأعجوبة 2
- تفكيك الأعجوبة
- بدلاً عن دمعة :في رثاء الكاتب الكردي حمزة أحمد ....!...
- في خطوة .............. شوفينية..!مأمون الحلاق ……..و-جامعته


المزيد.....




- مسؤولون إسرائيليون: نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اع ...
- نتنياهو قلق من صدور مذكرة اعتقال بحقه
- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إبراهيم اليوسف - الكرد وسوريا